منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    من لسانيات الجملة إلى علم النص ـــ د.بشير إبرير- الجزائر

    أروى55
    أروى55


    عدد المساهمات : 235
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    العمر : 32

    من لسانيات الجملة إلى علم النص ـــ د.بشير إبرير- الجزائر Empty من لسانيات الجملة إلى علم النص ـــ د.بشير إبرير- الجزائر

    مُساهمة  أروى55 الخميس يناير 07, 2010 6:28 am

    من لسانيات الجملة إلى علم النص ـــ د.بشير إبرير- الجزائر B_bism





    من لسانيات الجملة إلى علم النص ـــ د.بشير إبرير- الجزائر
    يعد
    علم النص أو لسانيات النص فرعاً جديداً في علوم اللسان وعلاقتها بالبحث
    الأدبي الذي استثمر كثيراً مما توصلت إليه اللسانيات إن على مستوى منهجية
    البحث أو على مستوى النتائج، ويبدو ذلك جلياً في كثير من المفاهيم
    والمصطلحات اللسانية التي هيمنت على الدرس الأدبي وصرنا نقرأها في كتابات
    كثير من الدارسين للأدب أمثال: "ياكبسون" و"بنفينيست" و"باختين" و"بارت"
    و"كريستيفا"... والقائمة طويلة في هذا المجال.

    إن
    البحث في مثل هذه الموضوعات مهم جداً وليس من السهولة طرقه؛ لأنه يشكل
    وِرْداً تناصرت الهمم إليه وما تزال؛ فهو يجمع بين معارف عديدة وتخصصات
    يتظافر بعضها ببعض في تكوين الظاهرة النصية إن جاز التعبير.

    وبالرغم
    من اكتمال خصوصيات هذا العلم المميزة لـه عن العلوم الأخرى في بداية
    السبعينات التي تعد بدايته الحقيقية فإنه قد "استقى أكثر أسسه ومعارفه من
    علوم أخرى تتداخل معه تداخلاً شديداً؛ بحيث يمكن أن يشكل أدواته في حيرة
    تامة ثم تصب نتائج تحليلاته في هذه العلوم؛ فتزيدها ثراء وتكشف عن كثير من
    الغموض في مسائلها وقضاياها(1).

    وقد
    نتج عن هذا خصوصية أخرى مميزة لهذا العلم وهي صعوبة الاتفاق على مفاهيمه
    وتصوراته ومناهجه فصار الباحث يجد نفسه أمام كم هائل من المفاهيم
    والمصطلحات والتصورات النظرية التي يجهد نفسه لفهمها فيعجز أحياناً ويوفق
    أحياناً أخرى أو يبقى يراوح مكانه بين الشك واليقين؛ نظراً لكثرة منابع
    هذا العلم وتعدد المشارب المعرفية للباحثين فيه وعدم ارتباطه ببلد معين أو
    مدرسة محددة أو اتجاه بعينه(2).

    ولهذا
    اتخذ البحث فيه أشكالاً عديدة تبعاً للأسس التي استند إليها علماء النص
    المختلفون؛ فمنهم من اعتمد على اللسانيات البنيوية بمختلف اتجاهاتها ومنهم
    من اتخذ اللسانيات الاجتماعية منطلقاً له. يستدعي منا البحث في هذا
    الموضوع محاولة تحديد بعض المفاهيم المفاتيح كما نراها مثل: مفهوم الجملة
    والملفوظ والتلفظ والخطاب والنص ومحاولة تبيين الفروق بينها ومن خلالها
    محاولة رسم الحدود الفارقة بين لسانيات النص ونحو النص وعلم النص.

    1 ـ مفهوم الجملة:
    تأسست الدراسات اللسانية على مفهوم الجملة الذي يتميز بالتنوع والاختلاف حتى إنه توجد تعريفات عديدة جداً للجملة من ذلك ما ورد عن:
    1 ـ 1 ـ العلماء العرب:
    الجملة
    هي موضوع الدرس النحوي (3)، وهي أقل قدر من الكلام يفيد السامع معنى
    مستقلاً بنفسه سواء تركب هذا القدر من كلمة واحدة أو أكثر"(4).

    معنى
    هذا أن الجملة وحدة لغوية أقل من الكلام بغرض إفادة السامع معنى من
    المعاني يوجد فيها ويميزها عن غيرها من الجمل الأخرى، على أنه يوجد من
    يسوي بين الجملة والكلام مثل عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ) والزمخشري (ت
    538هـ) في المفصل (5).

