<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="6" width="100%"><tr><td class="alt2"></td> <td nowrap="nowrap"> نورس فيلكا مُـدان </td> <td width="100%"></td> <td valign="top" nowrap="nowrap"> زمان الغواية : Nov 2006 المكان : حيث لا خلف خلفي ولا أمام أمامي عدد الأدلة: 1,110 </td> </tr> </table> |
في المقالة الثالثه والرابعة : رسائل مريرة من العالم الثالث : يتحدث سعيد عن ف.س. نايبول القائل ( أن تكون كولونياليا يعنى أن تكون مضحكا غريبا بعض الشئ ) وهذا ماانعكس بصورة مباشرة في الكوميديا ذات الخطوط الواضحة إنما اللطيفة عموما المتعلقة بكون المرء هنديا شرقيا من الانديز الغربية ينطق بالانجليزية , شأن كثير من الشخصيات في نثر نايبول بما في ذلك نايبول نفسه في كتابة بين المؤمنين : رحلة إسلامية . كان هذا الكتاب عبارة عن سجل لزيارة الكاتب إلي أيران وباكستان وماليزيا واندونيسيا في الفترة مابين 1979 و 1980 أي في بدايات الثورة الايرانية . يري سعيد أن نايبول من خلال هذه الزيارات وتصوير المشاهد وتسجيلها كان يحاول أن يُثبت ماكان يعرفه من قبل وأن يؤكد عليه فهو يقول للقارئ مثلا أنهم يثتبون (الدول التى زارها) يثبتون ماذا ؟ أن "العودة" إلي الاسلام هي ضرب من "الخبل" وفي ماليزيا يتم سؤال نايبول " مالغرض من كتابتك ؟ أهي لاطلاع الناس على الامور؟ ويرد "أجل" سأطلع الناس حقيقة الأمور أليس من أجل المال ؟ أجل ولكن طبيعة العمل مهمة أيضا . وهكذا يري سعيد أن نايبون يسافر ويكتب عما يكتب لأنه مهم وليس لأنه يروق له أن يفعل ذلك , ويري أن هذا الكتاب ليس فيه سوي مقدار زهيد من اللذة ومايزيد عن ذلك بقليل من العاطفة أما لحظاته المسلية فهي على حساب المسلمين , الأجانب الدون في النهاية . الذين تصعب تهجئتهم كما يصعب أن يكونوا متماسكين أو أن يبدو على حق بالنسبة لقاض من الغرب خبير بشؤون الدنيا . وفي كل مرة يبدون فيها عن ضعفهم الإسلامي ينبق نايبول الظاهرة فجأة . تحدث زلة إسلامية يعبر عن بعض الاستياء الصبيانى , ثم بمقتضي السلطة يقدم لنا مقطع مثل هذا : ( لم يطلب الخمينى سوي الايمان . غير أنه كان يعلم أيضا قيمة نفط إيران بالنسبة للبلدان التى تعيش على الألأت , وتمكن من إرسال طائرات الفانتوم والدبابات لتقصف الأكراد . ولقد عبر بوصفه مفسر العقيدة على كل مالدي شعبه من خلط وتشوش وجعله يبدو كنوع من المفخرة وكنوع من الايمان العادي : خلط شعب من ثقافة قروسطية رفيعة يستيقظ على النفط والمال وعلي إحساس بالقوة والانتهاك ومعرفة حضارة جديدة وعظيمة تحيط به من كل جانب – حضارة توجب رفضها : في نفس الوقت الذي توجب فيه الإعتماد عليها.) هنا يذكرنا سعيد بأن هذه الجملة الأخيرة هي إطروحة نايبول فضلاً عن كونها المنصة التى يخاطب العالم منها : الغرب هو عالم المعرفة والنقد والمهارة والتقنية والمؤسسات الفاعلة , والإسلام هو تابعه المتأخر والساخط على نحو مخيف والذي استيقظ على قوة جديدة لايمكن السيطرة عليها إلا بشق الأنفس. والغرب يزود الإسلام بأشياء حسنة من الخارج ذلك أن "الحياة التى طرأت للإسلام لم تأت من الداخل" وهكذا يختصر كامل وجود 800,000,000 من البشر في عبارة واحدة ويطرح جانبا فخلل الإسلام اليوم يقوم في فكر نايبول على : (عند جذوره ذلك الخلل الذي يسري عبر التاريخ الاسلامي إذ لم يقدم للقضايا السياسية التى طرحها أي حل سياسي أو عملي .. لم يقدم سوي الإيمان . لم يقدم سوي النبي الذي كان كفيلا بأن يسوي جميع الأمور . لكنه لم يعد موجودا . هذا الإسلام السياسي هو ضرب من السخط والفوضي ). يركز سعيد هنا على نقطة مهمه في شخصية نايبول وفي تبجيلة العلنى للنظام الكولونيالي (طبعا للعلم نايبول بريطانى من أصل هندي) فهو يري أن الأيام الماضية كانت أفضل حين كانت أوربا تحكم الملونين ولا تتيح لهم سوي قدر زهيد من المزاعم السخيفة عن النقاء والاستقلال والسبل الجديدة وهذا الرأي عبر عنه صراحة كثير من الأشخاص وليس نايبول سوي واحد منهم . ولا أظن أن يايبول عبدًا رأي النعيم في عبوديته وراح يتمرغ في نعيمها بقدر ماهو شخصية روائية أظهرت نبوغا مبكرا فتم صنعة في أوكسفورد واحتضانه فيها وتطويعة من خلال أساتذتها ... فخرج بالصورة التى ترون ... ليدينوا العالم الثالث من أفواه بنيه ... في مقالة له في القدس العربي يري صبحي حديدي وهو الذي ترجم عدة أعمال لإدوارد سعيد يري مايراه سعيد في نايبول حين يقول: (من جانبه، رأي سعيد أنّ كراهية نايبول للإسلام دفعته إلي الكفّ حتي عن