* د. جمال حسن العتابي
مهمة بناء الانسان مهمة خطيرة وعظيمة، وتقع على المربين مسؤولية جسيمة في تحقيق هذا الغرض، والمربي نعني تحديدا المعلم ناقل العلم لاعداد كبيرة من الطلبة، بتباين مستوياتهم واختلاف امزجتهم واتجاهاتهم.
والمعلم ليس بناقل معارف فحسب، بل هو ايضا الاداة الأمثل لغرس القيم النبيلة في السلوك والاخلاق بوصفه مربيا.ومن اجل تحقيق الاهداف التربوية التي يسعى المربون اليها فرادى وجماعات تجند الوسائل المعنية كافة، واظهرها الوسائل الاعلامية بدءا من داخل الصف الدراسي الى اعلى مستوى ممكن.
لقد اصبحت عملية استخدام الوسائل والاجهزة المختلفة في ميدان التربية والتعليم تسمى (تكنولوجيا التعليم) والقصد من هذا التعبير او المصطلح هو: تنظيم متكامل شامل يضم الانسان، الآلة، الافكار، اساليب العمل، الادارة، اذ تعمل هذه العناصر جميعا داخل اطار واحد، ولسنا بصدد الحديث عن تطور الوسائل التعليمية المختلفة بدءا من الوسائل البسيطة التي تصنع وتستخدم داخل المدارس وصولا الى التعليم المبرمج عن طريق العقل (الالكتروني) وما يعنينا هنا ان هذه الوسائل كلها تؤدي وظيفة اعلامية سواء أكان استخدامها جزءا من الدروس ام عامل اثراء للطلاب.وبما ان المعلم هو محور العملية التربوية وانه هو الذي يستخدم الوسائل المناسبة فلابد ان يكون المعلم على بصيرة بطبيعة وخصائص كل وسيلة من وسائل الاعلام والتعليم المتاحة لديه، وكيف ومتى يستخدم كلا منها، ما هي اذن الوسائل الاعلامية المتاحة للمدرسة وكيف يمكن استغلالها في تحقيق الاهداف التربوية؟
هناك من الوسائل ما هو سمعي يعتمد على حاسة السمع ومنها ما هو بصري يعتمد على البصر في حالة المشاهدة فضلا عن القدرة على القراءة في حالة كون المضمون الاعلامي مكتوبا واستكمالا لفائدة البحث نورد بايجاز اهم تلك الوسائل الاعلامية.
اولاً الوسائل البصرية (المقروءة):
1- الكتاب: وسيلة تعتمد الكلام المكتوب فضلا الى ما يضمه الكتاب من عناصر تخدم موضوع الكتاب مثل الصور والرسوم والخرائط، وقد يستخدم اللون للتمييز بين العناصر المختلفة وحتى يؤدي الكتاب الغرض منه فلابد من سلامة البصر والقدرة على القراءة والضوء الكافي للقراءة وتمتاز الكلمة المكتوبة عامة بامكان الرجوع اليها في وقت القراءة نفسه بخلاف الكلمة المذاعة التي يجب التقاطها اثناء اذاعتها.
2- الصحافة المدرسية: ولها من التأثير العميق والفاعل في نشر الوعي وتعميمه بوسائل سهلة وميسرة حسب طريقة الصدور كالصحف المطبوعة، والنشرات والكتيبات او الطبع المصور ويختلف حجمها ومضمونها طبقا لمستوى المرحلة التعليمية اما غير المطبوعة فتتمثل بالنشرات الجدارية و(الالبومات) المصورة وهناك نوع ثالث يعرف بالملصقات الاعلامية، وتعتمد على الرسم المعبر مع التوجيه المناسب مرفقا بالرسم لتوعية الطلاب صحيا وتربويا...الخ.
ثانياً الوسائل البصرية (المشاهدة) ومنها:
1- صور ولوحات وخرائط ومجسمات ونماذج ثابتة ومتحركة ووسائل مشاهدة مثل الشرائح والافلام الثابتة الصامتة.
2- المعارض الفنية: تنظم في احتفاليات خاصة او ضمن نشاطات مدرسية خلال العام الدراسي.وتتجلى قدرة المربي في استثمار تلك الوسائل في تحقيق الاهداف التربوية بعوامل وشروط متعددة، تتدخل فيها عناصر التشويق، الذاتي، واليومي في القضايا العامة فبما ان المناهج الدراسية لا تتناول الحدث اليومي والمستجد ومحور اهتمام الرأي العام، فيمكن للصحافة المدرسية ان تنهض بعبء الصياغة الاعلامية التربوية لموضوعات الساعة لتحقيق الصلة باحداث العصر اولاً باول، كما يأتي هنا دور المعلم بانتقاء الملصق المعبر بالصورة او الرسم او الكلمة والبحث كذلك عن المواهب الفتية لرعايتها وتوفير الدعم لها وحتى يستطيع المربي ان يحسن استغلال الوسائل البصرية في العملية التربوية لابد من تأهيله اولا ثم توفير الامكانات الفنية المناسبة لتحقيق اهدافه.
