منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    ظاهرة التضاد الدلالي في القرآن الكريم وأثرها في المعنى

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    ظاهرة التضاد الدلالي في القرآن الكريم وأثرها في المعنى Empty ظاهرة التضاد الدلالي في القرآن الكريم وأثرها في المعنى

    مُساهمة   الإثنين نوفمبر 29, 2010 8:58 am

    [center]ظاهرة التضاد الدلالي في القرآن الكريم وأثرها في المعنى
    اللسانيات - الدلالة والبراجماتية
    السبت, 05 يونيو 2010 17:33

    ظاهرة التضاد الدلالي في القرآن الكريم

    وأثرها في المعنى

    د. حسين حامد الصالح

    أستاذ الدراسات اللغوية المشارك ورئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية بجامعة صنعاء

    أولاً: مفهوم التضاد في اللغة:

    التضاد أن يطلق اللفظ الواحد على المعنى وضدِّه(1). وهو فرع من المشترك اللفظي أي اللفظ الذي له أكثر من دلالة(2)، غير أنَّ اللفظ من الأضداد له معنيان أحدهما نقيض الآخر، أي أنَّ الاختلاف بينهما اختلاف تضاد لا اختلاف تنوع وتغاير كما هي الحال في المشترك اللفظي(3).

    قال أحمد ابن فارس (ت395هـ): "ومن سنن العرب في الأسماء أنْ يسمُّوا المتضادَّين باسم واحد، نحو (الجون) للأسود و(الجون) للأبيض.

    وأنكر ناس هذا المذهب، وأنَّ العرب تأتي باسم لشيء وضدِّه. وهذا ليس بشيء، وذلك أنَّ الذين رَوَوا أنَّ العرب تسمي السيف مهنَّداً والفرس طِرْفَا، هم الذين رَوَوا أنَّ العرب تُسمِّي المتضادَّين باسم واحد "(4).

    ثانياً: الاختلاف في وجود ظاهرة التضاد في العربية:

    وقد اختلف اللغويون القدامى في وجود ظاهرة التضاد في العربية، ورأوا أنه لا يعقل أن يُطلق اللفظ على المعنى وضده، ولأجل ذلك فقد انقسموا على قسمين منهم من يرى وقوعها في كلام العرب، ومنهم من أنكرها، كما أشار إلى ذلك ابن فارس.

    فممن أنكر الأضداد ابن درستويه عبد الله بن جعفر (ت347هـ) الذي أنكر المشترك اللفظي أيضاً، أي تعدد الدلالات للفظ الواحد، وقد ألَّف في ذلك كتاباً سمَّاه (إبطال الأضداد)(5). وحجته فيما ذهب إليه من إنكار الأضداد، أنَّ " اللغة موضوعة للإبانة عن المعاني، فلو جاز وضع لفظ واحد للدلالة على معنيين مختلفين، أو أحدهما ضد الآخر، لما كان في ذلك إبانة، بل كان تعمية وتغطية، ولكن قد يجيء الشيء النـادر من هذا لعـلل… فيتوهم من لا يعرف العلل أنهما لمعنيين مختلفين "(6).

    وقد رأى بعض الدارسين المعاصرين أنَّ ابن درستويه تلطَّف في إنكار الأضداد ولم يجحدها مطلقاً، لأنه أقرَّ بوجودها تلميحاً في بعض المواطن(7).

    وقال أبو علي الفارسي (ت377هـ): " وقد كان أحد شيوخنا ينكر الأضداد التي حكاها أهل اللغة، وأنْ تكون لفظة واحدة لشيء وضدِّه " (Cool. وقد ذهب بعض الباحثين المعاصرين الذين درسوا أقوال الفارسي، إلى أنه عنى بهذا القول ابن درستويه(9)، ولم يقدم حجة على ما قاله، إذ لم يكن ابن درستويه من شيوخ أبي علي الفارسي(10).

    ويرى أكثر أئمة اللغة أنَّ التضادَّ واقع في كلام العرب. ومن هؤلاء: الخليل وسيبويه وقطرب وغيرهم(11)، ونحن نميل إلى هذا الرأي ونرجحه.

    ثالثاً: شروط التضاد الدلالي:

    يرى محمد بن دريد (ت321هـ) أنَّ اللفظة لا تعدُّ من الأضداد، إلا إذا دلَّت على المعنى وضده في لغة واحدة، إذ يقول: الشَّعب: الافتراق ، والشَّعب الاجتماع ، وليس من الأضداد إنما هي لغة لقوم(12). " فأفاد بهذا أنَّ شرط الأضداد أنْ يكون استعمال اللفظ في المعنيين في لغة واحدة "(13).

    ويعلل أصحاب هذا المذهب ظاهرة التضاد بأنَّها تنشأ في لغات مختلفة، ثم تستعير كل لغة المعنى المستعمل عند الأخرى، وبذلك يجتمع المعنيان المتضادَّان في لغة واحدة، بسبب هذه الاستعارة، ويقول هؤلاء: " إذا وقع الحرف على معنيَين متضادَّين فمحال أنْ يكون العربي، أوقعه عليهما بمساواة منه بينهما ، ولكن أحد المعنيين لحيٍّ من العرب، والمعنى الآخر لحيٍّ غيره، ثم سمع بعضهم لغة بعض، فأخذ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، قالوا: فالجونُ: الأبيض، في لغة حي من العرب، والجونُ: الأسود في لغة حي آخر ثم أخذ أحد الفريقين من الآخر "(14).

    ومن المؤكد أنَّ اللفظة من الأضداد، لم توضع للمعنيين المتضادَّين في بادئ الأمر وإنما وُضِعت لأحدهما، ثم وُجِدت عواملُ مختلفة أدَّت إلى نشأة المعنى الثاني المضاد للمعنى الأول، فقد نقل أبو بكر بن الأنباري (ت328هـ) في كتابه (الأضداد) أنَّ بعض العلماء قالوا: " إذا وقع الحرف على معنيَين متضادَّين، فالأصل لمعنى واحد، ثم تداخل الاثنان على جهة الاتساع "(15).

    وقد بالغ بعض اللغويين كثيراً في عدِّ ألفاظ كثيرة من الأضداد، ومن يتأمل في تلك الألفاظ يجد أنَّ معظمها ليس من الأضداد في شيء وإنما هي من المشترك اللفظي(16). ويشترط في اللفظة لتكون من الأضداد، أنْ تكون واحدة في المعنيَين، لأنَّ أيَّ تغيير فيها، يخرجها عن كونها بذاتها تحتمل المعنيَين المتضادين.

    وفي ذلك يقول أبو الطيب اللغوي (ت351هـ) إنَّ " شرط الأضداد أنْ تكون الكلمة الواحدة بعينها، تستعمل في معنيَين متضادين، من غير تغيير يدخل عليها»(17). وقال مرة أخرى: وشرط الأضداد «أنْ تكون الكلمة الواحدة تنبئ عن معنيَين متضادَّين، من غير تغيير يدخل عليها، ولا اختلاف في تصرفها "(18).