التفكير، بمعني ما، فأصبح عوضاً عن ذلك حالة انتحار ذهني تجبره علي تكرار الصيغة ذاتها مرّة بعد أخري، وهذا ما أسمّيه مصيبة فكرية من الدرجة الأولي . وفي مراجعة لعمل نايبول الشهير في أوساط المؤمنين: رحلة إسلامية ، 1981، يوضح سعيد أنّ هذا الرحالة يأتي إلي بلدان الشرق محمّلاً بانحيازين مسبقَيْن: الأوّل ضدّ ثقافة أهل البلد، والثاني ضدّ تحرّر البلد ذاته من الإستعمار الغربي! المصيبة التالية أنه يتقصد التعامي التامّ عن أحداث عظمي عصفت بالبلدان التي يزورها، فلا هو رأي جرائم الجنرال ضياء الحقّ في الباكستان، ولا مجازر تيمور الشرقية في أندونيسا، وإيران عنده مجرّد بلد علي حافة الهستيريا!) بقية المقالة موجودة عل هذا الرابط http://www.arabicstory.net/forum/ind...howtopic=10489 مقالة أخري عن نايبول في جريدة السياسة (نايبول روائي يبغض العالم الثالث) : http://alssiyasi.com/?browser=view&EgyxpID=34866 وهذه رواية بذور سحرية له يمكن تنزيلها كاملة من هذا الرابط http://www.mediafire.com/?tdwfyo2mdmd ولأنه معادي للإسلام بشكل صارخ ويجب أن يكون قدوة يحتذي بها الكتاب والروائيين حصل نايبول على جائزة نوبل للأداب عام 2001 أي بعد صدور كتاب سعيد الذي يحوي هذه المقالة بعام واحد. في مقالته الخامسه التى بعنوان شعائر مصرية , يقول سعيد عن مصر : غير أن كل من زار مصر أو تفكر فيها بعض الشئ دون أن يزورها لابد أن يسترعي انتباهه مباشرة ماتتسم به من تماسك وهوية لا سبيل إلي الخطأ فيها وحضور موحد وقوي . ولقد قُدمت كل ضروب الآسباب في تفسير وحدة أراضي مصرعلي مدي آلاف السنين غير أن من الممكن وصفها جميعا بأنها أوجه من معركة تمثيل مصر التى تبقي هي ذاتها نوعا ما , متحفظة لكنها مغرية وبعيدة لكنها سهلة المنال وعلي سبيل المثال فإن مصر بالنسبة للعرب المعاصرين هي بكل بساطة البلد والمجتمع والشعب العربي ( الفعلي ) الوحيد فجميع سواها بالمقارنة معها هم تشكيلة غريبة من البلدان مابعد الكولونيالية التى أقيمت على نحو سئ مفتقر أشد الافتقار الي ذلك النوع من القومية التى تتمتع بها مصر . يحاول سعيد أن يفسر الاهتمام الامريكي بمصر القديمة من خلال أستعرض الافلام العالمية التى تكلمت عن مصر ولم تعطي مصر حقها من سمو المكانة ... بدأ بفلم (كليوباترا) المنتج عام 1934 وهو خليط غريب من مسرحية لبرنارد شو ومسرحيتين لشكسبير , صور الفلم في هوليود والفلم لم يقدم شيئا ذو قيمة .أما فيلم (الوصايا العشر ) 1956 فهو فلم ثقيل وجاد وطويل صدر في عالم مختلف تماما فليس هناك الظواهر الجوية العائمة ولا تلك الإيحائيات الفضفاضة , الفلم ملحمة تاريخية توراتية مصممة بصورة تنطوي على تناقض داخلي لتصوير التاريخ بعيدا عن السياسية . وإنه لواحد من مؤشرات نجاح جمال عبد الناصر العربي واخفاق أنور السادات أن الآول قد فهم دور مصر العربي واستثمره في حين رفضه الثانى رفضا مطلقا . بل أن مصر قد فقدت دورها تماما الدولي والافريقي والعربي واصبحت لاوزن لها أبدا في ظل حكم حسنى مبارك , ولعل المقارنه شاسعه بين مصر عبدالناصر ومصر حسنى مبارك , يكفي أن نقول أن قطر مثلا هذه الدويلة الصغيرة على الخليج أصبحت ذات ثقل أكبر من ثقل مصر على الصعيد العربي والاسلامي والدولي . يقول هيكل عن السادات في كتابه خريف الغضب : فسياساته كانت في النهاية تبرئة لايديولوجيا الوصايا العشر : أقم سلاما مع إسرائيل أعترف بوجودها وسيكون كل شئ على مايرام ... ويتابع هيكل ... كان السادات أول فرعون في تاريخ مصر جاء الي شعبه مسلحا بكاميرا وكان أيضا أول فرعون في تاريخ مصر يقتله شعبه , لقد كان بطلا في عصر الثورة الإلكترونية ولكنه كان أيضا ضحية لهذا العصر وعندما اختفي وجهه عن الظهور على شاشات التلفزيون بدا وكأن أحد عشر عاما من حكمة قد تلاشت بلمسة زر . رابط كتاب خريف الغضب لهيكل يمكن تنزيل النسخة كاملة : http://www.fiseb.com/visit.php?lid=148 __________________ |
نورس فيلكا |
الاطلاع على ملف القضية العام |
البحث في جميع مشاركات نورس فيلكا |
[center]
#4 03-03-2010, 03:01 AM |
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="6" width="100%"> <tr> <td class="alt2"></td> <td nowrap="nowrap"> نورس فيلكا مُـدان </td> <td width="100%"></td> <td valign="top" nowrap="nowrap"> زمان الغواية : Nov 2006 المكان : حيث لا خلف خلفي ولا أمام أمامي عدد الأدلة: 1,110 </td> </tr> </table> |
