منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    مفاهيم نقدية

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    مفاهيم نقدية Empty مفاهيم نقدية

    مُساهمة   الإثنين يناير 04, 2010 12:47 pm

    i المصدر : 0 (بحث أكاديمي حول البنية الإيقاعية في ديوان براعم) 2009/12/30 الساعة 0:45 بتوقيت مكّة المكرّمة



    مفاهيم نقدية :
    1 ـ مفهوم البنية :
    وضع المعجم السيميائي ( Sémiotique ) لصاحبيه "جريماس" و"كورتيس" مصطلح "البنية" في إطار اللسانيات البنيوية التي يريان أنها نجحت في
    منحه طابعا إجرائيا .
    وورد في "معجم النقد الأدبي" (Dictionnaire de critique littéraire) أن البنيوية التي تنتسب إلى "كتاب دروس في اللسانيات العامة" لفرديناند دي سوسير . الصادر سنة 1916 ، تحاول أن تكشف داخل اللغة عن بنيتها . ففي البنية يمكن أن ندرك قانون تركيب نظام ما ، نظام يضم مجموعة مغلقة من العناصر مرتبطة فيما بينها ارتباطاً متيناً إلى درجة أنها شبيهة بعنصر واحد خفي " .
    ويذكر هذان الباحثان في معجمهما النقدي " أن حدود التحليل البنيوي تظهر بجلاء أكبر في حقل الشعرية البنيوية التي يمثلها بشكل خاص جاكبسون . يتعلق الأمر ببحث في النصوص الماثلة بمعنى أنه لا يهتم بالمعطيات الخارج ـ نصية ، بل إن ما يعتبره غاية اهتمامه هو إعادة النص إلى بنية عامة هي : الأدبية " .
    ومن المعلوم أن مفهوم "البنية" طرح لأول مرة في براغ سنة 1923 إذ " نظر إلى العمل الأدبي بوصفه نسقاً ، وطبقت عليه مناهج العلوم الألسنية ومعاييرها " . ولقد أسهم "موكاروفسكي" Jan Mukarovsky (1891-1975) في المناقشة التي دارت حول هذا المفهوم ابتداء من سنة 1926 ، وهكذا نجده يعرف البنية بأنها " مجموع مركب من مكونات مترابطة ومتحققة بصورة عملية وجمالية في سلسلة متصاعدة ومعقدة يربط بينها على التوالي العنصر المهيمن على هذه المكونات " .
    ويؤكد البنيويون في حلقة براغ وجود علاقات داخلية للعمل الأدبي ، " فالوحدات الصوتية (Phonème ) والمكون الصرفي ( Morphological ) والمكون المعجمي ( Lexical ) والمكون النحوي التركيبي (Syntactical ) تتآزر فيما بينها داخل النص الأدبي ، فلا يصبح لأي مكون من هذه المكونات أي معنى في ذاته ، بل إنما يتحقق معناه من حيث علاقته بكل المكونات الأخرى للعمل نفسه " .
    ويقول الأستاذ أحمد اليبوري أن "يوري لوتمان "Iouri Lotman لدى مساهمته في ضبط مفهوم النص ، أشار إلى "أن للنص طابعاً بنيويا لا تُقدّم فيه العلامات عن طريق التعاقب بين حدين خارجيين ، بل هناك تنظيم داخلي خاص يحول النص على المستوى الأفقي إلى كل مبنين "
    إن المبدأ الذي يؤكد عليه البنيويون هو مبدأ العلاقة بين الأجزاء بوصفها أساساً لفهم بنية أي عمل فالمهم بالنسبة إليهم هو البحث عن الأجزاء أو العناصر بعضها ببعض بقصد الكشف عن النسق أو النظام الذي يؤدي إلى وحدة العمل ". ويرى د.صلاح فضل" أن بعض المعاجم الأوروبية ، تضيف فكرة التضامن بين الأجزاء ، لأن المبنى ينهار إن لم يكن هناك تضامن بين أجزائه " ومن هنا ، فإن النص عبارة عن بناء متراص يعضد كل عنصر فيه بقية العناصر الأخرى، فهو "بنية شمولية لبنى داخلية : من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة إلى السياق إلى النَّص" إن البنية عموماً "تحمل معنى " المجموع" أو "الكل" المؤلف من ظواهر متماسكة ، يتوقف كل منها على ما عداه ، ولا يمكنه أن يكون ما هو إلاَّ بفضل علاقته بما عداه " .
