Get Adobe Flash player
الباحث: د / علي علي محمد قلي
الدرجة العلمية: دكتوراه
الجامعة: جامعة أم درمان
الكلية: لغات وأداب
بلد الدراسة: السودان
لغة الدراسة: العربية
تاريخ الإقرار: 2008
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص :
في نهاية مطاف دراسة الأساليب البلاغية في كتاب الحماسة لأبي عبادة البحتري ننيخ الركب على أهم النتائج التي تم التوصل إليها في فصول البحث الخمسة وما طُرق فيها من الأساليب المتعلقة بالقول الشعري في موضوع البحث وهي كالآتي:
ـ حماسة البحتري أكثر تخصصاً وتفصيلاً في موضوع الحماسة من حماسة أبي تمام.
ـ الدراسة الأسلوبية قائمة على التحول الدلالي أو التركيبي أو النسقي، وذلك صلب الدرس البلاغي خصوصاً في علم المعاني وعلم البيان، وبذلك فالأسلوبية تابعة للبلاغة وفقاً لمنهاج التحول عن المعيار النمطي للغة.
ـ إن أغراض الخبر ومقاصده تتعلق في المقام الأول بالاتجاه الفكري للمرسل بناءً على رؤيته لما ينبغي أن يكون عليه السامع، وعلى الحالة التي عليها السامع ، وبذلك يتعلق الأسلوب الخبري بثنائية فكرية بين المرسل والمستقبل، دون انفراد السامع بهذه الميزة.
ـ الخبر الطلبي أكثر توظيفاً في الحماسة، ثم الابتدائي، وأخيراً الإنكاري، أما بالنسبة للتوظيف حسب العصر في كتاب الحماسة فكالآتي: الخبر الابتدائي: تقدم مخضرمو الدولتين، ثم شعراء العصر الجاهلي، ثم الإسلاميون، ثم مخضرمو الجاهلية والإسلام، ثم العباسيون، وفي الخبر الطلبي تقدم شعراء العصر العباسي، ثم شعراء العصر الجاهلي، ثم الشعراء المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم شعراء العصر الإسلامي مع الأموي، ثم الشعراء المخضرمون في الدولتين. وفي الخبر الإنكاري تقدم شعراء العصر العباسي، ثم الإسلامي، ثم المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم شعراء العصر الجاهلي، وأخيرا المخضرمون في الدولتين، وذلك يعود إلى المعطيات التي يقوم عليها الكلام والتي تتنوع بتنوع السمات أو الخصائص الفردية للمرسل والمستقبل، واختلافها باختلاف العوامل البيئية المؤثرة في العملية الخطابية وفقاً للثقافة والعلاقات الاجتماعية المحيطة؛ لذا تفاوتت النسب بين مختلف عصور الأدب العربي مما يدل دلالة واضحة أن لكل عصر خصائصه التي تميزه عن غيره.
ـ خرج الكلام عن مقتضى الظاهر ( العلم والتصديق، نفي الشك، تحويل معتقد المخاطب) في الحماسة إلى أغراض أخرى كالتوجيه، والتنبيه، والتهديد، والتوبيخ، والاحتقار، والتبكيت.
ـ الوضع الغالب على الخطاب في شعر الحماسة هو وضع طلب التثبت، ثم خلو الذهن، وذلك يدل على الذكاء وصفاء الذهن والحذر مع الفطنة بلا جحود، ويندر الإنكار الدال على الجحود والعناد.
ـ إن الألفاظ العربية قادرة على خلق شيء جديد من خلال تراكيبها شيء اسمه المفهوم أو
المدلول للعبارة وهو يتغير بتغير التركيب، ويتحصل من ذلك المفهوم إيجاب الشيء أو نفيه.
ـ الجملة الخبرية أكثر توظيفاً في كتاب الحماسة من الجملة الإنشائية .
ـ يعد الأمر أعلى أساليب الإنشاء حضوراً في الحماسة، يليه النهي، ثم الاستفهام، ثم النداء، ثم التمني.
ـ أكثر الشعراء تمثلا لمدلولات الأمر في الحماسة هم شعراء الدولة العباسية، ثم مخضرموا الدولتين، ثم مخضرموا الجاهلية والإسلام، ثم شعراء العصر الجاهلي، وأخيرا الإسلامي.
