إن هذين الموتين يفصلان اللغة عن المعنى . إذ ما عاد بمقدور الإنسان من دون " الله " أو الذات المتعالية التعبير عن معنى العالم المتلازم . كما إن هذين الموتين يجعلان من اللغة كم غير متناهٍ من العلاقات التي يعيش فيها الإنسان الذي يواجه الخواء عند حدوده . وتتعرض معرفته ، التي تشتمل معرفته بذاته ، لعلاقات السلطة ، بالضرورة . وتحل السياسة محل الأخلاق .
إن هذه السلسلة من الأفكار ، من نيتشه وساد مرورا ببنتاي وبلانشو ، تسلط الضوء الكثير على منهج فوكو ، ومعنى الغرابة الذي نجده في كتاباته . فهو يحاول تقديم تاريخ للمعرفة في ضوء نظرية اللغة التي تكون ، في النهاية ، سياسية . إذ أن مناقشاته المبكرة لباتاي ونيتشه وبلانشو(82) ليست مشابهة لما نعتقده عن دراساته المتأخرة للسلطة والمعرفة . فمناقشته للحياة ، الموت ، الجنس ، المعرفة والسلطة في نهاية " تاريخ الجنس " تعد سياسية على نحو جلي . إلا أن هذه السياسات يمكن التنبؤ بها بناءً على قناعة ترتكز على تلك الدراسات الأدبية والفلسفية المبكرة جدا التي تبدو متجردة من الطابع الأساسي . إذ تكمن قيمتها السياسية في الدقة التي تفحص بها تعقيد السلطة . ولا يمكن القول أن سياسة فوكو هي سياسة منظِّر نقدي يهاجم عالم علاقات السلطة المرئي . فالسلطة ضمن نطاق المعرفة مثلما أن المعرفة ضمن نطاق السلطة . ولن يكون للحقيقة الاقتصادية أي فعل يتعدى قول الفلسفة المثالية من أن العلم متحرر من الخطأ والأيدلوجية ، أو الافتراض التاريخاني القائل بالاتصال الواضح بمعزل عن الحقيقة المادية . فحينما يتم الفصل بين المعرفة والسلطة ، نقع ضحية الوهم اللبرالي المنادي باللبرالية والحرية . فنحن غير قادرين على أن نرى ، من خلف المظاهر ، حقيقة أن الإنسان المتحرر واقع تحت قبضة سلطة يديمها هو شخصيا . إذ اللبرالية أسطورة الإنسان الذي يكون ، ضمن تناهيه ، عارفا بنفسه لأنه قادر على تخيلها . وتظهر الذات المتعالية بأشكال مختلقة : إرادة الحقيقة ، الواقعية الوضعية ، الراديكالية الظاهراتية لنظرية الهوية identity ، نظرية سلطة النخبة ، الأخلاق الإنسانية . ويسيطر كل من هؤلاء ، بدوره ، على نحو لا يقل عمّا تقوم به الميتافيزيقا الكلاسيكية لأن كل واحد من هؤلاء يتجاهل حقيقة السلطة أو ينكرها . فالسلطة ليست مركزا ، منبعا ، مصدرا ، حقيقة ، قوة طاغية ... أنها علائقية ، أنها ما نواجهه حينما نقبل حقيقة أن الإنسان اختلاف لا ائتلاف . إن الإنسان المسيطر ، بأصالة ، هو الإنسان الذي يتعرف إلى حده ويعترف به لكنه يرفض تجاوزه على نحو متعال من خلال إسقاط الإنسان في المكان الذي كان يحتله " الله " سابقاً . فإرادة السلطة هي إرادة التخطي ، الانتهاك لتلك الحدود التي لا يمكن تخطيها .