    وعلى الباحث أثناء قيامه بعملية التحليل أن يتوصل إلى النظام أو النسق الذي يحكم مجموعة العناصر التي تشكل العمل الأدبي .
    والحقيقة أنَّ "البنيةَ" سواء في اللغة اللاتينية أو في لغتنا العربية تعني البناء ، أو الطريقة التي يتم بها البناء والتشييد والتركيب . وإذا كان فنُّ المعمار يستخدم هذه الكلمة منذ منتصف القرن السابع عشر . فإن لغتنا العربية ونقدنا العربي عرف هذا المصطلح قبل ذلك بكثير ، وإذا كان د. صلاح فضل يؤكد أن كلمة "بنية" وردت في القرآن الكريم أكثر من عشرين مرة بصيغ مختلفة : "بنى" ؛ "بناء" ؛ "بنيان" ؛ "مبنى" ، ولكنها لم ترد فيه ولا في النصوص القديمة بهذه الصيغة : "بنية"، فإن الأستاذ محمد أوراغ قد أثبت ورودها بكثير من الحجج والأدلة والشواهد في بحثه العلمي الدقيق الذي رصده لمصطلح البناء / البنية في النقد الشعري العربي القديم .
    فقد ورد في هذا البحث أن كلمة " بانياً " جاءت في كلمة للعجاج الراجز المخضرم . وأن مصطلح البناء كان متداولاً ومنتشراً بشكل واسع . فالبناء صناعة ، والباني صانع والشعر صناعة : مثله مثل سائر الصناعات تتطلب مهارة وثقافة ..
    وواضح هنا أن النقد الأدبي العربي اقترض بعض مصطلحاته من المجال الصناعي . وعملية البنيان لها وظيفة تتمثل في تخليد الآثار ، والشعر يقوم بنفس هذه الوظيفة.
    ويرى الباحث أن هذه الكلمة انتقلت من المعنى اللغوي إلى المجال الاصطلاحي حيث تصاحب معها بعض دلالاتها وصفاتها الخاصة . فقد ذكر ابن رشيق كلمة " الأبنية " . وذكر بشار كلمة البنية في قوله : " إن بنيتها أعرابية وحشية " . وأثبت الباحث كذلك " أن أول استعمال دقيق لمصطلح البنية نجده عند قدامة بن جعفر في كتابه نقد الشعر " . كما أكد ورود لفظة الِبُنَى ( بضم الباء وكسرها ) وهي جمع بنية عند السكري في شرحه لديوان الحطيئة . بيد أن استعمالها كمصطلح كان من طرف قدامة حيث ورد في كلامه : " أن بِنْيَةَ الشِّعر إنما هو التسْجيع والتقفية" .ويثبت الباحث أن قدامة في استعماله لهذا المصطلح قد توخى ترسيخ دلالات محددة ومتداولة للكلمة. فهي الهيئة التي بني عليها الشيء وهي تعتمد التأليف والتركيب بين العناصر المختلفة ، بين الدال والمدلول ، بين اللفظ والمعنى .."
    وجاء في تعليقه على بيتين لامرئِ القَيْس أنَّ " بنية هذا الشعر على أن ألفاظه على قصرها قد أشير بها إلى معان طوال ذلك أن الهيئة التي بني عليها هذا الشعر تعتمد الإيجاز " .
    ويرى الأستاذ محمد أوراغ أن بنية الشعر تبرز عند قدامة أيضاً في اعتماد قواعد العروض واحترام قوانينه ، فأي إِفراط في تكسير الوزن بالزحافات المتعددة قد ينتج شعراً رديئاً . وهكذا يتحول مصطلح البنية في عمل قدامة ـ كما يرى الأستاذ أوراغ ـ إلى وسيلة إجرائية تساعد في تحليل النص الشعري لأنها تنصب على أخص مميزاته كالوزن والقافية . أما ابنُ رشيق فيرد هذا المصطلح عنده مقترناً بعنصر الحد ، فقد خص فصلاً مستقلاً في كتاب العمدة للبحث في حد الشعر وبنيته . فإذا كان حدُّ الشعر هو :"اللفظ الموزون المقفى الدال على معنى " فإن بنيته كامنة في التأليف الخاص لهذه العناصر والعلاقات التي يحدثها التأليف ".