في مقالته السادسة مستقبل النقد يقول سعيد : هدف بعض أشكال النقد هو أن تمثل لنوع معين من النشاط وتقوم به وتجسده دون أن تحاول البتة أن تُـحدث لدي القارئ آثارا عقيدية أو مذهبية . أما النمط الثانى من النقد فهو المكافئ لنموذج بيغي المؤثر ذلك النقد الذي يسعي صراحة وراء موافقة قرائه وتماهيهم معه . فكل فعل من أفعال النقد مرتبط بالمعنى الحرفي بمجموعة من الظروف الاجتماعية والتاريخية , المشكلة ليست في التأكيد على وجود هذه العلاقة وحسب بل في تحديدها أو توصيفها على النحو الذي يمضي بالناقد بنشاط الي الاختيار بين ميول اجتماعية متنافسة . ويتسائل سعيد : حسنٌ إذن ... من الذي يُفترض به أن يقوم بالتحديد والتوصيف والإختيار إن لم يكن الناقد؟ فبصرف النظر عن مقدار خلخلة نمط النقد ... ويري سعيد أن النقد بوصفه نشاطا إجتماعيا وعقلانيا هو بكلام دقيق ظاهرة تدخلية وبحسب تغبير غرامشي ظاهرة توجيهية بالقوة . هنا يتطرق سعيد إلي نقطته المفصلية في المقال وهي : في الاشكال السياسية المتعددة (الاشتراكية والرأسمالية ومابعد الكولونيالية ) يري أن الوعي النقدي هو الذي تتهدده مؤسسات مجتمع جماهيري لا يهدف إلي أقل من همود سياسي يضمن "قابلية حُكم " المواطنين ومن ثم فإن هنالك تحفظا واضحا حيال توسع الغايات النقدية الداخلية خارجا باتجاه النظام الاجتماعي وبصورة تنطوي علي الممارسة النقدية بوصفها شكلا من المقاومة أو تمكنها بدرجة ما من أن تكون كذلك . وأن نتصور النقد علي أنه يلعب إجمالا دورا خدميا أو أداريا في صناعة الثقافة يعنى إذا أن نحد بصورة عنيفه جدا من إمكانية ومن أهميته الفعلية كما أن التفكير في النقد من حيث المبدأ علي أنه منافس ضمن تلك الثناعة المعنية بما يُدعي بالفنون الإبداعية. النقد أصلُ الحرية بعض ما تعلّمناه من إدوارد سعيد مقالة جيدة لسماح إدريس : http://www.al-akhbar.com/ar/node/96373 في مقالته السابعه في الكتاب والتى هي ربما المقالة الاهم والتى عنون الكتاب بعنوانها ( تأملات حول المنفي ) يستعرض سعيد حياة وأعمال بعض المبدعين الذين عاشوا حياتهم كلها في المنفي في القرن العشرين , يقترح جورج شتاينر أطروحة ثاقبة مفادها أن أدب المهجر يمثل جنسا قائما بذاته بين الاجناس الأدبية في القرن العشرين . أدب كتبه المنفيون وعن المنفيين ويرمز الي عصر اللاجئين وهذا ما يشير أليه شتاينر بقوله : " يبدو صحيحا أن أولئك الذين يبدعون الفن في حضارة شبه بربرية جعلت الكثيرين بلا وطن لابد أن يكونوا هم انفسهم شعراء مشردين ومترحيلين عبر حدود اللغة شذاذا متحفظين نوستالجيين في غير أوانهم عمدا ... ". أليس صحيحا أن النظرة الى المنفي في الادب بل وفي الدين تخفي ماهو رهيب وفظيع في حقيقته وهو أن المنفي امر دنيوي على نحو لا براء منه وتاريخي بصورة لا تطاق وأنه من فعل البشر بحق سواهم من البشر وانه شأن الموت انما من غير نعغمة الموت الاخيرة قد اقتلع ملايين البشر من منهل التراث والاسرة والجغرافيا ؟ أن تري شاعرا في المنفي يعنى بخلاف قراءة شعر المنفي أن تري تناقضات المنفي مجسدة وفاعلة بشدة وفريدة . استعرض سعيد حياة وممات راشد حسين (نبذة عن حياة راشد حسين ): http://www.khayma.com/salehzayadneh/...id%20nobza.htm من أعمال راشد حسين الأدبية ثورة على سفر https://www.youtube.com/watch?v=YxlIb3CWFBY المثقف الفلسطينى الذي يعد من أكبر شعراء العبرية الحديثة كان قوميا صحفيا شاعرا عاش ومات في المنفي وله العديد من الاعمال الادبية . ذلك أن المنفي بخلاف القومية هو في جوهره حالة متقطعة من حالات الكينونة فالمنفيون مجتثون من جذورهم ومن أرضهم ومن ماضيهم وهم عادة بلا جيوش او دول , مع انهم غالبا مايبحثون عنها ولذا يشعر المنفيون بتلك الحاجة الملحة لاعادة تشكيل حيواتهم المحطمة وذلك عادة عن طريق اختيارهم أن ينطروا الي انفسهم على انهم جزء من ايديولوجيا ظافرة أو شعب متجدد . أغرب مصير بين مصائر المنفي : أن تكون منفيا من قبل منفيين , أن تتجدد عملية الاقتلاع فعلا على أيدي منفيين , لم يبق فلسطينى إلا وتساءل في صيف عام 1982 أي دافع خفي دفع إسرائيل التى سبق لها ان اقتلعت الفلسطينيين في عام 1948 لان تواصل طردهم من بيوت ومخيمات اللجوء في لبنان . وكأن التجربة الجمعية اليهودية التى أعيد بناؤها على النحو الذي تمثله اسرائيل والصهيونية الحديثة لا تطيق أن تتواجد بجانبها قصة اخري من قصص الاستلاب والضياع . ويستعرض سعيد بعض قصائد درويش المبكرة عن المنفي : ولكنى أنا المنفي خلف السور والباب ... خذينى تحت عينيك الخ.. تكمن لوعة النفي