منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الزمان وتشكّل الدلالة في مسرحية امرأة في الظلام (نعيمة)

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الزمان وتشكّل الدلالة في مسرحية امرأة في الظلام (نعيمة) Empty الزمان وتشكّل الدلالة في مسرحية امرأة في الظلام (نعيمة)

    مُساهمة   الخميس فبراير 25, 2010 2:28 pm

    الزمان وتشكّل الدلالة في مسرحية امرأة في الظلام (نعيمة)

    غادة الفيحاني, نعيمة [ب]
    لقطة للمسرحية تظهر فيها (نعيمة) على مسرح الصالة الثقافية في الأول من أكتوبر 2009 م

    امرأة في الظلام مسرحية ذات فصل واحد صدرت ضمن مجموعة مسرحيات للمؤلف في كتاب صغير في يوم المسرح العالمي المقام في مهرجان مسرح الصواري للعروض المسرحية في الخامس إلى الثالث عشر من شهر أبريل المنصرم في عام 2008 ميلادية في الصالة الثقافية بمملكة البحرين.

    مسرحية امرأة في الظلام لازالت في طورها النصي ولم تصل إلى خشبة المسرح وهذا الأمر جعلني أتقيد بالحدود النصوصية وهي الزمان وتشكل الدلالة دون الخوض في فضاءات السينوغرافيا المسرحية التي يوفرها الإخراج المسرحي مع أنني حاولت أن استمع إلى نصائح الأستاذ والمؤرخ الاسكتلندي الأردس نيكول التي ذكرها في كتابه علم المسرحية المترجم عبر مركز الشارقة للإبداع الفكري، وهي نصائح تتعلق بالنقد المسرحي، وخاصة بالنصوص التي لم تمثّل. وهي باختصار كالآتي:



    أولاً: يطلب المعلم نيكول أن يكون الناقد له قدرة تخيل للمسرح، ومناظره، وممثليه، ومن الأمور المساعدة على ذلك الأوصاف التي يذكرها المؤلف المسرحي عن التركيبات المسرحية، وعن الشخصيات.
    ثانياً: أن يعرف، ويرى شكل المسرح وأجهزته لأن هذان دائما التغير والتبدل والتجدد مع الزمن. فحينما نقف عند رواية هاملت يجب أن نتخيل أنفسنا في مسرح الجلوبGlobe .

    التعريف بالمؤلف:

    قبل الدخول في صلب تحليل المسرحية لا بد لنا من التعريف بالمؤلف. فالمؤلف هو الفنان البحريني إبراهيم بحر، ممثل ومخرج مسرحي، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982م، ولديه دبلوم دراسات عليا في التربية من جامعة القديس يوسف.

    ومن إسهاماته في العمل المسرحي في البحرين أنه عضو مؤسس لمسرح الصواري، ورئس إدارته لمدة ستّ سنوات متتالية.

    وأما على مستوى الخليج فهو عضو في اللجنة الدائمة العليا للفرق المسرحية لدول مجلس التعاون.

    وأما بالنسبة لأعماله المسرحية فله مشاركات كثيرة في البحرين وخارجها.
    ومن الأمور الإضافية أنه مذيع متعاون في إذاعة البحرين، ويشغل حاليا وظيفة اختصاصي أول للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بإدارة تقنيات ومصادر التعلم بوزارة التربية والتعليم.


    الزمان في نص امرأة في الظلام

    نص مسرحية امرأة في الظلام نص مونودرامي (مسرحية الممثل الواحد) تراجيدي يدور حدثه الدرامي حول شخصية المرأة المهجورة من زوجها والمظلومة من أهلها وأعراف وتقاليد مجتمعها والمرأة متمثلة في (نعيمة) التي كانت موظفة في رتبة رئيسة قسم تترك وظيفتها طاعة لزوجها لتخدمه في المنزل وهو الذي سوف يتزوج عليها مستقبلا ويتركها بين أربعة جدران، وزيادة على ذلك لا تنجب منه الذرية فتطلب منه أن تذهب معه إلى الطبيب فيرفض الزوج الذهاب إلى الطبيب لأنه يعلم أن النقص منه ويحتج بقوله (لا تفكري بهذا الموضوع فالله وحده هو القادر على رزقنا بالولد ولا تخافي فأنا لا أفكر في الإنجاب إطلاقا يكفي أنك معي)

    الزمان: الزمن في المسرحية هو زمن ذو شقين مختزل للمكان وللشخصيات.

