<table width="100%" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr><td colspan="2"> تناولت قضايا كثيرةً في هذا السّؤال، وهي قضايا مركّبة: - البنية الإحالية - المنهج التّداوليّ - تطبيق المنهج في فهم النّصّ القرآني - المراجع التي تناولت بالدّرسِ : البنيةَ الإحالية في المنهج التّداوليّ مُطبَّقاً على النّصّ القرآنيّ وكلّ قضية من هذه القضايا تُعدّ بحثاً مستقلا فأمّا التّداوليّة فقد سبق للمنتدى أن عرض أفكارا مفيدةً في التّعريف بِها، انظر مشاركات الأخت المشرفة أسماء من خلال الرّابط التالي: http://www.lissaniat.net/viewtopic.php?t=498 وأمّا البنية الإحالية، ففي هذه الصفحة ما يفيد شيئا ما: http://www.lissaniat.net/viewtopic.php?t=130 وأمّا التطبيق على النص القرآني فالدّراسات في هذا البابِ قليلة جدا، كيف أوظف المنهج التداولي في تحليل البنية الإحالية في النص القرآني مثلا ؟ ما هي الجوانب المتعلقة بالبنية الإحالية يمكنني أن أوظف المنهج التداولي من خلالها ؟ هل هناك كتب تناولت ذلك؟ لاشك أن الإحالة مصطلح قديم، لكنه بمفهوم استخدامه والتوسع فيه وفي تطبيقاته في علم اللغة النصّي، إنما هو مصطلح جديد من هذه الزاوية. عرّفت الإحالة بأنها العلاقة بين العبارات و بين الأشياء والمواقف في العالم الخارجي، وعرّفت أيضا بأنّها العلاقة بين الأعيان والمسميات لأنّ الأسماء تحيل إلى المسميات، وعُرّفت بأنّها علاقة معنوية بين ألفاظ معينة وما تحيل إليه من أعيان أو معان أو مواقف تدل عليها عبارات أخرى في السياق، أو يدل عليها المقام، وتلك الألفاظ المحيلة تعطي معناها عن طريق قصد المتكلم، مثل الضمير واسم الإشارة واسم الموصول... حيث تحيل هذه الألفاظ إلى أعيان سابقة في الكلام أو لاحقة، قصدت عن طريق ألفاظ أخرى أو عبارات أو مواقف لغوية أو غير لغوية. والمتكلم هو الذي يحيلُ بواسطة التعبير ويحمّل العبارةَ دلالةً تُبينُ عن وظيفة إحالية، ولهذا قيل إن الإحالة ليست شيئا يحملُه تعبير ما؛ ولكنها ما يمكن أن يحيل عليه شخص ما باستعماله تعبيراً معينا، فالإحالة عمل يقوم به المتكلم . ولكنّ قيمة المتكلّم أو الكاتب لا تُسقط أهمّيّة اللّفظ في الإحالة؛ فاللفظ هو الذي يحيل في نهاية الأمر بقصد المتكلم أو الكاتب، لأنّ صاحب القصد هو الذي ينشئ النص و يحمّل الألفاظ دلالتها، ويستطيع أن يخرج بها عن طبيعتها، إلا أنه في النهاية لابد أن يستخدم تلك الألفاظ الدالة على الإحالة، لأن للألفاظ دورا مركزيا في الإحالة على المعاني، وبدونها لن تستقيم الإحالة . النّصّ القرآني خطابٌ متعدّد الجوانب، ونصّ متماسك ومتجانس، ويتضمن أدوات إحالية تقوم بوظيفة الإحالة، منها أدوات الإحالة الدّاخلية ومنها آليات الإحالة الخارجية: فأسماء الإشارة وظروف الزمان والمكان والضمائروأسماء الموصول وأزمنة الأفعال، وكل الأدلة التعيينية والوصفية والإشارية تعمل على ربط الخطاب القرآني بالواقع الزماني والمكاني الذي أحاط بنزوله باعتباره خطابا. والقرآن الكريم باعتبارِه نصا فإنه يتضمن شروطَ نصيته، واكتماله ووحدته، ومعالم بنيته ونظامه، فيتم التركيز عليه في ذاته، ليتحقق تأويله انطلاقاً من داخله، وعبر قراءته. تؤدي وسائل الربط اللغوية دورها في ربط الخطاب بالسياق الخارجي عن النص، و دورها في التماسك الدّاخلي للنص وتأكيد وحدته. وفي هذا الاتجاه