    ويلاحظ الأستاذ محمد أوراغ أنَّ مصطلح "بناء" بتفريعاته الاشتقاقية كثير الورود عند ابن رشيق ، يمتد ليشغل مرحلة ما قبل الكتابة ..وما بعدها .
    ويتبدى من خلال هذا البحث القيم أن النقد العربي عرف مصطلح "البنية" ، وكان واعيّاً بمسألة العلاقة الجدلية بين اللفظ والمعنى ، ويؤكد د. زكريا إبراهيم ذلك بقوله : "إن أهل اللسان العربي حين يفرقون في اللغة بين " المعنى " و " المبنى " ، فإنهم كانوا يعنون بكلمة " مبنى " ما يعنيه اليوم بعض علماء اللغة بكلمة " بنية "
    وعلى أي حال ، فإنَّ مفهومَ البِنية قد عرف عدة تحديدات في النقد العربي أو في مجال الدراسات البنيوية المعاصرة عند كل من دي سوسير وليفي شتراوس وجاكبسون وتروبتسكوي وجان بياجيه وجان بيير ريشار ورولان بارت وكلُّها لا تخرج عن دلالة النسق أو النظام ، فهي كما يرى ليفي اشتراوس "تحمل ـ أولا وقبل كل شيء ـ طابع النسق أو النظام ، فالبنية تتألف من عناصر يكون من شأن أي تحول يعرض للواحد منها ، أن يحدث تحولاً في باقي العناصر"
    ولعله لا يخرج عن المفهوم المستعمل اليوم والذي استخدمه البنيويون في البيان الذي أصدروه في المؤتمر الأول للُّغويين السْلاف الذي انعقد في براغ سنة 1929 والذي دعوا فيه إلى اصطناع المنهج البنيوي باعتباره "منهجاً علمياً صالحاً لاكتشاف قوانين بنية النظم اللغويــةوتطورها " . ومن هذه النُّظُم اللُّغوية بطبيعة الحال ، النَّص الأدبي . ويهدف التحليل البنيوي للنص إلى الوصول إلى معرفة القوانين المتحكمة فيه ، والعلاقات التي تربط بين أجزائه

    ومكوناته . وهكذا سنحاول في دراستنا التركيز على البنية الإيقاعية باعتبارها مستوى من مستويات تحليل النص الأدبي ، محاولين ربطه ببقية المستويات الأخرى كالمستوى المعجمي والمستوى التركيبي والمستوى الدلالي . وذلك انطلاقا من دراستنا للمتن الشعري موضوع الدراسة من خلال المحاور الثلاثة الآتية :
    ـ البنية العروضية
    ـ البنية القافوية
    ـ البنية الإيقاعية
    وسنحاول في عملنا ربط الإيقاع بالدلالة على اعتباران الشعر معنى يبنى بنية معقدة ، وكل عناصره المكونة له عناصر دالة ، بمعنى أنَّها عبارة عن إِشارات إلى مضمون معين ".
    2 ـ مفهوم الإيقاع :
    سنعتمد في هذه الدراسة مفهوم الإيقاع بمعناه الشمولي فنقسمه إلى قسمين رئيسيين :
    1 ـ الإيقاع الخارجي أو ما يسمى بموسيقى الإطار أو البنية الوزنية أو العروضية .
    2 ـ بنية الإيقاع الداخلي أو ما يسمى بموسيقى الحشو .
    وسيتم التركيز في القسم الأول على دراسة الوزن والقافية .أما في القسم الثاني فسنعمل فيه على دراسة المادة الصوتية اعتماداً على مصطلحات علم الأصوات وعلم البديع .
    3 ـ الشعر المغربي
    إن المتأمل لبعض عناوين الأبحاث التي اهتمت بدراسة الشعر المغربي المعاصر ، سيلاحظ أنها تنقسم إلى قسمين :
    ـ قسم آثر أصحابها أن ينسبوا الشعر فيها إلى اللغة العربية باعتبارها اللغة التي كتب بها هذا الشعر في المغرب ، فكل ما يكتب من شعر في اللغة العربية فهو عربي سواء انتمى إلى هذا القطر أو ذاك من الوطن العربي . ومن هذه العناوين مثلا : "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب" لمحمد بنيس ؛ "الرؤية والفن في الشعر العربي الحديث في المغرب" للدكتور أحمد الطرايسي ؛ "تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب" للدكتور عباس الجراري ، ويمكن أن نضيف إلى هذا القسم كتاباً رائداً هو :"الأدب العربي في المغرب الأقصى" لمحمد بن العباس القباج.
