قال وإنما القروء الأوقات وقد تكون وقتا للطهر ووقتا للحيض قال مالك بن خالد الهذلي كرهت العقر عقر بني شليل إذا هبت لقاريها الرياح وافر قال الأصمعي أنشدنا أبو عمرو هذا البيت احتجاجا في القرء أنه الوقت يقول إذا هبت لوقتها في الشتاء حين تؤذي قال الأصمعي يقال اقرأت الريح إذا جاءت لوقتها ويقال ذهبت عنك القرة خفيفا يريد وقت المرض قال ويقال إذا تحولت عن بلاد فمكثت خمس عشرة ليلة فقد ذهبت عنك قرأة البلدة التي تحولت عنها قال وأهل الحجاز يقولون قرة بغيرهمز يعني أنك إذا مرضت بعدها فليس من وبأ تلك البلدة قوله العقر قال وأهل نجد يقولون عقر الدار وأهل الحجاز يقولون عقر الدار وهو أصلها وقال ومنه العقار ورواها أبو عبيدة لقاريها بدون همز أي سكانها وشهادها ويقال أهل القارية أي أهل القرى قال الأعشى مؤرثة مالا وفي الأصل رفعة لما ضاع فيها من قرؤء نسائكا طويل أي لما ضاع من طهر نسائك لغيبتك عنهن ولن تغشهن لشغلك بالغزو فأبدلت من ذلك المال والرفعة قال أبو عبيدة ويقال أقرأت النجوم بالألف أي غابت ويقال ماقرأت الناقة سلا قط بغير ألف وقال عمرو بن كلثوم التغلبي
ذراعي حرة أدماء بكر مجان اللون لم تقرأ جنينا وافر معناه ما حملت ولا غيبت في بطنها ولدا ومنه قروء المرأة واحدها قرء في قول من زعم أنه طهر لأنها خرجت من الحيض إلى الطهر كما خرجت النجوم من الطلوع الىالمغيب قال ابو يوسف سمعت أبا عمرو الشيباني يقول الأقراء أن تقرىء الحية وذلك أنها تصدى أي تجمع سمها شهرا فإذا وفي لها شهر أقرأت ومجت سمها ولو أنها لدغت في أقرائها شيئا من الأشياء لم تطنه ولم يبل سليمها قوله لم تطنه كقولك لم تشوه إلا أن الإطناء لا يكون إلا في الحية والإشواء في كل شيء ويقال قد أقرأ سمها إذا اجتمع فصل الجون ومن الأضداد الجون الأصمعي وأبو عبيدة للأبيض والأسود أبو حاتم الأكثر للأسود قطرب هو للاسود في لغة قضاعة ولما يليها الأبيض أبو حاتم والتوزي لأبي ذؤيب في الأسود والدهر لا يبقى على حدثانه جون السراة له جدائد أربع كامل
ابو حاتم يعني حمارا وحشيا أسود الظهر والجدائد أتن لا لبن لها أبو حاتم للخنساء بنت عمرو بن الشريد واسمها تماضر بن سليم ولن أصالح قوما كنت حربهم حتى يعود بياضا جونه القار بسيط وللراجز لبيد جون دجوجي وخرق مسعف يرمي بها البيداء وهي مسدف رجز أبو زيد لعمرو بن معد يكرب تقول حليلتي لما رأته شرائج بين مبيض وجون وافر تراه كالثغام يعل مسكا يسوء الفاليات إذا فليني يعني شعر رأسه وأراد فلينني فحذف عمرو بن شأس وإن عرارا إن يكن غير واضح فإني أحب الجون ذا المنكب العمم طويل أراد الأسود والواضح الأبيض وعرار ابنه وكان أسود وبمعنى
الأبيض قولهم للشمس جونة لبياضها الأصمعي عرض أنيس الجرمي وكان فصيحا علىالحجاج درع حديد صافية فلم ير صفاءها فقال هي غير صافية فقال أنيس إن الشمس جونة يعني شديدة الضوء الغالب بياض الدرع وأنشد الأصمعي للبيد جون بصارة أقفرت لمراده وخلا له السوبان فالبرعوم كامل أراد الحمار الوحشي وانشد أبو عبيدة غير يا بنت الحليس لوني مر الليالي واختلاف الجون رجز وسفر كان قليل الأون عنى بالجوف هنا النهار والأون الرفق والدعة يقال أن على نفسك أي ارفق بها قال الراجز لا تسقه جزرا ولا حليبا إن لم تجده سامحا يعبوبا ذا ميعة يلتهم الجبوبا يبادر الأثآر أن تئوبا وحاجب الجونة أن يغيبا
الأثآر جمع ثأر والجونة يعني الشمس وقال الفرزدق يصف قصرا وجون عليه الجص فيه مريضة تطلع منه النفس والموت حاضره طويل الأصمعي ويقال للأحمر جون تفرد بروايته وأنشد تأوي إلى زر غدفل قرقار في جونة كقفدان العطار رجز يصف شقشقة البعير شبهها بالقفدان خريطة حمراء من أدم أبو حاتم لم يسمعه الأصمعي للأحمر بل حكي لبعض اللغويين وحكاه عبد الرحمن ابن أخي الاصمعي عنه ويقال حكي للأخضر وأنشد لجبيهاء الأشجعي ولو أنها طافت بدق مشرشر نفى الجدب عنه فرغه فهو كالح طويل لجاءت كأن القسور الجون بجها عساليجه والتامد المتناوح
والقسور هنا نبت وأراد بالجون الشديد الخضرة ريا ويجوز كونه للأسود لشدة الري كقوله تعالى مدهامتان أي لشدة الخضرة اسودتا والجمع بضم الجيم وأنشد الأصمعي لابن مقبل فيه واطأته بالسرى حتى تركت به ليل التمام ترى أعلامه جونا بسيط أي سودا يريد أن ليل التمام لا تظهر الأعلام فيه فكأنها سود لخفائها ويروى أسدافه قال اللغوي يصح أن يريد البيض أي سريت إلى الصبح فصل الحج الحج حج البيت المفروض من قول الله عز وجل ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا والحج القصد حججت نحوه قصدت والحج الزيارة حج فلان فلانا زاره ومنه قول الشاعر المخبل السعدي
وأشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المعصفرا طويل أي يزورون والحج القدوم تقول حج علينا فلان قدم والحج بيان الشيء مرة بعد مرة وقد حججته إذا أثبته كذلك والحج القطع بالحجة وقد حججت الرجل إذا غلبته بحجتك والحج إصلاح الجرح بالدواء ومنه قوله لعذارة بن درة الطائي يحج مأمومة في قعرها لجف فأست الطبيب قذاها كالمغاريد بسيط أي يصلحها والحج قياس الشجة والجرح بالمسبار وقد حججت الجرح إذا فعلت ذلك به وذو الحجة الشهر المعروف والحجة خرزة تعلق في شحمة الأذن والحجة شحمة الأذن وكلاهما يؤول في قول الشاعر لبيد يرضن صغار الدر في كل حجة وإن لم تكن أعناقهن عواطلا طويل والأمكن ان تكون شحمة الأذن
فصل علمت علمت إذا أردت بها علم الشخص فقط تعدت إلى واحد كقول القائل علمت زيدا أي عرفته وكان أولا لا يعرفه وفي التنزيل لا تعلمونهم الله يعلمهم معناه لا تعرفونهم الله يعرفهم وإضافة المعرفة إلى الله سبحانه مجاز نحو كل بعين الله و لتصنع على عيني أي أنت مني بمرأى ومسمع مبالغة في الرعاية واللطف وقال عز وجل ولقد علمتم الذي اعتدو ا منكم في السبت أي عرفتم فإذا أردت بالعلم معرفة خبره تعدى إلى مفعولين وقد يكون الأول معروفا وغير معروف مثل أن تقول سمعت بزيد ولا أعرفه وقد سمعت ما ألفه من الفقه وقد علمته فقيها وإن كنت لا أعرفه فهذا يراد به معرفة الثاني دون الأول وقد تعرفه وتعرف فقهه إلا أن الفائدة فيه معرفة الثاني وهو الفقه كما أنك إذا قلت ظننت زيدا فقيها فالظن في الفقه لا في زيد فعلمت بهذا أن القصد في علمت زيدا فقيها إنما هو في الثاني دون الأول بدليل ظننت زيدا قائما والظن لم يقع بالأول فكذلك علمت زيدا قائما والقصد أنك تعلم قيامه ولست تخبر أنك علمت زيدا لأنه قد يمكن أن تعلمه ويمكن ألا تكون علمته وإنما القصد بعلم قيامه لا غير وقوله عز وجل فان علمتموهن مؤمنات فاليقين إنما تحدد بإيمانهن فإن أردت معرفة الأول فقط لم تجاوز مفعولا واحدا والأصل في المعرفة أن تكون بالعين ومنه العريف الذي يعرف أصحابه بعينه وأصل العلم بالقلب ثم يوقع العلم موقع المعرفة يقال علمت زيدا أي عرفته وتوقع المعرفة موقع العلم ويقال عرفت فقهه إلا أنه لا يجاوز مفعولا واحدا لأنك نزلت القلب منزلة العين فجعلت معرفته كمعرفة العين التي لا تجاوز
مفعولا واحد فصل رأيت وأما رأيت فتكون بمعنى العلم والظن والرأي والرؤية فيتعدى بمعنى العلم أو الظن إلى مفعولين تقول رأيت زيدا منطلقا أي علمت زيدا منطلقا فيكون العلم قد تجدد بانطلاقه قال الله تعالى ويرى الذي أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق فوقع فيه الفصل ومنه قوله سبحانه إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا وقال عز وجل أن رآه استغنى فالضمير هو المفعول الأول واستغنى هو المفعول الثاني ولو لم يتعد إلى مفعولين هنا لم يتعد الىالضمير ولقيل أن رأى نفسه وتقول في الظن رأيت زيدا خارجا أي ظننت زيدا خارجا فزيد متيقن والشك إنما اعترض في خروجه وفي التنزيل إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا يذم الكفار في شكهم واعتقادهم بعد يوم القيامة فكأنه قال يظنون يوم القيامة بعيدا وأخبر عن نفسه بالعلم لأن الظن لا يجوز عليه تعالى الله علوا كبيرا فقال ونراه قريبا أي يعلم يوم القيامة قريبا فقابل علمه بظنهم وعلق علمه بقرب يوم القيامة كما علق ظنهم ببعده ومن كلامهم كم ترى الحرورية رجلا أي كم تظن وبمعنى الرأي والاعتقاد يتعدى أيضا إلى مفعولين نحو فلان يرى من الرأي أن الحق في جهتك ويرى الحق قولك والباطل قوله قال ابو القاسم عمر ابن ثابت الثمانيني ويكون بمعنى اعتقدت فيتعدى إلى مفعول واحد تقول
رأيت رأي مالك أي اعتقدت وفلان يرى رأي الخوارج أي يعتقد ذلك قال الشاعر السموأل وإنا لقوم ما نرى القتل سبة إذا ما رأته عامر وسلول طويل أي لا نعتقد القتل سبة وينتصب على الحال لا على أنه مفعول ثان وتكون رأيت بمعنى علمت التي بمعنى عرفت فتتعدى إلى مفعول واحد وإن كانت بمعنى علم القلب كقوله سبحانه وقل اعملوا فسيرى الله عملكم أي فسيعلم الله عملكم والعلم هنا بمعنى المعرفة ومنه قوله سبحانه وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض أي نعرفه ذلك وليس من رؤية العين ولو كان نري من ريت المتعدية إلى مفعولين لوجب أن يتعدى إلى ثلاثة ومنه قوله سبحانه لتحكم بين الناس بما أراك الله أي ما أراكه الله أي ما أعلمك إياه وعرفكه وضد المعرفة الإنكار وضد العلم الجهل وقد يقع الجهل ضد المعرفة قال ذو الأصبع فإن عرفتم سبيل الرشد فانطلقوا وإن جهلتم سبيل الرشد فأتوني بسيط وبمعنى رؤية العين يتعدى إلى واحد تقول رأيت زيدا أي أبصرته ومنه قوله تعالى أرأيتك هذا الذي كرمت علي لأن الكاف حرف خطاب
لا موضع لها من الاعراب وهذا الذي كرمت مفعولها ومن كلامهم أبصرك زيدا أي أبصره والكاف الأولى والتاء في أرأيتك اسم مجرد من الخطاب لانتقاله إلى الكاف المجردة من الإسمية وذا فرق بين تاء أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وبين هذه التاء إذ هو في أرأيتك اسم وخطاب معا ويدل على تجرد تاء أرأيتك من الخطاب إفرادها على كل حال وإلزامها الفتح وجعل التثنية والجمع والتأنيث في الكاف فلذا تقول المرأة أرأيتك زيدا فعل وللاثنتين أرأيتكما وللجميع أرأيتكم وأرأيتكن ولرأيت قسم آخر رأيته ضربت رئته ومن الملاحن والله ما رأيت فلانا أي ما ضربت رئته ومصدر الذي للعين والرؤية وما عداه الرأي فصل وجدت وكذلك وجدت تكون على معان أحدها وجود القلب بمعنى علمت فتتعدى إلى مفعولين وتعتبر بأن يكون الثاني معرفة أو يكون فيه فصل مثال الفصل تجدوه عند الله هو خيرا قال الشاعر الزبرقان الذهلي
وجدنا آل مرة حين خفنا جريرتنا هم الأنف الكراما وافر وقال سبحانه في تعريف الثاني لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود وقال الشاعر خداش بن زهير وجدت الله أكبر كل شيء محافظة وأكثره جنودا وافر أي علمت الله أكبر كل شيء وقال الشاعر إنا وجدنا بني جلان كلهم كساعد الضب لا طول ولا قصر بسيط أي علمناهم كذلك الثاني وجود الضالة بمعنى لحق وأدرك فيتعدى إلى مفعول واحد كقولك وجدت الضالة أي لحقتها وأدركتها قال الراجز أنشد والباغي يحب الوجدان قلائصا مختلفات الألوان
