منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    تابع للإدوارد...2

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    تابع  للإدوارد...2 Empty تابع للإدوارد...2

    مُساهمة   الجمعة مارس 11, 2011 4:34 am



    في المقالة الاولي من الكتاب (حرب أهلية
    دائمة) يتحدث فيها سعيد عن لورنس العرب محللا شخصيته سابرا أغوار هذه
    الشخصية إلي أقصي عمق ممكن بالتحليل والشواهد ومن خلال كتاب لورنس ( أعمدة
    الحكم السبعه عام 1922) وكتاب ( دار السكه عام 1936 ) ومن خلال أصدقاء
    لورنس ومراسلاته معهم .
    يتعرض سعيد لحياة لورنس الخاصة ويشكك في زعم لورنس أن الاتراك قد أغتصبوه
    حين تم القبض عليه وسجنه لفترة من الوقت , حينها إدعي لورنس أنه فقد عفته الجسدية ,
    كما يستعرض علاقته العجيبة مع شاب اسكتلندي . وكراهية لورنس لنفسه بوصفه
    إبن زنا وعلاقة غير شرعية حين يكتشف في صباه ذلك . أي أن ميول لورنس الشاذة
    ولدت معه في بريطانيا وليست نتيجة بعد سجنه لدي الاتراك.
    باختصار شديد تتكلم المقالة عن حالة الهياج الداخلي التى كانت تعصف بلورنس
    خلال حياته والسؤال الكبير بشأنه وهو ( مالذي كان يريده لورنس ).
    لن يُـكتب للورنس البقاء بوصفه مقاتلا في حرب العصابات أو مناضلا سياسيا أو
    حتى بوصفه شخصا غريب الأطوار من الناحية النفسية . أما ككاتب عملت الكتابة
    لديه على إحلال دينامية من النشاط الذي لاينتهي والمحبط لذاته محل الشخصية
    فسوف يظل قدوة تُـحتذي . كان الجسد نهبا للاحتقار ( لقد رغبتُ لذاتي في أن
    تعلم أن أي إظهار متعمد للجسد هو ضرب من العهر , ذلك أن خلقاتنا ليست سوي
    أعراضنا إلي أن نجعل منها نقيصتنا بإدخال اللذة والألم إليها ) والعقل
    متمرد بأصالة لاتعترف بأي أسلاف . ولقد تغلب عالمه الأخير ( السيرورات
    الهوائية ) حتى على شخصيته لدرجة أنه استطاع أن يكتب من العزلة إلي صحبة
    جميمة بقدر ماكانت بعيدة : ( تبدو أول الفجر إلي بركة السباحة الشفافة في
    بيت كوليج ونغطس في الماء المرن الذي ينطبق على أجسادنا ويلائمها مثل
    جلودنا . ونحن نلائم ذلك أيضا , كل مكان هو بمثابة علاقة : ماعاد ثمة واحدة
    ( دار السكة ).
    من زاوية أخري يتعرض كتاب الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله - : " الإسلام
    والثقافة العربية " ( ص 196-198) – " وتأمل كيف خدع هذا الإنجليزي الماكر "
    طوال الشوارب " ! ، وسخرهم لخدمة بلاده . ولا تعجب فإذا ما نُحي الإسلام
    وأحكامه عن قضايا المسلمين ، فإنهم - وإن ادعى بعضهم الفهم - يكونون كمن
    يمشي مُكبًا على وجهه ، يتلاعب به أعداؤه ، ( ومن يُهن الله فما له من
    مُكرم ) ، وفي نقل التاريخ عبرة لكي لا نُلدغ مرة ثانية ." ولمن يريد أن