    ـ وقسم آخر ينسبه أصحابها إلى المكان الذي كتب فيه هذا الشعر ، ويفهم ضمناً أن اللغة التي استُخدمت فيه هي اللغة العربية . ويُشفع ذكرُ الشعر عادة في صياغتها بصفة الحداثة أو المعاصرة ومن ذلك على سبيل المثال : "القصيدة المغربية المعاصرة " لعبد الله راجع . ولا ريب أن من أول الدراسات التي آثرت نسبة المادة الأدبية إلى وطن الكتابة وليس إلى لغة الكتابة ، هي كتاب : "أحاديث عن الأدب المغربي الحديث" للأستاذ العلاّمة عبد الله كنون ، ولعل هذا التقسيم لن يخرج عما هو سائد في مثل هذه الدراسات على مستوى جميع الأقطار العربية .
    والملاحظ أن بعض هذه الدراسات القادمة من المشرق العربي ، تحمل عناوين توحي بكثير من الشمولية مثل "الشعر العربي المعاصر" لعز الدين إسماعيل ، و"الشعر العربي الحديث وروح العصر" للدكتور جليل كمال الدين و " دراسات في الشعر العربي المعاصر " لمحيي الدين صبحي ، ولكنك لن تجد في كل هذه الكتب إلا الشعر العربي في مصر أو في العراق أو في سوريا .فهل يا ترى هذه الأقطار هي كل الوطن العربي ، وهل هذا فقط هو الشعر العربي المعاصر ؟.
    لذلك طفق بعض الدارسين إيثاراً منهم للتحديد وعدم التعميم ، ينسبون الأعمال الأدبية التي ينجزونها إلى البلد أو القطر الذي تنتمي إليه فيقولون الشعر العراقي المعاصر أو الشعر التونسي الحديث أو الشعر المصري المعاصر على سبيل المثال ، وإن كان الغالب هو التعميم لا التركيز والتحديد .
    ومن هنا آثرنا أن يكون عنوان بحثنا متسماً ما أمكن بالحصر والتحديد . ذلك أن عملنا سينصب على متن شعري لشعراء مغاربة يدخل إنتاجهم ضمن ديوان الشعر العربي المعاصر ، ويشكل رافداً ثراً من روافده ، ويتكون هذا المتن من ثلاثة دواوين هي :
    ـ"براعم" لعبدالمجيد بن جلون
    ـ "ديوان مصطفى المعداوي"
    ـ"الفروسية" لأحمد المجاطي
    4 ـ الحداثة والمعاصرة
    قمنا بنعت الشعر المغربي بصفة المعاصرة وليس بصفة الحداثة على اعتبار أن المتن الشعري الذي سيكون مجالا للدراسة ينتمي إلى فترة معاصرة يحددها بعض الباحثين في النصف الثاني من القرن العشرين . وهذا ما جرى به الاستعمال في كثير من الدراسات التي اهتمت بدراسة الشعر الذي كتب في هذه الفترة . إلا أن بعضها يستخدم صفة الحديث ويدرس الشعر المعاصر مثل كتاب " أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث " للأستاذ أحمد المعداوي ، بحيث لايميز بين لفظ الحديث ولفظ المعاصر بل يعتبرهما مترادفين يدلان على نوع شعري معين هو الشعر المعاصر الذي نجد أهم نماذجه لدى الشعراء الذين ينتمون إلى الفترة المذكورة أعلاه .