    أ‌- زمان ومكان حالي.

    ب‌- زمان زمكا ن استدعائي Flash Back

    هذان الزمنان تشكلا في النص عبر المنولوجات والحوارات التي تقوم بها الممثلة (نعيمة) لوحدها على خشبة المسرح. وهذا يظهر لنا صعوبة تمثيل المسرحية المنودرامية فهي تتطلب ممثلا (يتمتع بمواصفات أدائية عالية ودينامية، باعتباره يختزل كل الشخصيات غير المنظورة أو المضمرة وكل المواقف على تنوع نبراتها وإيقاعاتها في أدائه ونضجه وجوانية إحساسه بالدور) (1) حتى لا يقع في الخطابية وهذا سيتبين لنا فيما بعد في ثنايا التقرير.

    * الزمان والمكان الحالي (سلطة الذاكرة) : هو زمن الوحدة وهجرة الزوج والمكان هو المنزل الذي يظهر على شكل صالة منزل فيه إضاءة خفيفة وطاولة عليها بعض أدوات التجميل وطاولة صغيرة عليها هاتف. و باب البيت بارز وظاهر. ونعيمة جالسة تنظر إلى وجهها في المرآة يبدو عليها الحزن وتزين وجهها ثم تبعثر أدوات الماكياج بعصبية. (هذا الشرح لشكل المسرح مستوحى من توضيحات وتوصيفات التي يطلبها المؤلف في إخراج المسرحية)

    في هذا الزمان والمكان تصبح نعيمة عصبية فيقوم المؤلف بتوظيف ثمان جمل إنشائية طلبية استفهامية يفتتح بها البوح من خلال المنولوجات التي ستجعل المتفرج يتساءل ويصبح عنده الفضول والتوجس والتأثر بشخصية المرأة المتمثلة في نعيمة. فمن الجمل الاستفهامية (لم لا يسأل عني أحد؟) (هل صرت نكرة؟) (هل يرجع إليّ وينسى كل شيء؟ ،ولكن ماذا فعلت له؟)

    إن نعيمة تظهر في الزمن الحالي مضطربة وغير متزنة تتسم بالهلوسة وبعض آثار الأمراض النفسية والعيش في الوهم وفي أكواخ الذاكرة فالمؤلف يجعل المرأة ضعيفة بعيدة عن فكّ القيود والتحرر والخروج من عنق الزجاج.

    فمن الهلوسات أنها تتخيل أن أحدا قرع جرس المنزل فتذهب لتفتح الباب فلا تجد أحدا، وتتخيل أنها تكلم زوجها عبر الهاتف فيظهر أمام المتفرجين أنه مقطوع السلك. زيادة على ذهابها كثيرا عند المرآة ومكوثها عندها وهي تحدث نفسها عن ظهور الشيب والتجاعيد. كل هذا يظهرها في مظهر نفسي مؤطّر بالحال ومقيد بالواقع وهذا يجعلها في قالب محطم للشخصية.
    عدم رجوعها للعمل وخوفها من الطلاق ومن نظرة المجتمع والأعراف جعلها تقول في هذا المنولوج (أصبحت حياتي مملة ومتوترة يسودها الخوف، ومع ذلك سكت حتى لا يطلقني خفت الطلاق. الطلاق عندنا كارثة تخدش سمعة المرأة. لا يفكر أحد أن المرأة المطلقة ضحية.

    المرأة المطلقة عندنا مخطئة، خفت أن أتحول من مديرة قسم مهمة يحسب الناس حسابها إلى امرأة مطلقة مهجورة مخدوشة السمعة بلا عمل وبلا كرامة) هذا المنولوج يبين لنا سلطة المجتمع على المرأة وأنها تخاف وتحسب ألف حساب للمجتمع قبل مصلحتها الشخصية، وكذلك لا ننسى سلطة الذاكرة الماضية يوم كانت نعيمة مديرة قسم فهي تخاف على صورتها الجميلة أن تشوه في نظر المجتمع. وكل هذا يحيلنا إلى السياق السيسيولوجي الثقافي الذي يشكل لنا دلالة خوف كسر التابو والقوالب المجتمعية المصطنعة.