ثالثاً الوسائل السمعية:
واهم ما يميز قدرتها على الانتشار بين عدد كبير من المتلقين (المستمعين) بخلاف الوسيلة المكتوبة.وهي تعتمد على المضمون الكلامي والمؤثرات الصوتية المختلفة كتوصيل المضمون وقد يتم ذلك مشافهة او باستخدام اجهزة ناقلة ومكبرة للصوت وموسعة لدائرة انتشاره ويمكن لهذه الوسائل ان تأخذ دورها بشكل واضح ومؤثر في تنمية القدرات والمواهب وتعيز القيم التربوية والانسانية في المجتمع الطلابي ومن اهمها:
1- الاذاعة المدرسية: وهي من الانشطة اليومية الممتازة في المدرسة وتزداد اهميتها باتساع رقعة المدرسة وعدد كبير من الطلبة والمعلمين، فيصبح من الضروري استخدام اجهزة الصوت المكبرة وتوسيع دائرة انتشار الصوت.
2- الندوات والمحاضرات: وهي فعالية توفر ردود افعال مباشرة مما يمكن المتحدث من التعرف على صدى حديثه لدى المتلقي.
3- التسجيلات الصوتية: يعبر عنها باجهزة التسجيل واشرطة الكاسيت والـ(C.D) بمختلف اشكالها وانواعها وتتميز انواعها جميعا بامكانية العودة اليها، فضلا عن سهولة تلقي الكلمة المذاعة عن الكلمة المكتوبة، وفائدتها كوسيلة تعليمية تظهر واضحة في تعليم اللغة الانكليزية او ترتيل القرآن الكريم او تدريس الموسيقى والاناشيد.
رابعاً الوسائل السمعية البصرية:
هذا النوع من الوسائل يخاطب السمع والبصر معا بالصورة والحركة احيانا فضلا عن مؤثرات فنية اخرى حسب طبيعة الوسيلة، ولا يجد المستقبل عناء كبيرا في استخدام الوسائل السمعية البصرية ما دام متمتعا بحاستي السمع والبصر اللتين عن طريقهما يمكن الحصول على حوالي 90 بالمائة من المعلومات المكتوبة لدى الافراد، ومن ابرز هذه الوسائل يأتي المسرح المدرسي في المقدمة، فهو الى جانب مخاطبة الانسان الى اكثر من حاسة فهو ايضا يسخر فنونا اخرى لتأدية دوره والوسيلة الاخرى هي العروض السينمائية اذ تمتاز السينما المتحركة الناطقة بعدة مزايا فهي تستطيع نقل مشاهد عديدة يصعب رؤيتها على الطبيعة، اما التلفزيون فاهميته وتأثيره كوسيلة اعلامية فضلا عن القفزة الهائلة التي تحققت بسبب استخدام وسائل الربط والاتصال الحديثة عبر الاقمار الصناعية وانتشار الفضائيات باختصاصات متعددة.وقد اثبتت بعض الدراسات ان الفرد يتعلم عن طريق حاستي البصر والسمع بما يعادل 94 بالمائة او 6 بالمائة عن طريق الحواس الاخرى ويستطيع المربون ان يحققوا كثيرا من اهداف التربية عن طريق الوسائل السمعية البصرية ولغرض تمكين المعلم من استثمار تلك الوسائل باقصى طاقة ينبغي توفير مستلزمات نجاح هذا الغرض ومنها تأهيل الادوات والاطراف كافة لهذا العمل والالمام والمعرفة بامكانات كل وسيلة وطريقة تشغيل واشراك الطلبة في اختيار الموضوعات المطلوب معالجتها والنواحي التنظيمية منها.
وحينما نتحدث عن الوسائل المتاحة في المدارس ودور المربين فانها تبدأ بقاعدة الهرم التعليمي حتى نصل الى دور المسؤولين في اعلى المستويات في حقل التربية والتعليم بالتنسيق مع المؤسسات الاعلامية والثقافية من خارج المؤسسات التربوية، اي :في المجتمع بصفة عامة.
