خنساء محبة السماء الإثنين أكتوبر 18, 2010 12:50 pmشروط الباحث العلمي:
1- الثقافة النفسية:
لابد أن يدرس الباحث التراث العلمي في تخصصه لأنه لا يعقل أن يدرس اضطراب السلوك عند العصابي إذا كان لا يعرف نظريات الشخصية ونظريات العصاب وعلم النفس المرضي والمنهجية في علم النفس العيادي، ولا يتوقع أن تثمر جهود الباحث في دراسة الإحباط أو العدوانية إذا كان يجهل النظريات المتعلقة بذلك.
إن الثقافة النفسية عملية مستمرة تبدأ مع أول دخول إلى الجامعة وتستمر في حياة الباحث مادام هو مستمر في البحث.
2- الصبر على البحث ومشاقه:
إن اكتساب القدرة على البحث وتقنياته ليست عملية فجائية أو ظرفية بل هي منظمة ومخطط لها ودائمة، وعلى الباحث أن يتدرج في اكتسابه لمنهجية البحث وأن لا يتسرع. وأن يكون تدرجه خطوة خطوة فيبدأ مثلا من التعرف على أهم مفاهيم البحث وأهم العلماء ونظرياتهم ومنهجيتهم وأن يعرف فيما بعد كيف يقارن ويحلل ويركب ويدرس الإحصاء واستعماله في البحث…. الخ. وعلى الباحث أن يعلم أن إتقان البحث يتطلب منه البدء من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المعقد (المركب) ومن الظاهر إلى الضمني ومن المتفق عليه إلى المختلف فيه ومن العام إلى الخاص ومن الجلّي إلى الغامض ومن القديم إلى الجديد.
3- الموضوعيــة:
على الباحث أن يكون موضوعيا في طروحاته وتحليلاته ولا يصبغ البحث بأفكار ذاتية أو أفكار مسبقة لا تستند إلى العلم وفتوحاته، ويحاول قدر الإمكان الاستشهاد بآراء وأقوال العلماء.
4- الأمانـة العلميـة:
على الباحث أن يحترم نتائج الآخرين وأفكارهم ولهذا يجتهد قدر الإمكان في الإشارة إلى اقتباسه منهم لأن من حق الباحث على الباحث أن يشار إلى فكره وعلمه والباحث الذي يفتقر إلى الأمانة العلمية يسرق أفكار الآخرين ويزعم أنها من إبداعه.
5- الإبداع والذكاء وسعة الأفق:
لا ينجح الباحث إلا إذا كانت عنده موهبة الإبداع والخلق وتوليد الأفكار،فقد يتدرج في المراتب العلمية ليصبح أستاذا لكنه لا يستطيع إبداع فكرة واحدة جديدة أو متجددة ويساعده في ذلك ذكاءه وحدسه وسرعة بديهته،وهذه الملكات تكتسب بالقراءة والمطالعة وتطوير تقنيات الفهم والتحليل والمقارنة والتركيب وكذلك تعلم أسرار الكتابة والأسلوب العلمي والدقة في عرض الأفكار.
صفة أخرى لابد من توفرها عند الباحث وهي سعة الأفق ويقصد به تقبل فكر الآخر وعدم التحجر والتصلب على فكرة واحدة اكتف بقراءتها وحفظها على عجل ثم كذب وخطأ كل الأفكار الأخرى مهما كانت أهميتها وصحتها وهذا يسمى أيضا “ضيق الأفق“.
6-التنظيم والدقــة:
على الباحث أن يكون دقيقا في كلامه، فلا إسهاب ولا حشو بل يكتفي بجمل قصيرة مفهومة واضحة وبدون غموض ويقع الباحث في مشكل“عدم الدقة” عندما يغامر في ميدان لا يملك أدواته،فقد يتكلم عن السلوكية بمصطلحات التحليل النفسي أو عن التحليل النفسي بمصطلحات معرفية
ويتصف الباحث بالدقة عندما يتقن موضوع الدراسة فيتعرف على المفاهيم ويحسن اختيارها ونتقي المصطلح الأكثر دلالة والذي يفي بالمعنى.
وأما التنظيم فهو أن يحسن الباحث عرض بحثه بمختلف مراحله فلا يخلط بينها ولا يوزعها بعشوائية (فوضى) بل يرتبها ترتيبا منطقيا، وليس معقولا أن يبدأ الباحث بنتائج بحثه قبل التعريف بإشكاليته أو يحلل نتائجه قبل عرض مفاهيمه.
إن الكثير من الباحثين الجدد يقومون بدراسات جيدة لكن عرضهم للنتائج يتم بشكل خاطئ وفوضى وغير منظم فيفسد عليهم هذا عملهم وجهدهم.
