منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    مصطلحات تراثية للقصة العربية

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    مصطلحات تراثية للقصة العربية Empty مصطلحات تراثية للقصة العربية

    مُساهمة   الخميس ديسمبر 17, 2009 5:04 am

    ناشر الموضوع : عبدالملك

    مصطلحات تراثيّة للقصَّة العربيّة - د.عبد الله أبو هيف

    هناك ثلاث محاولات لوضع تعريفات لمصطلحات القص والسرد العربية، الأولى من صنعة عبد العزيز عبد المجيد في كتابه بالإنكليزية:‏

    "THE MODERN ARABIC SHORT STORY"‏

    (مطبوع بدار المعارف بالقاهرة –دون تاريخ)، والثانية من صنعة مجدي وهبة وكامل المهندس في "معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب" (بيروت ط1، في عام 1979، و ط2 في عام 1984)، والثالثة من صنعة علي عبد الحليم محمود في كتابه "القصة العربية في العصر الجاهلي" (دار المعارف –القاهرة ط2- 1979).‏

    وقد اعتمدنا جزئياً على محاولاتهم، وأكملناها من واقع دراستنا للقصة العربية. وأضفنا إليها بعض المصطلحات التي أطلقها النقد الحديث، وأسهمت إسهاماً كبيراً في رؤية أفضل للتراث القصصي العربي:‏

    -أ-‏

    *الأسطورة:‏

    ترادف الخرافة غالباً، وتتضمن أحداثاً تنبؤية، وتفسر وعي الناس في فترة تكون العقل وتعلل مظاهر الطبيعة والنفس البشرية الأولى، وجاءت في القرآن بمعنى الحكاية، "أساطير الأولين"، "حكايات القدماء"، وعرفت الأساطير مثل الحكايات بالأباطيل والأكاذيب والأحاديث التي لا نظام لها، أي ابتعادها عن الواقع وإغراقها في الخيال في سعيها للتعبير عن تجارب الإنسانية البدائية إزاء قوى الطبيعة والآلهة الخيالية والكائنات الواقعية. وثمة أساطير عربية كثيرة في الجاهلية.‏

    ولم يذكر لنا صاحب "الفهرست" الأساطير كنمط أدبي عربي، أي أنها ليست شائعة في عصره.‏

    والأسطورة قصة خرافية، تبرز فيها قوى الطبيعة في صور كائنات حية ذات شخصية ممتازة، وتشيع في الأدب الشعبي مثل أسطورة أهل الكهف. وبهذا تختلف الأسطورة عن الملحمة والخرافة، فالملاحم تسجل أفعالاً إنسانية، والخرافة صيغة سردية تخدم أهدافاً تعليمية وترفيهية عن طريق تصوير الحيوانات أو الجمادات أو المخلوقات الأخرى المتخيلة.‏

    ومن أساطير العرب قبل الإسلام قصة أساف ونائلة، وقصة طسم وجديث، وقصة عاد والريح، وقصة ثمود والناقة، وقصة مصرع الزباء، وقصة ربيبة الجان.. الخ.‏

    *أيام العرب:‏

    هي قصص عن حروب العرب ووقائعهم، وكانت تسمى بأسماء الأماكن التي دارت فيها غالباً.‏

    وثمة كتب قصصية حديثة تروي هذه الأيام مثل "أيام العرب في الجاهلية" لمحمد أحمد جاد المولى وزميليه، وقد بلغت هذه الأيام عندهم ثلاثة وثمانين يوماً، أما المصادر القديمة مثل أبي الفرج الأصفهاني، فقد استقصاها في مؤلف له، وأحصى ألفاً وسبعمائة يوم، ولكن الكتاب مفقود.‏

    ومن المتفق عليه، أن كل يوم وصلنا منها فيه جذور لقصة كانت كاملة مستوعبة في محتواها أحداث يوم حافل بالأحداث والوقائع.‏