    ويرى بعض الدارسين المعاصرين أنه يجب ألا يعدَّ من الأضداد أيضاً ما ترك اللغويون الاستشهاد على أحد معنيَيه، لأنه لم يثبت في كلام العرب أنه استعمل بهذا المعنى، مثل قولهم: إنَّ (قَسَطَ) تعني: (عدل أو جار)، فالمعنى الأول لا دليل عليه، أما الثاني فقد ورد في قوله تعالى: ( وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) [الجن:15] أي الجائرون(19).

    ويرى كذلك أنه يجب ألا يعدَّ من الأضداد أيضاً الألفاظ التي صحفها اللغويون أو حرفوها فاشتبهت بغيرها من الكلمات التي تحمل نقيض دلالتها(20). ومن ذلك ما ذكره أبو بكر بن الأنباري في معنى اللفظ (بَرَّد)، حيث قال: " وقال بعض العرب: بَرَّدْت من الأضداد، يقال بَرَّدَ الشيء على المعنى المعروف، ويقال: بَرَّدَ الشيء إذا أسخنه، واحتجوا بقول الشاعر:

    عافت الشُّربَ في الشتاء فقلنا

    بَرِّدِيه تُصَادفيهِ سَخِينا

    … قال أبو بكر: وحكى لي بعض أصحابنا عن أبي العباس، أنه كان يقول في تفسير هذا البيت: بلْ رِدِيه من الورود، فأدغم اللام في الراء، فصارتا راء مشددة "(21).

    رابعاً: أسباب التضاد الدلالي:

    لم يقف علماؤنا القدامى طويلاً عند أسباب نشأة التضاد الدلالي، ولكن أشار بعضهم إلى عدد من أسباب وجود هذه الظاهرة اللغوية، ومن هؤلاء ابن فارس في ثنايا كتابه (الصاحبي)(22)، والسيوطي (ت911هـ) فيما نقله عن المتقدمين بشأن هذه الظاهرة في كتابه (المزهر)(23).

    وقد تتبع الدارسون المحدَثون نشأة هذه الظاهرة، فوجدوا أنها ترجع إلى جملة من الأسباب، أهمها:

    1) اختلاف لغات القبائل العربية، وافتراق معاني طائفة من الألفاظ عندهم(24). وقد يكون المعنى الأصلي للفظة عاماً في لغة قبيلة من القبائل، ثم يخصص معناه في اتجاه مضاد في لغة قبيلة أخرى(25). قال أبو زيد الأنصاري (ت215هـ): " السُّدفة في لغة تميم الظلمة وفي لغة قيس الضوء "(26). وقال أيضاً: " وأنشدنا الأصمعي:

    وألقيتُ الزمام لها فنامت

    لعادتها من السَّدَف المبينِ

    يريد الضوء. يقال: أَسْدِف لنا، أَضِئ لنا، والسَّدَف الضوء، والسَّدَف الظلمة "(27).

    2) وتـُرَدُّ بعض أسباب نشأة الأضداد إلى أسباب نفسية واجتماعية مثل: التفاؤل والتشاؤم، والتهكم والخوف من الحسد، وغير ذلك من الأسباب التي تحمل معنى التفاؤل أو التطير(28).

    فمن التفاؤل تسمية العرب للصحراء المُهلِكة: (مفازة)، تفاؤلاً بنجاة من يقطعها وتسميتهم: (للملدوغ سليماً)، تفاؤلاً بشفائه، قاله الأصمعي(29).

    ومن ذلك إطلاق اللفظ وإرادة المعنى المضاد منه على سبيل التهكم والسخرية بالمخاطب، كقولهم للأحمق، يا عاقل. ومن ذلك قوله تعالى مخاطباً أبا جهل: ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ) [الدخان:49] وقوله تعالى: ( فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )[التوبة:34]، جعل العذاب مبشراً به، سخرية بالكافرين(30). إذ إنَّ: " عامل التهكم والهزء والسخرية، من العوامل التي تؤدي إلى قلب المعنى، وتغيير الدلالة إلى ضدِّها في كثير من الأحيان "(31).

    3) التطور اللغوي: فقد توجد في بعض الأحيان كلمتان مختلفتان، لهما معنيان متضادان، فتتطور أصوات إحداهما، بصورة تجعلها توافق لفظ الأخرى تماماً، فيبدو الأمر كما لو كانت كلمة واحدة لها معنيان متضادان(32).

    مثال ذلك قولهم: (لَمَقَ الكتاب) إذا كتبه، (ولَمَقَه) إذا محاه. قال علماء اللغة: إنَّ (لَمَقَ) الأولى أصلها (نَمَقَ) وقد أبدل صوت النون فيها لاماً نتيجة التطور الصوتي، فصار الفعل (لَمَقَ)، فتطابق مع نظيره، بمعنى: محا، وتولَّد التضاد بين المعنيَين عن هذا الطريق(33). وقد ذهب الأصمعي إلى أنَّ التضاد في هذه اللفظة راجع إلى اختلاف اللغات، حيث قال: " لَمَقْتُ الشيء أَلْمُقُه لمقاً إذا كتبتُه في لغة عُقيل، وسائر العرب يقولون: لمقته: محوته "(34).

    4) ومن أسباب التضاد أيضاً المجاز والاستعارة، ومثَّل له أهل اللغة بلفظ (الأمة) الذي يطلق على الواحد وعلى الجماعة، فإطلاقه على الجماعة حقيقة، وإطلاقه على الفرد مجاز على وجه المبالغة، فقولهم: (إنَّ فلاناً أمةٌ وحدَه) يعني أنه في رجحان عقله وحكمته يعدل أمة بأسرها(35).

    وقد ذكر العلماء أسباباً أخرى لنشوء ظاهرة التضاد الدلالي لكنها في مجملها لا تخرج عن هذه الأسباب المذكورة(36).

    خامساً: دراسة لبعض ألفاظ الأضداد في القرآن الكريم:

    إنَّ من أهم الأسباب التي دفعت اللغويين إلى التأليف في الأضداد، هو ورود طائفة منها في القرآن الكريم، وقد صرح بذلك أبو حاتم السجستاني (ت نحو 255هـ) في مقدمة كتابه في الأضداد، حيث قال: " حَمَلَنا على تأليفه أنَّا وجَدْنا من الأضداد في كلامهم والمقلوب شيئاً كثيراً، فأوضحنا ما حضر منه إذ كان يجيء في القرآن (الظن) يقيناً وشكاً، و(الرجاء) خوفاً وطمعاً، وهو مشهور في كلام العرب… فأرَدْنا أنْ يكون لا يرى من لا يعرف لغات العرب أنَّ الله عزَّ وجل حين قال: ( وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ…)[البقرة:45و46]، مدَحَ الشاكِّين في لقاء ربهم وإنما المعنى: (يستيقنون)، وكذلك في صفة من أُوتي كتابه بيمينه من أهل الجنة:

    ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنتُ..)[الحاقة:19و20] يريد: (إنِّي أيقنت)، ولو كان شاكاً لم يكن مؤمنا، وأما قوله: ( قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ

    ظَناًّ )[الجاثية:32] فهؤلاء شُكَّاكٌ كفارٌ "(37).