ويحدد التاريخ والمعرفة واللغة المجالات الواضحة للموضوعات التي يعمل عليها فوكو . فهو يرى أن التاريخ ليس اتصالا هادئا بل صراع ومصادفة ، والمعرفة ليست هوية وحقيقة بل خطأ وخبرة الـ " لا " ، واللغة ليست تفسير وتعبير بل لا تناهي من العلامات التي توصل الإنسان إلى حدّه . وتلتقي جميعها ، في النهاية ، في السلطة : سلطة المعرفة ، التكلم ، الانتهاك للتابو الذي يفرضه الإنسان على نفسه . فالتابو هو المجتمع . ولا تمثل النظرية الاجتماعية النقدية تعالي الجانب الاجتماعي بل هي الانتهاك . فزرادشت كان متخطياً لا مفكرا . والحقيقة تكمن في السلطة ، والنظرية هي السياسة .
هوامش :
* هذا الفصل مترجم عن كتاب "ميشيل فوكو : النظرية الاجتماعية بوصفها انتهاكاً" Social Theory as Transgression تأليف : تشارلز ليمرت و غارت غيلان Charles Lemert and Gart Gillan . ( المترجمة )
1- فوكو ، " الكلمات والأشياء " ، ص 21 ـ 26 .
2- ينظر دراسة فوكو السميولوجية للوحة مارغيت ( 1973 أ ) وعرضه لكتاب ج . ب بريزة " علم النحو المنطقي " ( 1970 ) … الخ .
3- فوكو ، " الحقيقة والسلطة " (1977أ ) ، وهناك الكثير من المناقشات لفوكو عن السياسة في " عن اتيكا" (1974 أ) ، " السلطة والجنس " ( 197 غ ) ومختلف المقالات والترجمات التي جمعها دونالد بوشار في تحريره لكتاب " اللغة والذاكرة المضادة والممارسة " .
4- ينظر :عن بلانشو " اللغة إلى التناهي " ( 1963غ) ، وعن فلوبير ( فنطازيا المكتبة " ( 1967 ج ) .. الخ.
5- لمعرفة اثر باريس على المفكرين الفرنسيين ينظر : تشارلز ليمرت " قراءة في علم الاجتماع الفرنسي " (نيويورك : مطبعة جامعة كولومبيا ، 1981 ) .
6- ان كتابات فوكو مثال واضح على ذلك ، وتحديدا : " حفريات المعرفة " ( 1969 أ ) .
7- في الحقيقة ، كان أول كتاب لفوكو يحمل عنوان " المرض العقلي والشخصية " ( باريس : مطبعة جامعة فرنسا ، 1954 ) الذي تم تنقيحه وأعيد صياغة عنوانه في 1962 وتُرجم إلى المرض العقلي والسايكولوجيا ( نيويورك : هاربر ورو ، 1976 ) . أما اعظم أعماله الأولى فهو " تاريخ الجنون في العصر الكلاسي " ( 1961 أ ) .
8- ينظر مناقشة فوكو للأحداث المهملة في : حديث السجن ( 1975 ج ) وتاريخ الجنس الجزء الأول (1976أ) ، (1980ء ) ، " أنا بيير ريفيير قتلت أمي وأختي وأخي " ( 1973 ب) (1973أ)
9- فوكو ، " خطاب في اللغة " (1971)، في " حفريات المعرفة " ص 231 .
10- فوكو ، " حفريات المعرفة "ص 229 .
11- كلود ليفي شتراوس ، " المدارات الحزينة " ، لويس التوسير " من اجل ماركس ، أ . ج . غريماس "علم الدلالة البنيوي " ، بولانتزة ، نيكولاس " السلطة السياسية والطبقات الاجتماعية " .