    -ت-‏

    *التنضيد:‏

    نسق الربط بين أكثر من قصة مستقلة بوساطة شخصية أو رمز أو عبارة أو لازمة لغوية، وكان هذا سائغاً في التراث القصصي العربي في قصص الرحلات والأسفار، وفي الطرائف والنوادر، وفي المغامرات التي حوتها السير الشعبية.‏

    *التحفيز (الحافز):‏

    الحافز هو الوحدة الحكائية الأصغر في كل نص قصصي، وهو موجود في الأنماط القصصية القديمة كلها، بل إن أحدث مصطلحات القصة، نظريتها وعلمها، مستنبطة من التراث القصصي القديم، ولاسيما الشعبي منه، كما فعل فلاديمير بروب في بحوثه الرائدة في هذا الميدان.‏

    أما التحفيز فهو نسق الربط بين الحوافز، وكان موجوداً في الرواية الشطارية وقصص المكدين، والروايات العاطفية والسير الشعبية، وكان اكتشافه في القرن التاسع عشر تطوراً كبيراً في فهم القصة حين نظروا في فعلية القصة الحقيقية وافتراقها عن القصة المتخيلة من حيث التنامي المنضبط والتعليل لما يحدث والإيجاز والكثافة ونفي المصادفة.. الخ.‏

    *التحقيق القصصي:‏

    نمط قصصي لا يتقيد بالطول أو حدود عملية القص، وقد شاع في الكتابة القصصية الحديثة في مطلع القرن العشرين بتأثير الصحافة ويلجأ فيه كاتبه إلى المزج بين القصة والتحقيق الصحفي، ويتحول أحياناً إلى تقرير مليء بالقصص أو السرد والحقائق في الوقت نفسه.‏

    -ح-‏

    *الحديث:‏

    فن قصصي يتصل بالحديث أو الفعل حين يخبر عنه أو يروى. وقد يكون دينياً أو غير ديني، وقد انطلق بقوة مع الجماعات الإسلامية والفرق والنحل، وشاع في مجالس الخلفاء والأمراء والسلاطين والوزراء والقواعد والحكام فالأحاديث القصصية تروى في مجالس، وأول تسمية أطلقت على الأحاديث القصصية عن الأنبياء والرسل وغالباً ما تتضمن حكايات أو سرداً لوقائع متخيلة، من باب المبالغة أو التهويل أو تمويه الوقائع بقصد الوعظ والإرشاد، ثم صارت هناك مجالس للمحدثين في المساجد والجوامع ودور المثقفين.‏

    *الحكائية (المتن، البناء):‏

    الحكائية هي عملية سرد القصة (المتن) كما حدثت في الواقع أو الحقيقة، ولكنه، نظرياً، غير موجود إلا عندما يبنيه الحاكي أو الراوي أو السارد، ونسميه بعد ذلك البناء الحكائي ويميز النقد الحديث ولاسيما الشكلانيون الروس بين بناء حكائي بسيط في القصص القديمة وبين بناء قصصي معقد في القصص الحديثة.‏

    *الحكاية:‏

    فن قصصي يستند إلى فعل "حكى"، وله معنيان الأول هو التقليد أو المحاكاة، وقام به في الواقع "الحكواتي"، والثاني هو الرواية والأخبار والقص، وقام به في التاريخ الأدبي غالبية الكتّاب والمؤلفين الذين يستعينون على موضوعاتهم بالحكايات، ومثاله الأبرز الجاحظ.‏

    وذكر صاحب "الفهرست" كتباً استعملت الحكاية بمفهوم القصة، وقرنتها بالخرافة، وهي التي تمزج بين التاريخي والخيالي. ويمكننا أن نعرف الحكاية، كما هو شائع، وفق ما يلي: لفظ عام يدل على قصة متخيلة أو على أي سرد منسوب إلى راوٍ.‏

    ومن الأمثلة على الحكاية، حكاية أبي القاسم البغدادي لأبي المطهر محمد الأزدي، وهناك حكايات اللصوص والشطار، وحكايات المسافرين والرحالة، ومن أولها ما ورد في "تاريخ عمان" للأزبوسي الذي يسرد رحلات وتنقلات القبائل الجاهلية.‏