    ويرى أكثر الدارسين من اللغويين أنَّ الدفاع عن ظاهرة التضاد الدلالي في اللغة العربية والاهتمام بها من قبل اللغويين القدامى، كان لغرض الدفاع عما ورد منها في القرآن الكريم، ومن أجل الرد على الشعوبيين الذين كانوا يُزرون بالعرب، ويصمون لغتهم بالعجز عن التعبير بشكل واضح، والافتقار إلى الدقة، وقد أشار إلى هؤلاء ابن الأنباري في مقدمة كتابه في الأضداد فقال: " ويظن أهل البدع والزيغ والإزراء بالعرب، أنَّ ذلك كان منهم، لنقصان حكمتهم وقلة بلاغتهم، وكثرة الالتباس في محاوراتهم، عند اتصال مخاطباتهم "(38). ويرد على هؤلاء بقوله: إنَّ

    " كلام العرب يصحح بعضه بعضاً ويرتبط أوله بآخره، ولا يعرف معنى الخطاب منه إلا باستيفائه واستكمال جميع حروفه، فجاز وقوع اللفظة الواحدة على المعنيَين المتضادَّين، لأنَّها تتقدمها ويأتي بعدها ما يدل على خصوصية أحد المعنيَين دون الآخر، ولا يراد بها في حال التكلم والإخبار إلا معنى واحد "(39). فهو يؤكد أنَّ مردَّ الأمر في مسألة الأضداد في اللغة، إلى سياق الكلام وارتباط أوله بآخره، وإلى قرائن الحال التي يكون فيها الناس في لحظة التخاطب.

    فالدفاع عن ظاهرة الأضداد في اللغة العربية دفاع بالضرورة عما ورد منها في القرآن الكريم كذلك(40).

    وقد أثير نقاش واسع في مسألة الأضداد في القرآن الكريم لدى أهل اللغة، بين منكر ومثبت لوجودها فيه، وبين موسِّع ومضيق لمفهومها وشرطها(41).

    وسوف نحاول أنْ نستجلي حقيقة الأمر في شأنها، من خلال دراسة بعض تلك الألفاظ القرآنية التي قيل إنَّها من الأضداد وما ذكره لها أهل اللغة والمفسرون من دلالات، وأنْ نتبيَّن الأثر الذي تركته تلك الألفاظ في معاني الآيات القرآنية.

    ومما ينبغي التنبيه إليه أنَّ أكثر تلك الألفاظ قد جاء في القرآن الكريم بأحد معنييه الضدَّين ولم يأت بالمعنى الآخر، إمَّا لأنه لم يَرِد إلا مرة واحدة في القرآن، أو لأنَّ القرآن قد استعمله في إحدى دلالتَيه دون الأخرى.

    وبعض تلك الألفاظ قد فُسِّر بالوجهَين الضِّدين معاً، وهي أقل من النوع الأول. وسوف نتناول بالدراسة مجموعة منتخبة من تلك الألفاظ من النوعين، مرتبة على هجاء الحروف.

    1- أقوى: من (المقوين) في قوله تعالى: ( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ )[الواقعة:73]. قال الأصمعي: " والمقوي الذي لا زاد معه ولا مال، يقال: قد أقوت الدار من أهلها أي خلت، يقال: بات فلان القواء. أي: لا طعام عنده، قال الله عز وجل: (وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ)، وفي موضع آخر: المقوي: الكثير المال… والمقوي الذي له دابة قوية وظهر قوي "(42). وقال ابن السكيت كقوله(43)

    وقال أبو حاتم السجستاني: " رجل مقوٍ، أي: قوي الإبل مليء… والمقوي أيضاً الضعيف، قال تعالى في القـرآن: (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً للْمُقْوِينَ). قال النابغة:

    يا دارَ ميَّةَ بالعلياء فالسندِ

    أقْوَتْ وطال عليها سالف الأبدِ

    أي: خلت وذهب أهلها " (44).

    فالمقوي عند الأصمعي هو من لا زاد معه ولا مال، أي: الضعيف الفقير. وضد هذا المعنى عنده هو الرجل القوي الكثير المال.

    وأما ما ذهب إليه السجستاني من أنَّ (المقوي) تعني الرجل صاحب الإبل القوية، وتأتي بمعنى الرجل الضعيف، فليس ثمة تضاد بين المعنيَين، فتكون هذه اللفظة على قوله من المشترك اللفظي بمعناه العام وليس من الأضداد.

    هذه أقوال أهل اللغة، أما المفسرون فقالوا: إن (المقوين) تعني المسافرين قاله ابن عباس(45). وقال مجاهد: (ومتاعاً للمقوين) للمستمتعين المسافر والحاضر(46). وفي رواية أخرى عنه، قال: " (للمقوين) المستمتعين بها من الناس أجمعين في الطبخ والخبز والاصطلاء والاستضاءة، ويتذكر بها نار جهنم فيستجار بالله منها " (47).

    وقد رجح الطبري قول ابن عباس فقال: " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال عنى بذلك المسافر الذي لا زاد معه ولا شيء له، وأصله من قولهم: أقوت الدار إذا خلت من أهلها وسكانها… وقد يكون المقوي ذا الفرس القوي وذا المال الكثير في غير هذا الموضع "(48).

    والذي أرجحه أنَّ المقوي هو المسافر؛ لأنَّ اللفظ مأخوذ من أقوت الدار، أو لأن المسافر ينزل القيَّ أو القواء وهي الأرض القفر التي لا أنيس فيها(49).

    وقد قال بعض المفسرين: وخص المسافر بالانتفاع بالنار، لأنَّ انتفاعه بها أكثر من منفعة المقيم، لأنَّ أهل البادية لابد لهم من النار يوقدونها ليلاً لتهرب منهم السباع، وفي كثير من حوائجهم(50).

    وإذا صحَّ هذا المعنى فإنَّ القول إنَّ هذه اللفظة من الأضداد فيه نظر، لأنَّ المقيم هو المعنى الضد للمسافر، أما المعاني التي ذكرت على أنَّها أضداد لهذا المعنى فليس فيها ما يحمل معنى الضدية.

    2- خفا: عدَّ أهل اللغة هذه اللفظة من الأضداد، قال الأصمعي: " وأخفيت الشيء كتمته وأخفيته: أظهرته، وفي القرآن: ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا )[طه:15] أي: أظهرها "(51). قال السجستاني: " وأما من قرأ (أخفِيها ففتح الألف فذلك معروف في معنى أظهرها، ومن ذلك قول امرئ القيس يذكر فرساً جرى جرياً أخرج الحشرات من أنفاقها:

    خَفَاهُنَّ من أنفاقهنَّ كأنَّما

    خفاهنَّ ودقٌ من عشيٍّ مُجَلَّب "(52)

    وما ذكره المفسرون في معنى هذه اللفظة على القراءة المشهورة لا يتفق مع ما قاله أهل اللغة، فقد رُوِيت عن ابن عباس روايات مختلفة في تفسير هذه الآية، وكلها تتضافر على أنَّ معنى أخفيها: أكتمها فلا يطلع عليها أحد، خلافاً لما قاله أهل الأضداد من أنها أفادت ضد معناها وهو (أظهرها).