12- الهرمنيوطيقا Hermeneutics اسم لفلسفة ألمانية عريقة فرضت نفسها في أوساط الفكر الفلسفي العالمي . ويشير أصل هذه الكلمة إلى صلتها الواضحة بهرمس Hermes رسول الآلهة عند الإغريق الذي أنيطت به مهمة فهم وتأويل ما تريد الآلهة نقله للبشر . ومن دلالة هرمس الأصلية صار هرمس نفسه مفهوماً يرمز إلى الوسيط بين الآلهة والبشر، فقد كان يوضح أفكار الآلهة ، ويترجم اللامتناهي إلى المتناهي؛ ولهذا السبب كان لوجوده دلالة لأنه يشير إلى التحليل والقياس والتخصيص ويُعزى له اكتشاف كل ما أصبح مفهوماً ، ولا سيما اللغة والأدب . وقد استعمل المصطلح في البدء في " محاورات أفلاطون " ، إذ أطلق على الشعراء تسمية hermenes ton theon أي مفسريّ الآلهة . ثم استعمله أرسطو في كتابه Per Hermeneias (أي الهرمنيوطيقا ) الذي ترجم إلى الإنكليزية On Interpretation ( في التأويل ) . وكان هدف التأويل يتمثل باكتشاف حقائق وقيم العهدين القديم والجديد من خلال اللجوء إلى مختلف الوسائل والمبادئ ، بمعنى أن الهدف هو الوصول إلى الحقائق القيم الإنجيلية بواسطة التفسير النزيه . وهكذا يتمثل حقل الهرمنيوطيقا بالكشف عن عدد من التأويلات المختلفة لنص معين ، تبعاً للافتراضات التفسيرية والتقنيات التي تم تطبيقها عليه . وقد أصبحت الهرمنيوطيقا حقلاً مهماً مارس تأثيراً كبيراً في الإنسانيات والعلوم الاجتماعية خلال السنوات الأخيرة لدورها الفاعل في نظريات مختلف الحقول النقدية ومنهجياتها. وتنامى الاهتمام بالهرمنيوطيقا في العقود الأخيرة ، كما أخذ استعمال هذا المصطلح وتفرعاته يتزايد يوما بعد يوم على يد ممثلي العلوم الاجتماعية والإنسانية . واليوم يشير مصطلح " هرمنيوطيقا " إلى الاهتمام الذي تشترك به حقول واسعة النطاق ، مثل الفلسفة ، السوسيولوجيا ، التاريخ ، اللاهوت ، السايكولوجيا ، الفقه ، النقد الأدبي ، والإنسانيات عموماً . كما يمكن تعريفها بأنها نظرية تأويل أو فلسفة تأويل المعنى . وقد ظهرت بصفة موضوع مركزي في فلسفة العلوم الاجتماعية وفلسفة الفن وفلسفة اللغة وفي النقد الأدبي بصورة خاصة . ( المترجمة )
13- فوكو ، " حفريات المعرفة " 15 .
14- يُعرف جاك دريدا هذا المصطلح في كتابه " في الغراماتولوجيا " [في علم الكتابة] بأنه دراسة للأدب ولحروف الهجاء ولمقاطع الكلمات والقراءة والكتابة " قائلاً إنه يستند في ذلك إلى تعريف ليتريه Littre ، وأنه لم يعثر على هذا المصطلح في هذا القرن إلا في كتاب غيلب Gelb الذي يحمل عنوان " درس في الكتابة : أسس الغراماتولوجيا " A Study of Writing: The Foundations of Grammatology (1952) /د. محمد عناني : المصطلحات الأدبية الحديثة / وسيرمز له المؤلف بالرمز OG (المترجمة).
15- جاك دريدا " الصوت والظاهرة " ، وكتب أخرى ، دولوز وغواتاري " نقيض أوديب : الرأسمالية والشيزوفرينيا " ، بورديو " نظرة في نظرية الممارسة " .
16- ينظر : توركل " علم السياسة السايكوتحليلي " .
17- لمناقشة هذه الأحداث وعلاقتها بالتغيرات الطارئة على علم الاجتماع ، ينظر : ليمرت " علم الاجتماع الفرنسي " ، المقالة الأولى .
18- فوكو ،" خطاب في اللغة "، ص 232 ـ 233 .