ـ الشعراء العباسيون أكثر الشعراء توظيفا لمدلولات النهي في الحماسة، ثم شعراء العصر الإسلامي، ثم الجاهلي، ثم الشعراء المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم المخضرمون بين الدولتين.
ـ يعد شعراء العصر الجاهلي أكثر تمثلا لمدلولات الاستفهام في الحماسة، ثم الشعراء المخضرمون في الدولتين، ثم المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم شعراء العصر الإسلامي، وأخيراً العباسي.
ـ يعد المخضرمون في الدولتين أكثر الشعراء توظيفا للتمني في كتاب الحماسة، ثم الإسلاميون، ثم المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم العباسيون، ثم الجاهليون.
ـ يعد شعراء العصر الإسلامي أكثر استخداما للنداء في كتاب الحماسة، ثم المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم الجاهليون، ثم المخضرمون في الدولتين، وأخيراً شعراء العصر العباسي.
ـ يتميز أسلوب الخبر بأنه فكري، تصديقي، إلقائي، ويتميز أسلوب الإنشاء بأنه نفسي، حواري، تصنيفي.
ـ يتميز الحذف بأنه أسلوب يخاطب خواص الناس، كما يدل على الحذق والفطنة، ويترك للمتلقي المشاركة، وعادة يقوم مقام المحذوف ـ في الحماسة ـ شيء يدل عليه، أو لا يقيم مقام المحذوف شيء يدل عليه، بل يترك أمر إدراكه للقرائن الدالة, وهي في الحماسة: العقل والعرف، أو العقل وحده، أو ارتباط الكلام بمناسبة، أو دلالة العقل والشرع.
ـ يتميز الإطناب بأنه أسلوب يخاطب به الخاص والعام، ويفيد في الحماسة المبالغة والتأكيد، ويزيد التصور، ويدل على الفكر والعاطفة، كما يتميز بأنه إلقائي يتناسب مع الخطاب في المواطن الجامعة والحافلة.
ـ يتميز أسلوب التقديم والتأخير بأنه مرن يتشكل حسب المعطيات الفكرية، وتعبيري يأخذ في نسقه الترتيبي بمقتضيات العاطفة، وشخصي يكشف عن اهتمامات المتكلم ومقاصده وتوجهاته.
ـ يقوم القصر على الطباق السلبي، ويتصف بالإيجاز المعتمد على التركيب الأداتي، يستخدم في نفي
الشك والتنبيه، ويعتمد على انفعالية المتكلم في الإثبات، وغالبا ما يوظف في مقام من ظهرت عليه
علامات الشك والغفلة.
ـ تأخذ نصوص كتاب الحماسة ثلاثة مستويات هي: مستوى تركيب المقطع ، وقد أخذ شاعر الحماسة في تركيب مقاطعه بأساليب الربط اللفظية والإحالية والدلالية، وأخذ بهذه الأساليب أيضا في تركيب النصوص، واعتمد في تركيب الباب على الربط الدلالي للمدلولات الجزئية التي تتعلق بالعنوان أو دلالة الكلمة المفاتيح.
ـ تعد الاستعارة أبرز أنواع الصورة عند شاعر الحماسة الذي يميل في استعاراته إلى التماهي متخذا من الطابع الحركي في الغالب قالبا تعبيريا مع الأخذ بطابع الثبات في هيئة الاسم. وقد أخذت الاستعارة عند شاعر الحماسة حسب الإسناد الزمني من جهة التوظيف منحا تصاعديا من العصر الجاهلي حتى العباسي، ويمثل الجانب المادي المحسوس الجانب الأكبر في مصادر الصورة، ويعد التشخيص المصدر الحسي الغالب يليه التجسيد.
ـ تنحو أكثر تشبيهات شاعر الحماسة إلى إبراز المقارنة من خلال ذكر أداة التشبيه، وتأخذ بالنسبة للتوظيف في الفترة الزمنية منحا تنازليا بعكس الاستعارة من الجاهلي إلى العباسي.
ـ جاءت الكناية في المرتبة الثالثة بعد الاستعارة والتشبيه في كتاب الحماسة، ويعد التعبير عن صفة أكثر حضورا، ثم التعبير عن موصوف، ثم الكناية عن نسبة وأخذت منحا تنازليا حسب الفترة الزمنية من حيث التوظيف كالتشبيه, وأعلى هذه الفترات، العصر الجاهلي، وتدرجت المراتب إلى العصر العباسي .