    ومما قاله ابن عباس في قوله: (أَكَادُ أُخْفِيهَا) قال: أي لا أظهر عليها أحداً غيري(53).

    وفي رواية أخرى قال: معناه لا تأتيكم إلا بغتة(54). وقال مجاهد: إنَّ معنى الآية أكاد أخفيها من نفسي(55).

    وهذه الأقوال كلها تدل على أنَّ معنى (أخفيها) هو المعنى المعهود لها أي: الستر والكتمان، فليس ثمة ما يوحي بوجود تضاد في دلالات هذه اللفظة.

    ويبدو أنَّ من ذهب إلى أنَّها من ألفاظ الأضداد حملها على القراءة الثانية للآية بفتح الهمزة (أَخفيها)، وهي قراءة غير مشهورة. ومعناها: أزيل خفاءَها(56).

    وقد ردَّ الطبري قول من قال إنَّ معناها: أظهرها، كما ردَّ القراءة بفتح الهمزة، ورجَّح ما ذهب إليه ابن عباس ومجاهد من أنَّ معناها: أسترها، فقال: " والذي هو أولى بتأويل الآية من القول، قول من قال معناه: أكاد أخفيها من نفسي لأنَّ تأويل أهل التأويل بذلك جاء، والذي ذكر عن سعيد بن جبير من قراءة ذلك بفتح الألف قراءة لا أستجيز القراءة بها لخلافها قراءة الحجة التي لا يجوز خلافها فيما جاءت به نقلاً مستفيضاً، فإن قال قائل، لِمَ وجهت تأويل قوله: (أكاد أُخفيها) -بضم الألف- إلى معنى أكاد أخفيها من نفسي، دون توجيهه إلى معنى: أكاد أظهرها، وقد علمت أنَّ للإخفاء في كلام العرب وجهين أحدهما الإظهار والآخر الكتمان، وأنَّ الإظهار في هذا الموضع أشبه بمعنى الكلام، إذ كان الإخفاء من نفسه يكاد يكون عند السامعين أنْ يستحيل معناه، إذ كان محالاً أنْ يخفي أحد عن نفسه شيئاً هو به عالم، والله تعالى ذكره لا يخفى عليه خافية؟ قيل: الأمر في ذلك بخلاف ما ظننت، وإنما وجهنا معنى أُخفيها -بضم الألف- إلى معنى أسترها من نفسي لأنَّ المعروف من معنى الإخفاء في كلام العرب الستر. يقال: قد أخفيت الشيء إذا سترته، وأنَّ الذين وجَّهوا معناه إلى الإظهار اعتمدوا على بيت لامرئ القيس بن عابس الكندي:

    فإنْ تدفنوا الداء لا نُخْفِه

    وإنْ تبعثوا الحربَ لا نقعدِ

    بضم النون من (لا نُخفه) ومعناه: لا نظهره، فكأنَّ اعتمادهم في توجيه الإخفاء في هذا الموضع إلى الإظهار على ما ذكروا من سماعهم هذا البيت على ما وصفت من ضم النون من نُخفه.

    وقد أنشَدَنِي الثقة عن الفراء: (فإنْ تدفنوا الداء لا نَخْفِه) -بفتح النون- من (نخفه) من خفيته أَخفيه وهو أولى بالصواب، لأنه المعروف من كلام العرب، فإذا كان ذلك كذلك، وكان الفتح في الألف من (أخفيها) غير جائز عندنا لما ذكرنا، ثبت وصح الوجه الآخر وهو أنَّ معنى ذلك: أكاد أسترها من نفسي.. "(57).

    فلا حجة بعد قول ابن عباس ومجاهد وقول الطبري هذا لمن يزعم أنَّ تلك اللفظة جاءت في الآية بضد معناها المعروف، إلا على قراءة من قرأها بفتح الهمزة، لأنَّ اختلاف بناء الكلمة من الممكن أنْ يتبعه اختلاف في دلالتها.

    ولم يختلف أهل اللغة ولا المفسرون في أنَّ (خفا) قد دلت على الستر والكتمان في قوله تعالى: ( وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ )[البقرة:284] وفي قوله تعالى: ( قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ )[آل عمران:29] لأنَّ السياق كان حاسماً في توجيه دلالة اللفظة إلى معنى الكتمان والتغطية(58).

    3- رجا: عَدَّ أهل اللغة (رجا) من ألفاظ الأضداد، فقد قال الأصمعي: «ويقال: ما رجوت فلاناً، أي ما أمَّلته، وما رجوته، أي ما خفته، وقال الله جل وعز: ( مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً )[نوح:13]، أي لا تخافون لله عظمة.."(59) وقال السجستاني: " والرجاء يكون طمعاً ويكون خوفاً، وفي القرآن في معنى الطمع: ( وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ )[الإسراء:57]، وقوله تعالى: ( وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن ربِّكَ)[القصص:86]، وقوله تعالى: ( وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن ربِّكَ تَرْجُوهَا )[الإسرا:28]… والرجاء في القرآن في معنى الخوف كثير، قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ)[الكهف:110] ، و( قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا )[يونس:15]، وقوله تعالى: ( وَارْجُوا اليَوْمَ الآخِرَ )[العنكبوت:36]، وهو كثير.."(60).

    وقد تقلبت دلالات هذه اللفظة عند المفسرين بين دلالتي الخوف والطمع، وقد أشار إلى معنى الخوف ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ( مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً )[نوح:13] فقال: أي مالكم لا تعظمون الله حق عظمته(61)، وقال مجاهد: أي مالكم لا تبالون عظمة ربكم. والرجاء: الطمع والمخافة(62).

    وجاءت بمعنى (الطمع) في قوله تعالى: ( وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن ربِّكَ تَرْجُوهَا )[الإسراء:28]، قال ابن عباس: ابتغاء رزق(63)، وقال مجاهد: انتظار رزق الله عز وجل(64).

    ويبدو لي أنَّ عدَّ (الرجاء) من ألفاظ الأضداد فيه شيء من التجوز والتوسيع لمفهوم التضاد وإنما هو من المشترك اللفظي، لأن الخوف والطمع ليسا متضادين في حقيقة الأمر، فالخوف ضده التجلد والشجاعة، والطمع ضده اليأس وانقطاع الأمل، فليس ثمة تضاد بين المعنيين.

    4- سجر: قال أهل اللغة: إن (المسجور) من ألفاظ الأضداد، وتعني الفارغ والملآن معاً، واستدلوا بقوله تعالى: ( وَالْبَحْرِ المَسْجُور ِ)[الطور:6]، وقوله: ( وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير:6]

    قال الأصمعي: " ويقال: المسجور: المملوء، والمسجور: الفارغ، قال الله جل وعز: (وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ) أي: فُرِّغ بعضها في بعض، وحكى أبو عمرو: سجر السيلُ الفراتَ، والنهرَ والصنعةَ يسجرها سجراً إذا ملأها، والبحر المسجور الملآن… ويقال: هذا ماء سجر إذا كان ماء بئر قد ملأها السيل.."(65).