الثالث وجدت في المال وجدا وجدة استغنيت قال الله عز وجل من وجدكم أي من سعتكم وهذا لا يتعدى إلى مفعول الرابع وجدت في الحزن وجدا ازداد حزني فهذا أيضا لا يتعدى إلى مفعول وقال الثمانيني وجدت على الرجل بمعنى غضبت عليه فهذا لا يتعدى بنفسه وقال ابن غلبون وجدت الصرة أي اصبتها فهذه أفعال العلم وأما أفعال الشك ف فصل ظننت تكون بمعنى الشك وبمعنى العلم وبمعنى التهمة فعلى المعنيين الأولين تتعدى إلى مفعولين فمضالها للعلم في المؤمنين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون أي يتيقنون وقوله إني ظننت أني ملاق حسابيه أي أيقنت ابن عباس قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله وقال وظنوا ما لهم من محيص أي علموا أبو حاتم وقوله وظن أنه الفراق أي أيقن والدليل على أنها بمعنى اليقين مدح القديم لهم ولو كانت شكا لم يستحقوا المدح عليه قال دريد
فقلت لهم ظنوا بألفي مذحج سراتهم في الفارسي المسرهد طويل وقال تميم بن مقبل ظني بهم كعسى وهم يتنوفة يتنازعون جوائز الأمثال كامل الجوائز التي تجوز البلاد تقطعها أي يقيني بهم كعسى وأنشد قطرب لعمير ابن طارق الحنظلي بأن تعتزوا قومي وأقعد فيكم وأجعل مني الظن غيبا مرجما طويل أي أجعل العلم لأن الشك غيب مرجم أبو دؤاد رب أمر فرجته بعزيم وغيوب كشفتها بظنون خفيف أي بيقين في الكل وينشد لأوس بن حجر
وأرسله مستيقن الظن أنه مخالط ما بين الشراسيف جائف طويل قطرب أي مستيقن العلم إذ الشك لا يستيقن ومثالها للشك قوله تعالى في الكفار وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون وظننتم ظن السوء وقال إنه ظن أن لن يحور أي يرجع إلى ربه و إن يتبعون إلا الظن و إن الظن لا يغني من الحق شيئا و وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله واستعملت بمعنى العلم لأن الظن تغليب القلب على أحد حائزي ظاهر التجوز فكلما قويت الدلائل والأمارات في الشيء المظنون لحق بالعلم وإن ضعفت لحق بالظن ولذا قال أوس بن حجر الألمعي الذي يظن لك الرأي كأن قدر أى وقد سمعا منسرح فألحقه بحاسة البصر والسمع لحدسه المصيب ومن الشك قوله أيضا إن نظن إلا ظنا تقديره إن نحن إلا نظن ظنا ومثله لقيس بن مقلد اليربوعي فخالف فلا والله تهبط تلعة من الأرض إلا أنت للذل عارف طويل
فقوله فلا والله تهبط أراد فوالله لا تهبط فأوقع لا في غير موضعها كما قال الأعشى أحل به الشيب اثقاله ما اغتره الشيب الا اغترارا متقارب أراد وما اغتره اغترارا إلا الشيب وقال أبو علي تقديره وما هو إلا اغتره الشيب ويمكن أن يكون كما ذكر لا الأولى أغناه ذلك عن أن يعيدها ثانية وإذا كان بمعنى التهمة تعدى إلى واحد تقول ظننت زيدا أي اتهمته وأنشد للخنساء فمن ظن ممن يلاقي الحروب بأن لا يصاب فقد ظن عجزا متقارب أي توهم وعلى هذا قرأه من قرأ وما هو على الغيب بضنين أي بمتهم وفي حديث عمر رضي الله عنه أو ظنين في ولاء أو نسب أي متهم فعيل بمعنى مفعول ككف خضيب ولحية دهين فأما بضنين بالضاد فمعناه بخيل وفعيل فاعل ككريم أنشد أبو زيد إن الحماة أولعت بالكنه وأبت الكنة إلا ظنة رجز أي تهمة لها وبئر ظنون لا يوثق بدوام مائها ومنه البيت للشماخ كلا يومي طوالة وصل أروى ظنون آن مطرح الظنون
وكذلك في الرجل وينشد لزهير ألا أبلغ لديك بني تميم وقد يأتيك بالخبر الظنون وافر أي قد يصدق الكذاب فيبطل كذبه صدقه فصل خلت وخلت لا تستعمل الا للشك ولا بد لها من مفعولين نحو خلت أباك خارجا وينشد فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك ناجيا طويل أي لا أظنك وقال آخر وما خلت ذا خال يباهي بخاله وإن كان ذا فخر من أخواله الأزد طويل أي وما ظننت وقد استعمل خلت بمعنى عرفت فيتعدى مفعول واحد وقالوا خلت السحابة أي عرفت مخيلتها معناه أتمطر أم لا واستخلت فيه خيرا توهمت وسحابة مخيلة بضم الميم وفتحها يخال فيها المطر يظن وهي أيضا الخال وجمعها مخائل أبو زيد أرقت له وشايعني رجال وقد كثر المخايل والسدود وافر
السدود جمع سد سحابة عظيمة وينشد لأبي ذؤيب فلبثت بعدهم بعيش ناصب وأخال أني لاحق مستتبع كامل أبو حاتم أخال بفتح الهمزة وكسرها لغتان جيدتان قال الراجز حميد بن الأرقط في اليقين وكنت خلت الشيب والتبدينا والهم مما يذهل الحزينا أي علمت ومنه المثل من ير الزبد يخله من اللبن أي يعلمه وقال وخلت من معنى الخيال الذي تتخيل لك صورته دون تبين حقيقته فلذا دخل في باب الشك والظن فتعدى إلى مفعولين وخلت للمفعول بلفظه إلا فيمن أشم أو ضم ينصب واحدا لقيام الاول مقام الفاعل خلت قائما وخلت المال أخوله تعهدته بحسن القيام عينها واو كان رسول الله يتخول أصحابه بالموعظة خوف السآمة أي يتعهدهم بها وتأتي بمعنى التكبر فلا تعدى تقول ذا أمر لا يخول عليه أي يكبر قال طلحة لعمر رضي الله عنهما قد جربتك الأمور وجرستك الدهور وعجمتك البلايا فأنت ولي ما وليت لا تنبو في يديك ولا تخول عليك ومصدر الذي بمعنى الشك الخيلان والخيل والخيلولة وما عداه الخول فصل حسبت وأما حسبت ففي مستقبله يحسب على القياس قليل سماعا ويحسب شاذ قياسا كثير سماعا مثله من الصحيح يئس ييئس وييئس وبئس يبئس ويبأس ونعم ينعم وينعم ليس إلا
فأما حسب فمضارعه يحسب من الحساب اختلفت الأوزان لاختلاف المعاني وكذا المصدر من ذا الحساب ومن الأول الحسبان والمحسبة وفي التنزيل أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم أي يظنون ويقرأ بالفتح وقراءته عليه السلام بالكسر لغة قريش قال امرؤ القيس وتحسب سلمى لا تزال ترى طلا من الوحش أو ميضا بميثاء محلال طويل وتحسب سلمى لا تزال كعهدنا بوادي الخزامى أو على رأس أو عال فكل هذا بمعنى العلم ومن اليقين قول لبيد حسبت التقا والبر خير تجارة رباحا إذا ما المرء أصبح قافلا أي راجعا كقوله ثم إلى ربكم ترجعون و وإنا إليه راجعون فصل الحبر الحبر بالفتح مصدر حبر الرجل بالشيء إذا سر به ومنه قوله تعالى في روضة يحبرون والحبر والحبر بالفتح والكسر الجمال وحسن الهيئة وفي الحديث يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره يروى بالفتح والكسر
وقال ابن أحمر لبسنا حبره حتى اقتضينا لآجال وأعمار قضينا ويقال للعالم حبر وحبر بالفتح والكسر ومنه قيل كعب الأحبار فصل الجواد الجواد الرجل الذي يجود بماله والمرأة جواد بودها ومالها والجواد الفرس والجواد في عدوه والأنثى جواد أيضا وأصابتنا مطرة جواد ومطرتان جواد وجوادان ومطرات جواد وجياد فصل الهدي الهدي ما سيق إلى الكعبة من قوله جل ذكره حتى يبلغ الهدي محله وهي لغة أهل الحجاز وتميم تقول الهدي والهدي هدي الإنسان تقول ما أحسن هديه وسمته والهدي يقال فلان يهدي هدي فلان أي يفعل فعله قال الأخطل حتى تناهين عنه ساميا حرجا وما هدى هدي مهزوم وما نكلا أي لم يفعل فعل مهزوم فصل العمارة العمارة عمارة الدار والضيعة ونحو ذلك والعمارة عمارة الرجل وهم عشيرته
وقبيلته ويقال العمارة الحي الذي يقوم بنفسه ولا يستعين بغيره من كثرته ومنعته قال الأخنس بن شهاب لكل أناس من معد عمارة عروض إليها يلجئون وجانب طويل يروى عمارة بالخفض وعمارة بالرفع فمن خفض جعل العمارة القبلية وهي بدل من أناس وعروض مبتدأ ولكل أناس الخبر يقول لكل حي من معد ناحية يلجئون إليها إذا خافوا من أعدائهم فيتحصنون بها ونحن لا نحتاج إلى ما نتحصن به وإنما حصوننا سيوفنا ورماحنا ألا تراه يقول بعد هذا ونحن أناس لا حصون بأرضنا نلوذ بها إلا القنا والقواضب ومن روى عمارة بالرفع احتمل وجهين أحدهما أن يريد بالعمارة عمارة المنزل أو المحل ولا يريد القبيلة فيكون عمارة مبتدأ ولكل أناس خبره وعروض بدل من عمارة والآخر أن يجعل العمارة القبيلة كما كان في رواية خفضها وفيه إشكال لأنه يحتاج إلى حذف ما يتم الكلام به وذلك لفهم معناه وتقديره لهم بها عروض يلجئون إليها والأول أبين
فصل الفطر الفطر الخلق فطر الله الخلق فطرا ومنه فاطر السموات والأرض ويروى عن رجل خاصم رجلا في بئر فقال أنا فطرتها أي احتفرتها والفطر الحلب بأطراف الأصابع فصل الصريم الصريم التوزي عن أبي عبيدة هو لليل والنهار وقال غيره هو أول الليل وآخره أبو حاتم كالتوزي لا نصرام كل من صاحبه ولعدي بن الرقاع في انصرام الليل من النهار فلما انجلى عنها الصريم وأبصرت هجانا يسامى الليل أبيض معلما ومثله قول أبي عبيدة لابن أبي خازم فبات يقول أصبح ليل حتى تكشف عن صريمته الظلام وافر الأصمعي وأبو عمرو الصريمة هنا رملة فيها الثور أبي عبيدة
تطاول ليلك الليل البهيم فما ينجاب عن صبح صريم وقال زهير غدوت عليه غدوة فوجدته قعودا لديه بالصريم عواذ له طويل أي الليل وقوله تعالى فأصبحت كالصريم يكون المصروم أو الليل المظلم قطرب أحسبه قول ابن عباس وأنشد لتوبة بن الحمير علام تقوم عاذلتي تلوم تؤرقني إذا انجاب الصريم وافر أي الليل فصل الحاجب الحاجب حاجب الإنسان وهما الحاجبان والحاجب الذي يحجب الملك يحجب الناس عنه وأردت أمرا فحجبني عنه فلان منعني وهو حاجب لي والحاجب الحرف وحرف كل شيء حاجبه قال ذو الرمة فنطنا الأداوي بالرحال فيممت بنا مصدرا والقرن لم يبد حاجبه طويل يعني قرن الشمس وحاجبه حرفه ويقال كل من حواجب الرغيف أي من حروفه ولا تأكل من وسطه وحاجب موضع
فصل الخل الخل هذا الذي يؤتدم به معروف وفي الحديث نعم الادام الخل ووالخل الطريق في الرمل والخل الشق يكون في الثوب وغيره ومنه قول الشماخ وذكر ليلا قطعه فقال إلى أن تبدى الصبح فيه كأنه قميص من خل ساج مفرج طويل والخل الرجل القليل اللحم وقد خل لحمه خلا إذا هزل ومنه قول الشاعر تأبط شرا إن جسمي بعد خالي لخل مديد والخل الرجل السمين وهو من الأضداد ومنه قول الأخطل إذا بدت عورة منها أضر بها ضخم الكراديس خل اللحم زغلول بسيط فالخل ههنا السمين ولذلك جعله ضخم الكراديس والخل من الإبل هو ابن
المخاض والأنثى خلة والخل الثوب البالي والخل عرق في العنق ومنه قول الشاعر جندل الطهوي نم إلى هاد شديد الخل رجز والخل مصدر خللت الشيء بالخلال أخله خلا إذا شككته به والخل الظعن تقول خللت الرجل بالرمح إذا طعنته به والخل والخمر يكنى بهما عن الخير والشر ولذاك قال النمر بن تولب هلا سألت بعادياء وبيته والخل والخمر الذي لم يمنع كامل والخل الحامض والخل خل الفصيل وهو أن تجعل في لسانه عودا لكيلا يرضع والخل الخصوص بالدعوة والعرب تقول عم الرجل وخل في دعائه ومنه قوله فعم في دعائه وخلا وخط كاتباه واستهلا رجز والخلة مصدر الاختلال يقال منه خل الرجل أي أخل به من الخلة والخلة الخصلة يقال فلان خلة حسنة والخلة الفرجة في الشيء ومنه يقال للرجل إذا
مات له قريب اللهم اجبر خلته يراد الفرجة التي ترك الميت بفقده ومنه قول أوس لهلك فضالة لا يستوي القعود ولا خلة الذاهب متقارب والخلة الحاجة والفقر وفي المثل الخلة تدعو إلى السلة أي الفقر يدعو إلى السرقة فصل الحبل الحبل واحد الحبال والحبل العهد والأمان يقال أخذت بحبل من فلان أي بعهد وأمان قال جل وعز إلا بحبل من الله وحبل من الناس معناه العهد والذمة والحبل وصلة ما بين المنكب والعنق ومنه قول ذي الرمة تباعد الحبل منه فهو يضطرب بسيط ويقال هذا الأمر على حبل ذراعك أي ممكن لك والحبل التواصل والحبل ما استطال من الرمل مع الأرض والحبل موضع بالبصرة على شاطيء النهر والحبل مصدر حبلت الصيد حبلا إذا أخذته بالحبالة والحبل كلمة تطلق بها العرب إذا قالوا حبلك على غاربك أي أنت مطلقة والحبل مصدر حبلهم