    -خ-‏

    *الخبر:‏

    فن قصصي قصير يغلب عليه قول الحقيقة ويشير إلى سرد شيء من التاريخ، وما لبثت أن داخلته المعلومات المزيفة أو المختلفة أو الخيالية. ومن أمثلة "الخبر" التي تقارب مفهوم الجنس الأدبي القصصي كتاب "المكافأة" لأحمد بن يوسف المصري (ت 951م). ويرى كثير من النقاد أن الخبر كفن قصصي يشير إلى أكثر نزوعات التجديد القصصي، كما تعرف اليوم، في الأقاصيص الانطباعية.‏

    *الخرافة:‏

    "خرافة" اسم رجل من عذرة كما في "الصحاح" أو من جهينة كما لابن الكلبي، استهوته الجن واختطفته ثم رجع إلى قومه فكان يحدث بما رأى فيعجب منه الناس فكذبوه، فجرى على ألسن الناس وقالوا: حديث خرافة، أو حديث مستملح كذب، كما عند الزبيدي في "تاج العروس"، ثم اكتسبت الخرافة معانيها فيما بعد لتشير إلى فن قصصي دلالة على أحداث خيالية مروية على لسان الحيوان، أو للدلالة على أحداث خارقة أو الأحداث العجائبية والغرائبية، أو الأحداث مع الجان، وامتد المفهوم ليشمل الأحداث غير المعقولة أو المضحكة، على أن الخرافة تشير إلى مغزى أخلاقي أو معنى أخلاقي حسب راويها وناقلها.‏

    -ر-‏

    *الرواية:‏

    هي فن حديث، وتستمد معناها في الثقافة العربية من فعل "روى"، أي إعادة السرد لنقل الأحداث وتوصيل القصص والقصائد والتقاليد الأدبية.‏

    وقد اختلط بمعنى "السير" أو القصة الطويلة التي تنقل ترجمة حياة بما يدخل في التخيل، وقد ظل هذا المعنى سائداً حتى منتصف القرن التاسع عشر.‏

    والرواية الحديثة، في نشأتها، انبثقت من القصص التاريخي والرومانسي. والرواية تفيد أيضاً حالة من حالات النص الذي أجريت فيه تعديلات إما بفعل النساخ أو الرواة أو المترجمين، ومثال ذلك روايات الحديث الشريف والترجمة السبعينية للعهد القديم، وهناك معايير للراوي وصدقه والوثوق به.‏

    ثم تطور مفهوم الرواية في الأدب بعيداً عن الدين، فصار إلى سرد نثري خيالي طويل.‏

    وهكذا، نستطيع أن نعد بعض الكتب القصصية القديمة حاملة لبذور فن روائي مثل "قصة البراق"، وهي واحدة من مجموعة قصصية لعمر بن شبه (ت 262هـ) سماها "الجمهرة"، و "حرب البسوس" والقصص العاطفية مثل كثير لبنى وجميل بثينة، والقصص العاطفية الموضوعة عن "مجنون ليلى" وقصة "حي بن يقظان" لابن طفيل المشهورة.‏

    -س-‏

    *السرد:‏

    هو مصطلح حديث للقص، لأنه يشتمل على قص حدث أو أحداث أو خبر أو أخبار سواء أكان ذلك من صميم الحقيقة أم من ابتكار الخيال، والسرد بعد ذلك عملية يقوم بها السارد أو الحاكي أو الراوي، وتؤدي إلى النص القصصي، والسرد موجود في كل نص قصصي حقيقي أو متخيل.‏

    *السمر (المسامرة، الليلة):‏

    فن قصصي يقوم على المناقشة أو المحادثة أو الخطبة أو المحاضرة في الأمسيات.‏

    ويستمد تقليده من عادة اجتماعية مألوفة عند العرب منذ الجاهلية، حيث يجلسون في خيمة أو قرب النار في الليل، ويستمعون إلى أحد ما يسرد القصص داخل نقاش أو محادثة أو خطبة أو محاضرة.‏