في ضياع الصلة مع صلابة الارض وماتتيجه من أرواء واشباع من هنا مانجده من أن العودة إلي الديار لا يمكن أن تكون موضع شك . وهذه محاولة أخري لتفسير معنى أدب المنفي لفخري صالح (أدب المنفي لفخري صالح) وفيها يتطرق أيضا لمفهوم أدب المنفي عند سعيد على هذا الرابط : القوميات أمر يتعلق بالجماعات أما المنفي فهو عزلة تُـعاش خارج الجماعة بإحساس بالغ الحة حيث يُشعر بضروب الحرمان لعدم وجود المرء مع الاخرين في الموطن المشترك فكيف للمرء اذا أن يتجاوز عزلة المنفي دون أن ينزلق إلي لغة التفاخر القومي والعوطف وأهواء الجماعة تلك اللغة الجامعة والراعدة . http://www.mafhoum.com/press10/307C36.pdf لقد كتب هوغو هذا المقطع الذي يظل محتفظا بجماله عن سانت فيكتور وهو راهب سكسونى من القرن الثانى عشر " أنه لمصدر عظيم اذاَ من مصادر الفضيلة لدي العقل المتمرس أن يتعلم في البداية شيئا فشيئا , تغيير نظرته الى الاشياء الظاهرية والعابرة كيما يتمكن بعدئذ من تركها ورائه الى الابد , فمن يجد وطنه عزيزا وأثيرا لايزال غرا طريا أما الذي يجد موطنه في كل أرض فقد بلغ القوة غير أن المرء لايبلغ الكمال قبل أن يعتبر العالم أجمع أرضا غريبة , فالنفس الغضة تركز حبها علي بقعة واحدة من العالم والرجل القوي يشمل بحبه كل الاماكن أما الرجل الكامل فهو الذي يطفئ جذوة الحب لدية . ويستعرض حكاية أيمي فوستر لجوزيف كونراد , وثيودور أدورنو الفيلسوف والناقد الألمانى اليهودي في رائعته ( مينيما موراليا Minima Moralia : Reflection from a Damaged life ) وهي سيرة ذاتية كتبت في المنفي وعنوانها الفرعي هو افكار من حياة مشوهة حيث عارض بلا هوادة مادعاه بالعالم المُـدار ورأي أن الحياة برمتها قد ضُـغطت في قوالب جاهزة أو في أوطان مسبقة الصنع كما ساجل أدورنو بأن كل مايقوله المرء أو يفكر به وكذلك كل شئ يمتكله ليس في النهاية سوي سلعة فاللغة رطانة ولاشياء معروضة للبيع ولذا فإن مهمة المنفي الفكرية هي ان يرفض هذا الوضع . في نهاية المقاله يقول سعيد : والمنفي ليس أبدا حالة رضا او دعة او أمان , المنفي كما يقول والاس ستيفنس ( عقلُ شتاء ) تكون فيه انفاس الصيف والخريف قريبة بقدر تباشير الربيع لكنها لا تطال , ولعل هذه أن تكون طريقة أخري للقول أن حياة المنفي تسير بحسب روزنامة مختلفة روزنامة أقل فصولا واستقرارا بالقياس ألي الحياة في الوطن فالمنفي هو حياة تُـعاش خارج النظام المعتاد حياة مترحلة طباقية بلا مركز وما أن يألفها الانسان ويعتاد عليها حتى تنفجر قواها المزعزعة من جديد . __________________ |
نورس فيلكا |
الاطلاع على ملف القضية العام |
البحث في جميع مشاركات نورس فيلكا |
#5 03-03-2010, 03:02 AM |
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="6" width="100%"> <tr> <td class="alt2"></td> <td nowrap="nowrap"> نورس فيلكا مُـدان </td> <td width="100%"></td> <td valign="top" nowrap="nowrap"> زمان الغواية : Nov 2006 المكان : حيث لا خلف خلفي ولا أمام أمامي عدد الأدلة: 1,110 </td> </tr> </table> |
المقالة الثامنه بعنوان إعادة النظر في الاستشراق : معروفٌ أن الإستشراق بوصفه نطاقا من الفكر والخبرة يشتمل على العديد من الآوجه المتداخلة أولها تلك العلاقة التاريخية والثقافية المتغيرة بين أوربا وآسيا والتى ترجع في التاريخ الى 4000 سنة , وثانيها ذلك الفرع العلمي الذي بدأ في الغرب منذ أوائل القرن التاسع عشر وراح يتخصص المرء على اساسه في دراسة الثقافات والتراثات الشرقية المختلفةوثالثهما تلك الافتراضات الايديولوجية والصور والاستيهامات المتعلقة بمنطقة من العالم تدعي الشرق والقاسم المشترك بين اوجه الاستشراق الثلاثه هذه هو ذلك الخط الذي يفصل الغرب عن الشرق والذي لايمثل كما سبق أن رأيت واقعه من وقائع الطبيعة بقدر ما يمثل واقعة من نتاج البشر كان سعيد قد أسماها بالجغرافيا التخيلية . سعيد يوضح مفهوم الاستشراق في أربعة مقاطع من اليوتيوب كل مقطع حوالي عشرة دقائق , المقطع الأول: https://www.youtube.com/watch?v=xwCOSkXR_Cw وبعيدا عن الدفاع عن العرب أو الاسلام كما فهم الكثيرون فكتاب سعيد ( الاستشراق ) فقد كانت رؤيته أن أيا من هذين التعينين ماكان ليوجد إلا بوصفة جماعات تأويل وأن كلا منهما قد مثل شأن الشرق ذاته مصالح ومزاعم ومشاريع ومطامح وضروبا من البلاغة التى لم تقتصر على كونها في تنازع عنيف وحسب بل تعددت ذلك الي دخولها في حالة حرب مفتوحة . وبذا فإن لصاقات أو نعوتا منل