المثاب إذا دعاهم المرجع والحبلة الأصل من أصول الكرم وفي الحديث لما خرج نوح من السفينة غرس الحبلة فصل الربيع الربيع فصل من فصول السنة والربيع الربع تقول ربع وربيع كما قالوا ثمن وثمين ومن الثمين قوله للشماخ بن ضرار ومثل سراة قومك لن يجاروا إلى ربع الرهان ولا الثمين وافر والربيع المطر ولذلك قال آخر وجادك من جار ربيع وصيف طويل وربيع اسم رجل والربيع النهر والربيع الكلأ والربيعة الصخرة العظيمة والربيعة البيضةالتي تجعل على الرأس ومنه قول الشاعر ربيعته تلوح لدى الهياج والربيع الحظ من الماء وربيعة قبائل من العرب فمن تميم ربيعة بن مالك أخو حنظلة وهم ربيعة الجوع وربيعة بن حنظلة رهط الحنتف وربيعة القبيلة المشهورة الذين فارسهم بسطام بن قيس وربيع شهر من شهور السنة
فصل الرف الرف التقبيل بأطراف الشفتين ومنه قول الراجز يا ابنة عمي إنني أهواك والله لولا خشيتي أباك وخشيتي من جانب أخاك إذن لرفت شفتاي فاك رف الغزال ورق الأراك والرف بريق الشيء وقد رف يرف رفا إذا برق ومنه قول الأعشى يذكر ثغر امرأة ومهما ترف غروبه يشفي المتيم ذا الحرارة مجزوء الكامل والرف الدلك بالسواك والمرأة ترف أسنانها بالسواك رفا ورف الشجر رفا إذا اهتز نعمة والرف ضرب من أكل الإبل والغنم وهي ترف رفا إذا فعلت ذلك ورف حاجب الرجل رفا إذا اختلج ومنه قول الراجز لم أدر الا الظن ظن الكاذب أبك أم بالغيب رف حاجبي فرف اختلج على ما ذكرنا والرف مصدر رففت الرجل رفا إذا أحسنت إليه ومن أمثال العرب من حفنا أو رفنا فليترك والرف سقف يعمل دون سقف البيت والرف الرقة تقول هذا ثوب رف إذا كان رقيقا والرف حظيرة الغنم
فصل الرقيب الرقيب حارس القوم وهو الذي يشرف على مرقبة ليحرسهم والرقيب الرجل الذي يقعد في الميسر يناول ما يخرج من سهام الميسر أمينا على ذلك والرقيب أحد قداح الميسر وهو الثالث منها والرقيب الحفيظ والله رقيب على عباده أي حفيظ والرقيب النجم الذي يغيب إذا طلع الطالع من المشرق كالعواء وهي رقيب فرغ الدلو الأسفل فإذا طلع فرغ الدلو بالغداة من المشرق سقطت العواء فهي الرقيب ولكل المنازل طالع ورقيب والعيوق رقيب الثريا لأنه بمنزلة الرقيب عليها والرقيب ضرب من الحيات خبيث والرقيب هو الرجل ترقبه فعيل بمعنى مفعول والرقيب والرقيبة كل ما استترت به لترمي والرقيب الحائل بين الرجل ومحبوبه فصل الطبق الطبق معروف ومر طبق من النهار أي معظمه والطبق الحال من قوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق أي حال عن حال وقيل الطبق المنزلة وكل شيء طوبق بعضه على بعض فالأعلى منه طبق للأسفل وطوبق الجنب صفحته وكل فقرة من فقار الظهر طبق والطبق عظم رقيق يفصل بين الفقارين والطبق كل غطاء لازم والطبق سد الجراد لعين الشمس والطبق
انطباق الغيم في الهواء والطبق الدرك من أدراك جهنم وبنات طبق الدواهي والطبق جماعة من الناس يعدلون جماعة مثلهم وتقول العرب اللهم اسقنا غيثا طبقا أي يطبق الأرض ومنه قول الشاعر امرئ القيس ديمة هطلاء فيها وطف طبق الأرض تحرى وتدر رمل والطبق القرن من الناس يطبقون الأرض ثم يموتون ويأتي طبق آخر والطبق المتشابهون من الخلق والعرب تقول هم طبقة واحدة إذا كانوا متشابهين والناس طبقات أي بعضهم أرفع من بعض وقول العرب وافق شن طبقة إنما يراد قبيلتان فشن من عبد القيس فواقعوا هذه القبيلة وهم من إياد فقاموا بهم فضرب بذلك المثل وقيل هما رجلان التقيا في قتال فتناصفا ولذلك قالوا وافق شن طبقة وافقه فاعتنقه وقيل شن رجل وطبقة امرأة تزوجها فكانت على ماطلب فقيل ذلك فصل المشق المشق خفة الخط والمشق سرعة السير والمشق تطويل الشيء ولذلك يقولون رقيق ممشوق كأنه مطول والمشق مد الشيء ومنه يقال مشقت الوتر مشقا مددته وكذا يقال مشقته ومن الأول قوله يمشق سمر العقب الممشق رجز
والمشق الضرب بالسوط ومنه قول رؤبة يذكر الخيل تنجو وأسقاهن بلقا مشقا رجز والمشق ضرب من الأكل والمشق صبغ الثوب بالمشق وهو طين أحمر يصبغ به وقيل هو المغرة والمشق سرعة الطعن ومنه قول ذي الرمة فكر يطعن مشقا في جواشنها كأنه الأجر في الإقبال يحتسب بسيط والمشق في الطعام هو أن يبقي منه أكثر مما يأكل والمشق أخذ الإبل الكلاء بسرعة وعليها أحمالها والمشق ضرب من النكاح يقال مشق الرجل المرأة يمشقها مشقا إذا فعل ذلك بها والمشق جذب الكتان في ممشقة حتى يخلص خالصه وما بقي منه فهو مشاقة فصل النجد النجد القوي يقال هذا رجل نجد بين النجدة إذا كان قويا والنجد الشجاع والنجدة الشجاعة والنجد ما ارتفع من الأرض ونجد بلاد معروفة وهو مذكر ولذلك قال الشاعر ألم تر أن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد النطاف به بردا طويل وكل شرف من الأرض استوى ظهره فهو نجد والنجد الطريق الواضح ومنه
قول امرئ القيس غداة غدوا فسالك بطن نخلة وآخر منهم سالك نجد كبكب طويل وقيل النجد طريق في الجبل والنجد ثدي المرأة وكذا تؤول في قوله جل وعز وهديناه النجدين أي ثدي أمه وقيل طريق الخير وطريق الشر والنجد الأمر الصعب والجمع أنجد ومنه تقول العرب هو طلاع أنجد أي يركب الأمور الصعاب ومنه قول الشاعر وقد يقصر القل الفتى دون همه وقد كان لولا القل طلاع أنجد طويل أي كان ركاب أمور صعاب وهذا أمر نجد أي واضح وهذا دليل نجد أي هاد ومنه قول الشاعر وقد جاءك النجد النذير مجمد كامل والنجد ما تزين به البيوت من الفرش وقد نجدته إذا زينته ونجدة اسم رجل وابن نجدة رجل من الخوارج ينسب إليه النجدات قوم منهم فصل الإل الإل بالكسر العهد والإل أيضا الذمة قال الله تعالى لا يرقبون في مؤمن
إلا ولا ذمة والإل الله تعالى وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه قال لبني حنيفة حين سألهم عن قرآن مسيلمة فأخبروه ويحكم إن هذا كلام لا يخرج من إل فأين ذهب بكم كذا فسر الناس هذا الحديث وحقيقة معناه أنه أراد بالأل الربوبية والإل أيضا الحقد والعداوة حكاه أبو عمر المطرز والإل أيضا القرابة قال حسان لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام وافر والإل أيضا اسم موضع فصل الأمر الأمر بالفتح نقيض النهي والأمر أيضا كل حدث يحدث وكل قصة تقع والأمر أيضا مصدر أمرت الشيء إذا كثرته قال الله تعالى وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ومنه قول النبي خير المال سكة مأبورة أو مهرة مأمورة هذه وجوه الأمر المستعملة في كلام العرب وجاء في القرآن على معان أ خر ولكنها راجعة إلى ما ذكرناه فمنها الأمر الذي يراد به القضاء كقوله تعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض قال المفسرون معناه يقضي القضاء وكذلك قالوا في قوله تعالى ألا له الخلق والأمر ومنها الأمر الذي يراد به الدين كقوله فتقطعوا أمرهم بينهم وقوله تعالى حتى جاء الحق وظهر أمر الله ومنها الأمر الذي يراد به العذاب كقوله تعالى وقال الشيطان لما قضي الأمر قال المفسرون معناه وجب العذاب ومنها الأمر
الذي يراد به القيامة كقوله تعالى وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله ومنها الأمر الذي يراد به الوحي كقوله تعالى يتنزل الأمر بينهن ومنها الأمر الذي يراد به الذنب كقوله تعالى فذاقت وبال أمرها أي جزاء ذنبها فصل الأم أم كل شيء أصله بالضم ومنه قيل لمكة أم القرى وأم الكتاب فاتحته وأم الكتاب أيضا اللوح المحفوظ وأم الرمح الراية قال حسان فسلبنا الرمح فيه أمه من يد العاص وما طال الطول رمل ويقال فلان أم القوم وأبوهم إذا كان يحفظهم ويتولى أمرهم ومنه قول رسول الله لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنا وأنت أبوا هذه الأمة أي القيمان بأمرها ومنه قول بعض الشعراء يمدح عثمان بن عفان رضي الله عنه ابن مقبل وملجأ مهروئين يلقى به الحيا إذا صرحت كحل هو الأم والأب طويل وقال يعقوب ما أمك وأم كذا أي مالك وماله وأنشد لنافع ابن لقيط
فما أمي وأم الوحش لما تفرع في مفارقتي المشيب وافر كذا أنشده في كتاب المثنى والمكنى والمبني بضم الهمزة وقال معناه ما بالي وبالها ورواه السيرافي فما أمي وأم الوحش بفتح الهمزة وقال معناه ما قصدي وقصد اتباع الوحش وكنى بالوحش عن النساء ويقال للحمى أم ملدم وأم ملذم بالدال والذال ويقال للدجاجة أم جعفر أم حفصة وللحمامة أم مهدي وللقملة أم عقبة وللسلحفاة أم العوام وللحية أم حقصان وللعقرب أم العريط وأم سامر وللخنفساء الأنثى أم سالم وللذكر أبو وجزة وأبو جعران وللنحلة أم عدي ويقال للفيلة أم شنبل وللاست أم سويد وأم عزم وأم عزمل وأم عزمن وباب الكنى باب يتسع فصل الأمة الأمة بضم الهمزة تنصرف على ثمانية معان فالأمة القرن من الناس وأمة كل بني تباعه والأمة الرجل الذي يؤتم به ومنه قول الله عز وجل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا والأمة الجماعة من الناس ومن ذلك قوله عز وجل وجد عليه أمة من الناس والأمة الحين قال الله تعالى ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة والأمة الرجل الواحد الذي يقوم مقام جماعة ومنه قول النبي في قس بن ساعدة إني لأرجو أن يبعثه الله أمة وحده والأمة القامة قال الأعشى
وإن معاوية الأكرمين حسان الوجوه طوال الامم رمل والأمة الأم وأكثر ما يستعمل في النداء وربما استعمل في غيره أنشد الطوسي تقيلها من أمة لك طالما تنوزع في الاسواق عنها خمارها طويل والأمة والإمة بالضم والكسر الدين قال الله عز وجل إنا وجدنا آباءنا على أمة أي على دين وملة ويروى بيت النابغة على وجهين حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة هو طائع طويل فصل البكر البكر بالكسر أول ولد الرجل وبكر كل شيء أوله وإذا أنكح الرجل امرأة لم يكن لها زوج قبله ولم تكن له أمراة قبلها وولد له أول ولد منها قالوا ولد بكر وأبوه بكر وأمه بكر وهو معنى قول الكميت يا بكر بكرين ويا خلب الكبد أصبحت مني كذراع من عضد رجز وقيل إنما أراد أنه كان بكر أبويه وأبوه بكر أبويه وأمه بكر أبويها وذلك
أكمل لقوله وكانت العرب تقول أشد الناس بكر ابن بكرين والبكر الكرم الذي حمل أول مرة وناقة بكر فتية وكذلك نخلة بكر فصل البل البل بالكسر المباح بلغة حمير واختلف الناس في معنى قول عبد المطلب في زمزم وهي لشارب حل وبل قال الأصمعي بل مباح وقال قوم إتباع لحل كما قيل حسن بسن وشيطان ليطان وقال قوم بل شفاء من قولهم بل من مرضه وأبل واستبل إذا برئ وهذا القول أشبه الأقوال بها لأن زمزم له أسماء كثيرة يقال زمزم وزمم وزمزم والمضنونة والرواء وشيعة وركضة جبريل وحفير عبد الملطلب وطعام طعم وشفاء سقم فقولهم في أسمائها شفاء سقم يقوي قول من قال بل شفاء فصل البنان البنان بالكسر جمع بنة وهي الرائحة طيبة كانت أو كريهة قال الشاعر
وعالت بنان المسك وحفا مرجلا علىمثل بدر لاح في الظلمات طويل وصحف أبو علي البغدادي هذه اللفظة فروى وعالت بنات المسك فصل الجرم الجرم بالفتح القطع يقال جرم الشيء يجرمه ومنه جرام النخل وهو قطافه والجرم ايضا الكسب يقال فلان جريمة أهله أي كاسبهم ومنه قول الله عز وجل ولا يجرمنكم شنآن قوم ومنه قول أبي خراش الهذلي جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا وافر الناهض فرخها والصليب الودك والجرم أيضا مصدر جرم فهو جارم إذا أذنب لغة في أجرم قال ابن براقة وننصر مولانا ونعلم أنه كذا الناس مجروم عليه وجارم طويل والجرم أيضا مصدر جرم الشاة إذا جزها وأرض جرم شديدة الحر فإذا كانت شديدة البرد قيل أرض صرد وجرم قبيلة من قبائل اليمن
