منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    المستوى الصوتي في قصيدة النثر

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    المستوى الصوتي في قصيدة النثر Empty المستوى الصوتي في قصيدة النثر

    مُساهمة   الأحد مارس 21, 2010 2:43 pm


    ضرورة تناول المستوى الصوتي في قصيدة النثر ، حتى رغم تخليها الكلي عن البناء الظاهري للبيت العربي يجعل من الايقاع الداخلي (ايقاع التجربة) الذي طالما فسرت به شعرية هذه القصيدة مجرد حل جزئي ومؤقت في انتظار السؤال الجدي عن مكامن الشعرية وتجليات الايقاع فيها، كما يدفع بفكرة امتلاك كل قصيدة نثر لايقاع مخالف لايقاعات القصائد النثرية الأخرى الى حافة الشك . وهذه الفكرة التي أوصلها موريس شابلان الي أقصدها بزعمه أن (قصيدة النثر لا تحدد إنها موجودة )(63) وجدت صدى كبيرا لها في النقد العربي، وهي فكرة إنما أوجدها الافتقار لتنظير شاف وواضح حول قصيدة النثر ليجلو القلق الذي أوجده الشكل الجديد بخروجه الفجائي عن المشكل الخارجي للبيت الشعري العربي، ويبدو أن مفهوم (ايقاع التجربة ) برر بساطة التناول النقدي العربي لقصيدة النثر. نقرأ تمثيلا لا حصرا في "حداثة النمط " لسامي مهدي (اعتمدنا في شرح مفهوم الايقاع على معلوماتنا العامة وآرائنا الخاصة وقد كان بيننا وبين الشاعر خالد علي مصطفى حوار حول وظيفة الايقاع التقت فيه أردؤنا حول ما جاء في البحث بشأنها فنحن مدينون له بذلك ) (64).

    ويتناول السعيد الورقي "إيقاع " قصيدة النثر في صفحتين اثنتين لا أكثر قائلا (بدأت قصيدة النثر كتعبير شعري يعتمد على الايقاع النفسي في الشعر العربي الحديث منذ أواخر الستينات كما تذكر الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي) (65).

    الوعي النقدي السائد الذي يرى في الوزن والقافية مرهن العملية الشعرية يستصغر كل نص خال منهما، والحق أن هذه الأخيرة أصعب . فالتكرار والتوازي صوتيا ومعنويا يظلان حاضرين وبقوة في قصيدة النثر رغم زوال القافية بمعناها القديم ولا تستطيع مقولة "الايقاع الداخلي اخفاءهما ، ان الذين يسخرون من هذه القولة كلما سمعوها بقولهم : إننا لا نسمع هذا الايقاع الداخلي ! هم على حق لأن الايقاع لا يمر إلا من خلال الصوت ونحن لا نملك إلا أن نقرأ الشعر أجهرا أم همسا. ليست القصيدة لوحة نكتفي بتأملها.

    النقد ، إذن مطالب بالبحث عن إيقاع القصيدة النشوية ، والذي ليس بالخارجي ولا بالداخلي إنه إيقاع وكفى. لقد استندت فكرة داخلية الايقاع على كون التجربة أسبق على الصنعة في قصيدة النثر ، والتجربة لا تمر لتصير شعرا إلا من خلال اللغة أي من خلال الصوت .

    سؤالان اثنان يبرزان اذا نحن سلمنا بكون إيقاع هذا النص إيقاع تجربة وبكون كل قصيدة ذات إيقاع خاص بها:

    1- هل القصائد العربية منذ العصر الجاهلي الى عصر النهضة كانت كلها ذات ايقاع واحد؟ هذا ما تختزنه الفكرة أعلاه . الحق ان الأخذ بالفوارق الشكلية الظاهرة بين الأشكال الشعرية أوقع في قلاقل كهذه ، لأن النص الواحد قابل لقراءات مختلفة يضمنها المعنى والنبر والتنغيم قبل الوزن والقافية ، دون إغفال ما لهذين الأخيرين من دور في خلق نوع من التصدي بين القراءات .

    2- إذا كان لكل قصيدة نثر إيقاعها الخاص ، فلم نسمي كل هذه القصائد مختلفة الايقاع قصائد نشر؟ إن الذي في اعتقادنا يجعلها تحمل نفس الاسم هو وحدة الايقاع فيها مع احتفاظ كل قصيدة بإيقاعها الخاص في نفس الوقت.

    وشبيه بهذا ما ردده شعراء قصيدة النثر والنقاد المشايعون لهم حول كون قصيدة النثر قطيعة مطلقة مع الشعر العربي السابق عليها ، قديما وحديثا، بكثير من الاطمئنان انبنى أصلا على تعداد الفوارق الظاهرة بين هذه القصيدة وذلك الشعر من دون بحث عن تقاطعات إيقاعية بينهما (وهي كثيرة ) بل تحت تأثير المغايرة البنائية الخارجية الخداعة . وفي هذا استسلام بين مركزية الوزن والقافية من غير وعي لأن تحديد الشعر بالوزن والقافية ، أو تحديده بانعدامهما شي ء واحد في نهاية الأمر تكمن خطورة هذه المقاربات في كونها تنظر ال القصيدة النثرية من زاوية اختلافها مع الأشكال الشعرية الأخرى لا من حيث هي كل متكامل وعالم ايقاعي منسجم . إن التحرر من الاكراهات الشكلية لا يعني زوال الاكراهات . ما أن فروم كتابة قصيدة حتى نضع أنفسنا تحت رحمة شروطها. القصيدة شيء مصنوع بغض النظر عن النوديا ، فهي لا تصنعها النوايا، بل مجموعة علائقها التي تمنحها ، في النهاية شكلا من هنا فليس صعبا اكتشاف القوانين المنظمة لقصيدة النثر والتي جعلت منها كلا متكاملا أي نصا شعريا. فالصفة التركيبية التي للمصطلح (قصيدة النثر) لا تعني أن النص مركب من شعر ونثر في ذات الآن لأن التسمية مجرد تسمية حددتها الحيثيات الحضارية والثقافية أكثر مما هي وصف دقيق لمكونات النص ولهويته الأجناسية . قصيدة النثر ليست شكلا أضاف أجمل ما في النثر لأجمل ما في الشعر،(66) كما انها ليست مزيجا من فوضى النثر وتجانس الشعر (67) ، وليست قصيدة النثر حمارا سهل الامتطاء، تماما كما أن إكراهات القصيدة التقليدية لا تحجب الشعرية وليست عائقا أمام ماء النص وطلا وته ، لا تقيم "قصيدة النثر" في منطقة التماس الصعبة بين الشعر والنثر فهي شعر لا يجاور النثر ويلامسه الا فيما تجاور فيه الأشكال الشعرية الأخرى النثر وتلامسه . لقد دفعت الصفة التركيبية للمصطلح بعض الباحثين الى حد الزعم بكون طموح "قصيدة النثر"، الوحيد هو بلبلة الأنواع الأدبيه (68)! وهذا الزعم يتذرع عادة بتوافر "قصيدة النثر" على إيقاع ما ، لكنه ليس إيقاع الشعر بالضرورة ! (69) . ( هذا القول نوع من الهروب الى الامام فهو لا يضع هذا النص في مكان ، بينما يوهم بعلميته مؤكدا على "إيقاع ما".