ـ أخذت الصورة حسب عناوين أبواب الحماسة مناح متعددة هي: المنحى التراكمي، والسردي، والتكرار المركزي.
ـ تقدمت البحور الرئيسة (الطويل، الكامل، البسيط، الوافر) على بقية البحور في الحماسة.
ـ لا يقتصر اختيار الوزن على ارتباطه بالمعنى، بل يرجع بالدرجة الأولى إلى إمكانات الشاعر الثقافية والفكرية التي صاغتها بيئته الاجتماعية بكافة مكوناتها وملابساتها، والعلاقات الشخصية، والاتجاهات العاطفية، وفقا للفترة الزمنية التي عاش فيها.
ـ أخذت القافية في كتاب الحماسة الطابع الفني المتعارف عليه وهو، كثرة استخدام القافية المطلقة، وقلة توظيف القافية المقيدة، كما تقدمت قافية المتواتر والمتدارك، وتأخرت قافية المترادف، وغابت قافية المتكاوس غيابا كليا، ومن الملاحظ أن المرحلة الزمنية بجميع ملابساتها البيئية العامة والخاصة ذات دور بارز في اختيار القافية .
ـ ارتبط الصوت بالصفة والمخرج، وقد تقدمت الأصوات المجهورة في الروي على المهموسة كما تقدمت حروف الحنك على بقية المخارج.
ـ تعلق الصوت المفرد في كتاب الحماسة بظاهرة الترديد، التماثل، التقابل، المجانسة، المقاربة، كما أخذ اللفظ الذي يتمثل في الترديد شكل التقارب في المجاز أو المقارنة في التشبيه، والمقابلة، والتأكيد، والتجريد، والإيغال، والمبالغة.
ـ يعد التكرار من الخصائص الفنية التي تربط الدوال بالمدلولات, وقد تعلق في الحماسة بالوظيفة أو الضرورة الشعرية.
ـ أخذ الجناس اللفظي في الحماسة درجات موسيقية متفاوتة أعلاها: رد العجز على الصدر، ثم أن يكون اللفظان المتجانسان في العجز، ثم المماثلة والمضارعة، وآخرها ما لم يطرد على المماثلة والمضارعة. وأهم وظائف الجناس: التكامل، الترادف، التناقض، الوظيفة الفنية.
ـ ارتبطت موسيقى التركيب أو العبارة في التقطيع العمودي بغرض الرثاء والشكوى والفخر.
ـ تعلق التقطيع الأفقي بالأشكال البديعية الآتية: الموازنة، الازدواج، المقابلة، الجمع مع التقسيم، التسميط، التسبيغ، الترصيع، لزوم ما لا يلزم، ومن الملاحظ في كتاب الحماسة، قلة الأشكال البديعية وندرتها.
ـ أخذت الوظيفة التوصيلية في كتاب الحماسة ثلاثة مراتب هي: الإيضاح بالتخصيص أو التفصيل أو الوصف أو المقارنة، والمبالغة العادية أو التجاوز في المبالغة أو الإيغال، والتحسين والتقبيح.
ـ أبرز سمات الوظيفة التوصيلية التركيز على المضامين الفكرية، وتوظيف الأساليب الخطابية المدعمة بالتصديقات والبراهين من أجل تغيير سلوكيات المخاطب.
ـ أهم خصائص الوظيفة التعبيرية : الإمتاع الذي ارتبط في الحماسة بالفخر والفروسية والأخوانيات، واللذة المرتبطة بالطعام والشراب والكلام والكرم والحب والرثاء وتكرار الشيء، والإثارة الفنية، والطرب وهزته القائم على مواقف آنية معاشة أو ذكريات قديمة سارة، والتعجب القائم على الادعاء لشيء غير موجود، أو وضع الشيء في غير موضعه.
ـ أهم وظائف الخصائص الفنية التركيز على الجانب العاطفي، وتتصف بأنها ذاتية ترتبط بانفعالات الشاعر التي تعتمد على الموقف الباعث للانفعال والتعبير عنه بأساليب ملفته للانتباه.
تكاد تكون هذه أهم النتائج التي تمخض عنها البحث، ولا يمكن القول: إنه قدتم رصد جميع الظواهر البلاغية والخصائص الأسلوبية والأشكال الفنية، لذا أوصي الباحثين من بعدي بمتابعة الدراسة لكتاب الحماسة من جميع النواحي وسبر أغواره بالبحث والتقصي.