فصل الجد الجد بالفتح القطع والجد أبو الأب وأبو الأم والجد العظمة والجلال قال الله عز وجل وأنه تعالى جد ربنا والجد الحظ والسعد وفي الحديث ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي من كان له سعد في الدنيا لم ينفعه ذلك في الآخرة وإنما ينتفع بالعمل الصالح وكان وجه الكلام أن يقال ولا ينفع ذا الجد عندك أو لديك ولكن جاء دخول من ههنا إذ كان جده لا ينجيه من عذاب الله ويجوز أن يكون المعنى ولا ينفع ذا الجد الموهوب له في الدنيا منك جده وكان يقال لقيس بن خالد الشيباني ذو الجدين لأنه كان أسر أسيرا له فداء عظيم فقال له رجل إنك لذو جد في الأسارى فقال آخر بل والله ذو جدين وقال ابن ولاد بل كان سبق في ستين من الخيل فقيل له عند ذلك هذا القول وإياه عنى قيس بن عاصم المنقري بقوله أيا ابنة عبد الله وابنة مالك ويا ابنة ذا الجدين والفرس الورد طويل والجد أيضا وكف البيت حكاه أبو عمر المطرز فصل الحور الحور جمع الحوراء من الناس وهي التي في عينها حور واختلف الناس في حقيقة معنى الحور فكان أبو عمر يقول الحور أن تسود العين كلها مثل عيون
الظباء والبقر قال ليس في بني أدم حور وإنما قيل للنساء حور العيون لأنهن شبهن بالظباء والبقر وأما الأصمعي فروي عنه أنه قال ما أدري ما الحور في العيون وقال الخليل الحور شدة بياض بياض العين وشدته سواد سوادها قال ولا يقال حوراء إلا للبيضاء مع حورها وقد روي عن الأصمعي مثل قول أبي عمر فصل الحرة الحرة بالضم من النساء خلاف الأمة ورملة حرة أي طيبة وسحابة حرة غزيرة المطر قال عنترة جادت عليها كل بكر حرة فتركن كل حديقة كالدرهم كامل وحرة الذفري مجال القرط والحرة الأذن قال ذو الرمة والقرط في حرة الذفرى معلقة تباعد الحبل منها فهو يضطرب بسيط فصل الحسن الحسن بفتح الحاء ما حسن من كل شيء والحسن من أسماء الرجال والحسن نقا من الرمل مستطيل دفن فيه بسطام بن قيس ولذلك قال عبد الله بن عنمة لأم الأرض ويل ما أجنت بحيث أضر بالحسن السبيل وافر
وإلى جنبه نقا آخر أصغر منه يقال له الحسين فإذا جمعها قيل الحسنان قال شمعلة بن الأخضر بن هبيرة بن المنذر بن ضرار الضبي في قتله بسطام بن قيس الشيباني ويوم شقيقة الحسنين لاقت بنو شيبان آجالا قصارا وافر فصل الخير الخير بالفتح نقيض الشر وبه تسمى الخيل خيرا وبه فسر قوله تعالى إني أحببت حب الخير ويقال للمال أيضا خير وبذلك فسر قوله تعالى وإنه لحب الخير لشديد وقوله تعالى إن ترك خيرا والخير أيضا مصدر خار الله لك في الأمر ومصدر خرته أخيره إذا غلبته في المخايرة ورجل خير مخفف من خير قال الشاعر لعمر أبيك الخير إني لخادم لضيفي وإني إن ركبت لفارس طويل
وكان ابن الأعرابي يروي الخير بالرفع وفلان خير من فلان محذوف من أخير ولذلك استعمل في المذكر والمؤنث بلفظ واحد وربما قالوا للمرأة خيرة وهذا على قول من لم يعتقد فيه المفاضلة وعلى هذا ثنوه وجمعوه فقالوا خيران وخيرون وخيرتان وخيرات فصل الخلق الخلق بالفتح يكون المصدر من خلق الله الاشياء ومنه قول الله تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه ويكون الخلق أيضا المخلوق بعينه سمي بالمصدر ومنه قوله تعالى هذا خلق الله والخلق يكون إبداعا ويكون تركيبا فمن الخلق الذي معناه الإبداع قوله تعالى هل من خالق غير الله ومن الخلق الذي معناه التركيب قوله تعالى فتبارك الله أحسن الخالقين وقوله تعالى وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني والخلق تقدير الأديم للقطع قال الشاعر زهير ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري كامل والخلق الكذب قال الله تعالى وتخلقون إفكا وقال تعالى إن هذا إلا خلق الأولين هذه كلها مفتوحة الأوائل فهذا ما اتفقت ألفاظه واختلفت معانيه
الباب الثالث ما اختلف لفظه واتفق معناه
وأما ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه فقال الأصمعي يقال طمح في السوم إذا استام بسلعته أكثر مما تساوي وتشحأ في السوم وشحط وأبعط كل ذلك أن يتباعد ويقال للرجل إذا كان يغشاه الأضياف وتعتره الأضياف وتعتريه الأضياف وتعره وتعروه كله سواء ويقال ما دون ذلك الأمر ستر وما دون ذلك الأمر حجاب ولا وجاح والمعنى واحد ويقال توارى مني في دغل الوادي ودغله شجره وتوارى عني في ضراء الوادي ومدو شجره وتوارى عني في خمر الوادي وخمره ما واراه من جرف أو حبل من حبال الرمل أو شجر الوادي أو أي شيء ويقال للرجل إذا أرخى إزاره قد أغدفه ورفله واسبله ويقال أسبغ فلان قناعه وأغدفه إذا أرخاه على وجهه ويقال غيم جلب لا ماء فيه وغيم هف مثله وهذه شهدة هف لا عسل فيها وقال تأبط شرا
ولست بجلب جلب غيم وقرة ولا بصفا صلد عن الحق معزل ويقال قد عرفت ذاك في معنى كلامه وفي فحوى كلامه وفي عروضه وفي حويل كلامه وفي حوير كلامه ويقال أعطيت فلانا مالا مضاربة ومقارضة وهو المضارب والمقارض ويقال قد أسلم الرجل في المتاع وأسلف فيه وهو السلم والسلف ويقال للرجل إنه لكريم الطبيعة والضريبة والخيم والنحاس والسليقة والسوس والتوس وقال عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الكاتب في باب العقل العقل واللب والحجى والنهى والحجر واحد والنحيزة والطبيعة والخيم والضريبة والجبلة والسجية والسليقة والغريزة والتوس والسوس وفلان محمود الغرائز والسلائق والخلائق والطبائع والشمائل والنجائب والضرائب والنجار والطبيعة والجوهر وقال أبو علي محمد بن الحسين بن المظفر الحاتمي الغريزة والخليقة والطبيعة والضريبة والخلة والشيمة والمخيلة والشمائل والدربة والعادة والشنشنة
والديدن والهجيرة يقال منه إنه بهجيراه وديدنه وشنشنته ودربته وشمائله ومخيلته وشيمته وجبلته وضريبته وطبيعته وطبعه وخليقته وخلقه وغريزته يقال في هذا كله لئيم في الذم ويقال للجارية الحسنة الجدل جارية حسنة العصب وحسنة الجدل وحسنة المسد وحسنة الأرم ويقال جارية معصوبة ومجدولة ومأرومة وممشوقة ويقال امرأة خميصة وخمصانة ومهفهفة ومبطنة وهي امرأة شديدة القتب أي خمص البطن ويقال امرأة قباء ومقببة ومقعبة ومهفهفة ومبطنة ومهففة وأنشد للأغلب جارية من قيس بن ثعلبة قباء ذات سرة مقعبة رجز ويقال فلان متعظم في نفسه ومتفخر في نفسه وشامخ بأنفه ومتفجس وزامخ بأنفه إذا تاه وتكبر ويقال قد هجر بالرحيل وظهر إذا خرج عند زوال الشمس فهي الظهيرة وهي الهاجرة وهي الغابرة ويقال قد شاكل الرجل الرجل إذا فعل فعله وشابهه وشاكهه كل ذلك
سواء وضارعه قريب منه وليس بهن ويقال واظب فلان على ذلك الأمر وألظ عليه وثابر عليه وأتحم عليه بسواء ويقال امرأة في يدها سوار وفي يدها مسكة وجبارة ووقف وقال الرياشي ويقال أسوار أيضا وامرأة في رجلها خلخال وحجل وخدمة كل ذلك سواء قال زيادة في الوقف شججنا خشرما في الرأس عشرا ووقفنا هديبة إذ هجانا وافر والتوقيف أن يقد من موضع السوار قدة ويقال امرأة في عضدها معضد وفي عضدها دملج ويقال لقيت فلانا في صرحة الدار وفي قاعة الدار وفي باحة الدار وكل ذلك سواء وهو أن تراه فيما ليس فيه بناء من وسطها ونزل فلان بسرة
الوادي ونزل بهبرة الوادي وهما سواء يعني وسطه ويقال قميص واسع اليد وواسع الكم وواسع الردن وكل ذلك سواء ويقال مسح فلان يده بالمنديل ومرش يده ومشها بالمنديل وهو يمشها مشا ويقال للرجل إذا ولد له في أول سنة قد أربع فلان وولده ربعيون فإذا تأخر ولده إلى آخر عمره قيل قد أصاف وهو مصيف وولده صيفيون قال إن بني غلمة صيفيون أفلح من كان له ربعيون رجز ويقال لا أفعل ذاك مالألأت الفور وما حنت النيب وما اختلفت الجرة والدرة وما أطت الإبل وما سمر ابنا سمير يعني الليل والنهار وهما ابنا سمير وما دعا لله داع وما حدا الليل النهار وما سجع الحمام وما حج لله راكب وما أرزمت أم بحائل كله سواء ويقال رأيت في عنق فلانة عقدا ولطا سواء قال الراجز
وجه عجوز جليت في لط تضحك عن مثل الذي تغطي ورأيت في يد فلانة نظما من لؤلؤ وسمطا من لؤلؤ ويقال شددت غرز الرحل ووضينه وشددت غرض الرحل وغرضته وهو للسرج الحزام وللقتب البطان ويقال لبس فلان درعا من حديد فهي تجمع السابغة والقصيرة فإذا قال لبس بدنة أو شليلة فهي القصيرة التي ليست بسابغة ويقال شاركت فلانا شركة مفاوضة وذلك أن يكون ما لهما جميعا من كل شيء يملكانه سواءا وشاركته شركة عنان إذا اشترك في شيء معلوم ويقال هذه هبة لك من عندي وهبة كل من لدني وهبة لك من تلقائي ويقال حلوت فلانا على ذلك مالا إذا أعطاه على أمر فعله وأنا أحلوه حلوا وحلوانا ومنه الحديث نهي عن حلوان الكاهن قال أوس بن حجر كأني حلوت الشعر يوم مدحته صفا صخرة صماء يبس بلالها طويل
وقال علقمة بن عبدة ألا رجل أحلوه رحلي وناقتي يبلغ عني الشعر إذا مات طالبه طويل ويقال للترس المجن والجوب والمجنب والغرض وإذا كان من جلود ليس فيه خشب فهو الدرقة والحجفة وتقول العرب لموضع فراخ الطير الوكن والوكر والموكن فاذا كان من حطام النبت والزغب فهو العش وإذا كان في الأرض فهو الأفحوص وإذا كان للنعامة فهو الأدمي ويقال فلان حسن الأنف وحسن المرسن وفلان عظيم الأذنين وعظيم المسمعين ويقال للرجل إذا كان جسيما طويلا جميلا هو رجل بجال وجسام وجسيم وهو رجل حسان وجمال وامرأة حسانة وجمالة ويقال للرجل إذا كان حسن الوجه هو رجل وسيم بين الوسامة والقسامة ويقال للرجل إذا كان جيد للرأي جيد السياق للحديث يسرده سردا أو بهت الحديث هتا الصلة ويقال الصلة والرفد والجبا والجائزة والمنحة والعطية والتحويل والصفد والنيل
قال الأصمعي لا يكون الصفد والشكد إلا في المكافأة وقد يستعمل الصفد في موضع العطية وهذا كله من العطية وأفضل عليه من الفضل وأجدى عليه من الجدوى وكذلك الجراية والحذيا والسيب والإسداء والتنفيل والتنويل والإنحال والارتياس والاسعاف والإزلال والإزداء يقال منه أزديت وأزللت المدح وتقول في المدح ما زال يذكر محاسنه ومناقبه ومحامده وفضائله ومكارمه ومساعيه ومفاخره ومآثره ومعاليه ويقال منه مدحه وقرظه وأطره ومجده وزكاه في الدين المآثر ما يؤثر عنه ويقال أثرت الحديث مقصور ولا تكون المأثرة إلا في الحمد العلامات يقال هذه علامات النصر وأماراته وتباشيره ومخائله وأعلامه وأشراطه وشواهده وشواكله
يقال شمت مخايل الشيءإذا تطلعت نحوها ببصر منتظرا لها وشمت البرق اشيمه إذا ترقبت مطره وهذه أمارات بينة وأعلام لامعة ودلائل ناطقة وشواهد صادقة ومخايل نيرة ولائحة مسفرة الوضوح يقال قد انكشف الأمر وبان ووضح وأضاء وأشرق وأنار وأسفر وبان إذا تبين وتفرى الليل عن صبحه وصرح الحق عن محضه وأبدى الصريح عن الرغوة وتبين الصبح لذي عينين ووقفت على حقيقة الأمر وجلية الأمر وحققت الحديث وأحققته إذا تيقنته وتبينته التوقيع يقال أنفذته درج كتابي وطي كتابي وثني كتابي وضمن كتابي ووقع الرجل توقيعا في أضعاف كتابي إذا وقع بين سطوره وحواشيه وقال ذلك في أثناء مخاطبته وخلال مخاطبته الإيسار استغنى الرجل استغناء وأثرى إثراء فهو مثر وأكثر إكثارا فهو مكثر