    أما (النثرية ) في المصطلح ، فقد فرضتها الطريقة الطباعية لهذه القصيدة التي تكتب كما يكتب أي نثر عادي. وكل حديث عن امكانية تحول النثر الى شعر، في نظرنا ، حديث على هامش المعضلة الايقاعية التي هي النافذة الوحيدة لتجنيس هذا النص .

    مثل هذا الحديث عن ،"شعرية النثر" لم يسلم منه أشد الشعراء والنقاد تعصبا لقصيدة النثر، وهو في الأخير يسىء اليها من جهتين :

    أ - لأنه يسهل المأمورية على أعدائها الذين يكتفون بترديد: كيف يخرج من النثر شعر؟

    ب - ولانه ، ثانيا، لايقني لاية نتائر علمية دقيقة ، بقدرها يخفي قلقا معرفيا.

    يبدو أن النقد العربي أخذ من سوزان برنار فكرة "قطبية " قصيدة النثر وتأرجحها بين النظام والفوضى واكتفى بذلك ، دون الانتباه الى تأكيدها، في أطروحتها الضخمة على ضرورة أن تكون "قصيدة النثر" كلا، أي شكلا بحيث يتضح أن حديثها عن القطبية مجرد وسيلة للتأكيد على ضرورة الشكل تقول :

    (لتكن قصيدة النثر "فنية " أو فوضوية " فإنها لا تمتلك كينونتها الا اذا أصبحت قصيدة أي "شكلا" ، كلا عضويا منغلقا على نفسه . ليس بالرجوع الى أحكام نقدية قبلية سنحدد قصيدة نثر ناجحة من أخرى فاشلة ، إن الذي يهم هنا هو الوفاء لمنطق داخلي ، أي ايجاد واستعمال أدوات مورفولوجية مكونة لعالم النص : الكلمات - الجمل - الصور ... أي ما يسميه بودلير "القانون الأكبر للنسق العام " الذي يمنح لوحة وحدتها ومعناها . أو كما يقول ماكس جاكوب عن قصيدته النثرية وهو حكم يمكن تعميمه : لا يهمنا سوى النص الشعري نفسه ، أي ترابط الكلمات والصور وتعالقها .. وهذا يمكن اكتشافه بسهولة في قصيدة النظام وليس في قصيدة الثورة والغزو).


    يتبع
    __________________
    تتنزهُ في ربوعي رابعة
    ابتسام السيد غير متصل
    ابتسام السيد
    عرض الملف الشخصي العام
    البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة ابتسام السيد
    قديم 12-02-2010, 11:14 AM #10
    ابتسام السيد
    مطـــــــــــرية

    صورة عضوية ابتسام السيد

    تاريخ الانضمام: Sep 2008
    محل السكن: ليبيا
    المشاركات: 3,118
    ابتسام السيد is on a distinguished road

    افتراضي
    لكن النجاحات الأكثر صعوبة هي نفسها النجاحات الأكثر إثارة . إذا كانت قصيدة النثر الفنية تعود لانتصارات مضمونة ، فانها مهددة بالسقوط في الاعتيادي قصيدة النثر "الفوضوية " بالمقابل ، لا تمنح أي تحديد سهل : انها كل شيء أو لا شيء (il est tout ou rien) ونجد قولة ماكس جاكوب ذات دلالة كبرى هنا : "لتكون شاعرا حديثا فيجب أن تكون شاعرا كبيرا

    "(70) تحيلنا كلمة "قصيدة " ذاتها على كون "قصيدة النثر" شكلا شعريا يأتيه الشاعر عن قصد وعن حسن نية ، مدفوعا برغبة كتابة الشعر، لا النثر أو مزيج من الشعر والنثر، جاء في لسان العرب :

    (... وقيل سمي قصيدا لأن صاحبه احتفل له فنقحه باللفظ الجيد والمعنى المختار وأصله من القصيدة (....)

    وقالوا شعر قصد اذا نقح وجود وهذب . وقيل سمي الشعر التام قصيدا لأن قائله جعله من باله فقصد له قصدا ولم يحتسه حسيا على ما خطر بباله وجرى عل لسانه ، بل روى فيه خاطره واجتهد في تجويده ولم يقتضبه اقتضابا فهو فعيل من القصد.....)(71)

    هكذا لن يطمئن هذا البحث للتعاريف التي أعطيت لقصيدة النثر انطلاقا من طريقة طباعتها أو من حجمها تعرفها (موسوعة برنستون للشعر) هكذا: (فقصيدة النثر تأليف له بعض أو كل ما للقصيدة الغنائية القصيرة من خصائص مع استثناء واحد هو أنها تطبع على الصفحة كما يطبع النثر)

    (72) ثم ترى أن الفرق بينهما وبين النثر كامن في قوها وكثافتها ، وأنا تتميز عن الشعر الحر بانعدام وقفات نهايات الأسطر فيها ! (73) ان هذا التعريف يجعل الشكل الكاليغرافي الطباعي للنص هو المتحكم في معناه ! في حين أن كثيرا من "النصوص الشعرية " التي كتبت بوصفها شعرا وبطريقة "نثرية لا تحمل من الشعر إلا الاسم ، أي أنها سقطت في وهم الشكل والمغايرة ، والشعر رؤية وطريقة قبل أن يكون "شكلا". وتصنيف النصوص انطلاقا من هيئتها الطباعية أساء كثيرا للتجربة الشعرية العربية الحديثة ، وجعل كثيرا من الكلام البسيط العادي يدرج في اطار الشعر وما هو بشعر. وهذه مسألة تنبه اليها كمال خيربك .

    (.. كما أن تقديمها على الصفحة (إخراجها) لم يكن إلا ليزيد في صعوبة تصنيفها بين الأنواع الأدبية المعروفة .

    فتارة تتم كتابتها على شاكلة النثر العادي أي بصورة ملتحمة ومتصلة وتارة على هيئة أبيات منفصلة مجردة من القافية ومن الايقاع الخارجي، وتحتل قسما من السطر أو سطرا كاملا أو عدة أسطر..)(74)

    ما الذي يمنع من أن أكتب قصيدة تقليدية كما يكتب النثر؟ لا شيء! لكن القراءة لن تكن نثرية لأن النص ، أصلا شعر وليس نثرا. من هنا خطورة مثل هذه التعريفات . فما المانع من أن تكون قصيدة النثر طويلة ؟ ثم : ما مفهوم القصر؟ وما هذا الذي تفقده القصيدة حين تطول ؟ هل يخشى عليها، إن طالت ، أن تصير شيئا آخر؟ وهل القصر هو صانع شعرية النص ؟ يدافع أدونيس في "صدمة الحداثة " عن قصر قصيدة النثر وايحائيتها ، عكس النثر الشعري المطنب والمسهب معللا قصرها بايحائيتها مسترشدا بمبادي، سوزان برنار مدافعا عن النظريه لا عن النص ، ` لكنه في سيرته الثقافية الشعرية (هاأنت أيها الوقت ) يتخلى عن مجمل الطروحات المندفعة التي ضمتها كتبه السابقة رادا الاعتبار للنص قبل النظرية ، وهذا موقف علمي لن يتأسس الخطاب النقدي حول قصيدة النثر إلا به ، وانطلاقا منه :