    ويلعب خيال المسامر، الراوي أو القاص، دوراً كبيراً في اختراع أحداث جديدة، وكانت المسامرة أساساً لمجالس الأدب عبر العصور في قصور الخلفاء والأمراء الذين اجتمعوا مع العلماء والأدباء والشعراء لمناقشتهم والاستماع إليهم. وفي زمن صاحب "الفهرست" كان هناك كتب كثيرة تحت عنوان "سمر"، وفي "تاريخ الأدب العربي" لكارل بروكلمان فصول متعددة لكتب أدب السمر، إذ جعل كل ما له علاقة بالقص سمراً.‏

    ويطلق على السمر مفهوم "الليلة"، كما فعل التوحيدي في مقابساته وأمسياته التي سامر فيها أقرانه. وربما كان السمر منطلق تسمية الليلة في "ألف ليلة وليلة".‏

    *السيرة:‏

    فن قصصي يعنى بوصف الطريقة التي حدثت فيها الأفعال الخاصة بشخص مما سار من سلوكه بين الناس، وسار فعل بمعنى "مشى" أو "مضى"، فالسيرة هي الفعل الذي مضى ومشى حتى صار باقياً يروى، وبدأ هذا الفن مع السيرة النبوية وسير الأولين القدماء، ثم توسعت الكتابة في السيرة فشملت سير العشاق والأبطال.‏

    وهكذا تدل السيرة على تاريخ مدون لحياة شخص مهم، وتتداخل فيها الوقائع والأخيلة.‏

    وفي التراث القصصي العربي القديم، ما زالت سير كثيرة متداولة في طبعات شعبية ورسمية مثل "سيرة الزير سالم" و "سيرة عنترة بن شداد"، و "سيرة فيروز شاه" و "سيرة الأميرة ذات الهمة" و "سيرة فارس اليمن الملك سيف بن ذي يزن" و "سيرة حمزة البهلوان" و "سيرة علي الزيبق" و "سيرة الظاهر بيبرس" و "السيرة الهلالية".‏

    -ص-‏

    *الصورة القصصية:‏

    نمط قصصي انطباعي موجز وقصير يهدف إلى رسم صورة متخيلة غالباً للطبيعة أو البشر مع التركيز على فكرة معينة، ويجهد كاتبها لنقل الصورة القصصية كما انطبعت في ذهنه أو خياله. ويبدو في هذا النمط الكاتب محوراً للقصة فيما يتخيل أو يسرد أو يوجه من أفكار.‏

    وقد كتب غالبية رواد القصة العربية الحديثة هذا النمط، وسماه بعضهم "صورة قلمية".‏

    -ق-‏

    *القص، القصة، القاص:‏

    اسم من فعل "قصّ"، ويعني تتبع الأثر خطوة خطوة، أو تتبع الأثر كلمة كلمة أو معلومة معلومة، وقد ورد في القرآن "نحن نقص عليك أحسن القصص"، كما وردت لفظة قصة أو مشتقاتها أكثر من ثمانية مرات في القرآن الكريم.‏

    والقاص هو راوي القصة على الورق أو بين الناس وهو الذي يتتبع الحوادث، وقد يكون مؤلف القصة أو مجرد راو لها.‏

    وكانت مهنة القصاصين شائعة منذ القرن الأول الهجري حتى منتصف القرن العشرين على اتساع، وحتى اليوم على ندرة.‏

    وقد أطلق العرب القصة على الحديث والخبر والسمر والخرافة أيضاً، مما يشي بالتداخل بين هذه المصطلحات.‏

    وأقدم القصص العربية المدونة وردت في القرآن، ثم نشأ القصص الديني، واتخذ من المساجد أمكنة له.‏

    وزاد الإقبال على القصاصين في عهد الخلفاء الأولين الذين أباحوا لهم التحدث في المساجد، وأوكلوا إليهم مهمة الوعظ في السلم ومهمة التحريض على الجهاد عند الحرب، وعلا شأن القصاصين في عهد معاوية بي أبي سفيان حتى استقدمهم إلى قصره، وأمر بتدوين قصصهم.‏