الباحث: د / علي علي محمد قلي
الدرجة العلمية: دكتوراه
الجامعة: جامعة أم درمان
الكلية: لغات وأداب
بلد الدراسة: السودان
لغة الدراسة: العربية
تاريخ الإقرار: 2008
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص :
في نهاية مطاف دراسة الأساليب البلاغية في كتاب الحماسة لأبي عبادة البحتري ننيخ الركب على أهم النتائج التي تم التوصل إليها في فصول البحث الخمسة وما طُرق فيها من الأساليب المتعلقة بالقول الشعري في موضوع البحث وهي كالآتي:
ـ حماسة البحتري أكثر تخصصاً وتفصيلاً في موضوع الحماسة من حماسة أبي تمام.
ـ الدراسة الأسلوبية قائمة على التحول الدلالي أو التركيبي أو النسقي، وذلك صلب الدرس البلاغي خصوصاً في علم المعاني وعلم البيان، وبذلك فالأسلوبية تابعة للبلاغة وفقاً لمنهاج التحول عن المعيار النمطي للغة.
ـ إن أغراض الخبر ومقاصده تتعلق في المقام الأول بالاتجاه الفكري للمرسل بناءً على رؤيته لما ينبغي أن يكون عليه السامع، وعلى الحالة التي عليها السامع ، وبذلك يتعلق الأسلوب الخبري بثنائية فكرية بين المرسل والمستقبل، دون انفراد السامع بهذه الميزة.
ـ الخبر الطلبي أكثر توظيفاً في الحماسة، ثم الابتدائي، وأخيراً الإنكاري، أما بالنسبة للتوظيف حسب العصر في كتاب الحماسة فكالآتي: الخبر الابتدائي: تقدم مخضرمو الدولتين، ثم شعراء العصر الجاهلي، ثم الإسلاميون، ثم مخضرمو الجاهلية والإسلام، ثم العباسيون، وفي الخبر الطلبي تقدم شعراء العصر العباسي، ثم شعراء العصر الجاهلي، ثم الشعراء المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم شعراء العصر الإسلامي مع الأموي، ثم الشعراء المخضرمون في الدولتين. وفي الخبر الإنكاري تقدم شعراء العصر العباسي، ثم الإسلامي، ثم المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم شعراء العصر الجاهلي، وأخيرا المخضرمون في الدولتين، وذلك يعود إلى المعطيات التي يقوم عليها الكلام والتي تتنوع بتنوع السمات أو الخصائص الفردية للمرسل والمستقبل، واختلافها باختلاف العوامل البيئية المؤثرة في العملية الخطابية وفقاً للثقافة والعلاقات الاجتماعية المحيطة؛ لذا تفاوتت النسب بين مختلف عصور الأدب العربي مما يدل دلالة واضحة أن لكل عصر خصائصه التي تميزه عن غيره.
ـ خرج الكلام عن مقتضى الظاهر ( العلم والتصديق، نفي الشك، تحويل معتقد المخاطب) في الحماسة إلى أغراض أخرى كالتوجيه، والتنبيه، والتهديد، والتوبيخ، والاحتقار، والتبكيت.
ـ الوضع الغالب على الخطاب في شعر الحماسة هو وضع طلب التثبت، ثم خلو الذهن، وذلك يدل على الذكاء وصفاء الذهن والحذر مع الفطنة بلا جحود، ويندر الإنكار الدال على الجحود والعناد.
ـ إن الألفاظ العربية قادرة على خلق شيء جديد من خلال تراكيبها شيء اسمه المفهوم أو
المدلول للعبارة وهو يتغير بتغير التركيب، ويتحصل من ذلك المفهوم إيجاب الشيء أو نفيه.
ـ الجملة الخبرية أكثر توظيفاً في كتاب الحماسة من الجملة الإنشائية .
ـ يعد الأمر أعلى أساليب الإنشاء حضوراً في الحماسة، يليه النهي، ثم الاستفهام، ثم النداء، ثم التمني.
ـ أكثر الشعراء تمثلا لمدلولات الأمر في الحماسة هم شعراء الدولة العباسية، ثم مخضرموا الدولتين، ثم مخضرموا الجاهلية والإسلام، ثم شعراء العصر الجاهلي، وأخيرا الإسلامي.
ـ الشعراء العباسيون أكثر الشعراء توظيفا لمدلولات النهي في الحماسة، ثم شعراء العصر الإسلامي، ثم الجاهلي، ثم الشعراء المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم المخضرمون بين الدولتين.