ينبغي أن ننظر إلى الوقائع العديدة التي يحيل عليها القرآن الكريم من خلال الأدوات اللغوية، التي هي جزء من اللغة العربية أي جزء من عِلم يعدّ شرطا في التفسير، ومن جهل الأدوات اللغوية جهل البنية الإحالية للنص القرآني . وينبغي أن ننظر إلى الآليات الخارجية التي ينبغي الإمساك بها من أجل فهم بنية الإحالات الخارجية، وهذه الآليات هي السياق التاريخي والاجتماعي المرافق للتنزيل وأسباب النزول... ولولا هذا الشرطان: المعرفة بالآليات الداخلية والخارجية لَما استطعنا أن نصل إلى مقاصد النص القرآني، فهي بإحالاتها اللغوية والموضوعية الواسعة تُمكِّننا من ولوج عالَم النّصّ والمنهج التداولي هو الذي يُمكّن من معرفة هذه الآليات لأنه يتجاوز اللسانيات الصورية إلى تصور وظيفي للغة، فهو يبحث في الدّلالة والمنطق، ويبحث في وسائل الربط الدلالي وأدوات الربط اللغوي ويبحث في فحوى الخطاب كالأغراض والاتّساق الدّلالي والمنطوق الصريح والمفهوم غير الصريح من الخطاب، وموضوع الخطاب والبنيات الكبرى الشاملة التي يفيدها الخطاب. وتبحث اللسانيات التداولية بصورة خاصة في نظرية الأحداث والأفعال الإنجازية وتبحث في السياق وعلاقته بالبنية اللغوية... هذه المفاهيم يمكن توظيفها في دراسة النص القرآني، ولكن لا بدّ من الاستعانة ببعض المصادر المحيطة بمعرفة القرآن الكريم ككتب التفسير ذات الاتجاه اللغوي والاجتماعي والموضوعي والفقهي، وكتب الفقه والأصول وكتب الحديث التي تناولت تفسير النص القرآني، ويمكن أن نضيف إليها مراجعَ نظرية تصلُحُ لأن يُستفادَ منها للتطبيق التداولي على النص القرآني مثل: 1- د. عبد الرحمن بودرع: « مَنْهَجُ السِّياقِ في فَهْم النَّصّ » : مَنْشورات كِتاب الأمّة، وزارة الأوقاف القَطَرِيّة، العدد:111، السّنة:26 ، ط.1 ، المحرَّم 1427هـ ، فبراير 2006م . 2- د. صلاح فضل: بلاغة الخطاب وعلم النص. الطبعة الأولى. الكويت. سلسلة عالم المعرفة. 1413 – 1992. 3- د. جميل عبدالمجيد. البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصيّة. الطبعة الأولى. القاهرة. الهيئة المصرية العامة للكتاب. 1998. 4- د. سعيد حسن بحيري. علم لغة النص. المفاهيم والاتجاهات. الطبعة الأولى. القاهرة. الشركة المصرية العالمية للنشر. لونجمان. 5- فان ديك. النص بنياته ووظائفه. ترجمة: د. محمد العمري. ضمن كتاب في نظرية الأدب. مقالات ودراسات. الطبعة الأولى. الرياض. سلسلة كتاب الرياض. 1997. 6- فان ديك، النص والسياق، استقصاء البحث في الخطاب الدلالي والتداولي، ترجمة عبد القادر قنيني، أفريقيا الشرق، 2000 7- صبري حافظ: التناص وإشاريات العمل الأدبي. مجلة ألف. ع4. القاهرة. الجامعة الأمريكية. ربيع 1984. 8- محمد خطابي. لسانيات النص : مدخل إلى انسجام الخطاب. الطبعة الأولى. بيروت. المركز الثقافي العربي. 1991 9- بارت، رولان : نظرية النص. ترجمة محمد خير البقاعي. ضمن كتاب آفاق التناصية، المفهوم والمنظور. الطبعة الأولى. القاهرة. الهيئة المصرية العامة للكتاب. 1998 </td></tr><tr> <td valign="bottom" align="center"> </td> </tr> </table> | |
| <table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tr> <td width="100%"> </td></tr></table> |
الإحالة....................................................
- تاريخ التسجيل : 31/12/1969