حوار الشعر
افتراضي شعرية التناص في شعر الشاعر مصطفى الشليح
شعرية التناص
تفاعل النصوص فيما بينها ن وتداخلها أدى إلى ظهور مفهوم جديد في الدرس النقدي الحديث، وهو: التناص Intertextualité :<< الذي اخترق جل المجالات المعرفي، على نحو أصبحت معه قراءة النص الأدبي ورصد أدبيته ، إنما تتم من خلال نوعية العلاقة التناصية التي يقيمها مع غيره من النصوص الواقعة في مجاله الحواري>>[1].
والدكتور عبد القادر بقشى، يختزل موضوع التناص في سؤال أساسي: ما هو المبدأ الفني المتحكم في بناء النص الأدبي؟ أهو الإبداع المعتمد على الغراب، أم التوليد المؤسس على التفاعل بين النصوص؟؟
صحيح أن جل الدراسات الأدبي اليوم أجمعت على أمر واحد، وهو: أن الإبداع تتحكم فيه عمليتان أساسيتان: الكتابة والقراءة.. ويعتبر منذر عياشي أن النص الأدبي كتابة وقراءة في آن واحد. [2]
وهذا قد تنبه إليه الشاعر والناقد القديمان... فقد أكد أحمد بن أبي طاهر(ت 385هـ) إلى أن الكلام:<< ملتبس بعضه ببعض، وأخذ أواخره من أوائله. والمبتدع منه والمخترع فليل إذا تصفحته وامتحنته. والمحترس المتحفظ المطبوع بلاغ وشعرا من المتقدمين والمتأخرين لا يسلم أن يكون كلامه آخذا من كلام غيره، وإن اجتهد في الاحتراس، وتخلل طريق الكلام، وباعد في المعنى، وأقرب في اللفظ، وأفلت من شباك التداخل. فكيف يكون ذلك مع المتكلف المتصنع، والمتعمد القاصد(...)، ومن ظن أن كلامه لا يلتبس بكلام غيره، فقد كذب ظنه وفضحه امتحانه>>[3] .
وقد أكد ميخائيل باختين أن النص الأدبي ذو طابع حواري.. وهذا تلقفته جوليا كريستيفا الباحثة البلغارية، لتضع مصطلح التناص لأول مرة في النقد الأدبي. وجاء ذلك في أبحاثها الأدبية منذ الستينيات، والتي نشرتها في مقالاتها الأدبية بمجلتي ( تيلكيل)و( كريتيك)، وفي كتبها النقدية.
والمشروع التناصي يطرح مجموعة من الأسئلة ، نظرا لكون التناص :<< ظاهرة لغوية ( وما وراء لغوية) معقدة ، تستعصي على الضبط والتقنين، إذ يعمد في تمييزها على ثقافة المتلقي، وسعة معرفته وقدرته على الترجيح>>[4] . خاصة وأن جوليا كريستيفا تؤكد أن النص عملية كثيفة من التذكر[5] .
ويضيف الدكتور الحبيب الدائم ربي، أن تلقي النص ، وإدراك إشاراته العديدة، مقترنان بمدى حساسية القارئ للقول الذي يعاد la redite ، مع العلم أن كل عصر يفترض وجود أنواع قراءاته في كيفيات الكتابة السائدة فيه>> [6] . ولذا اعتبر البعض الكتابة الإبداعية كتابة تعددية. فكل نص هو متناص [7].
وكما تقدم، لقد استغلت جوليا كريستيفا جهود ميخائيل باختين ، وهو يلفت الانتباه إلى الطابع الاجتماعي للغة في كتبه النقدية المتتابعة، خاصة في كتابيه ( الماركسية وفلسفة اللغة)، و( جمالية الرواية ونظريتها). إذ اعتبر أن اللغة : << سيرورة تطور متواصل، تتحقق عبر التفاعل اللفظي المجتمعي للمتكلمين >>[8].
ويضيف الأستاذ الدكتور الحبيب الدائم ربي ، بأن جوليا كريستيفا ، اقتفاء لأثر باختين، فإنها طرحت في كتابها ( ثورة اللغة الشعرية، جدلية الداخل والخارج... إذ وظفت مصطلحين جديدين هما: ( تكوين النص Géno - texte ، وظاهر النص Phéno - texte... فكل نص في مرحلته التكوينية، وفي مرحلة تشكله الجنينين يشمل كل السيرورات السيميائية ، والرمزية التي تسبق الانبناء الظاهراتي على صعيد الكتابة. وهو بمثابة حبل السرة الذي يمد ظاهر النص ( النص الظاهر، أي النص في تحققه الكتابي والبنائي)، بنسغ الحياة، ويورثه صفاته المحددة. وهو الخلفية الشعورية واللاشعورية البيئية والتاريخية، والسوسيو ثقافية التي يحملها معه النص، وهو يتخطى وصيد الوجود بالقوة إلى الوجود الفعلي>>[9] .