    وقال أبو حاتم السجستاني: " وقالوا: المسجور المملوء… وقال بعضهم المسجور الفارغ، بلغني ذاك ولا أدري ما الصواب، ولا أقول في (البحر المسجور) شيئاً ولا (وإذا البحار سجرت) لأنه قرآن فأنا أثق به، وقالوا: قالت جارية بالحجاز: إن حوضكم لمسجور. ولم تكن فيه قطرة، قال أبو حاتم: يمكن أن يكون هذا على التفاؤل، كما يقال للعطشان: ريان، وللملدوغ: السليم.."(66).

    هذا قول أهل اللغة، أمَّا المفسرون فقد اختلفوا في معنى (المسجور) في قوله تعالى: (وَالْبَحْرِ المَسْجُورِ) فقال بعضهم: المسجور المُوقَد كالتنور المسجور، ونقل هذا القول عن مجاهد وبعض المفسرين الأوائل(67) وقال قتادة: المسجور المملوء(68).

    وروى الطبري قولين لابن عباس في معنى المسجور، أحدهما: أنه البحر الذي قد ذهب ماؤه. فكأنه يريد أن معناها الفارغ.

    والثاني قوله: إن معناها: (المحبوس)(69) فكأنه يريد أن (البحر المسجور) هو الممتلئ. وهذان القولان يدلان على إحساس ابن عباس أن هذه اللفظة من الأضداد وأنها تحتمل المعنيين معاً، ولكن ليس ثمة قرينة تقطع بأن المراد هذه الدلالة أو تلك لذلك فقد تردد كلامه بين الدلالتين.

    وقد رجَّح الطبري القول الثاني منهما وهو أنَّ (المسجور) معناها (الممتلئ) وذلك بقرينة عقلية حيث قال: " وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال معناه: والبحر المملوء المجموع ماؤه بعضه في بعض، وذلك أن الأغلب من معاني السجر الإيقاد كما يقال: سجرت التنور بمعنى أوقدت…

    فإذا كان ذلك الأغلب من معاني السجر وكان البحر غير موقد اليوم، وكان الله تعالى ذكره قد وصفه بأنّه مسجور، فبطل عنه إحدى الصفتين وهو الإيقاد، صحت الصفة الأخرى التي هي له اليوم وهو الامتلاء لأنه كل وقت ممتلئ "(70).

    وأما قوله تعالى: (وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ)، فقد قال ابن عباس في تفسيرها: تُسْجَرُ حتى تصير ناراً(71) وقال محمد بن السائب الكلبي (ت146هـ) وهو أحد الذين أكثروا من الرواية عن ابن عباس: إنَّ معنى (سُجّرت) مُلئت. ألا ترى أنه قال: (وَالْبَحْرِ المَسْجُورِ)(72).

    وقد يفهم من هذين القولين أن معنى (سُجّرت) عند ابن عباس في هذا الموضع ملئت لهباً. يقوي ذلك أيضاً قول مجاهد إن معناها: أُوقدت(73)، وقول عكرمة: إن معناها أفيضت(74). وهذا القول دال على الامتلاء دون غموض. فهذه الأقوال تكاد تتفق على أنها تعني الامتلاء.

    وقال آخرون ومنهم الحسن البصري وقتادة: إن معنى (سجرت) ذهب ماؤها ويبست فلم يبق فيها قطرة(75).

    واختلاف هذه الأقوال وترددها بين معنيين متضادين في تأويل هذه اللفظة والتي قبلها يدل على إحساس المفسرين أنها من ألفاظ الأضداد، وأنها تحتمل الدلالتين المتعارضتين معاً، ولكن ليس لديهم القرائن الكافية التي ترجّح هذه الدلالة على تلك.

    وقد رجح الطبري القول الأول من هذه الأقوال، أي: (ملئت) واستدل له بقرينة من السياق القرآني في موضع آخر، وهو قوله تعالى: ( وَإِذَا البِحَارُ فُجِّرَتْ ) الانفطار:3] فقال: " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك ملئت حتى فاضت فانفجرت وسالت، كما وصفها الله به في الموضع الآخر فقال: (وَإِذَا البِحَارُ فُجِّرَتْ)، والعرب تقول للنهر أو للركي المملوء: ماء مسجور، ومنه قول لبيد:

    فتوسَّطا عرض السَّريِّ وصَدَّعا

    مسجورةً مُتجاوراً قُلاَّمُها

    ويعني بالمسجورة المملوءة ماء "(76).

    وهذا الأثر الواضح الذي تركته هذه اللفظة في معنى الآيتين، يدل على أنَّها تنتمي إلى ألفاظ الأضداد حقاً، وليس ترددُ المفسرين بين معنييها إلا دليلاً على ذلك، فلا مجال إذن لإنكار وجود هذا النوع من الألفاظ في اللغة أو في القرآن الكريم.

    5- سَرَّ: وقد ذكر مؤلفو كتب الأضداد أن (أسرَّ) من ألفاظ الأضداد، قال الأصمعي:

    " ويقال: أسررت الحديث كتمته وأسررته أظهرته، قال الشاعر وهو الفرزدق:

    فلما رأى الحجاجَ جرَّد سيفَه

    أسَرَّ الحروريُّ الذي كان أضمرا

    وقال الله جلّ ثناؤه: ( وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ )[يونس:54] أي أظهروها "(77). وقال السجستاني: " وقال أبو عبيدة: أسررت الشيءَ أخفيته وأظهرته أيضاً، وكان يقول في هذه الآية: (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا العَذَابَ) أظهروها، ولا أثقُ بقوله في هذا والله أعلم، وقد زعموا أن الفرزدق قال: فلما رأى الحجاج.. (البيت).

    ولا أثق أيضاً بقول الفرزدق في القرآن، ولا أدري لعلّه قال: الذي كان أظهرا أي كتم ما كان عليه.."(78) ولم أقف على قول أبي عبيدة المذكور في كتابه (مجاز القرآن)(79)، إلا أنْ يكون قد ذكره في كتاب آخر له لم يصلنا، وقال أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا )[الأنبياء:3]: " أسروا من حروف الأضداد أي أظهروا "(80) وجاء في (اللسان): " قال شمر: لم أجد هذا البيت للفرزدق، وما قال غير أبي عبيدة في قوله: (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ)، أي أظهروها، قال: ولم أسمع ذلك لغيره. قال الأزهري: وأهل اللغة أنكروا قول أبي عبيدة أشدَّ الإنكار، وقيل: أسروا الندامة… أخفوها، قال الزجاج: وهو قول المفسرين "(81).

    وقد ذكر أبو الطيب اللغوي أن ابن عباس كان يقول: (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ) أي: أخفوها في أنفسهم(82).

    وقال الفراء في تفسيرها: (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ): " يعني الرؤساء من المشركين أسرُّوها من سفلتهم الذين أضلوهم، فأسروها أي أخفوها " (83) ولم يذكر أنها من الأضداد.

