أعمال حول مُفْدي زكرياء:
لا تدعي هذه القراءة سبقا ولا
إبداعا في تناول شعر زكرياء، بل هي فتح شهية وإشارة إلى معينه وما فيه من
روائع خالدات، تناولتها دراسات مستفيضة متخصصة، نذكر من أبرز الأعمال التي
تناولت شعر مُفْدي زكرياء، الدراسات الآتية:
1-كتاب "مُفْدي زكرياء شاعر النضال والثورة"
يعد
هذا الكتاب رائد الدراسات الأكاديمية، والبوابة التي دلف منها الباحثون
لهذا الشاعر الكبير، ومن الإنصاف الاعتراف بالفضل لمؤلفه الدكتور محمد
ناصر على هذا الجهد العلمي الطيب، لما تميز به من تحليل دقيق لنتاج زكرياء
الشعري، من الناحيتين الفنية والموضوعية على حد سواء، ولما نشره من تراث
مخطوط لزكرياء لأول مرة يرى النور. وطبع الكتاب طبعة أولى سنة 1984،
وثانية 1989.
2- شعر الثورة عند مُفْدي زكرياء، دراسة فنية تحليلية.
للدكتور
يحي الشيخ صالح، وأصل الكتاب رسالة ماجستير نوقشت بجامعة قسنطينة
بالجزائر، سنة 1986م. تناول فيها بالتحليل مضمون شعر زكرياء المتعلق
بالثورة الجزائرية.
3-شعر مُفْدي زكرياء.دراسة موضوعية وفنية.
للدكتور حواس بري، تناوله في رسالة ماجستير بجامعة عين شمس، بالقاهرة، سنة 1987م.
4-مُفْدي زكرياء شاعر مجد ثورة.
للباحث بلقاسم بن عبد الله، تاريخ النشر: الطبعة الأولى 1990، الثانية 2003
والكتاب
عبارة عن وثائق ومقابلات وشهادات في حق هذا الشاعر الكبير، الذي لم ينل
بعد حقه من التقدير رغم مرور ربع قرن على أفول نجمه عن عالم الأحياء. لكن
نجم شعره ظل ماثلا في القلوب والضمائر، يتحدى الزمان والمكان. لما يحوي من
خصوبة التجربة الشعرية والصدق والصراحة والجمال التصوير الذي عز أن يجتمع
لشاعر مثلما تسنى لزكرياء.
هذا الكتاب ثمرة جهود جادة متواصلة عبر
ثلاثين سنة، استهلها بلقاسم بن عبد الله بأول و أهم حوار مطول مع الشاعر
مُفْدي زكريا في صيف 1972 ليواصل المشوار بسلسلة من المقابلات و المقالات
لإنصاف الشاعر، فجاء كتابه في مائتين وأربعين صحيفة، جمع بين المادة
الأدبية و التاريخية، والأسلوب الصحفي المنهجي، وتضمن حوارات و ذكريات
وقصائد مخطوطة ومغمورة ووثائق وصورا نادرة.
5-مُفْدي زكرياء في ذاكرة الصحافة الوطنية الجزائرية
صدر
حديثا عن مؤسسة مُفْدي زكرياء كتاب تحت عنوان كلمات.. "مُفْدي زكرياء في
ذاكرة الصحافة الوطنية" للمؤلف محمد عيسي وموسي وهو عبارة عن رحلة في
ذاكرة الصحافة الوطنية وذلك بمناسبة سنة حصاد مُفْدي زكرياء. ويقع الكتاب
في 345 صفحة من القطع الكبير ويعد رحلة في ذاكرة الصحافة الوطنية مع عينة
مختارة محددة امتدادها تسع سنوات من سنة 1985 إلى 1993.
8 - فبراير - 2008
تتمة المحاضرة ..1 كن أول من يقيّم
فمن هو مُفْدي زكرياء:
الاسم: زكرياء بن سليمان بن يحي بن الشيخ سليمان، ولقب أسرته آل الشيخ.
ولد
سنة 1908م. بل ذهب بعضهم إلى تحديده بدقة، وهو يوم الجمعة 12 جمادى الأولى
1326 هـ الموافق 12 يونيه/حزيران 1908م، ببلدة بني يزجن، ولاية غرداية
جنوب الجزائر.