    فقد
    صرحا بالتسوية بينهما وتابعهما في ذلك ابن يعيش (ت 643هـ) في شرح مفصل
    الزمخشري، ويوجد من يميز بينها وبين الكلام مثل الرضي الأستراباذي (ت
    686هـ) وابن هشام الأنصاري (ت 761هـ)؛ فالكلام عنده هو القول المفيد
    بالقصد والجملة عبارة عن الفعل والفاعل والمبتدأ والخبر وماكان بمنزلة
    أحدهما(6) ولم يفرق ابن السراج (ت316 هـ) كما يظهر من أصوله بين الجملة
    والكلام وإنما اعتبرهما مترادفين، بالرغم من تأكيده على أن الجملة هي
    النواة التركيبية سواء أكانت اسمية أم فعلية ناسجاً بذلك على منوال المبرد
    (ت 285هـ) في المقتضب الذي استخدم مصطلح الكلام والجملة مترادفين (7).

    لكن
    لابد من الإشارة إلى أن كلاً من المبرد وابن السراج في تسويتهما بين
    الكلام والجملة لم يفتهما أن يلتفتا إلى شرط الإفادة في الكلام وقد نص على
    ذلك ابن السراج عند حديثه عن المبتدأ والخبر بقولـه: "وإنما يراعى في هذا
    الباب وغيره الفائدة، فمتى ظفرت بها في المبتدأ وخبره فالكلام جائز، ومالم
    يفد فلا معنى لـه في كلام غيرهم"(Cool.

    وإذا ما عدنا إلى قبل هؤلاء إلى شيوخ العربية الخليل (ت175هـ) وسيبويه (ت 180هـ).
    فإننا
    لا نعثر علىمصطلح جملة في الكتاب يقول الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح:
    ((فهذا أمر غريب آخر ألا يوجد أي أثر للكلمة (جملة) في كتاب سيبويه وكذلك
    العبارة (جملة مفيدة) لا أثر لها في الكتاب. ولا نعثر على كلمة "جملة" بعد
    سيبويه إلا في كتاب المقتضب للمبرد ونرجح أن شيخه المازني هو الذي وضع
    المصطلح فإنه هو أول نحوي يستعمل كلمة "فائدة" بمعنى العلم المستفاد من
    الكلام وهذا المفهوم يعبر عنه سيبويه بكلمة "علم"....))(9).

    إن
    سيبويه يسمى الجملة "كلاماً" يحسن أن يسكت المتكلم عند انتهائه، لاستقلاله
    من حيث اللفظ والمعنى وتتأسس نظرته على التمييز الحاسم بين النظرة إلى
    الكلام كخطاب، أي باعتباره حدثاً إعلامياً يحصل في زمان ومكان معينين،
    والنظرة إليه كبنية، إن الكلام المستغني أو الجملة المفيدة هو أقل ما يكون
    عليه الخطاب إذا لم يحصل فيه حذف، يمكن أن يحلل إلى مكونات ووحدات وعناصر
    خطابية لكل منها وظيفة دلالية وإفادية كما فعل سيبويه في القرن الثاني
    للهجرة (10) ويفعله علماء اللسان في وقتنا.

    إننا
    إذا دققنا النظر في آراء سيبويه العديدة ومنها رأيه هذا في الجملة والكلام
    لوجدناه يكاد يتشابه مع الدراسات الحالية المهتمة بتحليل الخطاب ونحو
    النصوص وعليه فإن الكتاب ـ في حقيقة الأمر ـ ليس كتاباً في النحو والصرف
    والإعراب بالمعنى التقليدي؛ وإنما هو كتاب في التحليل اللغوي لعلوم
    العربية التي درسها سيبويه ((منطلقاً من مبدأ وصفي وتعليلي يشكل مع مبادئ
    أخرى الجهاز المفاهيمي للنظرية النحوية التراثية))(11).

    1 ـ 2 ـ البنية والنظام عند سوسير: f.de saussure
    تشتمل
    نظرية سوسير على مجموعة من المبادئ والاعتبارات العامة استخرجها من
    مشاهداته وتحليلاته لظاهرة التخاطب اللغوي وأداته التي هي اللسان وتتمثل
    آراء سوسير بصفة عامة في:

    ـ كيفية تحديده للعلاقة القائمة بين الدال والمدلول في الأذهان وفي الأعيان وبنائه بذلك نظرية للدليل اللغوي theorie du signe linguistique ـ. تمييزه الصريح بين اللسان langue كوضع تصطلح عليه الجماعة ويشترك في استعماله جميع أفرادها وبين الكلام parole كتأدية فردية للسان.
    ـ تحديده بناء على هذا لموضوع اللسانيات باللسان لا الكلام في ذاته من تأدية كل فرد لـه ومن كيفية استعمال مجموع الأفراد له.
    ـ توضيحه لمعنى الارتباط في قول العلماء: ((إن اللسان نظام systeme ترتبط فيه جميع أجزائه بعضها ببعض)).
    ـ تمييزه الفاصل بين نوعين من الدراسة: الزمانية diachronique والآنية synchronique (12).
    لقد
    رأى سوسير أن بإمكان اللغوي أن يصف اللغة وصفاً آنياً دقيقاً ويستند هذا
    على تحديد المادة اللغوية التي هي في مظهرها نظام منغلق لا علاقة لـه بما
    هو خارج عنه، وهو الأساس الذي قامت عليه البنيوية بأسرها. فاللغة عند
    سوسير نظام من الرموز بل إنها عدة أنظمة داخلية متشابكة يجمعها نظام كلي
    واحد يتسم بالتماسك والوحدة والمنطقية.