    واتسعت القصص العربية ودونت في العصر العباسي. ويشير ولع الكتّاب والمؤرخين والمفسرين والفقهاء والمتصوفة بالقصة إلى أمر طالما أشير إليه، وهو أن القصة أفسدت كل أنباء المؤرخين، لما في القصة من خيال لا يوافق الوقائع التاريخية.‏

    وقد بدأت القصة العربية عن طريقين:‏

    الأول: هو الرواة العرب المؤلفين الذين انطلقوا من التاريخ أو الحقيقة أو الواقع، ثم تداخلت الوقائع مع التخيل، ومن أوائل التأليف القصصي ما جاء في "كتاب التيجان في ملوك حمير" المنسوب لوهب بن منبه (ت 110هـ)، وهو كتاب يجمع بين الحادثة التاريخية والقصص الديني، وبين الخرافة والأسطورة.‏

    والثاني: هو الرواة الحكواتيين الذين يؤدون القصص أمام حشد من الناس، ومن هؤلاء تشكلت بعض الظواهر المسرحية.‏

    فالقص في الثقافة العربية هو استعراض لأحداث ماضية كلاماً، وقد تكون الحوادث تاريخية مختلفة أو مزيجاً منهما.‏

    والقصص فن للترويح والتسلية والإمتاع على الأغلب، وللتثقيف وللتهذيب والوعظ على الأقل. وظهر هذا الفن، كما لاحظنا، في عصر التجميع في القرنين الهجريين الأول والثاني، في عهد الدولة الأموية والعصر العباسي، وليس ابن المقفع –كما يقال- (142هـ ن) أول قاص يفكر بالترجمة أو الاقتباس فيما نقله عن الهند والفرس في "كليلة ودمنة" و "الأدب الصغير والأدب الكبير"، لأننا نجد أول الظواهر القصصية في كتب الأخبار بين العرب وواضعي السير والمغازي.‏

    والنقلة الأولى كانت مع الأدباء والمفسرين والمؤرخين أمثال عبيد بن شرية الجرهمي في كتابه "أخبار ملوك اليمن" وابن هشام في "السيرة النبوية" حتى أن بعض الأئمة عدوا التفسير والملاحم والمغازي أقرب إلى القصص منها إلى الحقائق التاريخية.‏

    غير أن العصر العباسي الثاني شهد نقلة أخرى في التفريق بين الأدب الشعبي والأدب الرسمي، حيث طور المكدون والمتحامقون القصص إلى أشكال متميزة كالمقاومة، بينما طور الأدباء والمثقفون القصص إلى ما يناسب الأدب الرفيع كالليلة والسمر، ومن الصعوبة أن نشير إلى حدود دقيقة بين هذه الأشكال، على أننا نستطيع أن نورد تعريفات مقبولة لهذه الأشكال من خلال النصوص القصصية نفسها:‏

    وفي العصر الحديث، تأثر القصاصون بتراثهم من جهة، وبالتراث الغربي من جهة أخرى. وغني عن القول، أن مفهوم القصة القصيرة، مثل الرواية، هو ابن العصر الحديث، عند العرب، ولدى سواهم من الشعوب الأخرى.‏

    -ك-‏

    *الكتاب القصصي:‏

    مصطلح حديث يطلق على بعض الأنماط القصصية التي يجمع بينها تنضيد ما، حيث يتألف النمط القصصي من مجموعة قصص أو حكايات أو أخبار قصصية أو أحاديث سمر، وهذه الأنماط موجودة في "ألف ليلة وليلة" و "رحلات السندباد" و "علي الزيبق" و "السيرة الهلالية" و "طوق الحمامة" لابن حزم الأندلسي، والأخير كتاب قصصي في الحب.‏