لقبَّه زميل دراسته سليمان بو جناح بـ "مُفْدِي" فأصبح لقبه الأدبي الذي اشتهر به.
المسار التاريخي:
بدأ مفدي زكرياء مساره في مسقط رأسه متعلما بكتّاب البلدة، حيث حفظ أجزاء من القرآن ومبادئ العربية والفقه، ثم
اصطحبه
والده معه وهو ابن سبع سنين إلى مدينة عنابة شمال شرق الجزائر التي كان
تاجرا بها، وفيها أتم حفظ القرآن، ثم جعل يتردد بينها وبين مسقط رأسه ولم
تنتظم دراسته، حتى سنة 1922 إذ قرر والده إرساله إلى تونس، فالتحق بمدرسة
السلام القرآنية، وبعد سنتين انتقل إلى المدرسة الخلدونية، ثم تحول إلى
جامع الزيتونة، وأخذ عن علمائها دروس اللغة والبلاغة والأصول، وكان خلال
ذلك طالبا ذكيا نجيبا، برزت مواهبه الشعرية مبكرا، وشغف بندوات الشعر
والأدب التي كان يعقدها الأديب العربي الكبادي. كما كان يتلقف ما يصل إلى
تونس من مجلات شرقية تبعث النخوة والوطنية فيتشربها ويتخذ مواضيعها مجالا
للتدرب على الإنشاء والكتابة. نثرا وشعرا. وكان يعرض شعره على أساتذته في
البعثة العلمية الميزابية بتونس لتقويمه، حتى انقاد له القريض.
وتعد فترة مكوثه بتونس مرحلة التكوين الأصيل التي وجهته التوجيه الأدبي والسياسي بعد ذلك.
وكان
للبيئة الإسلامية الأصيلة التي نشأها ولمصادر ثقافته الدينية ولما عاينه
من استبداد الاستعمار الفرنسي أكبر الأثر في تشكيل شخصيته الشعرية
والمتحدية التي طبعت إنتاجه الأدبي.
ثم رجع من تونس إلى الجزائر،
وتوجه للعمل التجاري ولكنه لم ينقطع عن مجال الفكر والأدب، وإن لم يكتب له
النجاح في المجال التجاري رغم تقلبه في أنواع من النشاط وانطلاقه في
مشاريع عديدة كان نصيبه فيها الفشل .
وكان من رواد الحركة الوطنية
التي تبنت مبدأ الاستقلال، مثل حزب نجم شمال افريقية وحزب الشعب، وقد نظم
فيها شعرا وطنيا صادقا، كما كان مؤيدا لجهود جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين، ولكنه آثر الانضمام إلى الحركات الوطنية الأخرى، حتى جاءت
الثورة فكان سباقا إلى رحابها فارتمى فيها ولقي في سبيلها ألوان العذاب،
وسجنته السلطات الاستعمارية خمس مرات، دامت في مجموعها عدة سنوات.
وكان
ضمير ثورة التحرير الحي ورائد قافلتها، يردد الوطنيون أشعاره في ساحات
المعارك، وعلى أعواد المشانق، حتى بزغ فجر الحرية، فاستقر بالجزائر في
نشاط وفتح مكتبا للتمثيل التجاري، ولكنه كان عاثر الحظ في هذا المجال، ولم
تسعفه الظروف للاستقرار، فتوجه إلى تونس سنة 1963 ومكث بها إلى سنة 1969
حيث يمم شطر المغرب واستقر بالدار البيضاء وفتح مدرسة للتعليم الثانوي،
وفتح خطا لنقل البضائع.
وظل يجمع كما دأب طول حياته بين أعماله
التجارية والإدارية وإبداعاته الأدبية، وتردد كثيرا بين أقطار المغرب
العربي مشاركا في تظاهراته ونشاطاته الثقافية والسياسية، وشارك بشعره
ومناقشاته في جل ملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر .
وختم حياته
برائعته الخالدة "إلياذة الجزائر" جمع فيها ما تفرق في غيرها، وأبرز فيها
لوح الجمال ولوح الجلال، جمال الطبيعة الساحر، وجلال التاريخ الزاخر.
وكانت
وفاته يوم الأربعاء 02 رمضان 1397هـ الموافق 17 أوت 1977م بتونس وعمره
تسعة وستون عاما، ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن بمسقط رأسه في بني يزقن -
ولاية غرداية.