    يعلم مدي الحقد الدفين والكراهية الشديدة التى يكنها هذا الشاذ لورنس للعرب
    هذا مقطع من بعض ماجاء في كتابة (الأعمدة السبعة ) :
    ("لقد كنت أعلم أننا إذا كسبنا الحرب فإن عهودنا للعرب ستصبح (أوراقا ميتة)
    غير أن الاندفاع العربي كان وسيلتنا الرئيسية في كسب الحرب الشرقية، وعلى
    ذلك فقد أكدت لهم أن بريطانيا سوف تحافظ على عهودها نصاً روحاً فاطمأنوا
    إلى هذا القول وقاموا بالكثير من الأعمال المدهشة، ولكني في الواقع بدلاً
    من أن أشعر بالفخر لهذا الذي فعلته، كنت أشعر دائماً بنوع من المرارة
    والخجل، لقد ذهبت إلى الصحراء غربياً لا أملك أن أفكر على طريقة أهلها ولا
    أن أشاركهم معتقداتهم، ولكنه كان علي أن أقود العرب وأن استخدم حركتهم إلى
    أقصى حد لصالح بريطانيا في الحرب وإذا لم أكن أقدر على التطبع بطباعهم فعلى
    على الأقل أن أخفي ما عندي وأن أتسلل بنفوذي بينهم، إن الرجل إذا ألقت به
    الظروف إلى من لا يماثلونه عاش بينهم ولا ضمير له، لأنه قد يعمل ضد صالحهم
    أو يستميلهم إلى غير ما يحبون لأنفسهم، وهو يتحايل بدهائه لتغلب دهاءهم،
    وهكذا كنت مع العرب، كنت أقلد أحوالهم فيقلدونني حكاية واقتداء، وكنت أخرج
    على مألوفي وأتظاهر بمألوفهم.
    لقد كان بعض الإنجليز وعلى رأسهم كتشنر يعتقدون أن ثورة يقوم بها العرب على
    الأتراك تساعد انكلترا وهي تحارب ألمانيا على دحر خليفتها تركيا، إنني لم
    أبلغ درجة من الحمق تجعلني لا أدرك أنه لو قضي للخلفاء أن ينتصروا وأننا لو
    كسبنا الحرب فإن هذه الوعود سوف تكون حبراً على ورق، ولو كنت مناصحاً
    شريفاً للعرب لنصحتهم بالعود إلى بيوتهم وسرحت جيشهم وجنبتهم التضحية
    بأرواحهم ودعوتهم إلى عدم المخاطرة بحياتهم في مثل هذه الحرب، أما الشرف
    فقد فقدته يوم أن أكدت للعرب بأن بريطانيا ستحافظ على وعدها.
    لقد كان قواد الحركة العربية يفهمون السياسية الخارجية فهماً عشائرياً
    بدوياً، وكانت طبيعة قلبهم وصفاء نيتهم وانعزالهم عن العالم الغربي تخفي
    عليهم ملتويات السياسة وأخطاءها وتشجع البريطانيين والفرنسيين على القيام
    بمناورات جريئة يعتمدون في نجاحها على سذاجة العرب وضعفهم وبساطة قلوبهم،
    وكانت لهم بساطة في التفكير وثقة في العدو. إنني أكثر ما أكون فخراً إن
    الدم الإنجليزي لم يسفك في المعارك الثلاثين التي خضتها لأن جميع الأقطار
    الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنجليزي واحد، لقد جازفت بخديعة
    العرب لاعتقادي أن مساعدتهم كانت ضرورية لانتصارنا القليل الثمن في الشرق،
    ولاعتقادي أن كسبنا للحرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار".
    كتاب لورنس النسخة الكاملة موجودة على هذا الرابط للتنزيل: http://www.4shared.com/file/84865215...rified=17988a7