    ونشير
    هنا إلى أن فكرة اعتبار اللغة شكلاً وليس جوهراً لا تعني الفصل بين الشكل
    والمعنى كما قد يفهم؛ إنما المقصود تأجيل دور المعنى في التحليل اللغوي
    حتى يمكن إخضاع النتائج للتجريب ويتعلق ذلك بالمستويات الصوتية والصرفية
    والنحوية، أما إذا تعلق الأمر بالمستوى الدلالي فتختلف طريقة البحث
    باختلاف المداخل إليه.

    كما ذهب
    سوسير إلى أن الوحدات اللغوية التي تتحدد بالنظر إلى علاقاتها بغيرها من
    الوحدات الأخرى، فالوحدة اللغوية لا تتحدد بناء على جوهرها بل على الوظيفة
    التي تؤديها داخل النظام(13).

    لقد أقصى سوسير الكلام من دائرة اهتمام اللسانيين وأخرجه من منهج دراسته وركز بذلك على اللسان كوضع لا كاستعمال.
    إن
    مفاهيم سوسير ضرورية جداً من الناحية المنهجية لتشخيص الوحدات اللغوية
    ووصفها وتحديدها وتصنيفها وبيان طريقة اندراجها في نظامها إلا أن الباحث
    لا يمكن أن يتعدى بها هذا المستوى من الدراسة إلى تعليل تركيباتها في مدرج
    الخطاب؛ فكما يقول الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح ((لم يلتفت سوسير ولا
    البنويون الذين جاؤوا بعده إلى هذا المظهر الهام والذي منعهم من ذلك
    هواعتقادهم بأن كل ما خرج عن بنية الألفاظ المفردة ونظامها فهو راجع إلى
    الفرد؛ فالجملة مثلاً بما أنها تركيب لوحدات اللغة يقوم به الفرد فليس
    عندهم "لسانية" أي وصفية بل "كلامية" أي من جنس الأفعال الفردية لا من جنس
    المقدرات اللغوية))(14) وقد استمر هذا مع:

    1 ـ 3 ـ بلومفييلد وهاريس:
    فتعد "الجملة هي أكبر وحدة قابلة للوصف النحوي"(15).
    يرجع كثير "من الدارسين هذه المقولة إلى بلومفيلد bloomfied
    الذي أعد الجملة هي الحد الأقصى الذي ينطلق منه المشتغلون باللسانيات فهو
    يرى أن كل بنية نحوية هي قياس وأن دراسة اللغة تتمثل في إظهار مجموعة
    العناصر المكونة لتلك البنية التي يتعاطاها أفراد المجموعة اللسانية مما
    يؤلف قياسات تلك اللغة المستعملة؛ أي أن النحو علم تصنيفي هدفه ضبط الصيغ
    الأساسية في اللغة بحسب تواترها(16).

    إننا
    لما نقول: إن الجملة هي أكبر وحدة قابلة للوصف النحوي؛ فمعنى ذلك أنها
    تتضمن وحدات أخرى أصغر منها تدخل أيضاً ضمن الوصف النحوي مثل: الكلمات
    والحروف.

    إن النظرية اللسانية
    تقوم بتحليل اللغة باعتبارها مجموعة من الجمل كل جملة تشتمل على شكل صوتي
    وعلى تفسير دلالي، وقواعد اللغة هي التي تفصل التوافق بين الصوت والدلالة
    في الجملة ولذلك تسمى بقواعد الجملة باعتبارها الوحدة الأساسية في التحليل
    اللساني(17) التي توقفت عندها اللسانيات البنوية ولم تتجاوزها إلى وحدات
    لغوية أكثر منها ولذلك سميت بلسانيات الجملة.

    أما.ز.هاريس z.haris
    فيعد أول عالم لساني سعى إلى الانتقال من تحليل الجملة إلى تحليل الخطاب
    في كتاب ألف سنة 1952 بعنوان تحليل الخطاب، فهو كما يقول اللسانيون ـ أول
    من استعمل هذا المصطلح، وقد اتصف مذهبه بالاعتقاد؛ أن وصف اللغة هو وصف
    لموضع الألفاظ في الكلام مثل:

    أعطى الرجل الولد التفاحة
    أعطى زيد القط اللبن
    أعلم الصحفي الجمهور الخبر
    فمفردة
    "الرجل" و"زيد" و"الصحفي" من جهة، ومفردة "أعطى" و"أعلم" من جهة ثانية
    وكذا الشأن لمفردات "الولد والقط والجمهور" و"مفردات" "التفاحة واللبن
    والخبر" كل منها يندرح في فئة واحدة من أجل تكافؤ الموقع.