العربي او المسلم بوصفها تقسيمات فرعية من الشرق قد أترعت بالمعانى وافرط في تحديدها التاريخ والدين والسياسة حتي بات من المتعذر اليوم علي احد ان يستخدمها دون انتباه الي التوسطات الخلافية الهائلة التى تلقي بستار على الموضوعات التى تشير اليها تلك اللصاقات والنعوت وذلك اذا ماوجدت هذه الموضوعات أصلا . مثلما كان هناك تأويلات لكتاب الاستشراق لسعيد كان هناك تأويلات لنصوص أدبية فعلي سبيل المثال فإن كل عصر من العصور يعيد تأويل شكسبير ليس لان شكسبير يتغير بل لان لا وجود لموضوع ثابت وقيم كموضوع شكسبير بمعزل عن محرريه والمثلين الذين لعبوا الادوار التى كتبها والمترجمين الذين ينقولونه الى لغات اخري ومئات ملايين القراءالذين قرأوه أو شاهدوا عروض مسرحياته منذ أواخر القرن السادس عشر( المقصود هنا تأثير ناقل النص على المتلقي في فهم النص فهؤلاء الناقلين يتركون بصماتهم واضحة على النص وبرغم ذلك تبقي بصمة صاحب النص ظاهرة لا غبش فيها ) وذلك على الرغم من وجود عدد هائل من طبعات شكسبير الموثوقة وبالمقابل فإن من المبالغة القول ان لا وجود مستقلا لشكسبير البتة وانه يخضع لاعادة بناء كاملة في كل مرة يقدم فيها احد ماعلي قراءته او تمثيله اوالكتابة عنه فحقيقة الامر ان شكسبير يعيش حياة مؤسساتية او ثقافية اسهمت من بين اشياء اخري في ضمان علو كعبه كشاعر عظيم وكؤلف لما ينوف على الثلاثين مسرحية وكحائز سلطات استثنائية في الغرب من حيث اعتماده وتكريسه . أن ماقاله سعيد في الاستشراق كان في جوهرة قد قيل من قبل على لسان ع. طيباوي وعبدالله العروي وأنور عبد الملك وطلال أسد والعطاس وفرانز فانون وايميه سيزار وسردار ك وروميلا ثابار ممن عانوا جميعا ضروب النهب والتخريب الإمبرياليين والكولونياليين وممن عملوا في تحيدهم سلطة العلم الذي مثلهم لاوربا ومؤسساته ومصدره على فهم انفسهم بما هو أكبر مما قاله ذلك العلم عنهم . بيد أن الشقة بين الانتقادات الكثيرة التى توجه للاستشراق كأيديولوجيا وممارسة هي شقة واسعة فبعضهم يهاجمالاستشراق كمقدمة للتأكيد على فضائل هذه الثقافة المحلية او تلك , وهؤلاء هم اصحاب النزعة المحلية وبعضهم ينتقد الاستشراق في سياق الوقوف في وجه الهجمات على هذا المذهب السياسي او ذالك وهؤلاء هم اصحاب النزعة القومية أما بعضهم الاخر فينتقد الاستشراق بسبب تشويهه طبيعة الاسلام وهؤلاء عموما هم المؤمنون . ومن جهته يقول سعيد : لن أقوم بالحكم بين هذه الاراء باستثناء القول اننى قد تفاديت اتخاذ المواقف بشأن مسائل مثل طبيعة العالم الاسلامي أو العربي الفعلي او الحقيقي او الاصيل غير اننى اري أن ثمة امرين يحظيان بأهمية خاصة بالارتباط مع كل الانتقادات الحديثة التى وجهت للاستشراق . أولهما هو الاحتراس المنهجي الذي لتمحيص شديد وثانيهما هو العزم على عدمالسماح بأن يتواصل عزلالشرقواحتجازه دونما تحد . ولقد قادنىفهم هذا الامر الثانى الي ان ارفض رفضا قاطعا توصيفات مثل الشرق والغرب . رابط لكتاب الإستشراق لإدوارد سعيد http://www.mediafire.com/?d3jzenjznla وهذا كتاب تعقيبات على الإستشراق لإدوارد سعيد ترجمة صبحي حديدي ويقع في 160 صفحة الطبعة الاولي عام 1996 على هذا الرابط : http://ia331428.us.archive.org/0/ite...at/taqibat.pdf المقالة التاسعة : تذكر القاهرة , الترعرع في تيارات مصر الثقافية المتضاربة اربعينيات القرن العشرين : يستعرض سعيد في هذه المقالة تفاصيل صغيرة ودقيقة عن حياته الشخصية في القاهرة وعن اسرته ومدرسته وعن تواريخ مهمة في حياته , وكيف عاد بعد خمسة عشر عاما إلي القاهرة زائرا بعد ان فارقها عام 1960 , يروي انطباعاته ودهشته للتغير الذي حصل خلال هذه الفترة , يقول في لايري في الاستشراق فرعا علميا وضعيا بقدر ما يري فيه فرعا نقديا وبذا يخضعه وصفة للقاهرة : بقدر مابدت المدينة مطواعة ولينة بقدر ماكانت متاحة امام الوجود الكولونيالي المغترب في بنى منفصلة تقع في القلب منها بحيث كانت هناك قاهرة بلجيكية وايطالية ويهودية ويونانية واميريكية وسورية جميعا اقل مجالا وكل منها تعتمد على جميع الا خريات , وكل منها تتلاعب بها القوة الكولونيالية الكبري او تطلق لها العنان , كانت القاهرة الاميريكية مقتصرة في تصورنا على الجامعة الاميركية وهي نسخة مصغرة من نظيرتها في بيروت . كنا نعيش على بعد حوالي صفين من البيوت من نادي الجزيرة الخرافي على جزيرة في النيل عديت إما بالجزيرة او الزمالك . .. كان المرء يشعر في الجزيرة أنه انجليزي ومنظم تاليا , بل متفوق ربما