منابع ثقافة زكرياء:
1- القرآن،
2- التراث العربي الإسلامي،
3- البيئة المحافظة.
4- التحدي الاستعماري لاجتثاث المجتمع الجزائري من ثوابته ومقوماته.
فالمطلع
على آثار مُفْدي زكرياء، خاصة منها قصائده الشعرية، يدرك بجلاء أثر
المصادر الدينية الإسلامية فيها، خاصة تأثير القرآن الكريم، والسيرة
النبوية الشريفة والتاريخ الإسلامي الحافل بالأمجاد والبطولات؛ كما أن
آثار مُفْدي الأدبية، لا تخلو من معانٍ فلسفية تتجلى في الفكرة العميقة،
والحجة القوية، والنقد الجريء، ناهيك عن الرؤية الشاملة في تناول
الموضوعات مما ينم عن عبقرية فلسفية متفردة.
إلى جانب هذا فإن آثار
مفدي مملوءة بالتوجيهات التربوية؛ فآثاره وشعره بالأخص يعد مدرسة لتربية
الأجيال، تبث القيم النبيلة الداعية للتشبث بالأصالة والروح الوطنية،
والسعي للذود عن الدين والوطن.
تتمة المحاضرة...2 كن أول من يقيّم
إنتاج مُفدي زكرياء:
أولا: الشعر
يمكن
اختزال مضمون ومعالم شعر زكرياء، أنه كان شعر قضية، إذ لم يكن في كتابته
الشعرية لاهيا أو متسليا، ولم ينظم الشعر مضاهاة أو مباهاة، ولكن كان شعره
نبض مشاعر، وصدى لأمة ذاقت ألوان العذاب وعرفت أقسى أنواع الاستعمار، إذ
احتل الأرض وسعى ليسلب العقل والقلب، ويمسخ الفكر واللسان، ويشوه التاريخ،
وبذل في سبيل ذلك كل حيلة واتخذ له ألف وسيلة.
ولكن يقظة الضمير الحر
في أبناء الشعب الجزائري حالت دون تحقيق هذه المطامح، فتضافر العلماء
والمصلحون، والشعراء والمثقفون، لتحصين الشعب من داء المسخ والفرنجة،
وتركيز هويته وأصالته، فتحقق المراد وبزغ فجر الاستقلال.
وانتظم شعر
زكرياء في هذا المسار منذ بواكير إنتاجه واستمر وفيا لهذا الخط إلى آخر
رمق من حياته. ولم تغيره الظروف المتقلبة والمحن المتتالية عن هدفه
المرسوم، بل ظل يلهج بحب الوطن ويشيد بالأمجاد والقيم، وينـزل بشعره حَمما
على الظالمين، ويدعو إلى وحدة العرب والمسلمين، حتى وافاه أجله ولحنه
الخالد: الأصالة والوطنية، والوحدة والحرية.
ويتمثل نتاجه الشعر في الدواوين الآتية:
1- اللهب المقدس. صدر سنة 1961
2- تحت ظلال الزيتون. سنة 1965
3- من وحي الأطلس. 1976
4- وإلياذة الجزائر في ألف بيت وبيت 1972.
كتب
شاعر الثورة مُفْدي زكرياء رائعته (إلياذة الجزائر) وألقاها لأول مرة في
جلسات الملتقى السادس للفكر الإسلامي المنعقد في قصر الأمم بالجزائر
العاصمة في شهر جويلية 1972، وفي السنة نفسها صدرت الإلياذة في واحدة
وستين مقطوعة (61)، تضم ست مائة وأحد عشر بيتا (611)، وفي السنة الموالية
(1973) صدر نصها الكامل في مائة مقطوعة (100)، تضم ألف بيت وبيتا (1001)
من الشعر، كتبها الخطاط الأستاذ عبد المجيد غالب، وكتب تقديمها المرحوم
الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم، الذي كان وزيرا للشؤون الدينية حينئذ،
وكانت له مساهمة فعالة في ميلاد الإلياذة بما كان ينفح به زكرياء من حقائق
التاريخ ليصوغها شعرا نابضا بالحياة، بالاستعانة بالمؤرخ التونسي الكبير
عثمان الكعاك.