19- فوكو،" تاريخ الجنس "، ص 92 ـ 102 ، وسنشير من الآن إلى الجزء الأول من هذا الكتاب .
20- وكو ،" الحقيقة والسلطة " ( 1977أ) ص 301 ـ307 ، اما بخصوص المكانة النظرية للفرد بوصفه ذات السلطة والتحول التاريخي ، ينظر " اعترافات جسد" ( 1977) ص 23 .
21- فوكو ، " المرض العقلي والسايكولوجيا " ( 1954 أ ) ، ص 86 ـ 88 .
22- فوكو ،" في تاريخ الكتابة " ( 1967 )
23- فوكو ، " السلطة والجنس " ( 1977غ) ص 153 .
24- فوكو ، " المراقبة والمعاقبة : مولد السجن " ( 1975 أ ) ص 221 ، قارنها مع ص 218 ـ 224 .
25- فوكو ، " تاريخ الجنون " ص 229 .
26- فوكو ، " مولد العيادة " ( 1963 ب) ص 85 .
27- فوكو ،" تاريخ الجنس " ( 1976 أ ) ص 141 .
28- فوكو ، " حديث السجن " ( 1975 ج) ص 15 ، أما المادة التي أوردناها في هذه المقالة فهي ترجمة المؤلف لطبعة 1975 ج .
29- المصدر نفسه ص 15 ، و" الحقيقة والسلطة " ( 1977 أ ) ص 294 ـ 295 .
30- فوكو ، " تاريخ الجنس" ( 1976 أ ) ص 94 .
31- فوكو ، " الحقيقة والسلطة " ( 1977 ء ) ص 298 .
32- للاطلاع على مناقشة فوكو لمفهوم " اللامفكر فيه " ، ينظر : " الكلمات والأشياء " ص 322 ـ 328 و الجزء الأول .
33- فرناند برودل ، " البحر المتوسط " ( جزأين ، نيويورك : هاربر ورو ، 1972 ) ص 11 ـ 24 ، وينبغي على القارئ ان يلاحظ هنا اننا لا نتحدث عن تأثيرات شخصية مباشرة على فوكو لانه شخصيا مدين كثيرا لثلاثة معلمين ـ جان هيبوليت وجورج دوميزي وجورج كانغيلم ( ينظر : خطاب في اللغة ( 1971 ) ص235 ـ237 ).
34- فوكو ، " حفريات المعرفة " ( 1969 ) ص 3ـ 10 .
35- المصدر نفسه ص 7 .
36- برودل " البحر المتوسط " الجزأين الأول والثاني .
37- فوكو ، " حفريات المعرفة " ص 169 .
38- المصدر نفسه 166 ـ 167 .
39- ايما نويل ليروي لادوري " إقليم المؤرخ " الفصول 1ـ5و7 .
40- المصدر نفسه ص 111.
41- فوكو ، " حفريات المعرفة " ص 4ـ5 و 9 .
42- " في تاريخ الكتابة " ( 1967 ) ص6 و " الكلمات والأشياء " الجزء الثاني .
43- فوكو ،" حفريات المعرفة " ص 195 .
44- لغرض الاطلاع على باشلار ، ينظر " كانغيلم الجديدة " و "( تشكيل الروح العملية ، و " فلسفة الرفض" .. الخ ، اما لغرض الاطلاع على الاثنين معا ، ينظر ، دومينيك ليكور " الماركسية والابستمولوجية " .
45- باشلار ، " فلسفة الرفض " الفصل الثالث ، قارنه بكتاب " العقلانية تطبيقا " الفصل الأول .
46- قارن : ليكور ، " الماركسية والابستمولوجية " ص 8 ـ 19 .
47- باشلار ، " الفكر العلمي الجديد " .
48- باشلار " فلسفة الرفض " ص 119 .
49- فوكو ، " حفريات المعرفة " ص 184 ـ 195 .