وأيسر فهو موسر وأوسع فهو موسع وارتاش الرجل وانجبر وانتعش وتأثل تأثلا وقد أمشى إذا صارت له ماشية وقد أغناه الله وأقناه والغنى والجدة والثروة والثراء والميسرة والسعة واليسار والوفر قال المازني النشب العقار واللهى الدراهم حسن الذكر أفعل ما هو أجمل في الأحدوثة وأزين ما في المسمعة وأحسن في الذكر وأطيب في النشر وأحسن في الخير وأجمل في الصوت ولك جما
ذراعي حرة أدماء بكر مجان اللون لم تقرأ جنينا وافر معناه ما حملت ولا غيبت في بطنها ولدا ومنه قروء المرأة واحدها قرء في قول من زعم أنه طهر لأنها خرجت من الحيض إلى الطهر كما خرجت النجوم من الطلوع الىالمغيب قال ابو يوسف سمعت أبا عمرو الشيباني يقول الأقراء أن تقرىء الحية وذلك أنها تصدى أي تجمع سمها شهرا فإذا وفي لها شهر أقرأت ومجت سمها ولو أنها لدغت في أقرائها شيئا من الأشياء لم تطنه ولم يبل سليمها قوله لم تطنه كقولك لم تشوه إلا أن الإطناء لا يكون إلا في الحية والإشواء في كل شيء ويقال قد أقرأ سمها إذا اجتمع فصل الجون ومن الأضداد الجون الأصمعي وأبو عبيدة للأبيض والأسود أبو حاتم الأكثر للأسود قطرب هو للاسود في لغة قضاعة ولما يليها الأبيض أبو حاتم والتوزي لأبي ذؤيب في الأسود والدهر لا يبقى على حدثانه جون السراة له جدائد أربع كامل
ابو حاتم يعني حمارا وحشيا أسود الظهر والجدائد أتن لا لبن لها أبو حاتم للخنساء بنت عمرو بن الشريد واسمها تماضر بن سليم ولن أصالح قوما كنت حربهم حتى يعود بياضا جونه القار بسيط وللراجز لبيد جون دجوجي وخرق مسعف يرمي بها البيداء وهي مسدف رجز أبو زيد لعمرو بن معد يكرب تقول حليلتي لما رأته شرائج بين مبيض وجون وافر تراه كالثغام يعل مسكا يسوء الفاليات إذا فليني يعني شعر رأسه وأراد فلينني فحذف عمرو بن شأس وإن عرارا إن يكن غير واضح فإني أحب الجون ذا المنكب العمم طويل أراد الأسود والواضح الأبيض وعرار ابنه وكان أسود وبمعنى
الأبيض قولهم للشمس جونة لبياضها الأصمعي عرض أنيس الجرمي وكان فصيحا علىالحجاج درع حديد صافية فلم ير صفاءها فقال هي غير صافية فقال أنيس إن الشمس جونة يعني شديدة الضوء الغالب بياض الدرع وأنشد الأصمعي للبيد جون بصارة أقفرت لمراده وخلا له السوبان فالبرعوم كامل أراد الحمار الوحشي وانشد أبو عبيدة غير يا بنت الحليس لوني مر الليالي واختلاف الجون رجز وسفر كان قليل الأون عنى بالجوف هنا النهار والأون الرفق والدعة يقال أن على نفسك أي ارفق بها قال الراجز لا تسقه جزرا ولا حليبا إن لم تجده سامحا يعبوبا ذا ميعة يلتهم الجبوبا يبادر الأثآر أن تئوبا وحاجب الجونة أن يغيبا
الأثآر جمع ثأر والجونة يعني الشمس وقال الفرزدق يصف قصرا وجون عليه الجص فيه مريضة تطلع منه النفس والموت حاضره طويل الأصمعي ويقال للأحمر جون تفرد بروايته وأنشد تأوي إلى زر غدفل قرقار في جونة كقفدان العطار رجز يصف شقشقة البعير شبهها بالقفدان خريطة حمراء من أدم أبو حاتم لم يسمعه الأصمعي للأحمر بل حكي لبعض اللغويين وحكاه عبد الرحمن ابن أخي الاصمعي عنه ويقال حكي للأخضر وأنشد لجبيهاء الأشجعي ولو أنها طافت بدق مشرشر نفى الجدب عنه فرغه فهو كالح طويل لجاءت كأن القسور الجون بجها عساليجه والتامد المتناوح
والقسور هنا نبت وأراد بالجون الشديد الخضرة ريا ويجوز كونه للأسود لشدة الري كقوله تعالى مدهامتان أي لشدة الخضرة اسودتا والجمع بضم الجيم وأنشد الأصمعي لابن مقبل فيه واطأته بالسرى حتى تركت به ليل التمام ترى أعلامه جونا بسيط أي سودا يريد أن ليل التمام لا تظهر الأعلام فيه فكأنها سود لخفائها ويروى أسدافه قال اللغوي يصح أن يريد البيض أي سريت إلى الصبح فصل الحج الحج حج البيت المفروض من قول الله عز وجل ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا والحج القصد حججت نحوه قصدت والحج الزيارة حج فلان فلانا زاره ومنه قول الشاعر المخبل السعدي
وأشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المعصفرا طويل أي يزورون والحج القدوم تقول حج علينا فلان قدم والحج بيان الشيء مرة بعد مرة وقد حججته إذا أثبته كذلك والحج القطع بالحجة وقد حججت الرجل إذا غلبته بحجتك والحج إصلاح الجرح بالدواء ومنه قوله لعذارة بن درة الطائي يحج مأمومة في قعرها لجف فأست الطبيب قذاها كالمغاريد بسيط أي يصلحها والحج قياس الشجة والجرح بالمسبار وقد حججت الجرح إذا فعلت ذلك به وذو الحجة الشهر المعروف والحجة خرزة تعلق في شحمة الأذن والحجة شحمة الأذن وكلاهما يؤول في قول الشاعر لبيد يرضن صغار الدر في كل حجة وإن لم تكن أعناقهن عواطلا طويل والأمكن ان تكون شحمة الأذن
فصل علمت علمت إذا أردت بها علم الشخص فقط تعدت إلى واحد كقول القائل علمت زيدا أي عرفته وكان أولا لا يعرفه وفي التنزيل لا تعلمونهم الله يعلمهم معناه لا تعرفونهم الله يعرفهم وإضافة المعرفة إلى الله سبحانه مجاز نحو كل بعين الله و لتصنع على عيني أي أنت مني بمرأى ومسمع مبالغة في الرعاية واللطف وقال عز وجل ولقد علمتم الذي اعتدو ا منكم في السبت أي عرفتم فإذا أردت بالعلم معرفة خبره تعدى إلى مفعولين وقد يكون الأول معروفا وغير معروف مثل أن تقول سمعت بزيد ولا أعرفه وقد سمعت ما ألفه من الفقه وقد علمته فقيها وإن كنت لا أعرفه فهذا يراد به معرفة الثاني دون الأول وقد تعرفه وتعرف فقهه إلا أن الفائدة فيه معرفة الثاني وهو الفقه كما أنك إذا قلت ظننت زيدا فقيها فالظن في الفقه لا في زيد فعلمت بهذا أن القصد في علمت زيدا فقيها إنما هو في الثاني دون الأول بدليل ظننت زيدا قائما والظن لم يقع بالأول فكذلك علمت زيدا قائما والقصد أنك تعلم قيامه ولست تخبر أنك علمت زيدا لأنه قد يمكن أن تعلمه ويمكن ألا تكون علمته وإنما القصد بعلم قيامه لا غير وقوله عز وجل فان علمتموهن مؤمنات فاليقين إنما تحدد بإيمانهن فإن أردت معرفة الأول فقط لم تجاوز مفعولا واحدا والأصل في المعرفة أن تكون بالعين ومنه العريف الذي يعرف أصحابه بعينه وأصل العلم بالقلب ثم يوقع العلم موقع المعرفة يقال علمت زيدا أي عرفته وتوقع المعرفة موقع العلم ويقال عرفت فقهه إلا أنه لا يجاوز مفعولا واحدا لأنك نزلت القلب منزلة العين فجعلت معرفته كمعرفة العين التي لا تجاوز
مفعولا واحد فصل رأيت وأما رأيت فتكون بمعنى العلم والظن والرأي والرؤية فيتعدى بمعنى العلم أو الظن إلى مفعولين تقول رأيت زيدا منطلقا أي علمت زيدا منطلقا فيكون العلم قد تجدد بانطلاقه قال الله تعالى ويرى الذي أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق فوقع فيه الفصل ومنه قوله سبحانه إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا وقال عز وجل أن رآه استغنى فالضمير هو المفعول الأول واستغنى هو المفعول الثاني ولو لم يتعد إلى مفعولين هنا لم يتعد الىالضمير ولقيل أن رأى نفسه وتقول في الظن رأيت زيدا خارجا أي ظننت زيدا خارجا فزيد متيقن والشك إنما اعترض في خروجه وفي التنزيل إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا يذم الكفار في شكهم واعتقادهم بعد يوم القيامة فكأنه قال يظنون يوم القيامة بعيدا وأخبر عن نفسه بالعلم لأن الظن لا يجوز عليه تعالى الله علوا كبيرا فقال ونراه قريبا أي يعلم يوم القيامة قريبا فقابل علمه بظنهم وعلق علمه بقرب يوم القيامة كما علق ظنهم ببعده ومن كلامهم كم ترى الحرورية رجلا أي كم تظن وبمعنى الرأي والاعتقاد يتعدى أيضا إلى مفعولين نحو فلان يرى من الرأي أن الحق في جهتك ويرى الحق قولك والباطل قوله قال ابو القاسم عمر ابن ثابت الثمانيني ويكون بمعنى اعتقدت فيتعدى إلى مفعول واحد تقول
رأيت رأي مالك أي اعتقدت وفلان يرى رأي الخوارج أي يعتقد ذلك قال الشاعر السموأل وإنا لقوم ما نرى القتل سبة إذا ما رأته عامر وسلول طويل أي لا نعتقد القتل سبة وينتصب على الحال لا على أنه مفعول ثان وتكون رأيت بمعنى علمت التي بمعنى عرفت فتتعدى إلى مفعول واحد وإن كانت بمعنى علم القلب كقوله سبحانه وقل اعملوا فسيرى الله عملكم أي فسيعلم الله عملكم والعلم هنا بمعنى المعرفة ومنه قوله سبحانه وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض أي نعرفه ذلك وليس من رؤية العين ولو كان نري من ريت المتعدية إلى مفعولين لوجب أن يتعدى إلى ثلاثة ومنه قوله سبحانه لتحكم بين الناس بما أراك الله أي ما أراكه الله أي ما أعلمك إياه وعرفكه وضد المعرفة الإنكار وضد العلم الجهل وقد يقع الجهل ضد المعرفة قال ذو الأصبع فإن عرفتم سبيل الرشد فانطلقوا وإن جهلتم سبيل الرشد فأتوني بسيط وبمعنى رؤية العين يتعدى إلى واحد تقول رأيت زيدا أي أبصرته ومنه قوله تعالى أرأيتك هذا الذي كرمت علي لأن الكاف حرف خطاب
لا موضع لها من الاعراب وهذا الذي كرمت مفعولها ومن كلامهم أبصرك زيدا أي أبصره والكاف الأولى والتاء في أرأيتك اسم مجرد من الخطاب لانتقاله إلى الكاف المجردة من الإسمية وذا فرق بين تاء أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وبين هذه التاء إذ هو في أرأيتك اسم وخطاب معا ويدل على تجرد تاء أرأيتك من الخطاب إفرادها على كل حال وإلزامها الفتح وجعل التثنية والجمع والتأنيث في الكاف فلذا تقول المرأة أرأيتك زيدا فعل وللاثنتين أرأيتكما وللجميع أرأيتكم وأرأيتكن ولرأيت قسم آخر رأيته ضربت رئته ومن الملاحن والله ما رأيت فلانا أي ما ضربت رئته ومصدر الذي للعين والرؤية وما عداه الرأي فصل وجدت وكذلك وجدت تكون على معان أحدها وجود القلب بمعنى علمت فتتعدى إلى مفعولين وتعتبر بأن يكون الثاني معرفة أو يكون فيه فصل مثال الفصل تجدوه عند الله هو خيرا قال الشاعر الزبرقان الذهلي
وجدنا آل مرة حين خفنا جريرتنا هم الأنف الكراما وافر وقال سبحانه في تعريف الثاني لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود وقال الشاعر خداش بن زهير وجدت الله أكبر كل شيء محافظة وأكثره جنودا وافر أي علمت الله أكبر كل شيء وقال الشاعر إنا وجدنا بني جلان كلهم كساعد الضب لا طول ولا قصر بسيط أي علمناهم كذلك الثاني وجود الضالة بمعنى لحق وأدرك فيتعدى إلى مفعول واحد كقولك وجدت الضالة أي لحقتها وأدركتها قال الراجز أنشد والباغي يحب الوجدان قلائصا مختلفات الألوان
الثالث وجدت في المال وجدا وجدة استغنيت قال الله عز وجل من وجدكم أي من سعتكم وهذا لا يتعدى إلى مفعول الرابع وجدت في الحزن وجدا ازداد حزني فهذا أيضا لا يتعدى إلى مفعول وقال الثمانيني وجدت على الرجل بمعنى غضبت عليه فهذا لا يتعدى بنفسه وقال ابن غلبون وجدت الصرة أي اصبتها فهذه أفعال العلم وأما أفعال الشك ف فصل ظننت تكون بمعنى الشك وبمعنى العلم وبمعنى التهمة فعلى المعنيين الأولين تتعدى إلى مفعولين فمضالها للعلم في المؤمنين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون أي يتيقنون وقوله إني ظننت أني ملاق حسابيه أي أيقنت ابن عباس قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله وقال وظنوا ما لهم من محيص أي علموا أبو حاتم وقوله وظن أنه الفراق أي أيقن والدليل على أنها بمعنى اليقين مدح القديم لهم ولو كانت شكا لم يستحقوا المدح عليه قال دريد