* كاتب واعلامي
منقول
مهمة بناء الانسان مهمة خطيرة وعظيمة، وتقع على المربين مسؤولية جسيمة في تحقيق هذا الغرض، والمربي نعني تحديدا المعلم ناقل العلم لاعداد كبيرة من الطلبة، بتباين مستوياتهم واختلاف امزجتهم واتجاهاتهم.
والمعلم ليس بناقل معارف فحسب، بل هو ايضا الاداة الأمثل لغرس القيم النبيلة في السلوك والاخلاق بوصفه مربيا.ومن اجل تحقيق الاهداف التربوية التي يسعى المربون اليها فرادى وجماعات تجند الوسائل المعنية كافة، واظهرها الوسائل الاعلامية بدءا من داخل الصف الدراسي الى اعلى مستوى ممكن.
لقد اصبحت عملية استخدام الوسائل والاجهزة المختلفة في ميدان التربية والتعليم تسمى (تكنولوجيا التعليم) والقصد من هذا التعبير او المصطلح هو: تنظيم متكامل شامل يضم الانسان، الآلة، الافكار، اساليب العمل، الادارة، اذ تعمل هذه العناصر جميعا داخل اطار واحد، ولسنا بصدد الحديث عن تطور الوسائل التعليمية المختلفة بدءا من الوسائل البسيطة التي تصنع وتستخدم داخل المدارس وصولا الى التعليم المبرمج عن طريق العقل (الالكتروني) وما يعنينا هنا ان هذه الوسائل كلها تؤدي وظيفة اعلامية سواء أكان استخدامها جزءا من الدروس ام عامل اثراء للطلاب.وبما ان المعلم هو محور العملية التربوية وانه هو الذي يستخدم الوسائل المناسبة فلابد ان يكون المعلم على بصيرة بطبيعة وخصائص كل وسيلة من وسائل الاعلام والتعليم المتاحة لديه، وكيف ومتى يستخدم كلا منها، ما هي اذن الوسائل الاعلامية المتاحة للمدرسة وكيف يمكن استغلالها في تحقيق الاهداف التربوية؟
هناك من الوسائل ما هو سمعي يعتمد على حاسة السمع ومنها ما هو بصري يعتمد على البصر في حالة المشاهدة فضلا عن القدرة على القراءة في حالة كون المضمون الاعلامي مكتوبا واستكمالا لفائدة البحث نورد بايجاز اهم تلك الوسائل الاعلامية.
اولاً الوسائل البصرية (المقروءة):
1- الكتاب: وسيلة تعتمد الكلام المكتوب فضلا الى ما يضمه الكتاب من عناصر تخدم موضوع الكتاب مثل الصور والرسوم والخرائط، وقد يستخدم اللون للتمييز بين العناصر المختلفة وحتى يؤدي الكتاب الغرض منه فلابد من سلامة البصر والقدرة على القراءة والضوء الكافي للقراءة وتمتاز الكلمة المكتوبة عامة بامكان الرجوع اليها في وقت القراءة نفسه بخلاف الكلمة المذاعة التي يجب التقاطها اثناء اذاعتها.
2- الصحافة المدرسية: ولها من التأثير العميق والفاعل في نشر الوعي وتعميمه بوسائل سهلة وميسرة حسب طريقة الصدور كالصحف المطبوعة، والنشرات والكتيبات او الطبع المصور ويختلف حجمها ومضمونها طبقا لمستوى المرحلة التعليمية اما غير المطبوعة فتتمثل بالنشرات الجدارية و(الالبومات) المصورة وهناك نوع ثالث يعرف بالملصقات الاعلامية، وتعتمد على الرسم المعبر مع التوجيه المناسب مرفقا بالرسم لتوعية الطلاب صحيا وتربويا...الخ.
ثانياً الوسائل البصرية (المشاهدة) ومنها:
1- صور ولوحات وخرائط ومجسمات ونماذج ثابتة ومتحركة ووسائل مشاهدة مثل الشرائح والافلام الثابتة الصامتة.
2- المعارض الفنية: تنظم في احتفاليات خاصة او ضمن نشاطات مدرسية خلال العام الدراسي.وتتجلى قدرة المربي في استثمار تلك الوسائل في تحقيق الاهداف التربوية بعوامل وشروط متعددة، تتدخل فيها عناصر التشويق، الذاتي، واليومي في القضايا العامة فبما ان المناهج الدراسية لا تتناول الحدث اليومي والمستجد ومحور اهتمام الرأي العام، فيمكن للصحافة المدرسية ان تنهض بعبء الصياغة الاعلامية التربوية لموضوعات الساعة لتحقيق الصلة باحداث العصر اولاً باول، كما يأتي هنا دور المعلم بانتقاء الملصق المعبر بالصورة او الرسم او الكلمة والبحث كذلك عن المواهب الفتية لرعايتها وتوفير الدعم لها وحتى يستطيع المربي ان يحسن استغلال الوسائل البصرية في العملية التربوية لابد من تأهيله اولا ثم توفير الامكانات الفنية المناسبة لتحقيق اهدافه.