فلم يكن يسمح بالدخول سوي للرتب العليا من الجيش البريطانى شأنهم شأن الدبلوماسيين ورجال الاعمال الاجانب الاثرياء وحفنة من الارستقراطيين المصريين ... كلا والدي كانا فلسطينيين وبروتستانتيين هو من القدس وهي من الناصرة وتخمينى أن عائلتيهما كانت قد تحولتا الي البروتستانتية في سبعنيات او ثمانينيات القرن التاسع عشر , في عام 1911 فر والدي من تجنيد العثمانيين الاجباري الي امريكيا حيث تتطوع هناك خلال الحرب العالمية الاولي في ال AEF) قوات التدخل الامريكية ) اعتقادا منه انها وحدة يمكن أن ترسل لقتال العثمانين في فلسطين وانتهي به الامر في فرنسا جريحا ومتسسمما بالغاز , وبعد سنتين من انتهاء الحرب عاد مواطنا امريكيا الي فلسطين ليوسع أعماله التجارية . تلقي سعيد تعليمه في مدارس بريطانية في القدس والقاهرة مدرسة الجزيرة الاعدادية وفيكتوريا كوليج . __________________ |
نورس فيلكا |
الاطلاع على ملف القضية العام |
البحث في جميع مشاركات نورس فيلكا |
#6 03-03-2010, 03:04 AM |
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="6" width="100%"> <tr> <td class="alt2"></td> <td nowrap="nowrap"> نورس فيلكا مُـدان </td> <td width="100%"></td> <td valign="top" nowrap="nowrap"> زمان الغواية : Nov 2006 المكان : حيث لا خلف خلفي ولا أمام أمامي عدد الأدلة: 1,110 </td> </tr> </table> |
المقالة العاشرة : البحث عن جيلو بونتيكورفو : والمقالة عبارة عن حديث عن مقابلة أجراها سعيد مع المخرج الايطالي جيلو بونتيكورفو في روما ( البحث عن جيلو بونتيكورفو) المقالة كاملة منشورة في مجلة الحياة السيمنائية العدد 61 سنة 2007 موجودة على هذا الرابط : http://www.cinemasy.com/files/attach...ve/61/61_3.pdf أما فلم احتراق فهو أفتر بكثير لكنه ربما كان عملا أشد براعة واكثر نظرية واكثر ثأنيا وهو متبصر وتحليلي بصورة استثنائية , يلعب مارلون براندو دور عميل بريطانى فيكتوري اسمه وليم ووكر يشجع بل يكاد يخلق في الحقيقية زعيما اسود يقود تمردا في مزرعة كاريبية برتغالية لزراعة قصب السكر غير ان ووكر على الرغم من نجاحه يعود الى انجلترا تارجا جيش السود بقيادة تلميذه الاسود خوسيه دولوريس يتفاوض مع اصحاب المزارع الكريوليين المستقليين حديثا , وبعد عشر سنوات وقد أسُتخدم الان من قبل احتكارات السكر البريطانية يعود ووكر الي الجزيرة حيث يتولي القيام بمهمة البحث عن وقتل خوسية ورجاله الذين يواصلون تمردهم والذين غدوا يمثلون حركة ثورية حطيرة ضد المصالح التجارية الاوربية . يتحدث بالتحليل عن أعظم فلمين أخرجها جيلو وهما فلم ( معركة الجزائر 1965 -1966) وفلم ( أحتراق 1969) وهما افلام سياسية , فلم معركة الجزائر الذي انتج بعد ثلاث سنوات من نيل الجزائر استقلالها عن فرنسا في العام 1962 وبعد حرب كولونيالية بغيضة على نحو خاص لم يعرض في فرنسا حتى العام 1971 ومع ذلك فقد رشح هذا الفيلم لاثنين من جوائز الاكاديمية وفاز بأعلي الجوائز هو ومخرجة في مهرجانى البندقية واكابولكو. وهو من نواحي عديدة الفلم الاعظم في الستينات ليس لانه صور انتصارا حديثا ومثيرا للثورة على واحدة من اقدم الامبراطوريات وحسب وانما ايضا لان روحه مفعمة بالتفاؤل الثوري الغنى على الرغم من وجود العنف في القلب من هذا الفيلم فثورا جبهة التحرير الوطنى يُهزمون في الفلم لكن الشعب الجزائري ينتفض ثانية بعد ثلاث سنوات من هزيمة الثوار في القصبة عام 1958 وبونتيكورفو يسجل الانتصار اللاحق بروح غنائية وخلاصية في واحد من أبرز مشاهد الحشود او المجاميع التى عرفتها السينما . ومع ان خوسيه يُقتل فعلا إلا ان ووكر يُقتل أيضا وهو على وشك مغادرة الجزيرة حيث يُطعن من قل شاب اسود آخر , أو من قبل خوسيه محتمل آخر.... ويقول سعيد عن هذا اللقاء : لم نختلف أنا وبونتيكورفو اختلافا شديدا إلا في أمرين أثنين أثناء نقاشنا أولهما , لدي مناقشة ماأعتبرته تصويره ( المفتون ) بالشريرين الامبرياليين اللذين صدف ان كلانا كلاهما أوروبيين الكولونيل ماتيو في فلم معركة ووليم ووكر في فلم أحتراق حيث قال بونتيكورفو أنه كان عليه ان يعاملهما علي نحو جدي وليس بوصفهما صورتين نمطيتين كاريكاتوريتين ¸ فمنطق موقعيهما كان يقتضي الوضوح وكيف كان له ان يفعل ذلك إن لم يصورهما على انهما نمطان عقلانيان وجديان غير ان ذلك لم يمنعه كاكاتب وكمخرج ان يكون ضدهما , وألححت أكثر ماذا عن الملاطفات المعجبة التى تبذلها الكاميرا بسخاء على ماتيو الزاحف الى الجزائر ؟ ماذا عن ووكر بوصفه مثقفا فائقا وليس شخصا يحمل عقلية الحدودي الجديد من اتباع كنيدي ؟ ألا يروق هؤلاء الاشخاص لبونتيكورفو في حقيقة الامر ألا يشعر بشئ من اللذة المترردة حيال الطريقة التى يعملون بها ؟ قال لي ( لماذا تحاول ان تجعلنى أوافقك الرأي ؟ أنا لا أوافقك الرأي مختتما بنوع من السخط ذلك الجانب الخاص من المقابلة . الخلاف الاخر كان متعلقا بالموسيقا التى وصفها بونتيكورفو بأنها (image sonore ) والتى هي بالنسبة له النصف الثانى من كل ( image visible ) لقد تحدث بجمال غير عادي عن مشاهد في فيلميه يخفت فيهما الحوار شيئا فشيئا ليحل محله موسيقا تُكمل الفعل على نحو يتعذر تفسيره لكنه مقنع , وهنا كان بليغا تماما في كلامه على براندو ال( ombrageux ) المتطلب العسير الذي غالبا مايكون نكدا وشكسا والذي اصابه الملل في كولومبيا حيث كان يجري تصوير فلم احتراق فلطلب الانتقال كليا الى مراكش لكنه ايضا ذلك الذي قدم حين شطب بونتيكور خمس صفحات م حواره ليقحم مكانها قطعة من كانتاتا كوم أذاء ايمائيا من النوع المؤثر ابلغ التأثير حتى إن الكهربائيين والنجارين في الموقع انفجروا بالتصفيق . المقالة الحادية عشر : بعد محفوظ : يدافع سعيد في هذا المقال عن اللغة العربية بوصفها الأقل معرفة لدي الأوربيين والأمريكيين من بين جميع الآداب واللغات الكبري , واكثرها تعرضا للنظرة الناقمة المفعمة بالضغينة , فيما يري العرب أن لغتهم ذات قيمة أدبية وثقافية هائلة تشكل واحدا من إسهاماتهم الاىساسية التى قدموها لهذا العالم , وبالطبع فإن العربية هي لغة القرآن ولذا فهي اساسية بالنسبة للإسلام الذي تـُستخدم فيه ذلك الاستخدام الدينى والتاريخي واليومي الذي لايكاد يضاهيه أي استخدام آخر في ثقافات العالم الاخري , وبسبب من هذا الدور وبسبب من اقترانها الدائم بمقاومة الغزوات الامبريالية فقد اكتسبت العربية ايضا موقعا فريدا في الثقافة الحديثة , لم يكن لفرنسا قدرة علي ضرب وطمس ثقافة الشعب الجزائري ومحاولة تغريبه مثلا بدون تحريم اللغة العربية والنطق بها خلال 130 سنه من احتلال استعماري متواصل . يري سعيد أن أعمال نجيب محفوظ منذ أواخر الثلاثينات فصاعدا تكثف تاريخ الرواية الاوربية في مدي زمنى قصير نسبيا , فهو ليس واحدا من اشباه هوغو وديكنز فحسب وانما ايضا من اشباه غالسورثي ومان وزولا وجول رومان . الرواية العربية عموما محاطة بالسياسة على هذا النحو اسيرة إلي حد بعيد للنزاعات المحلية فضلا عن البيئة الدولية , هي حقا شكل مُحاصر . ثم يعكف سعيد على استعراض اعمال اثنين من الروائيين الفلسطينيين غسان كنفانى وأميل حبيبي , في نموذج كنفانى (رجال في الشمس 1963) وهو نموذج أكثر تقليدية في حين أن نموذج أميل حبيبي تجريبي إلي حد الجموح . قصة كنفانى عن الضياع والموت الفلسطينى تـُقوض بوصفها سردا بفعل نثر الرواية المفكك قصدا , والذي نجد فيه ضمن مجموعه مؤلفة من جملتين ان ثلاث أن الزمان والمكان في حالة من التدفق الذي لا هوادة فيه بحيث لايمكن للقارئ أبدا ان يتحقق تماما أين تحدث القصة ومتى , وفي سرده الطويل وبالغ التعقيد في ( ماتبقي لكم 1966) يتم الوصول بهذه التقنية الى حد أقصي بحيث يتكلم عدد من الساردين حتى في الفقرة القصيرة الواحدة دون ان يجد القارئ مايكفي من المؤشرات او التمييز او التحديد . أما في متشائل لحبيبي (1974) فهي تفجر كارنفالي للمحاكاة الساخرة والهزل المسرحي مدهش على الدوام وصادم ولا يمكن التنبؤ به فهي لا تقدم أي تنازل مهما يكن لاي من الاعراف القصصية المعيارية وشخصيتها الاساسية هي خليط من العناصر من إيسوب والحريري وكافكا ودوماس وولت ديزنى في حين ان الفعل فيها هو ضرب من الجمع بين الهزل السياسي المتدنى وقصص الخيال العلمي والمغامرة والنبوءة التواراتية وكل ذلك مرتكز على الديالكتيك القلق لنثر حبيبي شبه العامي في حين لمسات كنفانى الميلودرامية العارضة انما المؤثرة تضعه ضمن مدي روايات محفوظ من حيث فعلها المنضبط والمتوضع . تحميل كتاب المتشائل لأميل حبيبي على هذا الرابط http://www.4shared.com/file/19292368...