    ("قصيدة النثر"، في اللغة العربية و" قصيدة النثر" في اللغة الفرنسية أو غيرها ، يجمع بينهما الاسم الواحد، أو "النوع " الأدبي الواحد. لكن ما أعظم الفروقات الشعرية بينهما وما أكثر التباينات الفنية وأعمقها ! إنهما تفترقان بخواص ومزايد يفرضها، بائيا فرق اللغة و"العمل اللغوي" (كالخاتم والخاتم يجمعهما جنس واحد، ثم يكون بينهما الاختلاف الشديد في الصنعة والعمل ). الجر جاني - دلائل الاعجاز. (ص 388) . (...) بعبارة أخرى: إن كان الاختلاف حتميا ، ضمن "المعنى الواحد" عندما ينقل من "صورة " الى "صورة" فكيف لا يكون هذا الاختلاف حتميا بين "قصيدة نثر" عربية و" قصيدة نثر" بلغة أخرى ، وليس بينهما أية "صورة " مشتركة أو أي "معنى" مشترك ؟ ولنن صح منطق القائلين بأن "قصيدة النثر" العربية انتحال أو "سرقة " فلن يكون عند العرب ، اليوم في مختلف المجالات إلا المسروق أو "المنتحل")(76)

    يسقط الخطاب النقدي حول "قصيدة النثر" في تناقض صريح اذ يجمع بين "الكثافة " و"القصر" و"السردية " في ذات الأن . ويحار المرء في معرفة كيف يكون النص الشعري "كثيفا" و"سرديا" مرة واحدة . وحتى اذا سلمنا بوجود "قصيدة نثر" تشبه الحكاية "كما يقول أنسي الحاج ، نقلا عن سوزان برنار،(77) فإن السود ليس مكونا شعريا . أي استسهال هذا أن نرى في قصيدة النثر عودة الى السود، أو بالأحرى مصالحة مع السرد في حين أن السرد يسكن كل مظاهر حياتنا اليومية . قد يكون هذا الاستسهال مقدمة لملوح السؤال الذي لابد منه : إذا كان السرد سمة بارزة في قصيدة النثر، فأين تختلف هذه الأخيرة عن بقية الخطابات السردية ؟ ثم تنبثق الأسئلة . فالذي حدد قصيدة الشعر (الوزن ) تاريخيا هو ما سيحدد قصيدة النثر أي اقصاء السرد(78) عكس ما هو رائج من كلام حول كبون السرد أهم ملمح في النص الجديد. إنما، مرة أخرى، أوقع الشكل الظاهري للنص ، في مثل هذا المأزق ، إذ لم تتم ، حتى الأن ، قراءة "قصيدة النثر" قراءة إيقاعية كفيلة بوضع اليد على ما يجعلها شعرا لا نثرا ولا سردا.

    تستثمر الدراسات التي تقول بحضور السرد في "قصيدة النثر مقولات أضحت شائعة ومكرورة من فرط استعمالها كقولة دوجردان : "لقد كانت القصيدة النثرية محاولة لتحرر الشعر انطلاقا من النثر. أما الشعر الحر فقد استهد.ف الغاية نفسها ، ولكن انطلاقا من الشعر" (79) وهذا افتراض يجعل قصيدة النثر أقرب الى النثر، والشعر الحر أقرب الى الشعر: أي أن قصيدة النثر تخلت عما ليس شعرا في النثر فاستوت شعرا، وأن الشعر الحر تخلى عما ليس شعرا في النظم فاستوى شعرا. لقد بينا سابقا أن "قصيدة النثر" تكون "قصيدة نثر" منذ البداية ويجب تفادي مثل هذه الفرضيات بالتأكيد على كون الايقاع هو الدال الأكبر في النص الشعري وأن القصيدة لا تنمو من جهة معينة ، بل من نفسها تأتي واليها تعود، وأن "الطول " أو "القصر" ليس لهما كبير أهمية في تحديد شعرية النص وأن "قصيدة النثر" لم تتخل عن جوهر البنية الايقاعية للشعر العربي رغم أنها احتمت بتقنيات أخرى، دون أن يعني هذا أن تناولها ممكن بالركون فقط الى العدة النقدية القديمة .

    "قصيدة النثر" العربية مدعوة لتأسيس قوانينها الخاصة وعلى النقد أن يستنبط هذه القوانين من بنية النص ذاته لا البحث عن قوانين لاسقاطها عليها، ليس لأن النقد العربي أخذ تقريبا كل ما استثمره حول هذ0القصيدة من كتاب "قصيدة النثر" من بودلير حتى أيامنا "لسوزان برنار"، بل لأن الشروط التي حددها هذا الكتاب قابلة لكثير من الأخذ والرد.

    تتحدث سوزان برنار عن شروط ثلاثة(80) بدون أحدها يستحيل الحديث عن قصيدة نثر، وكل شرط من هذه الشروط يستدعي ملازما له على هذا النحو:

    يتبع
    __________________
    تتنزهُ في ربوعي رابعة
    ابتسام السيد غير متصل
    ابتسام السيد
    عرض الملف الشخصي العام
    البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة ابتسام السيد
    قديم 12-02-2010, 11:15 AM #11
    ابتسام السيد
    مطـــــــــــرية

    صورة عضوية ابتسام السيد

    تاريخ الانضمام: Sep 2008
    محل السكن: ليبيا
    المشاركات: 3,118
    ابتسام السيد is on a distinguished road

    افتراضي
    الايجاز : الكثافة

    2- التوهج : الاشراق

    3- المجانية : اللازمنية

    فعلى قصيدة النثر أن تكون كلا متكاملا، عالما مغلقا، والا فقدت فوعيتها كقصيدة . إنها نظام جمالي مكتف بذاته ، موجز، وما أن تكف عن أن تكون موجزة حتى تصير حكاية أو رواية أو بحثا ، مهما كانت هذه الأخيرة (شعرية ) وعلى قصيدة النثر أن تنجب الاستطرادات الذهنية أو غيرها وكذلك التوسيعات التفسيرية أي كل ما قد يدفع بها صوب الأجناس الأخرى، كل ما قد يحرمها من وحدتها وكثافتها. (81)

    وعلى "قصيدة النثر" الا تحيل على خارج أبدا، والا تبحث عن تتمات لها خارج النص . قصيدة النثر لا تتطور نحو هدف ما، وليست فيها سيرورة لأفكار - أو أحدث أو لمواقف ، انها (شيء) و(كتلة لا زمنية ) . انها قصيدة تثور ضد منطق الأشياء وتخرق المواضعات الاجتماعية والشروط الانسانية تختار من الأشكال أكثرها فوضوية ، بوأ قلها انضباطا ، فتكف بذلك عن أن تكون أداة توصيل إنساني، أو عقدا اجتماعيا لتصير آلة جهنمية (Machine lnfernale)يرمي بها الشخص في وجه العالم .(82)وهي قصيدة ذات وقع صاعق ، يأتي مرة واحدة ، لا ينمو ولا يتطور ، وهي تتأسس بعيدا عن كل قاعدة قبلية .. وتتيح كل هذه المواصفات لقصيدة النثر أن تبتكر شروطا لم تسبق اليها كالغرائبية والدعابة السوداء والسخرية"(83)

    هذه بايجاز هي الشروط التي انتهت اليها برنار وهي تستقريه التطورات التي شهدتها الشعرية الفرنسية منذ مطلع القرن التاسع عشر. لكن : هل احترم الشعر الفرنسي نفسه ، بعد برنار(1959) هذه الشروط ؟ ولماذا تحمس لها الشعراء العرب الى حد أن صارت مقياسا فتحولت الينبغيات الى شروط قبلية اسقطتهم في نظرة قبلية الى النص ، طالما حاولوا انتقادها:

    تكمن لا علمية الشروط أعلاه في كونها غير مرتبطة بشعرية النص بالضرورة ، فقد يكون في النص ايجاز وتوهج ومجانية ، ولا يكون فيه شعر. وقد يكون في النص دعابة سوداء وسخرية وغرائبية ولا يكون فيه شعر. ويعزز هذا الادعاء أن جل ما كتب تحت يافطة "قصيدة النثر"، في الشعر العربي، خاصة في البدايات الأول ، مجرد، هلوسات تحتمي بفوضويتها و"ثوريتها" فيما هي خالية ، تماما ، من أية نفحة شعرية متذرعة في ذلك بكونها سوريالية ، أو عبثية ، أو دادائية تختار الكتابة الآلية

    وسيله(84) حيث انهالت على الساحه الادبيه العربيه ادبيات الحركات الثورية العالمية وطفا على السطح مفهوم للشعر يرى في العملية كلها رفضا للعالم وقيمه ، وصادف ذلك في العالم العربي أوضاعا سياسية واجتماعية وثقافية ذات قابلية لاستيعاب مثل هذه الدعوات .. تكتب سوزان برنار:

    ( إنها (قصيدة النثر) نوع شعري ولد مم الثورة الرومانسية ، من قوة الرغبة التحررية لهدم البيت الكلاسيكي. تحطي قصيدة النثر في ثناياها، منذ البداية مفهوما فوضويا وشخصا نيا، ومتدفع الحيثيات هذا المفهوم الى التطور أكثر فأكثر.

    الشعراء وجدوا أنفسهم في خضم حضارة ميكانيكية وفي

    عالم ما انفك يتطور، مجبرين على استعمال لغة أكثر فردانية . منذ قرن تقريبا ، نشهد، شعريا احتداما بين النظام والفوضى حيث نرى انجذابا نحو الحقيقة وتقربا منها، مع ابتعاد عن الاجتماعي:

    الشاعر يخوض حربا ضد عالم كريه مرفوض ، فيدفع عنه ، ليس الشكل فقط ، بل حتى المنطق ، أصبح لا يعير اهتماما مهما قل هذا الاهتمام ، لرغبات المتلقي ، منهمكا في اكتشاف عالمه الغريب ، باحثا عن حقيقته الذاتية لا الموضوعية وقصيدة النثر، في فوضويتها العارمة ، إنما تترجم الثورة هذه ، هذه القوة الخالقة التي تدفع نحو ايجاد لفة جديدة ) (85)

    إن قراءة ايقاعية في جسد قصيدة النثر العربية وحدها ستبرهن على أن شعرية النص لا تصنعها الا شعرية النص ، وأن كثيرا من النصوص فيها رفض وعبثية وسريالية وغرائبية وسخرية لكنها ليست شعرا، يرى عبدالقادر الجنابي، وهو ذو ثقافة شعرية سوريالية عالية ، وأحد المدافعين (الأشاوس ) عن قصيدة النثر في نص من "طوق الحمامة " لابن حزم الظاهري قصيدة نثرمة يندر العثور عليها كما يرى في كتابات التوحيدي التي وصفت في أماكن عدة ، بكونها التباشير الأولى لقصيدة النثر في الشعر العربي (86):

    (.. وكنت بين يدي أبي الفتح والدي رحمه الله ، وقد أمرني بكتاب أكتبه ، إذ لمحت عيني جارية كنت أكلف بها، فلم أملك نفسي ورميت الكتاب عن يدي وبادرت نحوها وبهت أبي وظن أنه عرض لي عارض ، ثم راجعني عقلي فمسحت وجهي ثم عدت واعتذرت بأنه غلبني رعاف ).

    لا يخلو هذا المقطع من ابداعية : ابداعية انبثقت أساسا من هذه الهشاشة المذهلة التي يتصف بها الكائن أمام الجمال ، ومن هذا الانخطاف الفجائي الذي يزو بع الانسان ويجعله ضعيفا وقويا في ذات الآن . لكن يصعب جدا اعتبار هذا المقطع قصيدة نثر لأن الجنابي بحث فيه عن شروط موريس شابلان وسوزان بر نار أكثر مما بحث فيه عن الشعرية .

    من هنا نعت كتاب "حرف الحاء" لبدر الديب (1957) -"قصائد نثر" كما نظر الى مجمل ما يكتب الآن عربيا، من نصوص تخترق الحدود الاجناسية المتعارفة باعتبارها قصائد نثر، دون الانتباه الى الفرق الشاسع بين "قصيدة نثر" وقصيدة مكتوبة بالنثر(87).

    لن تترك مهمة تحديد "قصيدة نثر" من أخرى غير "نثرية " لحساسية القاريء وذكائه وحدهما ، لأن الدرس النقدي حول الشعر مطالب بشحذ أدواته لتأسيس خطاب علمي حول هذا النص يكون كفيلا بتوحيد الرؤية اليه وحوله ، وكفيلا بالقبض على الوحدة في الاختلاف ، وحدة الايقاع والشكل والتجربة في اختلاف الممارسة الابداعية .

    أوردنا هذه الملاحظة للاشارة الى ما قد يعترضنا من مشات في تحديد المتن الذي سنتعامل معه فإذا نحن احترمنا الحدود بين هذا الشكل الشعري وذاك ، وأخذنا بالاعتبار ما سعت قصيدة النثر الى انجازه ،وكذا الدوافع العامة التي أفرزتها، فإن الأمانة العلمية تقتضي منا لمبحث عن قصائد نثرية داخل الأعمال الكاملة لكل شاعر على حدة ، إذ يصعب تماما، الحديث عن شاعر اختص في هذا النوع الشعري والتزم بقواعده . نمثل لذلك بأنسي الحاج الذي إن اعتبرنا ديوانيه الأولين "قصائد نثر" فانه يصعب إلصاق ذات الاسم بمجموعاته اللاحقة الا فيما ندر. كما يصعب اعتبار سركون بولص شاعر قصيدة نثر بامتياز، لأن مجموعاته الشعرية التي هي من "الشعر الحر" إنما تخترقها قلة من نصوص نثرية ..

    هكذا وبناء على ما سبق ينبغي التعامل مع قصيدة النثر كظاهرة ، من دون اختيار نماذج درءا لخلط اجناسي نسعي الى تفاديه .


    يتبع
    __________________
    تتنزهُ في ربوعي رابعة
    ابتسام السيد غير متصل
    ابتسام السيد
    عرض الملف الشخصي العام
    البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة ابتسام السيد
    قديم 14-02-2010, 05:09 PM #12
    ابتسام السيد
    مطـــــــــــرية

    صورة عضوية ابتسام السيد

    تاريخ الانضمام: Sep 2008
    محل السكن: ليبيا
    المشاركات: 3,118
    ابتسام السيد is on a distinguished road

    افتراضي
    تتبنى سوزان بر نار دعوة موريس شابلان الى التعامل مع "قصائدالنثر" التي كتبت بنية كونها كذلك ، خشية التكدس والوفرة ، والى اعتبار القصائدالنثرية الفاشلة التي فتبت عن قصيدة واضحة أكثر أهمية من قصائد نثر ناجحة كتبت منغير قصد (88)هذه فكرة وجيهه تنسجم وما سعت بر نار للقيام به وهو التأريخ لقصيدةالنثر الفرنسية وتتبع خطواتها، أكثر من التحليل النصي. لكن هذا البحث الذي يرومالاقتراب من مكامن الايقاع في "قصيدة النثر" سيجافي هذه النظرة كثيرا ، ويسائلالنصوص التي كتبت بنية كونها قصائد نثرية ، شريطة توافرها على ما يجعلها واقعةجمالية . هنا لا مفر من المأزق ، الفصل بين الحكم والوصف ، لأن علم الجمال يستوجبعمليتين : الاختيار والملاحظة . (89)
    الهوامش

    1 - هذه مسألة مشتركة بينجميع الشعريات . إن للشكل الخارجي دورا أوليا في الاخبار عن كون النص شعرا أونثرا

    2- وهذا ما يفسره بوضوع تحمس بعض رواد الشعر التفعيلي لقصيدة `لنثروانفتاحهم عليها، تنظيرا وابداعا.