    وإذا
    كان هذا مهماً في الدراسة النحوية فإنه ليس بالأهم بالنسبة لتحليل الخطاب،
    لأن الخطاب نسق من الجمل وليس للجمل مواضع على مثل المواضع التي تقع فيها
    المفردات(18) لقد حاول هاريس أن يجد وسيلة تمكنه من تجاوز مستوى الجملة
    إلى وحدة.

    تحليلية أكبر منها، فنظر إلى تحليل الخطاب من زاويتين:
    تتمثل
    الأولى في دراسة العلاقات بين الثقافة واللغة وتتجاوز الثانية حدود الجملة
    إلى الخطاب وهي مسألة لسانية صميم وقف عندها هاريس دون الاهتمام بالزاوية
    الأولى التي تهتم بما هو خارج عن الخطاب وبذلك اقتصر عمله، شأنه شأن كل
    التوزيعيين ـ على ملاحظة الظاهرة اللغوية باعتبارها بنية مجردة من المعنى
    فعد الخطاب ((مجموع قواعد تسلسل الجمل المكونة للتعبير))(19).

    إن
    محاولة هاريس للسعي إلى إيجاد وسيلة تمكنه من تجاوز مستوى الجملة تندرج في
    إطار اللسانيات البنوية التوزيعية التي تعد الجملة وحدتها الأساسية في
    التحليل ـ وبذلك ظلت طريقة تحليل الخطاب عند هاريس وغيره من اللسانيين
    البنويين هي نفسها طريقة التحليل المطبقة في الجملة؛ لأنهم أبعدوا المعنى
    من دراستهم ورأوا دراسته من اختصاص علماء آخرين خارج اللسانيات وأن منهجهم
    يقتضي إبعاد المعنى من التحليل اللغوي؛ لأنه ظاهرة لايمكن مشاهدتها مباشرة
    ولهذا لجأوا إلى مشاهدة السلوك اللغوي وما يصحبه من أحوال محسوسة متأثرين
    في ذلك بالنظرية ا لتي كانت سائدة في الدراسات النفسية آنذاك وهي السلوكية
    (20). التي انتقدها التوليديون التحويليون بشدة.

    1 ـ 4 ـ الجملة في النحو التوليدي التحويلي:
    رائد
    هذا المذهب اللساني الأمريكي تشومسكي الذي رأى المناهج البنوية السابقة
    لـه منذ سوسير بالنسبة لأوربا. وبلومفيلد بالنسبة لأمريكا، مناهج وصفية
    بنيت على مقاييس دقيقة من أجل وصف آليات اللسان وصفاً علمياً دقيقاً وتعد
    من هذا الجانب قد حققت نتائج مقبولة مقارنة بالنحو التقليدي الذي كان
    يعتمد على المنطق الأرسطي وقد أفاد كثيراً من الفروع العلمية الأخرى مثل
    تعليم اللغات ومعالجة أمراض الكلام. غير أن هذه المناهج في رأي تشومسكي لم
    تعط أهمية للتفسير والتعليل؛فلم تفسر كيفية إدراك الكلام وإحداثه ولذلك
    فهي من هذه الناحية، فاشلة في نظره وبخاصة في دراستها للمستوى التركيبي
    الذي اهتمت فيه بالجزئيات ولذلك دعا إلى مناهج جديدة لتحليل المستوى
    التركيبي خاصة(21) واستطاع بذلك أن يحول المنهج اللساني من السلوكية إلى
    الذهنية أو أن يجعل الهدف من النظرية اللسانية التفسير والتحليل أكثر من
    الوصف والتقرير. وأن يؤسس الأسلوب الاستنتاجي التجريبي.

    لقد ركز تشومسكي على مايمكن أن يفعله المتكلمون باللغة لا على ما يقولونه.
    وإن
    الشيء المدهش والعجيب في نظره هو أن اللغة أداة خلق لا متناه؛ لأن التحليل
    اللغوي ينبغي أن يكون وصفاً لما تم قوله؛ وإنما هو شرح وتحليل للعمليات
    الذهنية التي تمكن الإنسان من التكلم بجمل جديدة لم تطرق سمعه قط(22)
    وأثرى البحث اللساني بمصطلحات ومفاهيم جديدة مثل: الإبداعية
    creativite والبنية السطحية structure de surface والبنية العميقة structure profonde والملكة والإنجاز competence et performance وهي مفاهيم كان لها بالغ الأثر في الدراسات اللسانية فيما بعد.
    وهذا
    ـ كما تقول خولة طالب الإبراهيمي ـ يفضي بنا إلى ((الحديث عن مفهومين
    هامين في النظرية التشومسكية حيث أنه يشترط في الجملة أن تكون سليمة من
    حيث تركيبها النحوي متماشية وقياس اللغة. والثاني مفهوم الاستحسان بأن
    تكون الجملة مقبولة من ناحية مناسبتها لمدلولات اللغة المعنية))(23) بحسب
    ما تقتضيه أوضاعها. الإنجليزية بالنسبة إليه.