    أما الآية الثانية، وهي قوله تعالى: ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا )[الأنبياء:3]، فلم أجد فيها قولاً لابن عباس أو مجاهد(84) وأكثر المفسرين على أن معنى (أسروا) أخفوا، قال الفراء: " وإنما قيل: (وأسروا) لأنَّها للناس الذين وصِفوا باللهو واللعب "(85). وقال الزمخشري: " فإن قلت: النجوى… لا تكون إلا خفية، فما معنى قوله: (وأسروا)؟ قلت: معناه وبالغوا في إخفائها أو جعلوها بحيث لا يفطن أحد لتناجيهم ولا يعلم أنهم متناجون "(86).

    وبناء على ما تقدم فإنّه يمكننا القول: إنَّ نسبة هذه اللفظة إلى الأضداد هي موضع شك، ومما يقوي هذا الشك في انتمائها إلى الأضداد، أنه لا يوجد أثر لمعانيها التي قيل إنها متضادة في تفسير الآيات، حيث لم يذكر الثقات من المفسرين إلا المعنى المعروف لها وهو الإخفاء والكتمان.

    6- شَرى: قال أهل اللغة إنَّ (شَرَى) من الأضداد، وهي تعني البيع والشراء معاً. قال الأصمعي: " شراه ملكه بالبيع وأيضاً باعه، فمن الشراء بمعنى البيع قول الكتاب العزيز: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ )[البقرة:207] أي: يبيعها وقوله تعالى: ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ )[يوسف:20] "(87).

    وقال السجستاني: " وقالوا: شريت الشيء بعته واشتريته، وبعته أوضح الوجهين، وفي القرآن: ( الَّذِينَ يَشْرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَة )[النساء:74]، و ( مَن يَشْرِي نَفْسَهُ )[البقرة:207]: يبيعها، ومن ذلك سمي الشاري والشراة من الخوارج.." (88).

    ولم أجد في معنى (الشراء) في الآية الأولى، [البقرة:207]، قولاً لابن عباس أو تلميذه مجاهد(89).

    وقال أبو عبيدة: يشري نفسه: يبيعها(90).

    وقال السُّدِّي في تأويل قوله تعالى: ( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )[البقرة:102] بئس ما باعوا به أنفسهم(91) ولم يرد فيها قول لابن عباس أو مجاهد أيضاً.

    أما قوله تعالى: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) فقد قال ابن عباس: أي فباعه إخوته بثمن بخس(92) وقال مجاهد: باعوه باثنين وعشرين درهماً(93).

    ولم تأتِ (شرى) في القرآن الكريم بدلالتها الثانية وهي اشترى.

    7- صرخ: قال أهل اللغة: (الصريخ) هو المستغيث والمغيث، ومنه قوله تعالى: ( فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ )[يس:43]، أي: لا مغيث لهم(94). ومنه قول العرب: عبد صريخُهُ أَمَةٌ. أي مُغيثه(95) وهو مثل يضرب للذليل يستعين بمن هو أذل منه(96)

    قال أبو الطيب اللغوي: وأصل الصراخ رفع الصوت(97) ويبدو أن هذا اللفظ قد عممت دلالته على جهة الاتساع في الكلام، ليشمل كل صارخ، سواء أكان الصارخ مغيثاً أم مستغيثاً، والمعنى المشترك بين المعنيين هو الصراخ: " لأن المغيث يصرخ بالإغاثة والمستغيث يصرخ بالاستغاثة، فأصلهما من باب واحد " (98).

    وقد أجمع أهل التفسير أيضاً على أن (الصريخ) في الآية المذكورة هو المغيث والمنقذ(99) ولم يُؤثَر عن ابن عباس أو مجاهد قول في تأويل هذه الآية.

    ويبدو أن السياق اللغوي هو الذي وَجّه تأويل اللفظة إلى تلك الدلالة، يُستدلّ على ذلك بقوله تعالى: ( وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ )، فالمعهود أن الغريق هو الذي يصرخ طلباً للغوث والإنقاذ.

    ولم تأت هذه اللفظة في القرآن الكريم إلا بهذه الدلالة، أي: (المغيث)(100) ولم تأت بالدلالةِ الثانية لها وهي (المستغيث) في القرآن الكريم كله.

    8- صرم: قال أهل اللغة: إن (الصريم) من ألفاظ الأضداد، وهو يعني الصبح والليل معاً. قال السجستاني: " والصريم: الليل إذا تَصَرَّم من النهار، والنهار إذا تصرم من الليل.."(101) وقال الأصمعي: " ومن الليل قول الله تعالى: ( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ )[القلم:20]، أي: كالليل "(102).

    وقال أبو الطيب اللغوي: " قالوا: وفي قول الله عز وجل: (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) يجوز أن يكون أراد المصروم. ويجوز أن يكون أراد الليل المظلم، قال قطرب: وأحسبه قول ابن عباس. وأنشدوا لابن حُمَيِّر تَوْبَة:

    عَلامَ تَقولُ عاذلتي تلومُ

    تؤرقني إذا انجابَ الصريمُ

    يعني الليل "(103).

    وقد اختلف المفسرون في المراد بـ(الصريم) في الآية المذكورة، فقال بعضهم: عنى به الليل الأسود البهيم، وقال آخرون: هي أرض باليمن تسمى الصريم، وروى الطبري عن ابن عباس أنه قال: الصريم الليل(104).

    والذي يظهر أن الصواب ما قاله ابن عباس، لأن أصدق وصف لتلك الجنة التي دمرها الله سبحانه بسبب عزم أصحابها على منع المساكين من ثمرها أن توصف بعد الخراب الذي حلَّ بها بأنها أصبحت محترقة كالليل المسود(105) قال ابن قتيبة: " (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ)، أي: سوداء كالليل، لأن الليل ينصرمُ عن النهار، والنهار ينصرم عن الليل "(106)، ولم ترد هذه اللفظة في غير هذا الموضع من القرآن الكريم.

    9- عَسْعَس: قال أهل اللغة: " عَسْعَسَ الليلُ إذا أقبلَ وعسعس أدبر... وقال بعضهم: إذا ولى" 107).

    ونقل السجستاني عن أبي عبيدة أنَّه فسر قوله تعالى: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ )[التكوير:17] بقوله: عسعس أقبلَ ويقال أدبرَ(108).

    وما جاء في (مجاز القرآن) لا يؤكد نسبة هذا القول إلى أبي عبيدة، لأنَّ أبا عبيدة نفسه نقل كلام بعض أهل اللغة في معنى (عسعس الليل) فقال: " قال بعضهم إذا أقبلت ظلماؤه، وقال بعضهم: إذا ولّى، ألا تراه قال: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)"(109).

    قال السجستاني: " قد تَقَلّد أبو عبيدة أمراً عظيماً، ولا أظن هاهنا معنى أكثر من الاسوداد. عسعس: أظلم واسودَّ في جميع ما ذكر، وكل شيء من ذا الباب في القرآن فتفسيره يُتَّقَى، وما لم يكن في القرآن فهو أيسر خطباً "(110).

    وقد رد أبو الطيب اللغوي قول السجستاني: إنَّ معنى (عسعس) أظلم واسودّ فقال: " وليس الأمر كما ظن، فقد أنشد قطرب لعلقمة بن قُرْط التيميّ:

    حتى إذا الصبحُ لها تنفَّسا

    وانجاب عنها ليلُها وعَسْعسا

    فهذا لا يحتمل أن يكون المعنى فيه إلا أدبر، لأنّ من المحال أن يقول: انجاب عنها ليلها وأظلم، وإنَّما ينجاب بالضوء "(111).