ـ يعد شعراء العصر الجاهلي أكثر تمثلا لمدلولات الاستفهام في الحماسة، ثم الشعراء المخضرمون في الدولتين، ثم المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم شعراء العصر الإسلامي، وأخيراً العباسي.
ـ يعد المخضرمون في الدولتين أكثر الشعراء توظيفا للتمني في كتاب الحماسة، ثم الإسلاميون، ثم المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم العباسيون، ثم الجاهليون.
ـ يعد شعراء العصر الإسلامي أكثر استخداما للنداء في كتاب الحماسة، ثم المخضرمون في الجاهلية والإسلام، ثم الجاهليون، ثم المخضرمون في الدولتين، وأخيراً شعراء العصر العباسي.
ـ يتميز أسلوب الخبر بأنه فكري، تصديقي، إلقائي، ويتميز أسلوب الإنشاء بأنه نفسي، حواري، تصنيفي.
ـ يتميز الحذف بأنه أسلوب يخاطب خواص الناس، كما يدل على الحذق والفطنة، ويترك للمتلقي المشاركة، وعادة يقوم مقام المحذوف ـ في الحماسة ـ شيء يدل عليه، أو لا يقيم مقام المحذوف شيء يدل عليه، بل يترك أمر إدراكه للقرائن الدالة, وهي في الحماسة: العقل والعرف، أو العقل وحده، أو ارتباط الكلام بمناسبة، أو دلالة العقل والشرع.
ـ يتميز الإطناب بأنه أسلوب يخاطب به الخاص والعام، ويفيد في الحماسة المبالغة والتأكيد، ويزيد التصور، ويدل على الفكر والعاطفة، كما يتميز بأنه إلقائي يتناسب مع الخطاب في المواطن الجامعة والحافلة.
ـ يتميز أسلوب التقديم والتأخير بأنه مرن يتشكل حسب المعطيات الفكرية، وتعبيري يأخذ في نسقه الترتيبي بمقتضيات العاطفة، وشخصي يكشف عن اهتمامات المتكلم ومقاصده وتوجهاته.
ـ يقوم القصر على الطباق السلبي، ويتصف بالإيجاز المعتمد على التركيب الأداتي، يستخدم في نفي
الشك والتنبيه، ويعتمد على انفعالية المتكلم في الإثبات، وغالبا ما يوظف في مقام من ظهرت عليه
علامات الشك والغفلة.
ـ تأخذ نصوص كتاب الحماسة ثلاثة مستويات هي: مستوى تركيب المقطع ، وقد أخذ شاعر الحماسة في تركيب مقاطعه بأساليب الربط اللفظية والإحالية والدلالية، وأخذ بهذه الأساليب أيضا في تركيب النصوص، واعتمد في تركيب الباب على الربط الدلالي للمدلولات الجزئية التي تتعلق بالعنوان أو دلالة الكلمة المفاتيح.
ـ تعد الاستعارة أبرز أنواع الصورة عند شاعر الحماسة الذي يميل في استعاراته إلى التماهي متخذا من الطابع الحركي في الغالب قالبا تعبيريا مع الأخذ بطابع الثبات في هيئة الاسم. وقد أخذت الاستعارة عند شاعر الحماسة حسب الإسناد الزمني من جهة التوظيف منحا تصاعديا من العصر الجاهلي حتى العباسي، ويمثل الجانب المادي المحسوس الجانب الأكبر في مصادر الصورة، ويعد التشخيص المصدر الحسي الغالب يليه التجسيد.
ـ تنحو أكثر تشبيهات شاعر الحماسة إلى إبراز المقارنة من خلال ذكر أداة التشبيه، وتأخذ بالنسبة للتوظيف في الفترة الزمنية منحا تنازليا بعكس الاستعارة من الجاهلي إلى العباسي.
ـ جاءت الكناية في المرتبة الثالثة بعد الاستعارة والتشبيه في كتاب الحماسة، ويعد التعبير عن صفة أكثر حضورا، ثم التعبير عن موصوف، ثم الكناية عن نسبة وأخذت منحا تنازليا حسب الفترة الزمنية من حيث التوظيف كالتشبيه, وأعلى هذه الفترات، العصر الجاهلي، وتدرجت المراتب إلى العصر العباسي .