افتراضي شعرية التناص في شعر الشاعر مصطفى الشليح
شعرية التناص
تفاعل النصوص فيما بينها ن وتداخلها أدى إلى ظهور مفهوم جديد في الدرس النقدي الحديث، وهو: التناص Intertextualité :<< الذي اخترق جل المجالات المعرفي، على نحو أصبحت معه قراءة النص الأدبي ورصد أدبيته ، إنما تتم من خلال نوعية العلاقة التناصية التي يقيمها مع غيره من النصوص الواقعة في مجاله الحواري>>[1].
والدكتور عبد القادر بقشى، يختزل موضوع التناص في سؤال أساسي: ما هو المبدأ الفني المتحكم في بناء النص الأدبي؟ أهو الإبداع المعتمد على الغراب، أم التوليد المؤسس على التفاعل بين النصوص؟؟
صحيح أن جل الدراسات الأدبي اليوم أجمعت على أمر واحد، وهو: أن الإبداع تتحكم فيه عمليتان أساسيتان: الكتابة والقراءة.. ويعتبر منذر عياشي أن النص الأدبي كتابة وقراءة في آن واحد. [2]
وهذا قد تنبه إليه الشاعر والناقد القديمان... فقد أكد أحمد بن أبي طاهر(ت 385هـ) إلى أن الكلام:<< ملتبس بعضه ببعض، وأخذ أواخره من أوائله. والمبتدع منه والمخترع فليل إذا تصفحته وامتحنته. والمحترس المتحفظ المطبوع بلاغ وشعرا من المتقدمين والمتأخرين لا يسلم أن يكون كلامه آخذا من كلام غيره، وإن اجتهد في الاحتراس، وتخلل طريق الكلام، وباعد في المعنى، وأقرب في اللفظ، وأفلت من شباك التداخل. فكيف يكون ذلك مع المتكلف المتصنع، والمتعمد القاصد(...)، ومن ظن أن كلامه لا يلتبس بكلام غيره، فقد كذب ظنه وفضحه امتحانه>>[3] .
وقد أكد ميخائيل باختين أن النص الأدبي ذو طابع حواري.. وهذا تلقفته جوليا كريستيفا الباحثة البلغارية، لتضع مصطلح التناص لأول مرة في النقد الأدبي. وجاء ذلك في أبحاثها الأدبية منذ الستينيات، والتي نشرتها في مقالاتها الأدبية بمجلتي ( تيلكيل)و( كريتيك)، وفي كتبها النقدية.
والمشروع التناصي يطرح مجموعة من الأسئلة ، نظرا لكون التناص :<< ظاهرة لغوية ( وما وراء لغوية) معقدة ، تستعصي على الضبط والتقنين، إذ يعمد في تمييزها على ثقافة المتلقي، وسعة معرفته وقدرته على الترجيح>>[4] . خاصة وأن جوليا كريستيفا تؤكد أن النص عملية كثيفة من التذكر[5] .
ويضيف الدكتور الحبيب الدائم ربي، أن تلقي النص ، وإدراك إشاراته العديدة، مقترنان بمدى حساسية القارئ للقول الذي يعاد la redite ، مع العلم أن كل عصر يفترض وجود أنواع قراءاته في كيفيات الكتابة السائدة فيه>> [6] . ولذا اعتبر البعض الكتابة الإبداعية كتابة تعددية. فكل نص هو متناص [7].
وكما تقدم، لقد استغلت جوليا كريستيفا جهود ميخائيل باختين ، وهو يلفت الانتباه إلى الطابع الاجتماعي للغة في كتبه النقدية المتتابعة، خاصة في كتابيه ( الماركسية وفلسفة اللغة)، و( جمالية الرواية ونظريتها). إذ اعتبر أن اللغة : << سيرورة تطور متواصل، تتحقق عبر التفاعل اللفظي المجتمعي للمتكلمين >>[8].
ويضيف الأستاذ الدكتور الحبيب الدائم ربي ، بأن جوليا كريستيفا ، اقتفاء لأثر باختين، فإنها طرحت في كتابها ( ثورة اللغة الشعرية، جدلية الداخل والخارج... إذ وظفت مصطلحين جديدين هما: ( تكوين النص Géno - texte ، وظاهر النص Phéno - texte... فكل نص في مرحلته التكوينية، وفي مرحلة تشكله الجنينين يشمل كل السيرورات السيميائية ، والرمزية التي تسبق الانبناء الظاهراتي على صعيد الكتابة. وهو بمثابة حبل السرة الذي يمد ظاهر النص ( النص الظاهر، أي النص في تحققه الكتابي والبنائي)، بنسغ الحياة، ويورثه صفاته المحددة. وهو الخلفية الشعورية واللاشعورية البيئية والتاريخية، والسوسيو ثقافية التي يحملها معه النص، وهو يتخطى وصيد الوجود بالقوة إلى الوجود الفعلي>>[9] .