    3- سوزان برنار - قصيدة النثر من بودليرالى أيامنا الطبعة 1- (1959) ص 20.

    4- بنية الثورات العلمية 143- 144. الطبعة الأولى - الترجمة العربية (سلسلة عالم المعرفة ). عدد 168- ص 143- 144.

    5- لنتأمل النصوص الأولى لقصيدة النثر وكذا الأبيات المرافقة لها. وانظر ، تمثيلا لا حصرا : رفعت سلام - حوار-العالم الثقافي - السبت 24 يونيو 1995السنة .26

    6- أدونيس - الصوفانية والسوريالية - الطبعة الأولى - دار الساقي - لندن - ص 143 - 144.

    7- عكس هذا جليا ، الصراع بين مجلة "الآداب " ذاتالاتجاه القومي و"شعر" حاملة لواء الحداثة وذات الميولات الليبرالية الغربية .

    8- نشير ، ضمن مواقف أخرى الى موقف العقاد، في مصر، من شعر أحمد عبدالمعطيحجازي واختيارنا لموقف العقاد له دلالة لأنه من المدافعين الكبار عن "الحداثةالشعرية " في الثلاثينات والأربعينات ، لكنه سرعان ما انقلب ضدها، وفي هذا مؤشر علىالتسارع الذي أضحت تشهده

    الأشكال الشعرية العربية حتى أن مناصري الحداثةباتوا يتوجسون من جريانها السريع شرا.

    9- يهاجم صبري حافظ أنسي الحاج بشراسةمطالبا باجراء فحص طبي عليه ومتشككا في سلامة عقله ، ويسهل أن نعثر على مثل هذهالمواقف هنا وهناك .

    10 - جان كوهن بنية اللغة الشعرية ترجمة محمد العمريومحمد الولي - دار توبقال - الطبعة الأولى – 1986-ص39 11 - شعر - ع 22 سنة 6ربيع 1962- 128 أخبار وقضايا.

    12- أدونيس - كلام البدايات - الطبعة الأولى دارالآداب - بيروت 1989 - ص 15.

    13 - بورديو - الرمز والسلطة ترجمة عبدالسلامبنعبد العالي - توبقال - المغرب - ص 67.

    14- محمد الأسعد - بحثا عن الحداثة 64- 65 الطبعة الأولى .

    15 - دون أن يعني ذلك أن قراءتنا لقصيدة النثر ستكونبالمقارنة بينها وبين شعر التفعيلة أو القصيدة التقليدية .

    16 - هذا مشتركبين جميع الشعريات - انظر ميشونيك - نقد الايقاع - الطبعة الأولى ص 593.

    17 - شعر - ع 22 - سنة 6- ربيع 1962- 130 - 131 (أخبار وقضايا).

    18 - عبدالفتاحاسماعيل - مواقف 37/ 38 ربيع وصيف 1980 (حوار أجراه أدونيس والخطيبي ) .

    19 - القاموس المحيط - مادة ق . ص .د

    20- أمين الريحاني - عن الحداثة الأولىلمحمد جمال باروت الطبعة الأولى - ص 142.

    21- محمد الأسعد بحثا عن الحداثة ص 11- 14 .

    22- لويس شيخو - الطبعة الأولى - ص 41 .

    23 - أنيس المقدسي - الاتجاهات الأدبية في العالم العربي الحديث - ط 2- 1960 ص 19أ - 420.

    24- برنار- 426.

    25- ميخائيل نعيمة - جبران في آثاره العربية - المجوعة ص 19 .

    26 - س موريه - حركات التجديد في موسيقى الشعر العربي الحديث -

    ترجمة سعد مملوح - الطبعة الأولى القاهرة ( 1969) ص 23.

    27- نفسه - 59.

    28- نفسه13.

    29- نازك الملائكة 157 ظاهرة الشعر المعاصر - الطبعة 3- ص

    30- س - موريه - ص 84.

    31- جبرا ابراهيم جبرا عن الحداثةالأولى . 2

    32 - نازك الملائكة - ص 177.

    33- انظر تفاصيل ذلك فيخيربك – حركة الحداثة في الشعر العربي الحديث - ط 1- 1982 .

    34- شعر ع 22سنة 6ربيع 62- 132.

    35- سركون بولص - نزوى ع 6- ابريل 1996- 188.

    36- محمد شكري عياد - المذاهب الأدبية والنقدية عند العرب والغربيين

    (سلسلة عالمالمعرفة ) الطبعة الأولى - ص 78.

    37- نفسه 97.

    38- نفسه - 60.

    39- برنار – 439-0 44.

    40 - أدرنيس - زمن الشعر - الطبعة الخامسة - (1986) دار الفكر - ص 258.

    41 - برنار 08 4.

    42 - على جعفر العلاق - في حداثة النص الشعري - الطبعة الأولى – دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 1990 ص 154.

    43 - إدرار الخراط - الكتابة عبر ازعية - الطبعة الأولى ص 73. 44 44- شعر - س 2- ع 6- 152- اخبار وقضايا.

    45 - محمد جمال باروت - الحدات الأولىالطبعة الأولى ص 224.

    46 - سامي مهدي - حداثة النمط . الطبعة الأولى ص 14 1.

    47 - جان كوهن25.

    48 - بر نار - 771.

    49 - نفسه - 468.

    50 - نفسه - 468.

    51- سعيد الغانمي - 67.

    52 - ياكوبسون - قضايا الشعرية - ترجمة محمد الولي ومبارك حنون

    - دار توبقال - الطبعةالأولى 1988- ص 26.

    53 - نازك الملائكة - 13 2.

    54- أدونيس - ها أنتأيها الوقت - 90.

    55 - شعر - ع 22 سنة 6ربيع 1962- 130- 131(أخباروقضايا).

    56 - حاتم المكر - ما لا تؤديه الصفة - مجلة "المربد " 1989 - بغداد ص 17.

    57- نفسه 20-21.

    58- عن برنار - 770.

    59- نفسه - 770.

    60- نفسه 44.

    61- أنسي الحاج - لن - المؤسسة الجامعية للدراساتوالنشر والتوزيع

    - الطبعة الثانية - 1982- ص 62.

    62- كمالخيريك

    63- بر نار 11،

    64- سامي مهدي - 131 ،

    65- السعيدالورقي - 262.

    66- أحمد بسام الساعي - الأقلاع - 122.

    67- برنار - 14.

    68- شربل داغر - الشعرية الحربية الحديثة - تحليل نصي - دار توبقالالطبعة الأول - 6988 - 64.

    69- نفسه - 64.

    70- بر نار 465.

    71- ابن منظور - لسان العرب .