ـ أخذت الصورة حسب عناوين أبواب الحماسة مناح متعددة هي: المنحى التراكمي، والسردي، والتكرار المركزي.
ـ تقدمت البحور الرئيسة (الطويل، الكامل، البسيط، الوافر) على بقية البحور في الحماسة.
ـ لا يقتصر اختيار الوزن على ارتباطه بالمعنى، بل يرجع بالدرجة الأولى إلى إمكانات الشاعر الثقافية والفكرية التي صاغتها بيئته الاجتماعية بكافة مكوناتها وملابساتها، والعلاقات الشخصية، والاتجاهات العاطفية، وفقا للفترة الزمنية التي عاش فيها.
ـ أخذت القافية في كتاب الحماسة الطابع الفني المتعارف عليه وهو، كثرة استخدام القافية المطلقة، وقلة توظيف القافية المقيدة، كما تقدمت قافية المتواتر والمتدارك، وتأخرت قافية المترادف، وغابت قافية المتكاوس غيابا كليا، ومن الملاحظ أن المرحلة الزمنية بجميع ملابساتها البيئية العامة والخاصة ذات دور بارز في اختيار القافية .
ـ ارتبط الصوت بالصفة والمخرج، وقد تقدمت الأصوات المجهورة في الروي على المهموسة كما تقدمت حروف الحنك على بقية المخارج.
ـ تعلق الصوت المفرد في كتاب الحماسة بظاهرة الترديد، التماثل، التقابل، المجانسة، المقاربة، كما أخذ اللفظ الذي يتمثل في الترديد شكل التقارب في المجاز أو المقارنة في التشبيه، والمقابلة، والتأكيد، والتجريد، والإيغال، والمبالغة.
ـ يعد التكرار من الخصائص الفنية التي تربط الدوال بالمدلولات, وقد تعلق في الحماسة بالوظيفة أو الضرورة الشعرية.
ـ أخذ الجناس اللفظي في الحماسة درجات موسيقية متفاوتة أعلاها: رد العجز على الصدر، ثم أن يكون اللفظان المتجانسان في العجز، ثم المماثلة والمضارعة، وآخرها ما لم يطرد على المماثلة والمضارعة. وأهم وظائف الجناس: التكامل، الترادف، التناقض، الوظيفة الفنية.
ـ ارتبطت موسيقى التركيب أو العبارة في التقطيع العمودي بغرض الرثاء والشكوى والفخر.
ـ تعلق التقطيع الأفقي بالأشكال البديعية الآتية: الموازنة، الازدواج، المقابلة، الجمع مع التقسيم، التسميط، التسبيغ، الترصيع، لزوم ما لا يلزم، ومن الملاحظ في كتاب الحماسة، قلة الأشكال البديعية وندرتها.
ـ أخذت الوظيفة التوصيلية في كتاب الحماسة ثلاثة مراتب هي: الإيضاح بالتخصيص أو التفصيل أو الوصف أو المقارنة، والمبالغة العادية أو التجاوز في المبالغة أو الإيغال، والتحسين والتقبيح.
ـ أبرز سمات الوظيفة التوصيلية التركيز على المضامين الفكرية، وتوظيف الأساليب الخطابية المدعمة بالتصديقات والبراهين من أجل تغيير سلوكيات المخاطب.
ـ أهم خصائص الوظيفة التعبيرية : الإمتاع الذي ارتبط في الحماسة بالفخر والفروسية والأخوانيات، واللذة المرتبطة بالطعام والشراب والكلام والكرم والحب والرثاء وتكرار الشيء، والإثارة الفنية، والطرب وهزته القائم على مواقف آنية معاشة أو ذكريات قديمة سارة، والتعجب القائم على الادعاء لشيء غير موجود، أو وضع الشيء في غير موضعه.
ـ أهم وظائف الخصائص الفنية التركيز على الجانب العاطفي، وتتصف بأنها ذاتية ترتبط بانفعالات الشاعر التي تعتمد على الموقف الباعث للانفعال والتعبير عنه بأساليب ملفته للانتباه.
تكاد تكون هذه أهم النتائج التي تمخض عنها البحث، ولا يمكن القول: إنه قدتم رصد جميع الظواهر البلاغية والخصائص الأسلوبية والأشكال الفنية، لذا أوصي الباحثين من بعدي بمتابعة الدراسة لكتاب الحماسة من جميع النواحي وسبر أغواره بالبحث والتقصي.