فقلت لهم ظنوا بألفي مذحج سراتهم في الفارسي المسرهد طويل وقال تميم بن مقبل ظني بهم كعسى وهم يتنوفة يتنازعون جوائز الأمثال كامل الجوائز التي تجوز البلاد تقطعها أي يقيني بهم كعسى وأنشد قطرب لعمير ابن طارق الحنظلي بأن تعتزوا قومي وأقعد فيكم وأجعل مني الظن غيبا مرجما طويل أي أجعل العلم لأن الشك غيب مرجم أبو دؤاد رب أمر فرجته بعزيم وغيوب كشفتها بظنون خفيف أي بيقين في الكل وينشد لأوس بن حجر
وأرسله مستيقن الظن أنه مخالط ما بين الشراسيف جائف طويل قطرب أي مستيقن العلم إذ الشك لا يستيقن ومثالها للشك قوله تعالى في الكفار وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون وظننتم ظن السوء وقال إنه ظن أن لن يحور أي يرجع إلى ربه و إن يتبعون إلا الظن و إن الظن لا يغني من الحق شيئا و وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله واستعملت بمعنى العلم لأن الظن تغليب القلب على أحد حائزي ظاهر التجوز فكلما قويت الدلائل والأمارات في الشيء المظنون لحق بالعلم وإن ضعفت لحق بالظن ولذا قال أوس بن حجر الألمعي الذي يظن لك الرأي كأن قدر أى وقد سمعا منسرح فألحقه بحاسة البصر والسمع لحدسه المصيب ومن الشك قوله أيضا إن نظن إلا ظنا تقديره إن نحن إلا نظن ظنا ومثله لقيس بن مقلد اليربوعي فخالف فلا والله تهبط تلعة من الأرض إلا أنت للذل عارف طويل
فقوله فلا والله تهبط أراد فوالله لا تهبط فأوقع لا في غير موضعها كما قال الأعشى أحل به الشيب اثقاله ما اغتره الشيب الا اغترارا متقارب أراد وما اغتره اغترارا إلا الشيب وقال أبو علي تقديره وما هو إلا اغتره الشيب ويمكن أن يكون كما ذكر لا الأولى أغناه ذلك عن أن يعيدها ثانية وإذا كان بمعنى التهمة تعدى إلى واحد تقول ظننت زيدا أي اتهمته وأنشد للخنساء فمن ظن ممن يلاقي الحروب بأن لا يصاب فقد ظن عجزا متقارب أي توهم وعلى هذا قرأه من قرأ وما هو على الغيب بضنين أي بمتهم وفي حديث عمر رضي الله عنه أو ظنين في ولاء أو نسب أي متهم فعيل بمعنى مفعول ككف خضيب ولحية دهين فأما بضنين بالضاد فمعناه بخيل وفعيل فاعل ككريم أنشد أبو زيد إن الحماة أولعت بالكنه وأبت الكنة إلا ظنة رجز أي تهمة لها وبئر ظنون لا يوثق بدوام مائها ومنه البيت للشماخ كلا يومي طوالة وصل أروى ظنون آن مطرح الظنون
وكذلك في الرجل وينشد لزهير ألا أبلغ لديك بني تميم وقد يأتيك بالخبر الظنون وافر أي قد يصدق الكذاب فيبطل كذبه صدقه فصل خلت وخلت لا تستعمل الا للشك ولا بد لها من مفعولين نحو خلت أباك خارجا وينشد فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك ناجيا طويل أي لا أظنك وقال آخر وما خلت ذا خال يباهي بخاله وإن كان ذا فخر من أخواله الأزد طويل أي وما ظننت وقد استعمل خلت بمعنى عرفت فيتعدى مفعول واحد وقالوا خلت السحابة أي عرفت مخيلتها معناه أتمطر أم لا واستخلت فيه خيرا توهمت وسحابة مخيلة بضم الميم وفتحها يخال فيها المطر يظن وهي أيضا الخال وجمعها مخائل أبو زيد أرقت له وشايعني رجال وقد كثر المخايل والسدود وافر
السدود جمع سد سحابة عظيمة وينشد لأبي ذؤيب فلبثت بعدهم بعيش ناصب وأخال أني لاحق مستتبع كامل أبو حاتم أخال بفتح الهمزة وكسرها لغتان جيدتان قال الراجز حميد بن الأرقط في اليقين وكنت خلت الشيب والتبدينا والهم مما يذهل الحزينا أي علمت ومنه المثل من ير الزبد يخله من اللبن أي يعلمه وقال وخلت من معنى الخيال الذي تتخيل لك صورته دون تبين حقيقته فلذا دخل في باب الشك والظن فتعدى إلى مفعولين وخلت للمفعول بلفظه إلا فيمن أشم أو ضم ينصب واحدا لقيام الاول مقام الفاعل خلت قائما وخلت المال أخوله تعهدته بحسن القيام عينها واو كان رسول الله يتخول أصحابه بالموعظة خوف السآمة أي يتعهدهم بها وتأتي بمعنى التكبر فلا تعدى تقول ذا أمر لا يخول عليه أي يكبر قال طلحة لعمر رضي الله عنهما قد جربتك الأمور وجرستك الدهور وعجمتك البلايا فأنت ولي ما وليت لا تنبو في يديك ولا تخول عليك ومصدر الذي بمعنى الشك الخيلان والخيل والخيلولة وما عداه الخول فصل حسبت وأما حسبت ففي مستقبله يحسب على القياس قليل سماعا ويحسب شاذ قياسا كثير سماعا مثله من الصحيح يئس ييئس وييئس وبئس يبئس ويبأس ونعم ينعم وينعم ليس إلا
فأما حسب فمضارعه يحسب من الحساب اختلفت الأوزان لاختلاف المعاني وكذا المصدر من ذا الحساب ومن الأول الحسبان والمحسبة وفي التنزيل أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم أي يظنون ويقرأ بالفتح وقراءته عليه السلام بالكسر لغة قريش قال امرؤ القيس وتحسب سلمى لا تزال ترى طلا من الوحش أو ميضا بميثاء محلال طويل وتحسب سلمى لا تزال كعهدنا بوادي الخزامى أو على رأس أو عال فكل هذا بمعنى العلم ومن اليقين قول لبيد حسبت التقا والبر خير تجارة رباحا إذا ما المرء أصبح قافلا أي راجعا كقوله ثم إلى ربكم ترجعون و وإنا إليه راجعون فصل الحبر الحبر بالفتح مصدر حبر الرجل بالشيء إذا سر به ومنه قوله تعالى في روضة يحبرون والحبر والحبر بالفتح والكسر الجمال وحسن الهيئة وفي الحديث يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره يروى بالفتح والكسر
وقال ابن أحمر لبسنا حبره حتى اقتضينا لآجال وأعمار قضينا ويقال للعالم حبر وحبر بالفتح والكسر ومنه قيل كعب الأحبار فصل الجواد الجواد الرجل الذي يجود بماله والمرأة جواد بودها ومالها والجواد الفرس والجواد في عدوه والأنثى جواد أيضا وأصابتنا مطرة جواد ومطرتان جواد وجوادان ومطرات جواد وجياد فصل الهدي الهدي ما سيق إلى الكعبة من قوله جل ذكره حتى يبلغ الهدي محله وهي لغة أهل الحجاز وتميم تقول الهدي والهدي هدي الإنسان تقول ما أحسن هديه وسمته والهدي يقال فلان يهدي هدي فلان أي يفعل فعله قال الأخطل حتى تناهين عنه ساميا حرجا وما هدى هدي مهزوم وما نكلا أي لم يفعل فعل مهزوم فصل العمارة العمارة عمارة الدار والضيعة ونحو ذلك والعمارة عمارة الرجل وهم عشيرته
وقبيلته ويقال العمارة الحي الذي يقوم بنفسه ولا يستعين بغيره من كثرته ومنعته قال الأخنس بن شهاب لكل أناس من معد عمارة عروض إليها يلجئون وجانب طويل يروى عمارة بالخفض وعمارة بالرفع فمن خفض جعل العمارة القبلية وهي بدل من أناس وعروض مبتدأ ولكل أناس الخبر يقول لكل حي من معد ناحية يلجئون إليها إذا خافوا من أعدائهم فيتحصنون بها ونحن لا نحتاج إلى ما نتحصن به وإنما حصوننا سيوفنا ورماحنا ألا تراه يقول بعد هذا ونحن أناس لا حصون بأرضنا نلوذ بها إلا القنا والقواضب ومن روى عمارة بالرفع احتمل وجهين أحدهما أن يريد بالعمارة عمارة المنزل أو المحل ولا يريد القبيلة فيكون عمارة مبتدأ ولكل أناس خبره وعروض بدل من عمارة والآخر أن يجعل العمارة القبيلة كما كان في رواية خفضها وفيه إشكال لأنه يحتاج إلى حذف ما يتم الكلام به وذلك لفهم معناه وتقديره لهم بها عروض يلجئون إليها والأول أبين
فصل الفطر الفطر الخلق فطر الله الخلق فطرا ومنه فاطر السموات والأرض ويروى عن رجل خاصم رجلا في بئر فقال أنا فطرتها أي احتفرتها والفطر الحلب بأطراف الأصابع فصل الصريم الصريم التوزي عن أبي عبيدة هو لليل والنهار وقال غيره هو أول الليل وآخره أبو حاتم كالتوزي لا نصرام كل من صاحبه ولعدي بن الرقاع في انصرام الليل من النهار فلما انجلى عنها الصريم وأبصرت هجانا يسامى الليل أبيض معلما ومثله قول أبي عبيدة لابن أبي خازم فبات يقول أصبح ليل حتى تكشف عن صريمته الظلام وافر الأصمعي وأبو عمرو الصريمة هنا رملة فيها الثور أبي عبيدة
تطاول ليلك الليل البهيم فما ينجاب عن صبح صريم وقال زهير غدوت عليه غدوة فوجدته قعودا لديه بالصريم عواذ له طويل أي الليل وقوله تعالى فأصبحت كالصريم يكون المصروم أو الليل المظلم قطرب أحسبه قول ابن عباس وأنشد لتوبة بن الحمير علام تقوم عاذلتي تلوم تؤرقني إذا انجاب الصريم وافر أي الليل فصل الحاجب الحاجب حاجب الإنسان وهما الحاجبان والحاجب الذي يحجب الملك يحجب الناس عنه وأردت أمرا فحجبني عنه فلان منعني وهو حاجب لي والحاجب الحرف وحرف كل شيء حاجبه قال ذو الرمة فنطنا الأداوي بالرحال فيممت بنا مصدرا والقرن لم يبد حاجبه طويل يعني قرن الشمس وحاجبه حرفه ويقال كل من حواجب الرغيف أي من حروفه ولا تأكل من وسطه وحاجب موضع
فصل الخل الخل هذا الذي يؤتدم به معروف وفي الحديث نعم الادام الخل ووالخل الطريق في الرمل والخل الشق يكون في الثوب وغيره ومنه قول الشماخ وذكر ليلا قطعه فقال إلى أن تبدى الصبح فيه كأنه قميص من خل ساج مفرج طويل والخل الرجل القليل اللحم وقد خل لحمه خلا إذا هزل ومنه قول الشاعر تأبط شرا إن جسمي بعد خالي لخل مديد والخل الرجل السمين وهو من الأضداد ومنه قول الأخطل إذا بدت عورة منها أضر بها ضخم الكراديس خل اللحم زغلول بسيط فالخل ههنا السمين ولذلك جعله ضخم الكراديس والخل من الإبل هو ابن
المخاض والأنثى خلة والخل الثوب البالي والخل عرق في العنق ومنه قول الشاعر جندل الطهوي نم إلى هاد شديد الخل رجز والخل مصدر خللت الشيء بالخلال أخله خلا إذا شككته به والخل الظعن تقول خللت الرجل بالرمح إذا طعنته به والخل والخمر يكنى بهما عن الخير والشر ولذاك قال النمر بن تولب هلا سألت بعادياء وبيته والخل والخمر الذي لم يمنع كامل والخل الحامض والخل خل الفصيل وهو أن تجعل في لسانه عودا لكيلا يرضع والخل الخصوص بالدعوة والعرب تقول عم الرجل وخل في دعائه ومنه قوله فعم في دعائه وخلا وخط كاتباه واستهلا رجز والخلة مصدر الاختلال يقال منه خل الرجل أي أخل به من الخلة والخلة الخصلة يقال فلان خلة حسنة والخلة الفرجة في الشيء ومنه يقال للرجل إذا
مات له قريب اللهم اجبر خلته يراد الفرجة التي ترك الميت بفقده ومنه قول أوس لهلك فضالة لا يستوي القعود ولا خلة الذاهب متقارب والخلة الحاجة والفقر وفي المثل الخلة تدعو إلى السلة أي الفقر يدعو إلى السرقة فصل الحبل الحبل واحد الحبال والحبل العهد والأمان يقال أخذت بحبل من فلان أي بعهد وأمان قال جل وعز إلا بحبل من الله وحبل من الناس معناه العهد والذمة والحبل وصلة ما بين المنكب والعنق ومنه قول ذي الرمة تباعد الحبل منه فهو يضطرب بسيط ويقال هذا الأمر على حبل ذراعك أي ممكن لك والحبل التواصل والحبل ما استطال من الرمل مع الأرض والحبل موضع بالبصرة على شاطيء النهر والحبل مصدر حبلت الصيد حبلا إذا أخذته بالحبالة والحبل كلمة تطلق بها العرب إذا قالوا حبلك على غاربك أي أنت مطلقة والحبل مصدر حبلهم
المثاب إذا دعاهم المرجع والحبلة الأصل من أصول الكرم وفي الحديث لما خرج نوح من السفينة غرس الحبلة فصل الربيع الربيع فصل من فصول السنة والربيع الربع تقول ربع وربيع كما قالوا ثمن وثمين ومن الثمين قوله للشماخ بن ضرار ومثل سراة قومك لن يجاروا إلى ربع الرهان ولا الثمين وافر والربيع المطر ولذلك قال آخر وجادك من جار ربيع وصيف طويل وربيع اسم رجل والربيع النهر والربيع الكلأ والربيعة الصخرة العظيمة والربيعة البيضةالتي تجعل على الرأس ومنه قول الشاعر ربيعته تلوح لدى الهياج والربيع الحظ من الماء وربيعة قبائل من العرب فمن تميم ربيعة بن مالك أخو حنظلة وهم ربيعة الجوع وربيعة بن حنظلة رهط الحنتف وربيعة القبيلة المشهورة الذين فارسهم بسطام بن قيس وربيع شهر من شهور السنة