ثم توالى من بعد، صدور طبعات مصورة طبقا لاصل طبعة سنة 1973، وذلك في السنوات التالية: (1986، 1987، 1992، 1995، 2001 ، 2002).
5- أمجادنا تتكلم. تحقيق مصطفى بن بكير حمودة، وتقديم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
يقع
الديوان في أكثر من 300 صفحة يحتوي على تسعة و سبعين قصيدة اختير عنوان
الديوان من رائعته عن أمجاد مدينة بجاية بمناسبة الملتقى الثامن للفكر
الإسلامي الذي انعقد في بجاية يوم 25 مارس 1974 وضع لها الشاعر عنوانًا هو
"أمجادنا تتكلم".
واعتمد المحقق مصادر عدة لتجميع هذه القصائد المتناثرة من مكتبة الشاعر ورفاقه وجهود بعض الباحثين خارج الجزائر.
وقد
حظي الديوان بتصدير بقلم فخامة رئيس الجمهورية جاء فيه: «إن إصدار آثار
مُفْدي زكرياء، وجعلها في متناول الأجيال لهو واجب يدخل في صميم رعاية
أنصع و أشرق ما نقشه المجاهدون والمجاهدات في ذاكرتنا الوطنية عبر العصور،
إنها تمثل صفحات فريدة من نوعها في ثبت أمجاد الجزائر والأمة العربية، ذلك
لأنها تجمع بين الشموخ والفداء و التألق في الإبداع الشعري والرفعة
والسموق في الإباء والجهاد بالفكر الكلمة في سبيل تحرير الوطن»
ولزكرياء
بعد هذه الدواوين الخمسة: جانب شعر كثير لا يزال متفرق في الصحافة
الجزائرية والتونسية والمغربية، ودواوين معدة للطبع (أو طُبعتْ بعد ذلك)
منها:
6- أهازيج الزحف المقدس (أغاني الشعب الجزائري الثائر بلغة الشعب).
7- و"انطلاقة" ديوان المعركة السياسية في الجزائر من عام 1935 ـ 1954.
8- و"الخافق المعذب" من شعر الهوى والشباب، ومحاولات الطفولة التي كتبها الشاعر في صباه.
9-
كتب مفدي زكرياء الأناشيد الوطنية، ومنها النشيد الوطني الجزائري، ونشيد
العلم الجزائري، ونشيد جيش التحرير الوطني، ونشيد المرأة الجزائرية،
وغيرها من الأناشيد.
النثر:
10- تاريخ الصحافة العربية في الجزائر لمفدي زكرياء جمع وتحقيق د. أحمد حمدي.
تاريخ النشر: الجزائر – 2003
يعتبر
نشر هذا الكتاب لبنة جديدة للتعريف بتراث زكرياء النثري المغمور، رغم
أهميته، حيث يمكن من خلاله أن نتعرف على جانب آخر من عبقرية مفدي، وهي
المتعلقة بالناثر الجاد، وذلك من خلال كتابه "تاريخ الصحافة العربية
بالجزائر" والذي سهر على جمعه وتحقيقه وإخراجه في شكل كتاب بعدما كان
حلقات إذاعية متسلسلة الأستاذ الدكتور أحمد حمدي.
وتضمن الكتاب رصد
ظهور الصحافة العربية بالجزائر، معركة الصحافة الإصلاحية، ونماذج بارزة من
هذه الصحف ودورها مثل "الشهاب" لابن باديس، و"المنهاج" لأبي إسحاق اطفيش،
و"وادي ميزاب" لأبي اليقظان.
11- كما كتب مُفْدي مسرحية بعنوان "الثورة الكبرى"،
12- واشترك مع الأديب التونسي الهادي العبيدي في تأليف كتاب الأدب العربي في الجزائر عبر التاريخ (أربعة أجزاء)،
13- وفي كتاب "أنتم الناس أيها الشعراء".
14- كما شارك الأديب التونسي الحبيب شيبوب في تأليف كتاب "صلة الرحم الفكرية بين أقطار المغرب العربي الكبير".
15- وبمشاركة المؤرخ التونسي محمد الصالح المهيدي كتب عن أقطاب الفكر المغربي على الصعيد العالمي. وغيرها من الأعمال المشتركة.