    1 ـ 5 ـ البنويون الوظيفيون:
    ركز البنويون الوظيفيون على الوظيفة التي تؤديها الجملة أو أحد عناصرها في التركيب ففي رأي ديبوا jean duboix
    أن مفهوم الوظيفة هو المنزلة التي يمثلها أي جزء من أجزاء الكلام في
    البنية النحوية بالنظر إلى السياق الذي يرد فيه (24) ويتعلق في نظر
    مارتيني
    a.martiniet باختيار
    المتكلم لأدواته التعبيرية بوعي فتحدد وظيفة كل جزء من أجزاء الكلام
    بالشحنات الإخبارية التي يحمله إياها المتكلم فتكون الوظيفة قيمة تمييزية
    من الناحية الدلالية العامة(25).

    حدد
    مارتيني الجملة بكونها كل عبارة ترتبط جميع وحداتها بمسند وحيد أو بمسندات
    مترابطة وحللها بالنظر إلى تقسيم وحداتها إلى مجموعة من المونيمات
    والتركيبات منها ما يمثل نواة الجملة وهو التركيب الإسنادي الذي يتألف من
    عنصرين أساسيين هما المسند ويمثل نواة الجملة أو الخطاب أو الحكم، والمسند
    إليه الذي يمثل عنصراً هاماً لتمام الجملة (المحكوم عليه) فمثلاً التركيب
    المكون من: "يفرح الأولاد يوم العيد".

    "يفرح
    الأولاد" هو نواة التركيب الإسنادي الذي تتأسس عليه الجملة ولا يمكن أن
    يزول وإلا فسدت. أما بقية العناصر فمتعلقة به وهي فضلات تضاف لتحديد
    الزمان، والمكان، أو لتخصيص أحد عناصر الإسناد فإذا حذفناها لا تختل
    الجملة(26).

    ومحصول الحديث أن
    العلماء الذين اهتموا بلسانيات الجملة قد أبعدوا العوامل الاجتماعية
    والتبليغية واهتموا ـ في المقابل ـ بالوصف من دون النظر إلى السياق اللغوي
    في علاقته بأحوال الخطاب ومقتضيات التبليغ اللغوي وملابستها المختلفة ليس
    لأنهم غير وعاة به وإنما لأنهم رأوه من الناحية المنهجية لا يدخل في ما
    تقتضيه دراساتهم وأبحاثهم في تحليل اللغة وبذلك بقيت كثير من الإشكالات
    مطروحة على بساط البحث؛ فنجد العديد من اللسانيين إلى يومنا هذا ما يزالون
    يصرون على ضرورة الوقوف عند حد الجملة كوحدة كبرى قابلة للتحليل وعدم
    تخطيها إلى وحدات أخرى أكبر منها وإلا عد ذلك ليس من صميم الدراسة
    اللسانية ونجد دارسين آخرين يؤكدون على حتمية تعدي الجملة إلى وحدات لغوية
    أكبر منها قابلة للتحليل لما في ذلك من فائدة تعود بالضرورة على تحليل
    الجملة ذاته وبناء على ذلك أدخلوا مصطلحات ومفاهيم جديدة غير الجملة مثل:

    الملفوظ enoncee والتلفظ enonciation والخطاب discours والنص tecte
    تدل هذه المصطلحات على قيام لسانيات جديدة تختلف عن لسانيات الجملة لها
    مفاهيمها الخاصة ورؤاها المتميزة في التحليل. فإذا كان التركيز قد انصب
    على اللغة في جانبها الوصفي؛ مما أدى إلى الاهتمام بدراسة اللسان فإنه يجب
    ألا ننسى أن اللسان يؤدي وظيفة تبليغية تتحقق باستعمال الأفراد لـه في
    الواقع الاجتماعي لقضاء حاجاتهم والتعبير عن أغراضهم ومقاصدهم مما لزم
    إعادة الاعتبار لدراسة الظواهر الكلامية التي كانت مبعدة من الدراسة منذ
    سوسير لأنهم عدوها خارجة عن موضوع اللسانيات.