    72- عن علي جعفر العلاق - 679.

    73- نفسه - 139.

    74- كمال خيريك –265.

    75- أدونيس - صدمةالحداثة - 207.

    76- أدونيس - ها أنت أيها الوقت - 669- 670.

    77- أنسيالحاج 14.

    78- دومينيك كومب – 94jose corte ,(pceie et Recit)

    باريس - الطبعة الأولى 6989 ص 94.

    79- برنار - عن حاتم الصكر - ما لا تؤديه الصفة - 71.

    80- برنار - 15.

    86- نفسه - 15.

    82- نفسه 446.

    83- نفسه - 437.

    84- مثالا على ذلك نورد هذا المتع لكامل زهيريوهو من جماعة "الفن

    والحرية " : لايناع رجل على كرسيين وفمه في أبعد محيط / في الحلقوم

    مسرح / في المسرح نهر/ القلق بن القلق / الضحك بن الضحكبن

    الضحك بن الضحك / كالشعر في الماء أحس الوحدة / من يد جديدةتمر

    على الوجه المتعب / الأبيض أمام الأبيض أمام الأبيني / شديدكأبيضان

    كالسيف / أحبك / أضحك / . ..) عن : عصام محفوظ - السوريالية

    وتفاعلاتها العربية - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - الطبعةالأولى 1987 ص 51.

    85- برنار 464.

    86-عبدالقادر الجنابي - رسالةأدونيس - الطبعة الأولى - دار الجديد - بيروت ص 91- 52.

    87- برنار 428.

    88- نفسه - 13.

    89- جان كومن -19.


    محمد الصالحي (كاتب وناقد من المغرب)


    __________________
    تتنزهُ في ربوعي رابعة
    ابتسام السيد غير متصل
    ابتسام السيد
    عرض الملف الشخصي العام
    البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة ابتسام السيد
    قديم 14-02-2010, 05:10 PM #13
    ابتسام السيد
    مطـــــــــــرية

    صورة عضوية ابتسام السيد

    تاريخ الانضمام: Sep 2008
    محل السكن: ليبيا
    المشاركات: 3,118
    ابتسام السيد is on a distinguished road

    افتراضي
    شريف رزق (شاعر من مصر)

    المهاد التاريخي( لمفاهيم النظرية للانواع الشعرية في شعر ما خارج الوزنك قصيدة الشعر الحر)

    إن الحديث عن (شعرالنثر) يقودنا الى علاقة (الشعر) بل (النثر) هذه العلاقة التي تنامت وتفاعلت عبر الزمن، في عدة تجليات ولدت -أثناء ذلك - أشكالا إبداعية عديدة، حتى وصلت - في النهاية - الى نقطة تقاطع المجريين الأدبيين: (الشعر) و(النثر)، لنتحدث عن (قصيدة) (نثر)، من هذا المنظور، فـ(قصيدة النثر) ليست طفرة مباغتة. ونحن لا ننكر دور المثقافة في وعي رواد هذا الشعر،كما أنه من العسير كذلك، تجاهل المراحل المتوالية لعلاقة (الشعر) بـ(النثر) منذ القرن الرابع الهجري وحتى أواخر القرن الرابع عشر، التي أثمرت، في النهاية، ذلك النوع الشعري المثير: (قصيدة النثر).

    تعتبر (قصيدة النثر)، في الوقت الحالي النوع الشعري الأكثر إثارة حول طبيعته وهويته، وتكاد النظرة العامة لمنتج هذا الشكل الشعري تتفق في مرجعيتها الغربية نحوه، وبالتالي تبدو هذه القصيدة، في سياق الحركة الشعرية العربية، هكذا كمثل ورم شعري خبيث اعترى الجسد الشعري، في نهاية المطاف، وقد واكب حضور (قصيدة النثر) متابعات نقدية عديدة، لا ترقى، للآن، الى الدور النقدي، المنوط بهذه الحركة الأخيرة، فلا تشتبك مع هوية هذه القصيدة واجراءاتها الخاصة وطبيعتها المغايرة، وانما تأخذ طابع الحماسة للتجربة او ضدها في أحيان كثيرة، وتتحدث عن ممارسات النص ولا تشتبك بلحميته وأنسجته الخاصة، بل لم تقدم دراسة جادة للجذور المؤسسة لـ(قصيدة النثر) في التراث العربي، وهو عامر بأشكال عدة، نتجت عن العلاقة الديناميكية لـ(الشعر) بـ(النثر)، كما فعلت سوزان بيرنار، في أطروحتها: (قصيدة النثر: من بودلير الى أيامنا) -باريس- 1958، ونحن إذ ننظر الى هذا التجلي الشعري الزاخم، في ارض جديدة سننظر للتجربة في سياقها العربي مع إقرارنا بتفاعل تجربتنا مع المتجليات الشعرية الغربية في هذا الشكل خاصة لدى الرواد العرب، ولذا نشير الى مراحل مؤسسة لها، في المشهد الأدبي العربي، عبر القرون العشرة الهجرية الماضية، لنجتلي مراحل العلاقة التاريخية بين (الشعر) و(النثر) في أطوارها العربية المتعددة، سنرى أمثلة تاريخية بادهة ترتكز على المشاهد الجمالية المتعددة لمتجليات هذه العلاقة، تشي ببروز الخاصية الشعرية لنصوص تقع في مناطق بين (الشعر) و(النثر)، بدرجات متعددة وأشكال مختلفة عبر مجموعة حلقات قربت العلاقة والحدود بين (الشعر) و(النثر)، ولن نضيف منا المزيد من المصطحات ولكننا سنختار من بينها الأكثر دقة ودلالة وتعبيرا عن حقيقة النوع الشعري، وندفع به في سياقه الحقيقي، لنؤكد أن (قصيدة النثر)، لم تكن نزوة شعرية طارئة للفعل الشعري العربي، رغم كونها بهذا التجلي الأخير، منقطعة عن مجرى الشعر العربي المعروف منذ القدم، وسننطق هنا من أهمية الوعي التاريخي بالعلاقة الجدلية القديمة، بتجلياتها المختلفة بين (الشعر) و(النثر) والتي اقتربت كثيرا من شكل (قصيدة النثر)، واذا كان الانطلاق الأخير لـ(قصيدة النثر) استجابة لرياح غربية، في المنظور الشعري الريادي أو تحت تأثير شكل القصيدة المترجمة للعربية وانطوائها على (الشعر) رغم تحللها من (العروض)، فإن علينا عدم تجاهل الجذور المؤسسة لها، في الكتابة العربية، وهو ما يعنينا هنا، يقول أدونيسى: (ولعلنا نعرف جميعا أن (قصيدة النشر) – وهو مصطلح أطلقناه في مجلة «شعر» - إنما هي كنوع أدبي شعري، نتيجة لتطور تعبيري في الكتابة الأدبية الأمريكية، ولهذا فإن كتابة قصيدة نثر عربية اصيلة يفترض، بل يحتم الانطلاق من فهم التراث العربي الكتابي، واستيعابا بشكل عميق وشامل، ويحتم من ثم تجديد النظرة اليه وتأصيله في أعماق