16- ومن أعماله النثرية: نحو مجتمع أفضل،
17- وست سنوات في سجون فرنسا،
18- وحواء المغرب العربي الكبير في معركة التحرير،
19- وقاموس المغرب العربي الكبير (في اللهجات المغربية)
20- وعوائق انبعاث القصة العربية،
21- وقصة اليتيم في يوم العيد،
22- والجزائر بين الماضي والحاضر
23- وأضواء على وادي ميزاب
24- والكتاب الأبيض
تتمة المحاضرة 3
موضوعات شعر زكرياء
تناول
زكرياء في شعره موضوعات أساسية كانت تخدم فكرته وتعالج واقعه، وتلبي
طموحاته وما نذر نفسه له من فداء وطنه حتى تحقيق النصر والاستقلال. فكان
موضوعه الأساس الوطن، وما حام حوله، وسعى للحفاظ عليه ورفع شأنه وتحقيق
عزته وكرامته:
الوطن، الأمجاد، الحرية، الوحدة، الطبيعة، الأخلاق والقيم، محاربة الاستعمار، إنكار التفسخ الخلقي والانحلال.
ويمكن تحديد أهم أغراض الشعر عند زكرياء في النقاط الآتية:
1- التغني بالتاريخ والبطولات. والأمجاد، وهو جانب الجلال.
2- الإشادة بالوطن، وما يزخر به من جمال ساحر.
3- السخرية بالمستعمر وتحدي بطشه وجبروته.
4- التقريع والتشهير بالخونة والعملاء الذي يعينون المستعمر على بني جلدتهم.
5- الإشادة بالقيم والأصالة والدعوة للاستمساك بها.
6- التحذير من الانسلاخ والانبهار بالوافد من العادات التي تخالف أصالتها وتنافيها.
يقول في الاعتزاز بمقومات الأصالة:
شـربـت العقيدة حتى الثمالهْ
فـأسلمتُ وجهي لرب الجلالهْ
ولـولا الـوفـاء iiلإسـلامنا
لـمـا قرر الشعب يوما مآله
ولـولا اسـتـقـامة أخلاقنا
لما أخلص الشعب يوما نضاله
ولـولا تـحالف شعب iiوربٍّ
لـمـا حقق الرب يوما سؤاله
هـو الـديـن يغمر iiأرواحنا
بـنور اليقين ويرسي iiالعداله
إذا الـشعب أخلف عهد iiالإله
وخـان العقيدة فارقُب iiزواله
- الدعوة إلى الوحدة بكل معانيها ودوائرها، على المستوى الوطني، والمغربي، والعربي والإسلامي.
وقد
جسد هذه الدعوة في نص دبجه بيده وتلاه على المؤتمر الرابع لطلبة شمال
إفريقيا بتونس سنة 1934، سماه "ميثاق التوحيد" وجعله إيديولوجية وعقيدة،
محددة في عشرة بنود. مما جاء فيها:
1. «آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا، وبالقرآن إماما، وبالكعبة قبلة، وبسيدنا محمد نبيا ورسولا، وبشمال إفريقيا وطنا واحدا لا يتجزأ.
2. أقسم بوحدانية الله أنني أومن بوحدانية شمال إفريقيا وأعمل لها ما دام فيّ قلب خافق ودم دافق ونفس عالق.
3.
كل مسلم، بشمال إفريقيا، يؤمن بالله ورسوله ووحدة شماله، هو أخي، وقسيم
روحي، فلا أفرق بين تونسي وجزائري ومغربي، وبين مالكي وحنفي وشافعي وإباضي
وحنبلي، ولا بين عربي وقبائلي، ولا بين مدني وقروي، ولا بين حضري وآفاقي،
بل كلهم إخواني أحبهم وأحترمهم وأدافع عنهم ماداموا يعملون لله والوطن،
وإذا خالفت هذا المبدأ فإنني أعتبر نفسي أعظم خائن لدينه ووطنه.
4.
وطننا شمال إفريقيا جزء لا يتجزأ من جسم الشرق العربي، نفرح لفرحه ونتألم
لألمه، ونتحرك لتحركه، ونسكن لسكونه، تربطنا به إلى الأبد روابط اللغة
والعروبة والإسلام»…
إلى آخر البنود العشرة.