    وهكذا
    توسع موضوع الدراسة فتعدى لسانيات الجملة أو لسانيات اللسان كما سمتها
    الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي(27)، إلى كل ماله أثر في العملية التبليغية
    بما في ذلك مختلف القرائن الحالية والمقالية، فاللغة ظاهرة إنسانية يلتقي
    فيها الفكر والثقافة بالعقل وهي وسيلة هذا اللقاء والتفاعل بين المتكلمين
    مما يدعو ـ على رأي بنفينست
    e.benveniste
    إلى لزوم قيام لسانيات جديدة تتأسس على اللغة والثقافة والشخصية(28)،ولم
    يقتصر الأمر عليه وحده؛ وإنما توجد إرهاصات أولية ظهرت قبله مع دعوات شارل
    ساندرس بيرس
    peirce إلى ((تناول
    الدليل اللغوي في أبعاده الثلاثة حتى وإن كانت في الواقع موجودة مجتمعة في
    كيان واحد فإن ضرورة التحليل تقتضي فصلها للدراسة، نجد إذن:

    1 ـ البعد التركيبي الذي يتناول الدليل نفسه...
    2 ـ البعد الوجودي أو الدلالي (المعنوي) حيث يربط الدليل بما يدل عليه وهذه العلاقة تقتضي أن العلاقة التركيبية موجودة.
    3
    ـ البعد التداولي حيث ينظر إلى الدليل من خلال العلاقة التي تربطه بمسؤوله
    فيصير الدليل بذلك قانوناً عاماً في عالم التبليغ والدلالة))(29).

    وبذلك
    تجاوز بيرس الحدود التي وضعها سوسير بل وذهب إلى أبعد من ذلك ففي رأيه أن
    الكلمة أو الدليل الذي يستعمله الإنسان هو الإنسان نفسه... والإنسان
    باعتباره كينونة لغوية لـه فكر فهو دليل لغوي أيضاً.

    ويمكن
    الإشارة إلى أن بيرس لم يشتهر في بداية حياته بالرغم من كونه معاصراً
    لسوسير؛ فقد ولد 1839 وتوفي عام 1914. لعل ذلك راجع إلى كون اهتماماته
    الأساسية لم تنصب على اللغة بشكل مباشر. وقد أعاب ديل هايمس
    dell hymes
    على البنويين اهتمامهم الكبير باللغة كبناء مجرد ومنفصل عن كل العناصر
    النفسية والاجتماعية، وعلى الرغم من كون تشومسكي ـ في رأي هايمس ـ قد تحدث
    عن البنية السطحية والبنية العميقة والملكة اللسانية والإنجاز فإن ذلك غير
    كاف فتجاوزه إلى الحديث عن الملكة التبليغية (التواصلية)
    la competence de communication وهي من أهم المصطلحات المميزة لما يسمى بلسانيات الخطاب.
    وإذا
    كانت الملكة اللسانية عند تشومسكي تتعلق بالعناصر والبنيات اللغوية فقد
    أعدها "هايمس"؛ لأنها وصفت اللغة بمعزل عن حالات استعمالها في الواقع
    الاجتماعي بحسب حاجات الأفراد ومقاصدهم وأغراضهم. وعليه فإن الملكة
    التبليغية لا تتضمن العناصر والبنيات اللسانية التي تمكن الفرد من التعبير
    السليم فحسب بل ـ إلى جانب ذلك ـ تتضمن قواعدها الاجتماعية ومعرفة
    سياقاتها وطرائق استعمالها بحسب مقتضيات أحوالها (30) ومن بين الدارسين
    الذين تأثروا بمنظور هايمس الذي يعد من أهم العلماء في اللسانيات
    الاجتماعية
    sociolinguistique الدراسة الفرنسية في ميدان تعليمية اللغات la didactique des langues "صوفي موارون sophie moirand (31) التي درست كتابات هايمس وبخاصة كتابه: vers la competence de communication وحاولت استثماره في أبحاثها المختلفة؛ فمن ذلك أن الملكة التبليغية عندها تتأسس على المكونات الآتية:
    ـ المكون اللساني
    la composante linguistique
    ـ المكون المرجعي
    la composante referencielle.
    ـ المكون الخطابي
    la composante discursive.
    ـ المكون الاجتماعي الثقافي
    la composante socio – culturelle
    وبهذا
    فإن لسانيات الخطاب تختلف عن لسانيات الجملة في كونها تجاوزتها فرأت ضرورة
    دراسة الخطاب بكل ملابساته الاجتماعية والثقافية والنفسية، ونتيجة لهذا
    صرنا نقرأ في السنين الأخيرة ـ كثيراً من الدراسات والبحوث التي تستعمل:

    الخطاب ومقام الخطاب والملفوظ والتلفظ... كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
    2 ـ لسانيات التلفظ linguistique de l'enoncia tion
    يتأسس منظور بنفينيست e.benveniste
    من خلال رؤيته للغة بوصفها نظاماً مجرداً أو طاقة مخزونة في ذهن الإنسان
    وهي لا تتحول إلى كلام حقيقي ولا إلى نص أو خطاب إلا من خلال عملية التلفظ
    أو التحدث ذاتها (32). وهنا يمكن أن نتحدث عن مصطلحين أساسيين هما:

    الملفوظ enonce والتلفظ أو التحدث enonciation
    فيعرف الملفوظ بكونه مجموع الوقائع الكلامية أو اللغوية التي يقوم بها
    المتكلم وهو تمثيل جزئي للتلفظ يؤديه المتلفظ مؤكداً أو آمراً أو مفترضاً.