-__online.html يري سعيد في شخصية الياس خوري الملتزمة سياسيا بنماذج لاحراك فيها الطرف الاخر لنجيب محفوظ , في ( الجبل الصغير 1977) فخوري بنظرة كتلة من المفارقات خاصة اذا ماقورن بالروائين العرب من جيله. أما لبنان فقد تغير على نحو اشد نمطية وليس فيما يتعلق بالروايات أو حتى القصص وانما ايضا فيما يتعلق بالاشكال الاسرع زوالا كالصحافة والاغانى الشعبية والملاهي والمحاكاه الساخرة والمقالات فالحرب الاهلية كانت شديدة القوة في تأثيراتها التفكيكية بحيث بات قراء الكتابة اللبنانية بحاجة لمن يذكرهم من حين لاخر أن هذا البلد هو ( أو كان ) بلد عربي . (مؤلفات إلياس خوري) http://www.adabwafan.com/browse/entity.asp?id=2340 في ختام مقالته يقول سعيد : وإنها لمفارقة ساخرة وضرب من التناقض الجدير بأن يذكر في خاتمة كهذه أن درويش وخوري وأنا كنا قد التقينا معا لاول مرة منذ ست سنوات في الجزائر الاسبوع الفائت لكي نحضر اجتماعات المجلس الوطنى الفلسطينى وكان درويش قد كتب "إعلان الدولة " التى ساعدتُ في إعادة صياغته وترجمته إلي الانجليزية وإلي جانب ( الإعلان ) , وافق المجلس الوطنى الفلسطنيى على قرارات تتعلق بإقامة دولتين على فلسطين التاريخية إحداهما عربية والاخري يهودية , يكون تعايشهما كفيلا بأن يضمن تقرير المصير لكلا الشعبين , وقد علق خوري بلا هوادة إنما بحنان وكلبنانى على مافعلناه مشيرا إلي أن لبنان ربما يغدو في يوم من الايام مثل فلسطين . كنا ثلاثتنا موجودين كمساهمين ومراقبين وكنا بالطبع على قدر هائل من الاثارة غير ان درويش وأنا كنا قلقين من أن نصينا كانا يخضعان لبتر وتشويه السياسيين وكنا أشد قلقا لان دولتنا ليست في النهاية سوي فكرة , لعل من غير الممكن تغيير عادات النفي والحالة الشاذة بقدر مايتعلق الامر بنا نحن أنفسنا غير أن فلسطين ولبنان لفترة قصيرة لم يتوقف الكلام فيها كانتا حيتين في النصين . ويقوم اسلوب خوري على الكوميديا والاستهزاء , اذ كيف للمرء بغير ذلك ان يفهم تلك الحقائق الدينية التى يقاتل من اجلها –حقيقة المسيحية مثلا – اذا ماكانت الكنائس معسكرات جنود ايضا , وإذا ماكان الكهنة كالاب الفرنسي مرسيل في الفصل الثانى من ( الجبل الصغير ) عنصريين ثارثارين ومخمورين ؟ . __________________ |
نورس فيلكا |
الاطلاع على ملف القضية العام |
البحث في جميع مشاركات نورس فيلكا |
[right]
#7 03-03-2010, 03:05 AM |
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="6" width="100%"> <tr> <td class="alt2"></td> <td nowrap="nowrap"> نورس فيلكا مُـدان </td> <td width="100%"></td> <td valign="top" nowrap="nowrap"> زمان الغواية : Nov 2006 المكان : حيث لا خلف خلفي ولا أمام أمامي عدد الأدلة: 1,110 </td> </tr> </table> |
في مقالته الثانية عشر المعنونه ب ( القاهرة والإسكندرية ) يتكلم فيها سعيد عن انطباعاته عن الاسكندرية ويقارنها بالقاهرة , ويصف التغيرات التى حدثت فيهما منذ 1960 حين تركها وسافر إلي امريكيا ثم عاد في منتصف السبعينات . في مقالته الثالثة عشر والمعنونة بـ تحية إلي راقصة , إستوقفتنى هذه المقالة في تعريف سعيد للرقص الشرقي كفن راقي من خلال تحية كاريوكا في أوج شبابها ثم أصطدامه بواقعها وهي هرمة خاوية مسنة وكيف كشف عن أن تعريفة "لفن الرقص الشرقي" كان مبنيا على الإيحاءات الجنسية التى كانت الراقصة تداعب بها جمهورها : يبدأ المقالة في الثناء على ام كلثوم سيدة الطرب الشرقي في العالم العربي وينوه على عجاله متسائلا عما تردد عن كونها سحاقية أم لا ثم يصف قوة أدائها لقصائد الشعر العمودي بما وضُع لها من ألحان رفيعة المستوي , ثم يذكر الراقصة الشهيرة بديعة مصابنى اللبنانية الاصل النجمة الاولي التى كانت بالاضافة لكونها راقصة وتمتملك كباريه كانت ممثلة أيضا , لكن بقية المقال كانت سعيد يتكلم بإعجاب عظيم عن تلميذة بديعة مصابنى , عن الراقصة تحية كاريكوكا التى كانت في الخامسة والسبعين من العمر حين زارها المرة الاخيرة ,لكن في وصفة لتحية كاريكوكا حين كانت في عز شهرتها وشبابها يقول : كان كازينو بديعة ممتلئ تماما وكانت طاولاته التى تزيد عن الاربعين قد ازدحمت بجمهور مصري من غواة الطبقة الوسطي , اما شريك تحية في تلك الامسية فكان المطرب عبد العزيز محمود أصلع بليد الملامح بسترة سهرة بيضاء جاء وانغرس في كرسي خشبي من القش في وسط المنصة البدائية وطفق يغنى ... تواصلت هذه الاغنية خمسين دقيقة على الاقبل قبل أن تظهر تحية فجأة على بعد بضعة أقدام خلف كرسي المطرب كنا جالسين في أبعد الأماكن عن المنصة لكن البدلة الزرقاء الوامضة المتلألأة التى كانت ترتديها خطفت ابصارنا فيا لذلك اللمعان في الترتر ويالوقفتها الطويلة الهادئة المضبوطة وهي تقف هناك واثقة تماما . إن جوهر فنالرقص العربي التقليدي شأن مصارعة الثيران ليس في كثرة حركات الراقصة وانما في قلتها : وحدهن المبتدئات او المقلدات البائسات من
|