    خبرتنا الكتابية اللغوية، وفي ثقافتنا الحاضرة) (1). وبالتالي فالبحث عن جذور لـ(قصيدة النثر) في الأرض العربية هو بحث عن هوية خاصة لهذا النوع الشعري الجديد، في شعرنا العربي تؤصله، وتحدد مساراته، وتكشف عن حركات المخاض الثوري المتوالية وعن إمكانات لغتنا الشعرية، يقول أدونيس: (إن حداثة الشعر العربي لا يصح أن تبحث إلا استنادا الى اللغة العربية ذاتها والى شعريتها وخصائصها الايقاعية التشكيلية، والى العالم الشعري الذي نتج عنها وعبقريتها الخاصة هذا كله) (2)، وبجانب الكشف عن مسار تآلف (الشعر) و(النثر) وتعقب العلاقة بينهما، وتطور مراحلها – يهدف البحث الى تصنيف المنجز الشعري في شعر النثر، وتصحيح مغالطات أزلية أحاطت بالظاهرة منذ بروز ظاهرة (شعر النثر) بجانب ظاهرة (شعر التفعيلة) منذ نصف قرن، ولابد من الاشارة الى النماذج المؤسسة لها عبر العصور، في مراحل منفصلة، ولكنها مترتبة ومتواصلة داخليا، كما ذكرنا، للوصول الى أن (قصيدة النثر) ليست نتوءا شعريا طارئا، ولا هي نزوة شعرية عابرة، أو ورما شعريا عارضا، وبهذا سنضع حدا لخلط الأجناس الذي يضم مجموعة أجناس تحت مسمى (قصيدة النثر)، ومنها شعر منثور / نثيرة / نثر شعري / نثر فني / نثر مشعر/ بيت منثور….. وسنضع كل مصطلح في مكانه الصحيح، دون أن نضيف الى الزحام الاصطلاحي المزيد مع التأكيد على أهمية وضع المصطلح المناسب في مكانه، وأهمية تحديد المفهوم، كأول الطرق للوصول الى الهوية الابداعية الحقة، ولن نضيف مزيدا من الاصطلاحات. ونشير في البداية الى ظاهرة (النثر الفني) في القرن الرابع الهجري، التي نرى أنها المحطة الأول الحقيقية لالتقاء (الشعر) بـ(النثر) وايجاد نوع ابداعي معادل لقصيدة الشعر، في ظاهرة الكتابة الابداعية العربية، نوع ثالث يمتح من (الشعر) ومن (النثر) معا ويستقل بذاته، في المشهد الابداعي نسيجا يجسد شعريته اللغوية الخاصة، ظهر هذا في القرن الرابع لدى ابن العميد والصاحب بن عباد وبديع الزمان الهمذاني مبتكر فن (المقامة) وأبي إسحاق الصابي وأبي العباس أحمد بن ابراهيم الضبي، وأبي عامر بن شهيد وأبي بكر الخوارزمي وقابـوس بن وكشير (3) ومن بعد هؤلاء الحريري وآخرون، ولا يتبدى من قبل هؤلاء، وغيرهم من شغلته (شعرية نثرية) مثل الجاحظ، في القرن الثاني الهجري، حيث أولى الايقاع دورا أساسيا في كتاباته الخصيبة وقد عاش (النثر الفني) كشكل أدبي خاص – في الرسائل الديوانية والرسائل الاخوانية ثم دخل في بناء جديد، هو (المقامة) واستمر حتى مطلع هذا القرن لدى المويلحي، في (حديث عيسى بن هشام) ولدى أحمد شوقي في (أسواق الذهب) وبالتالي فقد عاش هذا الشكل عمرا مديدا، واتسم بما يلي: الحرص على تأنق العبارة، والنزوع الى الاطناب، والاكثار من الجمل المترادفة، التزام السجع بحيث لا يخلو نص منه، والحفاظ على التوازن الصوتي عن طريق المزاوجة. الزخم البديعي والاحتشاد اللغوي والوشي البياني الباذخ.


    يتبع-






    __________________
    تتنزهُ في ربوعي رابعة
    ابتسام السيد غير متصل
    ابتسام السيد
    عرض الملف الشخصي العام
    البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة ابتسام السيد
    قديم 14-02-2010, 05:10 PM #14
    ابتسام السيد
    مطـــــــــــرية

    صورة عضوية ابتسام السيد

    تاريخ الانضمام: Sep 2008
    محل السكن: ليبيا
    المشاركات: 3,118
    ابتسام السيد is on a distinguished road

    افتراضي
    نشير كذلك الى حركة مجاورة لـ(النثر الفني)، ولكنها عاشت مهمشة ومنعزلة على أهميتها الابداعية، وهي حركة (النثر الشعري الصوفي) حينئذ، التي ظهرت كحالات فردية منشقة ومتوهجة في عزلتها والتي تشكل الوجه الآخر، الباطني، لحركة (النثر الفني)، وهو الانبثاق الحداثي الحقيقي لعلاقة (الشعر) بـ(النثر) في شكل أكثر تعقيدا، في طواسين الخلاج، ومواقف النفري، ومخاطباته والاشارات الالهية للتوحيدي، حيث نشهد ثورة باللغة على اللغة لتأسيس مشهد جديد، يكشف عن تجارب روحية هادرة تنزع للتحرر.

    ونشهد، في بداية هذا القرن تداخل (الشعر) و(النثر) مرة اخرى، في علاقة جديدة، وذلك في تجارب (النثر الشعري الرومانسي) خاصة لدى: جبران خليل جبران وأمين الريحاني والرافعي، وأحيانا كثيرة لدى المنفلوطي والزيات وطه حسين، وقد وشت هذه التجارب بالرغبة في الخروج الى شكل شعري أكثر حرية من حدود (البيت) وسلطانه ويقدم ما ينوى البيت دونه من تجارب متدفقة حرة. وقد نتح عن مرحلة (النثر الشعري الرومانسي) في نهاياتها انبثاق شكل أقرب الى شكل القصيدة الحرة، وهو شكل شديد الأوامر بـ(النثر الشعري…)، ذلك هو (الشعر المنثور) الذي ينزع الى خاصية (الشعر) لا في شكلا الظاهري فقط، وانما في نظامه الايقاعي الداخلي والخارجي وما يفرضه هذا النظام من هيمنة على البناء النحوي الخاص بشعرية نصه، وقد وجدنا بداية ذلك مرثية خليل مطران التي أنشدها في حفلة تأبين الشيخ ابراهيم اليازجي، بعنوان (شعر منثور) 1906، وما كتبه أمين الريحاني اعتبارا من سنة 1907، ثم ما كتبه جبران، ويأتي راهب لهذا الشكل دأب على الابداع فيه والتنظير له، هذا هو حسين عفيف الشاعر الوحيد في جماعة (أبوللو)، الذي لم (يكتب) سوى (الشعر المنشور)، وأصدر فيه أحد عشر ديوانا منها: (مفاجأة) 1934- (وحيد) 1938- (الزنبقة) 1938- (البلبل) 1939… ولم يقتصر دوره على ابداعه فقط، بل امتد كذلك ليشمل التنظير له، ووضع المفاهيم الجمالية الممهدة لاستقباله استقبالا طبيعيا وخاصا. إثر هذا، ستتبدى لنا الحلقة المفقودة في مسيرة قصيدة النثر في الشعر العربي وهي الحلقة التي تضم أعضاء جماعة (الفن والحرية) بمصر في أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات، وهم أول من كتب (قصيدة نثر) Prose Pem” " وهي (القصيدة) المكتوبة نثرا في تدفق متواصل وغير مقطع، وهم كذلك أول من كتب قصيدة (الشعر الحر)Free Verse” " بالمعنى (الدولي) لهذا الشعر، في نماذج دادائية وسيريالية مبكرة تتوازى وتتآمر مع المنتج الشعري الفرنسي في شعر النثر، في شكليه البارزين: (الشعر الحر) و(قصيدة النثر) وكان قائد هذه الحلقة جورج حنين 1914 - 1972 معروفا من لدن السيرياليين العالميين،وكان بريتون قائد التوجه السيريالي ومحركه الدولي، يرى في جورج معتمده في مصر، والمؤكد ان السبب في تهميش دور جورج حنين يرجع الى طليعيته الحادة المباغتة للمرحلة وانه كتب جل شعره بالفرنسية ولابد من الاشارة الى حجم وقيمة الطفرة التي قدمها جورج حنين وكامل زهيري في القصيدة الحرة السيريالية العربية، ومن خارج هذه الجماعة كان لويس عوض، يكتب (الشعر الحر) برؤاه الغربية، ونحن نرى في ذلك المنتج، من الجدة ما يتجاوز معظم ما ينجز الآن طلبية وتحديثا، وبعد سنوات قليلة تبدى الشعر الحر مرة أخرى ولكن في بيروت في عمل توفيق صايغ ثم بعد عدة سنوات في تجمع مجلة (شعر)، وهو ما ظل يتوالى، ويكتسب مواقع كل يوم، حتى صار في النهاية جنسا شعريا ثالثا مجاورا للقصيدة البيتية المقفاة ولقصيدة التفعيلة، ثم جاءت (قصيدة النثر) الجنس الشعري الرابع والشكل الشعري الأحدث، وهكذا يمكننا رؤية المسار الشعري لـ(شعر النثر) في حلقاته المختلفة – في هذا الشكل:

    (1)


    (2)


    (3)


    (4)


    (5)


    (6)


    (7)


    (Cool

    ويكشف لنا هذا الشكل عن تواصل هذه الحلقات، فالحلقة الأول تتماس مع الحلقة الثانية، ولا تتقاطع معها، ولا تتصل بها، بينما متقاطع وتتكامل وتتداخل الحلقات (الثانية والثالثة والرابعة) فتؤدي الثانية الى الثالثة وتختلط بها كذلك الثالثة مع الرابعة، وتكون الحلقة الخامسة بداية جديدة لحركا النص تتماس مع ما قبلها وتكون بداية جديدة لحركة النص وتأسيسا يكمل المجرى ويشق أرضا جديدة.

    يتبع-

    __________________
    تتنزهُ في ربوعي رابعة
    ابتسام السيد غير متصل
    ابتسام السيد
    عرض الملف الشخصي العام
    البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة ابتسام السيد
    قديم 14-02-2010, 05:11 PM #15
    ابتسام السيد
    مطـــــــــــرية

    صورة عضوية ابتسام السيد

    تاريخ الانضمام: Sep 2008
    محل السكن: ليبيا
    المشاركات: 3,118
    ابتسام السيد is on a distinguished road

    افتراضي
    هي مراحل أساسية في طريق التقاء (الشعر) بـ(النثر) أثمرت كل مرحلة عن تأسيس شكل خاص، وتنامت الأشكال، مع استقلال كل شكل حتى وصلت في النهاية، الى تشكيل (قصيدة) من مادة النثر الخام. فهل يكون هذا التصور دعوة لنا لاستثمار تاريخية هذه العلاقة الديناميكية بين قطبي عملية الأدب: (الشعر)و (النثر) في تجلياتها العديدة ومراحلها المبدعة المتميزة ؟ وهل يكون محفزا للوعي بعروبة شعر النثر العربي؟ ولا يزيد هكذا أن نصل الى أن (الشعر)عاش في قلق طويل، يتنقل ويتنقل حتى وصل الى منطقة (شعر النثر) الواهنة في (قصيدة الشعر الحر) و(قصيدة النثر)، وانما نعني أن تنامي العلاقة بين (الشعر) و(النثر) قد وصل في النهاية الى تشكل جنسين شعريين جديدين. إن (شعر النثر) إذن هو شعر مقابل، ومواز لشعر الوزن، وليس امتدادا طبيعيا له، أو نتاجا لتطوره المتوالي، وحينما نصل الى الاقرار بوجود منطقة أصبحت معلومة لدينا، للدلالة على (قصائد) عادتها الخام (نثر) كامل، سنكون قد وصلنا الى المرحلة التي يتناوب فيها (الشعر) في (النثر) و(النثر) في الشعر، وسيكون العصب الشعري قائما في الكيان النثري، وفاعلا فيه، وستواجهنا مقولة مالارميه: (مسعيان اثنان يخصان عصرنا، وعزيزان عليه: الشعر الحر، وقصيدة النثر) (4).

    الشعر الحر: Free Verse

    لم تجيء الدعوة لـ(لشعر الحر) مع مجلة (شعر) اللبنانية، في أواخر الخمسينات وبداية الستينات، كما يردد الكثيرون، فنحن نقرأ في مجلة أبوللو، عدد نوفمبر 1932 ص 231 للمحرر: (إنما يرجو تقديرنا للشعر الحر (Free Verse) الى سنوات مضت.. وفي اعتقادنا أن الشعر العربي أحوج ما يكون الآن الى الشعر الحر والى الشعر المرسل: (blank Verse) إذا أردنا أن ننهض به نهضة حقيقية)، هذا يدل على أن الدعوة الى الشعر الحر، قد سبقت عقد الثلاثينات، وربما يكون التحقق الممثل لطبيعة هذا الشعر أمامنا واضحا في جماعة الفن والحرية بمصر، في أوافي الثلاثينات وبداية الأربعينات لدى جورج حنين وبعض رفاقا، كان هذا المنجز هو أول مسعى يتحقق للوصول الى (قصيدة) خارج الوزن، في الشعر العربي، و(الشر الحر) هو الانبجاس الأول لشعر النثر، في الشعر العربي وأغلب ما يدرج تحت مسمى (قصيدة نثر) هو في الأساس (شعر حر)، إذ أن الشعر الحر (Free Verse) بالمفهوم الانجلوسكسوني هو الشعر الغالي من الوزن والقافية، أو فلنقل هو شعر ما بعد الوزن، وهو ما كتبه الشاعر الأمريكي والت وايتمان (1819- 1892) في الانجليزية، (5) وتبعه آخرون، في أمم عديدة، فهو نوع شعري تعرفه اللغات الأخرى، كتبه في الشعر العربي، جورج منين، ذلك الشاعر المصري السيريالي الذي كتب له اندريه بريتون في رسالة بتاريخ 18 من ابريل 1936: لم يبدو لي أن الشيطان له جناح هنا، والآخر في مصر) (6)، حيث نجد له في مجلة (التطوع) قصيدتين في عام 1940 هما: انتحار مؤقت - واقبال، ويرجع السبب الى تهميش دوره الى هامشية حركة (الفن والحرية) في المشهد الابداعي بسبب ارتفاعها بعيدا عن الذائقة الرجعية أو الذاكرة الرومانسية السطحية الهشة فظلت هذه الجماعة في دائرة مغلقة تمارس إنجازها المفارق، متكئة على ثقافة ثورية رفيعة ووعي نخبوي مارق، فظلت تطلق حممها في فضاء مغلق وتبدت بجلاء: طلقات عارمة


    يتبع
    __________________
    تتنزهُ في ربوعي رابعة

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 4:42 pm