    * الزمان والمكان الاستدعائي (Flash Back): إن تقنية الاستدعاء والاسترجاع أو الاستذكار عبر المخيلة التي يرصفها المنولوج و الحوار في المسرحية المنودرامية تدخل و تخرج وتنقل المتفرج بين عوالم مختلفة عبر التلاعب بالأزمنة والأمكنة.

    فالاسترجاع يوظفه إبراهيم بحر ليدلل على دلالات ورموز اجتماعية وتاريخية. فاسترجاع نعيمة لعدّة أزمنة محملة بالمشاعر المفرحة والمحزنة جعل النص متنوع الأجواء .

    1- زمن الغوص (سلطة الأب): هو زمن ما قبل التعليم وما قبل ظهور النفط هو زمن سلطة النوخذة (والد نعيمة) فالنوخذة رمز في ذلك العصر للتسلط والدكتاتورية والقسوة فهي تصفه فتقول(كان لي أب، كانوا يسمونه زعيم المنطقة لشدة بأسه وقوة شخصيته. كان يشتغل في صيد اللؤلؤ. نوخذه يخافه الجميع. قاسيا لا يرحم) وتقول في موضع آخر: (أنا طفلته الوحيدة لم أكن أجد من يلعب معي لأنني ابنته كان يكرهني. لأني بنت .. وقد أخبروني أنه ضرب أمي المسكينة وأهانها أمام الجميع لأنها ولدت بنتاً. وظل يضربها حتى ماتت حسرة وحزنا وتركتني بين ذراعي أبي الذي لا يعرف الرحمة) هذه الذاكرة المأساوية التي تحيل على تاريخ أسري قديم يحتقر البنت فيه تتفشى العنصرية والتمييز بين الذكور والإناث عند الأسرة.

    2- زمن ما قبل الزواج (انخراط المرأة): هو زمن عمل المرأة. زمن رئاسة نعيمة لقسم بأكمله وهو زمن يعتبر عندها زمن ذهبي لأنه يمثل لها السعادة و الإنتاج والتقدير من الجميع والاحترام والحب حتى من زوجها قبل أن يرتبط بها فتقول في هذا الزمان (كنت دائما امرأة قوية .. أثناء عملي كان الجميع يبدون إعجابهم بشخصيتي .. وهو .. وهو كان من بينهم (زوجها) ... كان يأتي إلى مكتبي كل صباح (تمثل الشخصية).. صباح الخير آنسة نعيمة .. هل تريدين شيئا يا آنستي؟ .. أعرف أنك ستقولين شكرا كالعادة....... أعترف بأنه لفت انتباهي. كان يؤمن بكل ما أقول ... وكان ينطق اسمي بشغف (تقلده) نعيمة... ) هذه الذاكرة تعتبر خطوة أخرى ولكنها خطوة العاطفة والحب فهي فترة الإعجاب والمكان هنا يمثل لنا منطقة العمل.
    3- زمن الزواج (سلطة الزوج): وهو زمن بدأ جميلا وانتهى تعيسا وفاشلا يكسوه الانفصام وفيه تتجلى عدّة قضايا.
    أولا: قضية اكتشاف نعيمة لزوجها أنه لديه رسائل غرامية مع امرأة أخرى وفي نفقس الوقت تصمت وتسكت عنه حتى تنفجر وتصارحه.
    وثانيا: قضية زواج زوجها فيأتي ليخبرها بزواجه ومن بعد ذلك لا تراه إلى زمنها الحالي. فتقول في منولوجها: (أنا أعرف أنك كنت تقول لنفسك إني امرأة يسهل الكذب عليها وإني أصدق كل ما تقول ..لا .. لا يا حبيبي كنت أطأطئ رأسي لكي أجعل سفينة حياتنا تسير..... يجب أن تعرف أني أفهم كل ألا عيبك ونزواتك التي لا تنتهي.. أنتم هكذا أيها الرجال تسمون خياناتكم نزوات. يا لها من كلمة.. فالنزوة يمكن تجاوزها.. أما نحن النساء فالنزوة عندنا خيانة بيّنة وواضحة ولا تغتفر ولا بد من المعاقبة عليها. ويا لها من معاقبة قد تكلفنا الحياة كلها) هذا سياق دلالي اجتماعي آخر يبين لنا أن المجتمع يفرق حتى في خطأ المرأة عن الرجل فخطأ المرأة الخيانة والموت وخطأ الرجل هو نزوة عابرة ممكن تجاوزها. وتقول في موضع آخر: (حياتي كلها انقضت في خدمته.. وافقته على كل شيء.. أنكرت حياتي وذاتي في سبيله أعطيته أعلى المراتب الوظيفية وعندما طلب مني أترك الوظيفة تركتها طواعية كما طلب ولزمت بيتي خدمة له) هنا تظهر تضحية المرأة من أجل زوجها وبيتها ولكن بعد ذلك يظهر الرجل الغير مقدر لكل ما بذلته زوجته في راحته وطاعته فتقول: (الموظف الوديع الذي كان يوافقني على كل ما أقول قبل زواجي منه وهو يترنم باسم نعيمة تحوّل إلى مخلوق شرس بعدما تركت وظيفتي إكراما له. صار الصراخ والعصبية والعبوس سلاحه اليومي. وكنت أسكت) هنا تظهر كيف أن المرأة (نعيمة) كانت ساذجة ومنزّلة لقدر نفسها أمام زوجها الأناني الذي لا يحمل ذرة من الفضل والكرامة. فهي خائفة من الطلاق ( خفت من الطلاق ..الطلاق عندنا كارثة).
    4- زمن الهجر والوحدة (اطراد المأساة): وهو الزمن الذي آلت نعيمة إليه بعد تجربتها القاسية منذ حياتها الأسرية ووصولا إلى حياتها في كنف الزوج الظالم. فتقول عن هذا في مونولوج وحوار بسيط ( بعد أن تزوج أخبرني.. جلس بجانبي وقال لي بكل عنجهية: لقد تزوجت. لم يقل سامحيني. ولم يهتم بمشاعري. فقط أخبرني بزواجه وذهب ولم يعد. من يومها وأنا أسأل نفسي: ما هو السبب؟ هل أصبحت عجوزا أم صرت المرأة التي لا يرغب فيها مع أنني كنت كل حياته؟.. هل كنت جسرا للوصول إلى غاياته وتطلعاته فلما حققها هجرني؟)