    في مقالته الثانية


    النثر والنثر القصصي
    العربيان بعد 1948 : يقول سعيد أن القراءة ُ عمليةً معقدة مقارنة حتما .
    والرواية بوجه خاص . إن لم تقرأ قراءة اختزالية علي أنها ضرب من ضروب
    الأدلة أو الشهادات الاجتماعية السياسية , تورط القارئ فيها لا بسبب من
    براعة الكاتب وحسب بل بسبب من الروايات الأخري أيضا . فالرويات جميعا تنتمي
    إلي عائلة وكل قارئ للرويايات هو قارئ لهذه العائلة المعقدة التى تنتمي
    إليها جميعا .
    بيد أن التاريخ في الرواية وتاريخ الرواية أي الحياةالتى تعكسها الرواية
    كالمرآة في صورة لستاندال وتاريخ الرواية الداخلي الخاص بوصفها شكلا من
    الادب هما شيئان مختلفان أشد الاختلاف فالأول كما أحسب هو ضغط دائم فكل
    روائي هو ابن زمنه مهما مضي به الخيال أبعد من هذا الزمن . وكل روائي يفصح
    عن وعي بزمنه يتقاسمه مع الجماعة التى تجعل منه الظروف التاريخية الطبقة
    المرحلة المنظور واحدا منها , ولذا فإن العمل الروائي حتى في فرادته التى
    لاتقبل الاختزال هو داته واقع تاريخي .
    بين منتصف القرن الثامن عشر والثلث الأول تقريبا من القرن العشرين كانت
    كتابة الرواية تعنى أن من المستحيل علي الروائي ان يتجاهل تاريخ الشكل
    وتقليده وسعيد ينفي ذلك بهذا الشكل مشددا على الاستقطاب الخصب بصورة
    استثنائية والقائم في داخل كل رواية جيدة .
    وهكذا تحاكي كل رواية لا الواقع فحسب بل أيضا كل رواية أخري .
    قد يقول مصري إن من كوته أحداث 1948 أكثر من سواه هو العربي الفلسطينى وكذا
    قد يقول عراقي أو لبنانى أو سودانى . غير أن مامن عربي أمكنه أن يقول بأي
    قدر من الجية إنه كان في 1948 بعيدا عن أحداث فلسطين أو بمنأي عنها .
    وفي هذا السياق إذا كان دور أي كاتب يعتبر نفسه منخرطا جديا في واقع عصره
    وقلة هم الكتاب الذين اعتبروا أنفسهم منخرطين في خلاف ذلك خلال المرحلة منذ
    1948 هو قبل كل شئ دوره كمنتج للفكر واللغة يوجه اهتمامه الجذري الي ضمان
    بقاء ماكان يتهدده خطر الانقراض الوشيك . ولقد وفر نشوء حركات التحرر
    الوطنى الذي ابتدأ مع الثورة المصرية عام 1952 فرصا لرؤية ديالكتيكية غدت
    فيها أزمات الحاضر أحجار زاوية المستقبل , وبذا فقد غدت الكتابة فعلا
    تاريخيا بل فعل مقاومة بعد 1967 بحسب الناقد الأدبي المصري غالي شكري .
    فإذا ماكان قد أمكن قبل 1948 وصف الرواية العربية ( sui generis ) بأنها
    رواية تلخيص تاريخي فإنها قد أصبحت بعد 1948 رواية تطور تاريخ واجتماعي .
    وهذا واضح في الرواية المصرية بشكل خاص .
    يستعرض سعيد رواية غسان كنفانى ( رجال في الشمس, بيروت 1963) ويصفها بأنها
    من المؤكد أجمل أعمال كنفانى وواحدة من أبرع الروايات القصيرة الحديثة
    وأبعدها أثرا . فإن آنية موضوع كنفانى تنزع لأن تعطي مشاهده طابعها
    التحريضي البارع , غير أنه بين 1948 و 1967 نجد شيئا من الإلحاحية ذاتها
    يترك أثره البالغ على عمل يستخدم منهجية المشهد كما وصفتها . فالمشهد عُمل
    من أجل الرواية , إنما من مادة تدل صورتها في الحاضر على النتيجة النفسانية
    والسياسية والجمالية للنكبة , فالمشهد يحرض أبا قيس (بطل قصة رجال في
    الشمس ) وحين يُنجزُ فعلا بسبب منه يكون قد قدم وثيقة مقروءة وكذلك
    ياللسخرية حتمية انقراضه فالمسافات بين اللغة والواقع قريبة . رواية رجال
    في الشمس يمكن تنزيلها كاملة من هذا الرابط

    http://www.4shared.com/file/21786812...c/_______.html




    وبذا فإن أزمات الكتاب العرب هي في النهاية وعلى وجه الدقة وأكثر من أي
    مكان آخر تلك الأزمات التى يعانى منها المجتمع ككل , والدور البطولي الذي
    لعبه الكاتب العربي منذ 1948 لابد أن يلقي الاعتراف الذي يستحقه .












    __________________

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 12:44 pm