    ونقل أبو الطيب نفسه أن ابن عباس قال في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ) أي: أدبر، وقال غيره أظلم، وقال آخرون: أقبل(112).

    وذكر الطبري اختلاف المفسرين في هذه اللفظة، فقال بعضهم: عسعس الليل: أدبر، وقال آخرون: معناها: أقبل بظلامه، وروى رواياتٍ عدة عن ابن عباس: أن معناها أدبر(113) وقال مجاهد: (إذا عسعس) يعني: إذا أدبر(114) وفي رواية عنه نقلها الطبري تردد كلامه بين المعنيين، فقال يعني: إقباله، ويقال: إدباره(115) وهذا يدل على إحساسه بأنّ هذه اللفظة تحتمل هاتين الدلالتين المتضادتين معاً. لكنه عاد إلى ترجيح إحداهما وهي الإدبار كما جاء في تفسيره.

    وقد رَجّح الطبري هذا المعنى أيضاً بقرينة من السياق هي قوله بعد تلك الآية مباشرة: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)، وتَنَفُّسُ الصبحِ إقباله، وهو إيذان بإدبارِ الليل، حيث قال: " وأولى التأويلين في ذلك بالصواب عندي قول من قال معنى ذلك: إذا أدبر. وذلك لقوله: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) فدلَّ بذلك على أنّ القَسَمَ بالليل مدبراً وبالنهار مقبلاً. والعرب تقول: عسعس الليل وسَعْسَعَ الليل إذا أدبر ولم يبق منه إلا اليسير، ومن ذلك قول رؤبة بن العجاج:

    يا هندُ ما أسرعَ ما تَسَعْسَعَا

    ولو رَجا تَبْعَ الصِّبا تَتَّبعا

    فهذه لغة من قال: سعسع.."(116) وقال الفراء: " اجتمع المفسرون على أن معنى (عسعسَ): أدبرَ، وكان بعض أصحابنا يزعم أن عسعس: دنا من أوله وأظلم.."(117) والذي يبدو أنّ المعنى الراجح لهذه اللفظة في هذا الموضع الوحيد من القرآن الكريم هو: (أدبر)، لاجتماع القرائن اللفظية على ذلك. أما اختلاف أقوال المفسرين بين دلالتين متعارضتين لها فهو يؤكد أنها من ألفاظ الأضداد حقاً.

    10- عفا: وذكر أهل اللغة أن (عفا) من ألفاظ الأضداد، وأنه يقال: عفا الشيء إذا دَرَسَ، وعفا إذا كثر، قال الأصمعي: «ومنه قول الله جلّ ثناؤه: ( حَتَّى

    عَفَوْا )[الأعراف:95] ، معناه: حتى كثروا، ويقال: قد عفا شعره إذا كثر، وعفا ظهر البعير إذا سمن وكثر لحمه..»(118).

    وقال ابن عباس في تأويل الآية المذكورة (حَتَّى عَفَوْا): " حتى كثروا وكثرت أموالهم "(119). وقال مجاهد: أي كثرت أموالهم وأولادهم(120) وعلى هذا أكثر المفسرين(121).

    والذي يبدو أن هذا اللفظ (عفا) قد أصابه نوع من التطور الدلالي وهو النقل المجازي للمشابهة، وأنه في أصله يدل على كثرة النبات والشعر، ثم استعير للدلالة على الغنى والكثرة في بني الإنسان. قال الزمخشري في تفسير الآية المذكورة: (حَتَّى عَفَوْا) أي: " كثروا ونموا في أنفسهم وأموالهم، من قولهم: عفا النبات وعفا الشحم والوبر، إذا كثرت ومنه قوله (ص): ((وأَعْفوا اللِّحَى))"(122).

    وإذا صح هذا المعنى فإنه يمكننا القول: إن عَدَّ هذا اللفظ من الأضداد فيه شيء من التجوز والتوسيع لمفهوم التضاد، لأنَّ الغنى والكثرة يضاده في المعنى الفقر والقلة ولا يضاده انمحاء الأثر ودروسه كما ذهب إلى ذلك مصنفو كتب الأضداد. وعلى ذلك فإنّه ينبغي إعادة النظر في معظم الألفاظ التي قيل إنها من الأضداد.

    وقد ذكر بعض الدارسين المحدثين أن هناك جملةً من الأسباب التي دفعت علماء اللغة الأقدمين إلى التوسع في هذا الموضوع حتى أدخلوا في الأضداد ألفاظاً كثيرة لم تكن تشتمل على طبيعة الأضداد، وعَدّ منها ما يقرب من مئة وخمسين مادة لغوية حفلت بها كتب الأضداد وهي لا تحمل التضاد الدلالي إلا بضرب من التأوّل البعيد(123).

    11- فاز: أي نجا، ومنه (المفازة) قال الأصمعي: " وسموا المفازة مفعلة من فاز يفوز إذا نجا، وهي مهلكة، قال الله جلّ ثناؤه: ( فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ العَذَابِ )[آل عمران:188] أي بمنجاة، وأصلُ المفازة مهلكة فتفاءلوا بالسلامة والفوز، كقولهم للملدوغ سليم، والسليم المعافى "(124).

    وقال ابن الأعرابي: أخطأ الأصمعي، إنّما سميت مفازةً لأنَّ من قَطَعها فاز(125) ويبدو أن هذا هو الصحيح.

    وقد قال المفسرون أيضاً: إنَّ معنى الآية المذكورة: فلا تظننّهم بمنجاة من العذاب(126) أي: لا تحسبنّهم بمكانٍ بعيد من العذاب، لأنّ الفوز التباعد عن المكروه(127).

    ولم يرد في هذه اللفظة قول لابن عباس أو مجاهد(128). علماً بأنها لم تأت بهذه الصيغة في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع.

    سادساً: الخاتمة والنتائج:

    وبعد دراسة هذه الأمثلة من الألفاظ التي قيل إنَّها من الأضداد في القرآن الكريم يمكننا أنْ نستخلص النتائج الآتية:

    أولاً: إنّ هذا الضرب من الألفاظ موجود في القرآن الكريم ولكن على قلة.

    ثانياً: لقد توسع أهل اللغة كثيراً في مفهوم التضاد، وأكثر ما عدوه منها لا يتضمن شروط التضاد الحقيقي، ومن ذلك: أقوى، ورجا، وغيرها.

    ثالثاً: ثمة ألفاظ عَدَّها بعض اللغويين من الأضداد، وأجمع الثقات من أهل اللغة على إنكار ذلك، ومنها لفظة (أَسَرَّ) التي قيل إنَّها بمعنى: أخفى وأعلن.

    رابعاً: إنّ الألفاظ التي ثبت أنها من الأضداد تركت آثاراً مهمة في دلالات الآيات القرآنية، فقد ترددت أقوال المفسرين بين المعنيين المتضادين لكل واحدة منها، مما يؤكد إحساسهم بأنها من الأضداد وأنها تحتمل المعنيين معاً، وقد ظهر ذلك في اختلافهم في تأويل لفظة (عسعس) وغيرها.