    هذا المونولوج والحوار الجزئي يبين لنا كيف وضع هذه المرأة التي لا تريد أن تخرج من حالتها وهناك الكثير من النساء اللاتي لا يخرجن من هذه الدائرة ولكن النص تبدر فيه سلبية من ناحية تغليب الأسلوب الاستفهامي والاستطراد المونولوجي الذي يجعل القارئ يمل فما بالك بالمتفرج الذي يحتاج إلى حركة وأحداث وهذا النص مرهون بالإخراج الذي يعتمد اعتمادا كبيرا على الديكور والسينوغرافيا وباقي التقنيات.

    (النص) : الكلام / حوار، منولوج ** الحركة / الفعل ** المسرح

    لقد كان النص رتيبا من ناحية الاستطراد المنولوجي والحوار المقطع في النص فنجد شخصية نعيمة في النص تذهب وترجع في مستوى واحد أو اثنين بين مونولوج وحوار مع الإطالة الكلامية فالكلام في بعضه لا يؤدي فعلا أو يمثل دورا دراميا إذا كان في صورة قصّ وسرد، أما على مستوى الحركة والفعل التي نستشفها من توضيحات وإرشادات المؤلف من قبيل (نعيمة جالسة وهي تنظر إلى وجهها في المرآة ... ثم تبعثر أدوات المكياج بعصبية) ثم (تنظر من جديد إلى المرآة) (تسمع جرس الباب فتقفز من مكانها فرحة) (تقترب من الباب ... تنظر خلفه باستغراب لا يوجد أحد) ( تذهب ناحية المرآة وتجلس على الكرسي تتأمل وجهها) (تتجه نحو التليفون .. تمسك بالجهاز وتدير أقراصه ... تتحرك وسط المسرح وهي ممسكة بالجهاز ... نكتشف أن السلك مقطوع . بعد ذلك يسقط الجهاز نفسه، ثم يسقط سلك السماعة وأخيرا تسقط السماعة كاملة من يدها وهي ما تزال تتحدث) ( صوت خطوات لأناس كثر وأصوات متداخلة غير مفهومة تقفز من مكانها فرحة) (تذهب ناحية المرآة وتبدأ في عمل الماكياج وترتيب هندامها)
    هذه التوجيهات الموضوعة بين أقواس في النص كانت مفاتيح للقارئ لتخيل شكل المسرح ولو أنها لم تخلو من رتابة وقلة إثارة إلا من بعض الموقف مثل حمل نعيمة للهاتف وهو مقطوع ثم سقوط الهاتف من يدها وهي لا زالت تتحدث مع زوجها، هذه الحركة تبث في المسرح إثارة، أما ذهابها ورجوعها بين الباب والمرآة ولو أنه يدل على دلالات إلا أنه يشكل اطراد وعدم أريحية وتلقائية فهو يمثل تكرار للفعل.
    النهاية المقرونة بالزمن والإثارة والمكان: إن النهاية تعتبر من أجمل ما في النص من الناحية الدلالية والدرامية يتبين ذلك في توجيه المؤلف الذي يقول فيه (تتجه نحو الباب بقوة. تفتح الباب وكأنها تستعد لخوض معركة تظل واقفة. لا يدخل أحد... نرى بعض الأتربة تتساقط من السقف ومع الحوار القادم يتحول الديكور الموجود على الخشبة إلى مقبرة وتختفي وهي وراء أحد القبور.. دليل على أنها ميتة منذ زمن)