ثالثاً الوسائل السمعية:
واهم ما يميز قدرتها على الانتشار بين عدد كبير من المتلقين (المستمعين) بخلاف الوسيلة المكتوبة.وهي تعتمد على المضمون الكلامي والمؤثرات الصوتية المختلفة كتوصيل المضمون وقد يتم ذلك مشافهة او باستخدام اجهزة ناقلة ومكبرة للصوت وموسعة لدائرة انتشاره ويمكن لهذه الوسائل ان تأخذ دورها بشكل واضح ومؤثر في تنمية القدرات والمواهب وتعيز القيم التربوية والانسانية في المجتمع الطلابي ومن اهمها:
1- الاذاعة المدرسية: وهي من الانشطة اليومية الممتازة في المدرسة وتزداد اهميتها باتساع رقعة المدرسة وعدد كبير من الطلبة والمعلمين، فيصبح من الضروري استخدام اجهزة الصوت المكبرة وتوسيع دائرة انتشار الصوت.
2- الندوات والمحاضرات: وهي فعالية توفر ردود افعال مباشرة مما يمكن المتحدث من التعرف على صدى حديثه لدى المتلقي.
3- التسجيلات الصوتية: يعبر عنها باجهزة التسجيل واشرطة الكاسيت والـ(C.D) بمختلف اشكالها وانواعها وتتميز انواعها جميعا بامكانية العودة اليها، فضلا عن سهولة تلقي الكلمة المذاعة عن الكلمة المكتوبة، وفائدتها كوسيلة تعليمية تظهر واضحة في تعليم اللغة الانكليزية او ترتيل القرآن الكريم او تدريس الموسيقى والاناشيد.
رابعاً الوسائل السمعية البصرية:
هذا النوع من الوسائل يخاطب السمع والبصر معا بالصورة والحركة احيانا فضلا عن مؤثرات فنية اخرى حسب طبيعة الوسيلة، ولا يجد المستقبل عناء كبيرا في استخدام الوسائل السمعية البصرية ما دام متمتعا بحاستي السمع والبصر اللتين عن طريقهما يمكن الحصول على حوالي 90 بالمائة من المعلومات المكتوبة لدى الافراد، ومن ابرز هذه الوسائل يأتي المسرح المدرسي في المقدمة، فهو الى جانب مخاطبة الانسان الى اكثر من حاسة فهو ايضا يسخر فنونا اخرى لتأدية دوره والوسيلة الاخرى هي العروض السينمائية اذ تمتاز السينما المتحركة الناطقة بعدة مزايا فهي تستطيع نقل مشاهد عديدة يصعب رؤيتها على الطبيعة، اما التلفزيون فاهميته وتأثيره كوسيلة اعلامية فضلا عن القفزة الهائلة التي تحققت بسبب استخدام وسائل الربط والاتصال الحديثة عبر الاقمار الصناعية وانتشار الفضائيات باختصاصات متعددة.وقد اثبتت بعض الدراسات ان الفرد يتعلم عن طريق حاستي البصر والسمع بما يعادل 94 بالمائة او 6 بالمائة عن طريق الحواس الاخرى ويستطيع المربون ان يحققوا كثيرا من اهداف التربية عن طريق الوسائل السمعية البصرية ولغرض تمكين المعلم من استثمار تلك الوسائل باقصى طاقة ينبغي توفير مستلزمات نجاح هذا الغرض ومنها تأهيل الادوات والاطراف كافة لهذا العمل والالمام والمعرفة بامكانات كل وسيلة وطريقة تشغيل واشراك الطلبة في اختيار الموضوعات المطلوب معالجتها والنواحي التنظيمية منها.
وحينما نتحدث عن الوسائل المتاحة في المدارس ودور المربين فانها تبدأ بقاعدة الهرم التعليمي حتى نصل الى دور المسؤولين في اعلى المستويات في حقل التربية والتعليم بالتنسيق مع المؤسسات الاعلامية والثقافية من خارج المؤسسات التربوية، اي :في المجتمع بصفة عامة.
* كاتب واعلامي
منقول