7- التفكير النقدي والمبدع (المجدد)
لابد أن يتوفر الباحث على تفكير نقدي ومبدع ويعرض كل من “”كارول واد و كارول طافريس“” ثمانية خطوط أساسية تساعد على اكتساب تفكير نقدي ومبدع وهي:
- كن فضوليا، اطرح الأسئلة.
- حدد كلماتك: صغ أسئلتك في كلمات واضحة ودقيقة وتفادي الكلمات الغامضة.
- فحص الأدلة : لا تقبل بنتيجة دون برهنة (تفادي الكسل الذهني ).
- تحليل الافتراضات والحكام المسبقة .
- تفادي الاستدلال الممزوج بالعاطفة: “مادام أنني فكرت بهذا الشكل، فهو قطعا صحيح“.
- عدم التطرف في التبسيط : أبيض أو أسود.
- تقييم التفسيرات الأخرى: دراسة كل التفسيرات الممكنة.
- تقبل عدم اليقين : الباحث لا يستطيع الإجابة على كل التساؤلات والمفارقات .
8- الحفاظ على مستوى عـال:
على الباحث أن يسلم بالجديد في تخصصه وأن يقرأ باستمرار قراءة علمية (تلخيص، ترجمة، كتابة، مقارنة،…. الخ) وليس مجرد تصفح للكتب…. الخ.
وعليه أن يحافظ على مستوى عال في البحوث حتى تكون لها الفائدة المرجوة.
9- مسؤولية الباحث أمام العلم:
على الباحث أن يقدم نتائج أبحاثه كما هي فلا يزيف في نتائجها لأن هذا لا يخدم العلم بل بالعكس إذ يزود هذا الأخير (العلم) بمعلومات خاطئة وزائفة، على الباحث أن يغلب إلتزامه وصدقه على حاجاته الشخصية نشر بحوث مقنعة، تأكيد نظيرة (فرضية) شخصية.
وعلى الباحث أن يلتزم ويتعهد بنشر نتائج بحثه بكيفية صحيحة وأن لا يحذف منها ما لا يتفق مع نظريته أو تنبؤه، كما يجب عليه أن يقبل بالتفسيرات المغايرة لتفسيره.
10- احترام أخلاقيات البحث:
الباحث الذي يحترم أخلاقيات البحث هو الذي يكون صادقا وملتزما ومسئولا (أي يحترم خطوات البحث ولا يزيف). إن تزييف النتائج هو مشكل أخلاقي كبير.
ويرى د. كون أن على الباحث أن يمتنع عن ثلاث تصرفات في البحث وهي:
- مخادعة المبحوث وذلك بإخفاء النوايا الحقيقية له.
- عدم التدخل في الحياة الشخصية للمبحوث ونعني أنه على الباحث أن يعرف الحدود التي ينبغي له عدم تجاوزها لما يسأل عن الحياة الشخصية (الزوجية مثلا) للمبحوثين.
- عدم الإضرار النفسي و/أو الجسدي بالمبحوثين واحترام حقوقهم كبشر.
11- امتلاك نصيب من القيم والأخلاق.
لابد أن يكون الأستاذ قدوة للآخرين فيحرس على “الأمانة، وإتقان العمل، والحرص على مشاركة الطلاب مشكلاتهم العلمية والاجتماعية وتشجيعهم“.
12- مبدأ الشك:
على الباحث أن يعي أن البحوث والدراسات والنظريات التي وضعها العلماء هي اجتهاد منهم وأنهم قد يصيبون وقد يخطئون، فبحوثهم ليست صحيحة 100% وأنها نسبية فما هو مقبول اليوم قد يصبح مهمل في المستقبل، إن العلم يتقدم وما كان ليتقدم لو بقي الناس متشبثين بالقديم.إن القديم قد يكون الأساس للجديد لكنه ليس نافيا له، فالمحلل النفسي الذي يعيش الألفية الثالثة يمكنه أن يبدع ويفكر في أشياء جديدة لم يفكر فيها المحلل النفسي الذي عاش الألفية الثانية.وبالمختصر على الباحث أن يتعلم أن يقول “نعم”و“لا” ولا يتقبل كل شيء دون تمحيص وفرز وترتيب.
13- عنصر الاجتهـاد:
هذه درجة سامية يصل إليها الباحث وهي لما يصبح بمقدوره أن يميز بين مختلف الآراء السائدة وأن يختار رأي معين ويتحمل مسؤولية اختياره ويدافع عن هذا الاختيار وأن لا يتأرجح في اتجاهاته واختياراته. وإلى جانب هذه العناصر الاثنتي عشره يمكن أن نضيف العناصر الآتية:
14- الاستقلاليــة.
15- تذوق النصوص.
16- القدرة على المطالعة والتكوين المستمر.
17- إتقان أكثر من لغـة.
18- الإطلاع على الميادين الأخرى.
19- الإطلاع على ثقافة الآخرين (سفرا أو إبحارا أو قراءة)
20- صفات شخصية:الصمت و الهدوء و التريث و اليقين