فصل الرف الرف التقبيل بأطراف الشفتين ومنه قول الراجز يا ابنة عمي إنني أهواك والله لولا خشيتي أباك وخشيتي من جانب أخاك إذن لرفت شفتاي فاك رف الغزال ورق الأراك والرف بريق الشيء وقد رف يرف رفا إذا برق ومنه قول الأعشى يذكر ثغر امرأة ومهما ترف غروبه يشفي المتيم ذا الحرارة مجزوء الكامل والرف الدلك بالسواك والمرأة ترف أسنانها بالسواك رفا ورف الشجر رفا إذا اهتز نعمة والرف ضرب من أكل الإبل والغنم وهي ترف رفا إذا فعلت ذلك ورف حاجب الرجل رفا إذا اختلج ومنه قول الراجز لم أدر الا الظن ظن الكاذب أبك أم بالغيب رف حاجبي فرف اختلج على ما ذكرنا والرف مصدر رففت الرجل رفا إذا أحسنت إليه ومن أمثال العرب من حفنا أو رفنا فليترك والرف سقف يعمل دون سقف البيت والرف الرقة تقول هذا ثوب رف إذا كان رقيقا والرف حظيرة الغنم
فصل الرقيب الرقيب حارس القوم وهو الذي يشرف على مرقبة ليحرسهم والرقيب الرجل الذي يقعد في الميسر يناول ما يخرج من سهام الميسر أمينا على ذلك والرقيب أحد قداح الميسر وهو الثالث منها والرقيب الحفيظ والله رقيب على عباده أي حفيظ والرقيب النجم الذي يغيب إذا طلع الطالع من المشرق كالعواء وهي رقيب فرغ الدلو الأسفل فإذا طلع فرغ الدلو بالغداة من المشرق سقطت العواء فهي الرقيب ولكل المنازل طالع ورقيب والعيوق رقيب الثريا لأنه بمنزلة الرقيب عليها والرقيب ضرب من الحيات خبيث والرقيب هو الرجل ترقبه فعيل بمعنى مفعول والرقيب والرقيبة كل ما استترت به لترمي والرقيب الحائل بين الرجل ومحبوبه فصل الطبق الطبق معروف ومر طبق من النهار أي معظمه والطبق الحال من قوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق أي حال عن حال وقيل الطبق المنزلة وكل شيء طوبق بعضه على بعض فالأعلى منه طبق للأسفل وطوبق الجنب صفحته وكل فقرة من فقار الظهر طبق والطبق عظم رقيق يفصل بين الفقارين والطبق كل غطاء لازم والطبق سد الجراد لعين الشمس والطبق
انطباق الغيم في الهواء والطبق الدرك من أدراك جهنم وبنات طبق الدواهي والطبق جماعة من الناس يعدلون جماعة مثلهم وتقول العرب اللهم اسقنا غيثا طبقا أي يطبق الأرض ومنه قول الشاعر امرئ القيس ديمة هطلاء فيها وطف طبق الأرض تحرى وتدر رمل والطبق القرن من الناس يطبقون الأرض ثم يموتون ويأتي طبق آخر والطبق المتشابهون من الخلق والعرب تقول هم طبقة واحدة إذا كانوا متشابهين والناس طبقات أي بعضهم أرفع من بعض وقول العرب وافق شن طبقة إنما يراد قبيلتان فشن من عبد القيس فواقعوا هذه القبيلة وهم من إياد فقاموا بهم فضرب بذلك المثل وقيل هما رجلان التقيا في قتال فتناصفا ولذلك قالوا وافق شن طبقة وافقه فاعتنقه وقيل شن رجل وطبقة امرأة تزوجها فكانت على ماطلب فقيل ذلك فصل المشق المشق خفة الخط والمشق سرعة السير والمشق تطويل الشيء ولذلك يقولون رقيق ممشوق كأنه مطول والمشق مد الشيء ومنه يقال مشقت الوتر مشقا مددته وكذا يقال مشقته ومن الأول قوله يمشق سمر العقب الممشق رجز
والمشق الضرب بالسوط ومنه قول رؤبة يذكر الخيل تنجو وأسقاهن بلقا مشقا رجز والمشق ضرب من الأكل والمشق صبغ الثوب بالمشق وهو طين أحمر يصبغ به وقيل هو المغرة والمشق سرعة الطعن ومنه قول ذي الرمة فكر يطعن مشقا في جواشنها كأنه الأجر في الإقبال يحتسب بسيط والمشق في الطعام هو أن يبقي منه أكثر مما يأكل والمشق أخذ الإبل الكلاء بسرعة وعليها أحمالها والمشق ضرب من النكاح يقال مشق الرجل المرأة يمشقها مشقا إذا فعل ذلك بها والمشق جذب الكتان في ممشقة حتى يخلص خالصه وما بقي منه فهو مشاقة فصل النجد النجد القوي يقال هذا رجل نجد بين النجدة إذا كان قويا والنجد الشجاع والنجدة الشجاعة والنجد ما ارتفع من الأرض ونجد بلاد معروفة وهو مذكر ولذلك قال الشاعر ألم تر أن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد النطاف به بردا طويل وكل شرف من الأرض استوى ظهره فهو نجد والنجد الطريق الواضح ومنه
قول امرئ القيس غداة غدوا فسالك بطن نخلة وآخر منهم سالك نجد كبكب طويل وقيل النجد طريق في الجبل والنجد ثدي المرأة وكذا تؤول في قوله جل وعز وهديناه النجدين أي ثدي أمه وقيل طريق الخير وطريق الشر والنجد الأمر الصعب والجمع أنجد ومنه تقول العرب هو طلاع أنجد أي يركب الأمور الصعاب ومنه قول الشاعر وقد يقصر القل الفتى دون همه وقد كان لولا القل طلاع أنجد طويل أي كان ركاب أمور صعاب وهذا أمر نجد أي واضح وهذا دليل نجد أي هاد ومنه قول الشاعر وقد جاءك النجد النذير مجمد كامل والنجد ما تزين به البيوت من الفرش وقد نجدته إذا زينته ونجدة اسم رجل وابن نجدة رجل من الخوارج ينسب إليه النجدات قوم منهم فصل الإل الإل بالكسر العهد والإل أيضا الذمة قال الله تعالى لا يرقبون في مؤمن
إلا ولا ذمة والإل الله تعالى وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه قال لبني حنيفة حين سألهم عن قرآن مسيلمة فأخبروه ويحكم إن هذا كلام لا يخرج من إل فأين ذهب بكم كذا فسر الناس هذا الحديث وحقيقة معناه أنه أراد بالأل الربوبية والإل أيضا الحقد والعداوة حكاه أبو عمر المطرز والإل أيضا القرابة قال حسان لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام وافر والإل أيضا اسم موضع فصل الأمر الأمر بالفتح نقيض النهي والأمر أيضا كل حدث يحدث وكل قصة تقع والأمر أيضا مصدر أمرت الشيء إذا كثرته قال الله تعالى وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ومنه قول النبي خير المال سكة مأبورة أو مهرة مأمورة هذه وجوه الأمر المستعملة في كلام العرب وجاء في القرآن على معان أ خر ولكنها راجعة إلى ما ذكرناه فمنها الأمر الذي يراد به القضاء كقوله تعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض قال المفسرون معناه يقضي القضاء وكذلك قالوا في قوله تعالى ألا له الخلق والأمر ومنها الأمر الذي يراد به الدين كقوله فتقطعوا أمرهم بينهم وقوله تعالى حتى جاء الحق وظهر أمر الله ومنها الأمر الذي يراد به العذاب كقوله تعالى وقال الشيطان لما قضي الأمر قال المفسرون معناه وجب العذاب ومنها الأمر
الذي يراد به القيامة كقوله تعالى وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله ومنها الأمر الذي يراد به الوحي كقوله تعالى يتنزل الأمر بينهن ومنها الأمر الذي يراد به الذنب كقوله تعالى فذاقت وبال أمرها أي جزاء ذنبها فصل الأم أم كل شيء أصله بالضم ومنه قيل لمكة أم القرى وأم الكتاب فاتحته وأم الكتاب أيضا اللوح المحفوظ وأم الرمح الراية قال حسان فسلبنا الرمح فيه أمه من يد العاص وما طال الطول رمل ويقال فلان أم القوم وأبوهم إذا كان يحفظهم ويتولى أمرهم ومنه قول رسول الله لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنا وأنت أبوا هذه الأمة أي القيمان بأمرها ومنه قول بعض الشعراء يمدح عثمان بن عفان رضي الله عنه ابن مقبل وملجأ مهروئين يلقى به الحيا إذا صرحت كحل هو الأم والأب طويل وقال يعقوب ما أمك وأم كذا أي مالك وماله وأنشد لنافع ابن لقيط
فما أمي وأم الوحش لما تفرع في مفارقتي المشيب وافر كذا أنشده في كتاب المثنى والمكنى والمبني بضم الهمزة وقال معناه ما بالي وبالها ورواه السيرافي فما أمي وأم الوحش بفتح الهمزة وقال معناه ما قصدي وقصد اتباع الوحش وكنى بالوحش عن النساء ويقال للحمى أم ملدم وأم ملذم بالدال والذال ويقال للدجاجة أم جعفر أم حفصة وللحمامة أم مهدي وللقملة أم عقبة وللسلحفاة أم العوام وللحية أم حقصان وللعقرب أم العريط وأم سامر وللخنفساء الأنثى أم سالم وللذكر أبو وجزة وأبو جعران وللنحلة أم عدي ويقال للفيلة أم شنبل وللاست أم سويد وأم عزم وأم عزمل وأم عزمن وباب الكنى باب يتسع فصل الأمة الأمة بضم الهمزة تنصرف على ثمانية معان فالأمة القرن من الناس وأمة كل بني تباعه والأمة الرجل الذي يؤتم به ومنه قول الله عز وجل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا والأمة الجماعة من الناس ومن ذلك قوله عز وجل وجد عليه أمة من الناس والأمة الحين قال الله تعالى ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة والأمة الرجل الواحد الذي يقوم مقام جماعة ومنه قول النبي في قس بن ساعدة إني لأرجو أن يبعثه الله أمة وحده والأمة القامة قال الأعشى
وإن معاوية الأكرمين حسان الوجوه طوال الامم رمل والأمة الأم وأكثر ما يستعمل في النداء وربما استعمل في غيره أنشد الطوسي تقيلها من أمة لك طالما تنوزع في الاسواق عنها خمارها طويل والأمة والإمة بالضم والكسر الدين قال الله عز وجل إنا وجدنا آباءنا على أمة أي على دين وملة ويروى بيت النابغة على وجهين حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة هو طائع طويل فصل البكر البكر بالكسر أول ولد الرجل وبكر كل شيء أوله وإذا أنكح الرجل امرأة لم يكن لها زوج قبله ولم تكن له أمراة قبلها وولد له أول ولد منها قالوا ولد بكر وأبوه بكر وأمه بكر وهو معنى قول الكميت يا بكر بكرين ويا خلب الكبد أصبحت مني كذراع من عضد رجز وقيل إنما أراد أنه كان بكر أبويه وأبوه بكر أبويه وأمه بكر أبويها وذلك
أكمل لقوله وكانت العرب تقول أشد الناس بكر ابن بكرين والبكر الكرم الذي حمل أول مرة وناقة بكر فتية وكذلك نخلة بكر فصل البل البل بالكسر المباح بلغة حمير واختلف الناس في معنى قول عبد المطلب في زمزم وهي لشارب حل وبل قال الأصمعي بل مباح وقال قوم إتباع لحل كما قيل حسن بسن وشيطان ليطان وقال قوم بل شفاء من قولهم بل من مرضه وأبل واستبل إذا برئ وهذا القول أشبه الأقوال بها لأن زمزم له أسماء كثيرة يقال زمزم وزمم وزمزم والمضنونة والرواء وشيعة وركضة جبريل وحفير عبد الملطلب وطعام طعم وشفاء سقم فقولهم في أسمائها شفاء سقم يقوي قول من قال بل شفاء فصل البنان البنان بالكسر جمع بنة وهي الرائحة طيبة كانت أو كريهة قال الشاعر
وعالت بنان المسك وحفا مرجلا علىمثل بدر لاح في الظلمات طويل وصحف أبو علي البغدادي هذه اللفظة فروى وعالت بنات المسك فصل الجرم الجرم بالفتح القطع يقال جرم الشيء يجرمه ومنه جرام النخل وهو قطافه والجرم ايضا الكسب يقال فلان جريمة أهله أي كاسبهم ومنه قول الله عز وجل ولا يجرمنكم شنآن قوم ومنه قول أبي خراش الهذلي جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا وافر الناهض فرخها والصليب الودك والجرم أيضا مصدر جرم فهو جارم إذا أذنب لغة في أجرم قال ابن براقة وننصر مولانا ونعلم أنه كذا الناس مجروم عليه وجارم طويل والجرم أيضا مصدر جرم الشاة إذا جزها وأرض جرم شديدة الحر فإذا كانت شديدة البرد قيل أرض صرد وجرم قبيلة من قبائل اليمن