    ويرى لا ينس lynes
    "الملفوظ على أنه وحدة قابلة للوصف اللساني"(33). وأشار هاريس إلى أن
    "الملفوظ هو كل جزء من أجزاء الكلام يقوم به متكلم وقبل هذا الجزء وبعده
    يوجد صمت من قبل هذا المتكلم"(34).

    نلاحظ
    من خلال هذه التعريفات تداخلاً بين الجملة والملفوظ فكأنهما شيء واحد؛ فهي
    وحدة كبرى قابلة للوصف النحوي والملفوظ وحدة كبرى قابلة للوصف اللساني،
    وإن كان يوجد فرق بين الوصفين؛ فالوصف النحوي يعد مستوى من مستويات الوصف
    اللساني الذي يشمل مستويات وصفية أخرى متعلقة بالأصوات والمعجم والصرف
    والدلالة.

    ولكن يوجد من الدارسين
    من يرى أنه يمكن أن نصف الجملة وصفاً لسانياً هي الأخرى؛ فهي وحدة التحليل
    اللساني كما أشرنا في البداية، وعليه فكأنه لا يوجد فرق بين الجملة
    والملفوظ إن صح التعبير. ((وبهذا التحديد يصبح الملفوظ باعتباره كلاماً
    منجزاً وحدة متكاملة دلالياً، لكن هذه الوحدة لها تجليات كثيرة قد تتجاوز
    الجملة فتصبح خطاباً...))(35).

    وإذا
    كانت الجملة تؤدي معنى مستقلاً بالفهم ـ كما سبق ذكره ـ بالنسبة للسامع
    فإن الملفوظ هو أيضاً يؤدي دوراً إبلاغياً باعتباره كلاماً منجزاً يشكل
    وحدة متكاملة دلالياً.

    لم يكتف
    بنفينيست بالوقوف عند حدود "الملفوظ" بل تعداه إلى ((مفهوم التلفظ وهو
    يعني الفعل الذاتي في استعمال اللغة: إنه فعل حيوي في إنتاج نص ما كماقال
    بل للملفوظ باعتباره المنجز والمنغلق والمستقل عن الذات التي أنجزته))(36).

    يضيف
    بنفنيست ـ هنا ـ مصطلحاً آخر هو التلفظ إلى جانب الملفوظ، ويعني به عملية
    إحداث الكلام ويصفه بأنه فعل حيوي في إنتاج نص ما، هذا النص يقابل الملفوظ
    الذي يتميز بكونه منجزاً منغلقاً ومستقلاً عن الذات التي أنجزته، معنى هذا
    أن الملفوظ يتعلق بالكتابة ومنحصراً بين نقطة بداية ونقطة نهاية، بينما
    التلفظ عملية نشطة تتعلق بممارسة المتكلم للكلام؛ أي أنه هو التحدث ويتعلق
    بالجانب المنطوق من اللغة، ولذلك ذهب "بنفينيست" إلى أن موضوع الدراسة ليس
    الملفوظ بل التلفظ، وبهذا يمكن أن ندرسه ضمن مضامين نظرية التواصل ووظائف
    اللغة. إن التلفظ ـ عند بنفينيست ـ عملية فردية فريدة في كل الظروف
    والحالات، وهي ليست جوهرية في صيغة النص ودلالته فقط وإنما هي أيضاً وراء
    بنية وحدات لغوية تعبر عن مفاهيم إنسانية أساسية كمفهوم الشخص والزمان
    والمكان(37).

    لقد ميز بنفينيست بين مستويين من الكلام:
    الأول يخص مستوى القصة التاريخية
    plan d’enonciation du recit historique .
    والثاني يخص مستوى الخطاب والحديث:
    plan d’enonciation du discours
    وقد
    أصبح هذا المفهوم من أشهر الأدوات اللسانية التي تم استعمالها في تعليم
    قواعد اللغة الفرنسية وفي تحليل النصوص ودراستها أسلوبياً(38).

    وبناء
    على ما سبق عرف بنفينيست الخطاب بأنه ((الملفوظ المنظور إليه من وجهة
    آليات وعمليات اشتغاله في التواصل [وهو] كل تلفظ يفترض متكلماً ومستمعاً
    وعند الأول هدف التأثير على الثاني بطريقة ما....))(39). نلاحظ في هذا
    التعريف ـ أن بنفينيست ـ قد استعمل مصطلحين أساسيين مقابلين للخطاب:

    الأول: الخطاب ملفوظ منظور إليه من وجهة آليات وعمليات اشتغاله في التواصل.
    والثاني: الخطاب تلفظ يفترض متكلماً ومستمعاً وعند الأول هدف التأثير على الثاني بطريقة ما.
    إن
    الملفوظ هو ماتم إنجازه والتحدث به أما التلفظ فهو ما في طور الإنجاز
    وبهذا فإن بنفينيست يدرس بالدرجة الأولى ما يتعلق بظواهر المشافهة
    بالتعبير العربي القديم أو بالتخاطب، وبذلك يتجاوز هو الآخر، ثنائية سوسير
    المشهورة "لسان/كلام" التي أقصت الكلام من الدراسة واهتمت باللسان وحددت
    موضوع اللسانيات بالجملة لقد قلب بنفينيست تصور سوسير عندما قال:

    "إن
    الجملة لا تشكل في صلب ملفوظ أكبر سوى وحدة صغرى للخطاب وأننا مع الجملة
    نبرح ميدان اللغة بوصفها نظاماً من الأدلة ونلج عالماً آخر هو اللغة
    بوصفها أداة للتخاطب التي تتجلى في الخطاب"(40).

    وبهذا
    فإن عملية التحليل عند بنفينيست تتعدى الخطاب كبنية لغوية وخالصة إلى
    الظروف المحيطة المختلفة المتعلقة بإنتاجه، مما يتعلق بالمتكلم وكيفية
    تأديته لخطابه وكيفية تلقي المخاطب لـه وخصوصياتهما المرجعية ومواقفهما في
    مكان وزمان محددين.

    لعل هذا يتشابه مع تعريف "باتريك شارودو p.charaudeau"
    للخطاب، ففي رأيه، هو ماتكون من ملفوظ وموقف تواصلي وأن الملفوظ يستلزم
    استعمالاً لغوياً عليه إجماع؛ أي قد تواضع عليه المستعملون للغة وأن هذا
    الاستعمال يؤدي دلالة معينة وذلك كما يلي:

    ملفوظ + موقف تواصلي = خطاب
    ↓ ↓
    استعمال عملية إجماع (وضع) نوعية
    ↓ ↓
    دلالة معنى (41).
    لقد حاول شارودو أن يستثمر ما يسمى بتظافر الاختصاصات interdisci plinarite
    في تحليل الخطاب مثل: علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا
    والأثنولوجيا؛ يقول باتريك شارودو: "انطلاقاً من إشكالية لغوية، أحاول
    إقامة غدو ورواح بين النموذج النظري الذي اجتهد في بنائه والمقاربات
    اللسانية الأخرى أو مقاربات أخرى داخل العلوم الاجتماعية التي تعنى بمشاكل
    اللغة في الواقع... لا أتناول مفاهيم التخصصات الأخرى كما هي، بل ابتلعها
    وأهضمها كي أرى إلى أي مدى يمكن أن تخدم إشكالية تحليل الخطاب...

    إن ما أنا بحاجة إليه هو دراسات الدلاليين semonticiens والتداوليين pragmaticiens وأبحاث كل أولئك الذين يعنون بعلم دلالة الحديث/ التلفظ semantique de l'enonciation وذلك بالعودة المنتظمة إلى بنفينيست.
    إن بنفينيست من الناس الذين أقرأ لهم بانتظام لأنه أول من أعمل النظر في حديث اللغة l'enonciation de la langue ولا أحد قيض لـه التوفيق في استعادة التمييز الذي اقترحه بين علم الدلالة والسيميائيات"(42).
    هكذا
    تحدث شارودو بغية تحقيق هدف وهو محاولة تشييد نموذج لوصف اشتغال اللغة
    باعتبارها رهان التواصل الاجتماعي أو النفساني ـ الاجتماعي (43).

    وذهب كريستيان بايلون christion baylon(44) إلى أن مصطلح "خطاب" ـ في السنوات الأخيرة ـ صار يستعمل في ميدان الأدب بالمصطلحين التاليين:
    ـ الكلام داخل السياق.
    ـ والنص.
    المصطلح
    الأول توظفه الاهتمامات الجديدة الخاصة باثنو غرافيا الكلام وعلم الاجتماع
    اللغوي وفي بعض الأحيان البراغماتية والمصطلح الثاني توظفه الاهتمامات
    نفسها الخاصة بتحليل الخطاب وكذلك الاهتمامات الخاصة بما يسمى نحو النصوص،
    وقد سجل مقارنتين مختلفتين عن بعضهما هما:

    ـ المقاربة الفرنسية "l'approche francaise"
    ـ والمقاربة الأنجلو سكسيونية "lapproche anglo-saxonne"
    وذلك كما يلي:
    الخطاب
    المقاربة الفرنسية
    المقاربة الأنجلو ـ سكسيونية
    نوعه
    كتابي في إطار مؤسسي
    الحديث الشفوي اليومي المتواتر
    أهدافه المتوقعة
    رؤية نصية تفسر الشكل البنوي للموضوع
    رؤية تواصلية تصف الاستعمال
    طريقته
    البنوية
    فاعلية نفسية واجتماعية
    منبعه أو أصله
    اللسانيات
    الأنثروبولوجيا











    _____

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 8:44 am