    خامساً: أكثر الألفاظ التي قيل إنها من الأضداد جاءت في القرآن الكريم كله بإحدى دلالتيها وندر أن جاءت إحدى تلك الألفاظ بالمعنيين المتضادين في السياقات القرآنية المختلفة.

    سادساً: بعض الألفاظ التي قيل إنَّها من الأضداد هي من باب النقل المجازي بطريق المشابهة ولا تتضمن شروط التضاد الحقيقي، ومن ذلك لفظة (عفا)، وبعضها من اختلاف اللغات، مثل: (أُخْفِيها وأَخْفِيها).

    سابعاً: كان السياق بنوعيه اللغوي والحالي عاملاً حاسماً في تعيين الدلالة المقصودة من اللفظ إذا كان من الأضداد.

    هذه هي أهم النتائج التي أمكن استخلاصها من دراسة ظاهرة التضاد الدلالي لمعرفة الأثر الذي تركته تلك الظاهرة في معاني الآيات القرآنية.

    ومهما يكن من أمر فإنَّ ظاهرة التضاد الدلالي تظل في حاجة إلى دراسة واستقصاء وتتبع لكل الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم وقيل إنها من الأضداد، لمعرفة حقيقة انتماء كل لفظ منها إلى الأضداد، من خلال ما قاله أهل اللغة، وما قاله المفسرون، وفي يقيني أن دراسة كهذه سوف تُخرِج من زمرة الأضداد ألفاظاً كثيرة ما زال الدارسون حتى يومنا هذا يعدونها من الأضداد، وهي أبعد ما تكون عن ذلك.

    قائمة المصادر والمراجع

    - القرآن الكريم.

    ابن درستويه، د. عبد الله الجبوري، بغداد 1974.

    أبو علي النحوي وجهوده في الدراسات اللغوية والصوتية، د.علي جابر المنصوري، بغداد 1987م.

    الأضداد، أبو حاتم السجستاني (ضمن ثلاثة كتب في الأضداد) نشر أوغست هفنر، بيروت 1913م.

    الأضداد، الأصمعي، عبد الملك بن قريب (ضمن ثلاثة كتب في الأضداد) نشر أوغست هفنر، بيروت 1913م.

    الأضداد في كلام العرب، أبو الطيب اللغوي، عبد الواحد بن علي. تحقيق/ د.عزة حسن، دمشق 1382هـ-1963م.

    الأضداد في اللغة، د.محمد حسين آل ياسين، مطبعة المعارف، بغداد 1394هـ-1974م.

    الأضداد، لابن السكيت، يعقوب بن إسحاق (ضمن ثلاثة كتب في الأضداد) نشر أوغست هفنر، بيروت 1913م.

    الأضداد، لأبي بكر بن الأنباري، محمد بن القاسم. تحقيق/ محمد أبو الفضل إبراهيم، الكويت 1960م.

    الأضداد، للصغاني، الحسن بن محمد، بيروت.

    البرهان في علوم القرآن (1-4)، بدر الدين الزركشي محمد بن عبد الله. تحقيق/ محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ط1 1376هـ-1957م.

    تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم. تحقيق/ السيد أحمد صقر، القاهرة، ط2 1393هـ-1973م.

    تصحيح الفصيح، لابن درستويه، عبد الله بن جعفر. تحقيق/ عبد الله الجبوري، بغداد 1975م الجزء الأول.

    التضاد في ضوء اللغات السامية، د.يحيى كمال، بيروت 1975م.

    التطور اللغوي التاريخي، د.إبراهيم السامرائي، القاهرة 1966م (معهد الدراسات العربية العليا).

    تفسير مجاهد، مجاهد بن جبر. تحقيق/ عبد الرحمن الطاهر بن محمد السورتي، قطر، الطبعة الأولى 1396هـ-1976.

    جامع البيان في تفسير القرآن (تفسير الطبري) محمد بن جرير. 1) طبعة القاهرة (1-30) 1323هـ بولاق، ونشرت مصورة في بيروت، دار المعرفة 1987م.

    الجامع لأحكام القرآن (1-30) (تفسير القرطبي)، محمد بن أحمد. تصحيح أحمد عبد العليم البردوني وآخرين، بيروت، ط2 مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية 1372هـ-1952م.

    جمهرة اللغة (1-4)، لابن دريد محمد بن الحسن الأزدي. تحقيق/ كرنكو، حيدر آباد الدكن بالهند 1344هـ-1351هـ.

    الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، أحمد بن فارس. تحقيق/ السيد أحمد صقر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1977م.

    علم الدلالة، د. أحمد مختار عمر، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، الكويت، ط1 - 1402هـ-1982م.

    فتح الباري شرح صحيح البخاري (1-14): ابن حجر العسقلاني أحمد بن علي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1 - 1410هـ-1989م.

    فصول في فقه العربية، د.رمضان عبد التواب. مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الثالثة 1408هـ-1987م.

    فقه اللغة العربية، د. كَاصد الزيدي، منشورات جامعة الموصل 1407هـ-1987م.

    فقه اللغة وخصائص العربية، د. محمد المبارك، دار الفكر، بيروت، ط5، 1392هـ-1972م.

    الكشاف (1-4)، للزمخشري محمد بن عمر، جار الله، تصحيح مصطفى حسين أحمد، نشر/ دار الكتاب العربي، بيروت، ط3 - 1407هـ-1987م.

    لسان العرب، ابن منظور محمد بن مكرم، دار صادر، بيروت.

    مجاز القرآن (1-2)، أبو عبيدة معمر بن المثنى، تحقيق/ د.محمد فؤاد سزكين، الناشر محمد سامي الخانجي، القاهرة، ط1 - 1374هـ-1954م.

    المخصص (1-5)، ابن سيده الأندلسي، علي بن إسماعيل، بولاق 1316-1321هـ.

    المزهر في علوم اللغة وأنواعها (1-2)، السيوطي. تحقيق/ محمد أبو الفضل ابراهيم وآخرين، دار الفكر، القاهرة 1958م.

    المسائل المشكلة المعروفة بـ(البغداديات)، لأبي علي الفارسي. تحقيق/ صلاح الدين عبد الله السنكاوي، بغداد 1983م.

    معاني القرآن (1-3)، للفراء، يحيى بن زياد، ج1، دار الكتب العربية القاهرة (د.ت). تحقيق/ أحمد يوسف نجاتي 1374هـ، ج2. تحقيق/ محمد علي النجار، ج3. تحقيق/ د.عبد الفتاح إسماعيل شلبي، القاهرة 1972م.

    معاني القرآن وإعرابه، لأبي إسحاق الزجاج، إبراهيم بن السري. تحقيق/ عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، بيروت - ط1 1408هـ-1988م.

    النوادر في اللغة، أبو زيد الأنصاري، سعيد بن أوس. تحقيق/ سعيد الشرتوني، دار الكتاب العربي، بيروت، ط2 - 1387هـ-1967م.

    - منشور في مجلة دراسات يمنية/ العدد 80

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 3:06 pm