فصل الجد الجد بالفتح القطع والجد أبو الأب وأبو الأم والجد العظمة والجلال قال الله عز وجل وأنه تعالى جد ربنا والجد الحظ والسعد وفي الحديث ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي من كان له سعد في الدنيا لم ينفعه ذلك في الآخرة وإنما ينتفع بالعمل الصالح وكان وجه الكلام أن يقال ولا ينفع ذا الجد عندك أو لديك ولكن جاء دخول من ههنا إذ كان جده لا ينجيه من عذاب الله ويجوز أن يكون المعنى ولا ينفع ذا الجد الموهوب له في الدنيا منك جده وكان يقال لقيس بن خالد الشيباني ذو الجدين لأنه كان أسر أسيرا له فداء عظيم فقال له رجل إنك لذو جد في الأسارى فقال آخر بل والله ذو جدين وقال ابن ولاد بل كان سبق في ستين من الخيل فقيل له عند ذلك هذا القول وإياه عنى قيس بن عاصم المنقري بقوله أيا ابنة عبد الله وابنة مالك ويا ابنة ذا الجدين والفرس الورد طويل والجد أيضا وكف البيت حكاه أبو عمر المطرز فصل الحور الحور جمع الحوراء من الناس وهي التي في عينها حور واختلف الناس في حقيقة معنى الحور فكان أبو عمر يقول الحور أن تسود العين كلها مثل عيون
الظباء والبقر قال ليس في بني أدم حور وإنما قيل للنساء حور العيون لأنهن شبهن بالظباء والبقر وأما الأصمعي فروي عنه أنه قال ما أدري ما الحور في العيون وقال الخليل الحور شدة بياض بياض العين وشدته سواد سوادها قال ولا يقال حوراء إلا للبيضاء مع حورها وقد روي عن الأصمعي مثل قول أبي عمر فصل الحرة الحرة بالضم من النساء خلاف الأمة ورملة حرة أي طيبة وسحابة حرة غزيرة المطر قال عنترة جادت عليها كل بكر حرة فتركن كل حديقة كالدرهم كامل وحرة الذفري مجال القرط والحرة الأذن قال ذو الرمة والقرط في حرة الذفرى معلقة تباعد الحبل منها فهو يضطرب بسيط فصل الحسن الحسن بفتح الحاء ما حسن من كل شيء والحسن من أسماء الرجال والحسن نقا من الرمل مستطيل دفن فيه بسطام بن قيس ولذلك قال عبد الله بن عنمة لأم الأرض ويل ما أجنت بحيث أضر بالحسن السبيل وافر
وإلى جنبه نقا آخر أصغر منه يقال له الحسين فإذا جمعها قيل الحسنان قال شمعلة بن الأخضر بن هبيرة بن المنذر بن ضرار الضبي في قتله بسطام بن قيس الشيباني ويوم شقيقة الحسنين لاقت بنو شيبان آجالا قصارا وافر فصل الخير الخير بالفتح نقيض الشر وبه تسمى الخيل خيرا وبه فسر قوله تعالى إني أحببت حب الخير ويقال للمال أيضا خير وبذلك فسر قوله تعالى وإنه لحب الخير لشديد وقوله تعالى إن ترك خيرا والخير أيضا مصدر خار الله لك في الأمر ومصدر خرته أخيره إذا غلبته في المخايرة ورجل خير مخفف من خير قال الشاعر لعمر أبيك الخير إني لخادم لضيفي وإني إن ركبت لفارس طويل
وكان ابن الأعرابي يروي الخير بالرفع وفلان خير من فلان محذوف من أخير ولذلك استعمل في المذكر والمؤنث بلفظ واحد وربما قالوا للمرأة خيرة وهذا على قول من لم يعتقد فيه المفاضلة وعلى هذا ثنوه وجمعوه فقالوا خيران وخيرون وخيرتان وخيرات فصل الخلق الخلق بالفتح يكون المصدر من خلق الله الاشياء ومنه قول الله تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه ويكون الخلق أيضا المخلوق بعينه سمي بالمصدر ومنه قوله تعالى هذا خلق الله والخلق يكون إبداعا ويكون تركيبا فمن الخلق الذي معناه الإبداع قوله تعالى هل من خالق غير الله ومن الخلق الذي معناه التركيب قوله تعالى فتبارك الله أحسن الخالقين وقوله تعالى وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني والخلق تقدير الأديم للقطع قال الشاعر زهير ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري كامل والخلق الكذب قال الله تعالى وتخلقون إفكا وقال تعالى إن هذا إلا خلق الأولين هذه كلها مفتوحة الأوائل فهذا ما اتفقت ألفاظه واختلفت معانيه
الباب الثالث ما اختلف لفظه واتفق معناه
وأما ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه فقال الأصمعي يقال طمح في السوم إذا استام بسلعته أكثر مما تساوي وتشحأ في السوم وشحط وأبعط كل ذلك أن يتباعد ويقال للرجل إذا كان يغشاه الأضياف وتعتره الأضياف وتعتريه الأضياف وتعره وتعروه كله سواء ويقال ما دون ذلك الأمر ستر وما دون ذلك الأمر حجاب ولا وجاح والمعنى واحد ويقال توارى مني في دغل الوادي ودغله شجره وتوارى عني في ضراء الوادي ومدو شجره وتوارى عني في خمر الوادي وخمره ما واراه من جرف أو حبل من حبال الرمل أو شجر الوادي أو أي شيء ويقال للرجل إذا أرخى إزاره قد أغدفه ورفله واسبله ويقال أسبغ فلان قناعه وأغدفه إذا أرخاه على وجهه ويقال غيم جلب لا ماء فيه وغيم هف مثله وهذه شهدة هف لا عسل فيها وقال تأبط شرا
ولست بجلب جلب غيم وقرة ولا بصفا صلد عن الحق معزل ويقال قد عرفت ذاك في معنى كلامه وفي فحوى كلامه وفي عروضه وفي حويل كلامه وفي حوير كلامه ويقال أعطيت فلانا مالا مضاربة ومقارضة وهو المضارب والمقارض ويقال قد أسلم الرجل في المتاع وأسلف فيه وهو السلم والسلف ويقال للرجل إنه لكريم الطبيعة والضريبة والخيم والنحاس والسليقة والسوس والتوس وقال عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الكاتب في باب العقل العقل واللب والحجى والنهى والحجر واحد والنحيزة والطبيعة والخيم والضريبة والجبلة والسجية والسليقة والغريزة والتوس والسوس وفلان محمود الغرائز والسلائق والخلائق والطبائع والشمائل والنجائب والضرائب والنجار والطبيعة والجوهر وقال أبو علي محمد بن الحسين بن المظفر الحاتمي الغريزة والخليقة والطبيعة والضريبة والخلة والشيمة والمخيلة والشمائل والدربة والعادة والشنشنة
والديدن والهجيرة يقال منه إنه بهجيراه وديدنه وشنشنته ودربته وشمائله ومخيلته وشيمته وجبلته وضريبته وطبيعته وطبعه وخليقته وخلقه وغريزته يقال في هذا كله لئيم في الذم ويقال للجارية الحسنة الجدل جارية حسنة العصب وحسنة الجدل وحسنة المسد وحسنة الأرم ويقال جارية معصوبة ومجدولة ومأرومة وممشوقة ويقال امرأة خميصة وخمصانة ومهفهفة ومبطنة وهي امرأة شديدة القتب أي خمص البطن ويقال امرأة قباء ومقببة ومقعبة ومهفهفة ومبطنة ومهففة وأنشد للأغلب جارية من قيس بن ثعلبة قباء ذات سرة مقعبة رجز ويقال فلان متعظم في نفسه ومتفخر في نفسه وشامخ بأنفه ومتفجس وزامخ بأنفه إذا تاه وتكبر ويقال قد هجر بالرحيل وظهر إذا خرج عند زوال الشمس فهي الظهيرة وهي الهاجرة وهي الغابرة ويقال قد شاكل الرجل الرجل إذا فعل فعله وشابهه وشاكهه كل ذلك
سواء وضارعه قريب منه وليس بهن ويقال واظب فلان على ذلك الأمر وألظ عليه وثابر عليه وأتحم عليه بسواء ويقال امرأة في يدها سوار وفي يدها مسكة وجبارة ووقف وقال الرياشي ويقال أسوار أيضا وامرأة في رجلها خلخال وحجل وخدمة كل ذلك سواء قال زيادة في الوقف شججنا خشرما في الرأس عشرا ووقفنا هديبة إذ هجانا وافر والتوقيف أن يقد من موضع السوار قدة ويقال امرأة في عضدها معضد وفي عضدها دملج ويقال لقيت فلانا في صرحة الدار وفي قاعة الدار وفي باحة الدار وكل ذلك سواء وهو أن تراه فيما ليس فيه بناء من وسطها ونزل فلان بسرة
الوادي ونزل بهبرة الوادي وهما سواء يعني وسطه ويقال قميص واسع اليد وواسع الكم وواسع الردن وكل ذلك سواء ويقال مسح فلان يده بالمنديل ومرش يده ومشها بالمنديل وهو يمشها مشا ويقال للرجل إذا ولد له في أول سنة قد أربع فلان وولده ربعيون فإذا تأخر ولده إلى آخر عمره قيل قد أصاف وهو مصيف وولده صيفيون قال إن بني غلمة صيفيون أفلح من كان له ربعيون رجز ويقال لا أفعل ذاك مالألأت الفور وما حنت النيب وما اختلفت الجرة والدرة وما أطت الإبل وما سمر ابنا سمير يعني الليل والنهار وهما ابنا سمير وما دعا لله داع وما حدا الليل النهار وما سجع الحمام وما حج لله راكب وما أرزمت أم بحائل كله سواء ويقال رأيت في عنق فلانة عقدا ولطا سواء قال الراجز
وجه عجوز جليت في لط تضحك عن مثل الذي تغطي ورأيت في يد فلانة نظما من لؤلؤ وسمطا من لؤلؤ ويقال شددت غرز الرحل ووضينه وشددت غرض الرحل وغرضته وهو للسرج الحزام وللقتب البطان ويقال لبس فلان درعا من حديد فهي تجمع السابغة والقصيرة فإذا قال لبس بدنة أو شليلة فهي القصيرة التي ليست بسابغة ويقال شاركت فلانا شركة مفاوضة وذلك أن يكون ما لهما جميعا من كل شيء يملكانه سواءا وشاركته شركة عنان إذا اشترك في شيء معلوم ويقال هذه هبة لك من عندي وهبة كل من لدني وهبة لك من تلقائي ويقال حلوت فلانا على ذلك مالا إذا أعطاه على أمر فعله وأنا أحلوه حلوا وحلوانا ومنه الحديث نهي عن حلوان الكاهن قال أوس بن حجر كأني حلوت الشعر يوم مدحته صفا صخرة صماء يبس بلالها طويل
وقال علقمة بن عبدة ألا رجل أحلوه رحلي وناقتي يبلغ عني الشعر إذا مات طالبه طويل ويقال للترس المجن والجوب والمجنب والغرض وإذا كان من جلود ليس فيه خشب فهو الدرقة والحجفة وتقول العرب لموضع فراخ الطير الوكن والوكر والموكن فاذا كان من حطام النبت والزغب فهو العش وإذا كان في الأرض فهو الأفحوص وإذا كان للنعامة فهو الأدمي ويقال فلان حسن الأنف وحسن المرسن وفلان عظيم الأذنين وعظيم المسمعين ويقال للرجل إذا كان جسيما طويلا جميلا هو رجل بجال وجسام وجسيم وهو رجل حسان وجمال وامرأة حسانة وجمالة ويقال للرجل إذا كان حسن الوجه هو رجل وسيم بين الوسامة والقسامة ويقال للرجل إذا كان جيد للرأي جيد السياق للحديث يسرده سردا أو بهت الحديث هتا الصلة ويقال الصلة والرفد والجبا والجائزة والمنحة والعطية والتحويل والصفد والنيل
قال الأصمعي لا يكون الصفد والشكد إلا في المكافأة وقد يستعمل الصفد في موضع العطية وهذا كله من العطية وأفضل عليه من الفضل وأجدى عليه من الجدوى وكذلك الجراية والحذيا والسيب والإسداء والتنفيل والتنويل والإنحال والارتياس والاسعاف والإزلال والإزداء يقال منه أزديت وأزللت المدح وتقول في المدح ما زال يذكر محاسنه ومناقبه ومحامده وفضائله ومكارمه ومساعيه ومفاخره ومآثره ومعاليه ويقال منه مدحه وقرظه وأطره ومجده وزكاه في الدين المآثر ما يؤثر عنه ويقال أثرت الحديث مقصور ولا تكون المأثرة إلا في الحمد العلامات يقال هذه علامات النصر وأماراته وتباشيره ومخائله وأعلامه وأشراطه وشواهده وشواكله
يقال شمت مخايل الشيءإذا تطلعت نحوها ببصر منتظرا لها وشمت البرق اشيمه إذا ترقبت مطره وهذه أمارات بينة وأعلام لامعة ودلائل ناطقة وشواهد صادقة ومخايل نيرة ولائحة مسفرة الوضوح يقال قد انكشف الأمر وبان ووضح وأضاء وأشرق وأنار وأسفر وبان إذا تبين وتفرى الليل عن صبحه وصرح الحق عن محضه وأبدى الصريح عن الرغوة وتبين الصبح لذي عينين ووقفت على حقيقة الأمر وجلية الأمر وحققت الحديث وأحققته إذا تيقنته وتبينته التوقيع يقال أنفذته درج كتابي وطي كتابي وثني كتابي وضمن كتابي ووقع الرجل توقيعا في أضعاف كتابي إذا وقع بين سطوره وحواشيه وقال ذلك في أثناء مخاطبته وخلال مخاطبته الإيسار استغنى الرجل استغناء وأثرى إثراء فهو مثر وأكثر إكثارا فهو مكثر
وأيسر فهو موسر وأوسع فهو موسع وارتاش الرجل وانجبر وانتعش وتأثل تأثلا وقد أمشى إذا صارت له ماشية وقد أغناه الله وأقناه والغنى والجدة والثروة والثراء والميسرة والسعة واليسار والوفر قال المازني النشب العقار واللهى الدراهم حسن الذكر أفعل ما هو أجمل في الأحدوثة وأزين ما في المسمعة وأحسن في الذكر وأطيب في النشر وأحسن في الخير وأجمل في الصوت ولك جما