    -م-‏

    *المثل:‏

    فن قصصي يوجز بحكمة تعتمد على قصة فيها الخبرة والتجربة الإنسانية وغالباً ما يعمد رواة المثل إلى الوهم أو مبالغة القص لتدعيم القصد، لأن المثل يعني الحكمة النابعة من قصة واقعية –وهمية.‏

    *الملحمة:‏

    فن قصصي يقال شعراً وأسلوبه رفيع. ويتحدث عن مآثر بطولية كما هو الحال في السير الشعبية.‏

    وتعد سيرة "أبو زيد الهلالي" مثالاً مناسباً للملحمة، وهناك قصائد طويلة هي ملاحم مثل ملحمة أبي تمام "فتح عمورية" (القرن الرابع الهجري).‏

    *المقال القصصي:‏

    نمط قصصي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر بتأثير الصحافة والاتصال بالغرب وحاجات التأثير بالجماهير، يركز فيه كاتبه على الفكرة بالدرجة الأولى، ويبدأ بمقدمة خطابية وعظية، وتكون أحداث القصة برهاناً أو تمثيلاً للفكرة، وغالباً ما يختمه كاتبه بتوكيد قصده الفكري والوعظي أو الإرشادي، ونستطيع أن نجد صلة لهذا النمط القصصي بالحديث والسمر والليلة في التراث القصصي العربي القديم لأن المقال القصصي غالباً ما يتحول إلى محاضرة أو محاورة فكرية متخيلة.‏

    *المقامة:‏

    نوع فريد من أنواع القصة، ظهر في القرن الرابع الهجري، اشتهر بكتابته الهمذاني، وصار فناً قصصياً مستمراً إلى يومنا هذا، يسرد هذا الفن مغامرات المكدين والمحتالين والمتسولين في التراث القصصي غالباً، إلى أن صار في العصر الحديث وسيلة قصصية لنقد المجتمع والسخرية من النماذج السلبية، وسبيلاً إلى وصف معاناة الجماعات الاجتماعية المغمورة.‏

    يعتمد هذا الفن على البلاغة اللغوية والبديع اللفظي والأسلوب الخطابي والمنمق، ويضم غالباً الأشعار، أما نثرها فله قافية.‏

    والمقامة في اللغة هي المجلس، حسب ابن منظور، في "لسان العرب"، ومقامات الناس مجالسهم، ووردت في القرآن اسماً لموضع القيام: "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى".‏

    ويشير هذا الجذر اللغوي إلى اتصال المقامة بفن القص في مجلس أو موضع مسامرة، ثم تطور المدلول اللغوي للمقامة ليشمل ألواناً من القصص والمواعظ والأحاديث حتى تكونت فناً مميزاً عند بديع الزمان. وهناك أنواع للمقامات في نشأتها مثل "مقامات الزهاد والوعاظ". وهكذا، صارت المقامة الفنية نمطاً قصصياً بطلها شخصية إنسانية من المكدين والمتحامقين غالباً، وتقوم على حدث طريف، يدخل في المفارقات الاجتماعية والفقه الديني والمغامرات الضاحكة والسخرية الناقمة من أوسع الأبواب.‏

    -ن-‏

    *النادرة (الملحمة، الطرفة):‏

    وهي فن قصصي موجز وذكي وألمعي ومسل ومدهش، ومنها "نوادر جحا" و "نوادر أبي نواس" و "نوادر أشعب". ومن الواضح، أن النادرة سرد لوقائع وأحداث يدخل فيها الخيال إلى حد كبير.‏

    وترادف النادرة أيضاً "الملحة" أو "الطرافة"، وتفيد على وجه العموم القول البليغ المثير للانتباه الذي يتميز بالجدة والابتكار وإظهار البراعة في التفكير، والقدرة على تسلية القارئ أو السامع والترفيه عنه.‏

    وفي الأدب العربي الحديث هناك كتب كثيرة من نوع "المستطرف من كل فن مستظرف" للأبشيهي (القرن التاسع لهجري).‏

    http://awu-dam.org/trath/48/turath48-009.htm

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 7:57 am