50- المصدر نفسه ص 187 ـ 192 .
51- المصدر نفسه ص 187 .
52- قارن : فوكو ،" ما المؤلف ؟ " ، ص 131 ـ 136 .
53- فوكو ،" مقدمة الطبعة الجديدة " ( 1970 ) ، " الكلمات والأشياء " ص 11.
54- فوكو ،" الكلمات والأشياء " ص 326 .
55- فوكو ،" خطاب في اللغة " ص 222 ـ 224 .
56- فوكو ،" المراقبة والمعاقبة " ص 224 .
57- على سبيل المثال ، ينظر ( 1970 ) ص 174 ـ 176 .
58- فوكو ، " في تاريخ الكتابة " ( 1967 )
59- فوكو ، " الكلمات والأشياء " ص 306 .
60- المصدر نفسه ص 303 .
61- على سبيل المثال ، فوكو في " ريموند روسيل " ( 1963) ص 208 ـ 210 . قارنه بمقالات فوكو : عن باتاي ، " مقدمة الانتهاك " ، ( 1963 ) ص92ـ52 . في ، وعن بلانشو ، " اللغة إلى اللاتناهي " (1963) ص53ـ67 ، وعن هولدرلين "لاء الاب " ( 1962 ) ص68ـ86 ، وعن فلوبير " " فنطازيا المكتبة " ( 1967 ) ص87ـ109 … الخ .
62- فوكو ،"، " حفريات المعرفة " ( 1969 ) ص 119 .
63- فوكو ،" الكلمات والأشياء " ص 306 .
64- المصدر نفسه ص 328 .
65- لغرض الاطلاع على أهمية نيتشه في الفكر الفرنسي المعاصر ، ينظر : ديفيد اليسون " نيتشه الجديد " . وتضم هذه المجموعة من المقالات نصوصا بقلم هيدغر ودولوز وكلوسكي وبلانشو ودريدا .
66- فوكو ،" حديث السجن " ( 1975 ) ص 15 .
67- فوكو ،" ما المؤلف ؟ : ( 1969 )ص 131 ـ 136 .
68- فوكو ،" حفريات المعرفة " ( 1969 ) ص 14 ، قارنه بـ : ص 12 ـ 14 .
69- نيتشه ، " هكذا تكلم زرادشت "، ( 34 :2 ) .
70- نيتشه ، " جينيالوجيا الأخلاق " ( 1:4 )
71- المصدر نفسه ص 6 ( الاستهلال ) .
72- لغرض الاطلاع على مناقشات أخرى لنيتشه واللغة واللاتناهي ، ينظر : موريس بلانشو " أدب المكان " (باريس : غاليمار ، 1955 ) ، بيير كلوسكي" نيتشه والحلقة المفرغة " ، دولوز ، " نيتشه والفلسفة "، جاك دريدا " أساليب نيتشه " .
73- فوكو ،" ( 1966 ) ص 530 .
74- فوكو ،" مقدمة للانتهاك " ( 1963) ص 50 .
75- ينظر : رولان بارت ،" سادر ، فورييه ، لويولا " ، ولا سيما الرسم الموجود في ص 147 في القسم الذي يحمل عنوان " مكان اللغة " .
76- جورج باتاي " الموت والحسية " ( 1962 ) ص 8 .
77- المصدر نفسه ص 9 .
78- قارن المناقضات الأخرى في " الاختلاف ":دولوز ،" الاختلاف والتكرار "و دريدا ، " الكتابة والاختلاف" .
79- باتاي ، " الموت والحسية " ص 30 .
80- قارن : فوكو ، " خطاب في اللغة " ( 1971 ) .
81- باتاي ، " الموت والحسية " ص 30 .
82- لقد عرضت النصوص الأولى بصورة ممتازة في الجزأين الأول والثاني ، وقد طبع معظمها ما بين 1962 و1971 .
_________________
اللسانيات والأسلوبيات