    هذه النهاية تخرج جو المسرحية من الركود الذي ظل في المسرح على مستوى الفعل والديكور والصورة وعندما نتحدث عن الركود فهو كثير الحدوث في المسرحيات المونودرامية وخاصة الخليجية منها والعربية التي تكون فيها السلطة كثيرا للكلمة (النص)، ويستثني الدكتور عبد الله غلوم (2) بعض التجارب المسرحية التي قام بها عبد الله السعداوي وحسين المسلم.
    فبعد هذه الحركة التي يتحول المسرح إلى مقبرة والتراب يتساقط على نعيمة واختفائها وراء أحد القبور يخلق فضاء جديدا مفتوحا يخلق رموزا وإشارات درامية دلالية تفتح للقارئ أفقا واسعا للتأويل والتأمل. هذه الحركة الدرامية لا تبتعد عن التجريب المسرحي الذي يرتكز على الصورة والتقنيات والعناصر التي توظف في خشبة المسرح بدلا من الكلمات الأدبية والبلاغية الشعرية.

    الخاتمة
    تظهر الدلالة في هذا النص كما هو متعارف عليه في المسرح الخليجي الذي رزح لفترة زمنية طويلة في السياق النقدي الاجتماعي للواقع المعاش و الوقوف عند الواقع واستجلاء المعانات والمأساة، ولكن لماذا يغيب كثيرا الغور و الدحض والتنقيب والتفكيك لأعماق البنى الفكرية والمرتكزات الأيديولوجية التي تحكم السياق الاجتماعي.

    فالدلالة تتشكل في النص عبر تلون الأزمنة ولكنها في النهاية تصب في واقع المرأة المأسوي المعاش في الماضي أيام الغوص وبعد الغوص وهو زمن التعلم ودخول المرأة في ميدان العمل وكذلك مسألة الزواج والحب وحقوق المرأة، وكذلك النقد الاجتماعي الثقافي الذي يصف العقلية الذكورية.

    أما من ناحية التوظيف الدرامي عبر التوضيحات فهي غير كافية للدخول في عالم المسرح الذي يعتمد على الفعل وهذه إشكالية كبرى هل الكلمة و اللغة التمثيل أم الحركة و الفعل ؟.

    رغم كل هذا يبقى النص جميلا ويعطي دفعا لحركة التأليف المسرحي والخوض في تجارب جديدة وإعطاء آفاق ومساحات دلالية غير مسبورة.

    الهامش

    1- المسرح العربي الحديث صفحة 566 لبول شاوول.

    2- المسرح في الخليج بين الواقع والمستقبل ص 178، د. إبراهيم عبد الله غلوم

    المراجع

    1. لحظات منسية ومسرحيات أخرى، إبراهيم بحر، مسرح الصواري، طبعة أولى 2008، المطبعة الحكومية – وزارة الإعلام.

    2. المسرح العربي الحديث (1976 – 1989) ، بول شاوول،الطبعة الأولى، طبعة رياض الريس للكتب والنشر.

    3. المسرح في الخليج بين الواقع والمستقبل، د. سليمان الشظي، د. محمد حسن عبد الله، د. إبراهيم عبد الله غلوم، الطبعة الأولى 2002، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

    4. علم المسرحية، الأردس نيكول (1894 – 1976) ، ترجمة دريني خشبة، ومراجعة علي فهمي، طبعة مكتبة المسرح بمركز الشارقة للإبداع الفكري.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 6:23 pm