    وبعضُها الآخر يعتبرُ الحداثةَ أعم من المعاصرة ، مثل كتاب " الشعر العربي الحديث بنياته وإبدالاتها" لمحمد بنيس ، حيث يجعل الشعر المعاصر له طابع الخصوص في حين أن الشعر الحديث له طابع العموم. وقد سبق له في كتابه "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب" أن أوضح الفرق بين مصطلحي " الشعر الحديث " و " الشعر المعاصر" حيْثُ اعتبرأنَّ الشعر الحديث " هو تمييز لكل التيارات الشعرية التي تعارض القديم مهما كانت درجة هذه المعارضة ونتائجها .. والشعر المعاصر هو أحد تيارات الشعر الحديث ، وهذا التحديد يمنعنا من الخلط بين الشعر الحديث والشعر المعاصر، ويبين أن كلاًّ منهما يمثل مجموعة شعرية على أن الشعر المعاصر هو مجموعة صغرى ضمن المجموعة الكبرى الخاصة بالحداثة "
    أما الدكتور محمَّد السَّرغيني ، فهو من الذين يعتقدون بوجودالتمييز بين الشعر الحديث والشعر المعاصر ، ولكنَّه يرى أن "الشعر الحديث هو الذي كُتِب في حقبة حديثة ، والمعاصر هو الذي لازال يكتب ويعاصرنا . معنى ذلك أن الشعر الحديث يمكن العمل فيه على نصوص جاهزة، في حين أن المعاصر ما زال في طور التوالد ، ولذلك فالحديث عنه لا يمكن أن يكون نهائياً"
    والملاحظ أن التَّحديدات السابقة لمصطلحي الحداثة والمعاصرة ، يهيمن عليها البعد الزمني .
    وقد اعتبر الأستاذ الشاعر محمد الميموني الشعر الذي أنتج في العقد الثلاثيني داخلاً في إطار الشعر المعاصر ، فهو يفترض "أن سنة 1933 بالذات تحدد معلمةً لافتةً في حياة الشعر المغربي المعاصر"
    وهكذا يُدخل الباحثُ في هذا الإطار شعراءَ مغاربةً شباباً أمثال :"علال الفاسي ، عبد الله كنون ، محمد المختار السوسي ، عبد المالك البلغيثي وآخرين ممن يمثلون البداية الحقيقية لشعر مغربي جديد" . وهؤلاء الشعراء احتضنتهم مجلة " السلام " لصاحبها محمد داود في أول أعدادها الصادر بتطوان في هذه السنة ، "وهي أول مجلة مغربية وضعت صفحاتها رهن الأقلام المناضلة الشابة والمبدعة لأدب جديد" .
    وقد اعتمدنا في بناء عنوان بحثنا كلمة "المعاصر" على أساس هذا الاعتبار الزمني حيث إن الإنتاج الشعري لشعراء المتن الذي تم اختياره مجالاً لدراستنا يقع في هذه العقود الأخيرة .
    ومما يمكن أن يدخل في إطار الصدفة أن يكون الشعراء الذين سنتناول شعرهم بالدراسة قد غادروا عالمنا ، أحدهم وافته المنيَّة وهو في زهرة شبابه مخلِّفاً لنا تجربةً شعريةً زاخرةً بالوعود . أما الآخران فقد غادرانا وهما في قمَّة نضجهما مخلفَيْـن تجربتين شعريتين مختلفتين شكلا ، لكنهما متشابهتان من حيث تعبيرهما عما يزخر به هذان الشاعران من قدرة على الخلق وهوس البحث عن الكلمة المعبرة عن لهب الإحساس و"قلق الإبداع" حسب تعبير الأستاذ أحمد اليبوري .
    وبطبيعة الحال ، فإن غياب هؤلاء الشعراء عنا لا يؤثر على معاصرتهم لنا ، ويظل إنتاجهم الشعري يحمل صفة المعاصرة انطلاقاً من المفهوم الزمني المحدد لهذه الكلمة .
    وهذا ما يؤكده د.صلاح فضل بخصوص بعض الشعراء المعاصرين الذين غابوا عن عالمنا فيزيقياً بشكل مبكر مثل السياب وعبدالصبوروخليل حاوي وأمل دنقل ، فهو يرى أن هذا الغياب لا يقلل من درجة معاصرتهم وحقهم في البروز على خارطة الشعر العربي في النصف الثاني من هذا القرن إلى جانب كوكبة من الشعراء الأحياء .

    الهوامش
    Greimas et Courtes : Sémiotique : dictionnaire raisonné de la théorie du langage , Paris , Hachette , 1 1979 , pp 389 - 390 .
    Joelle Gardes , Tamine , Merie , Claude Haubert , Armand Coline , Paris ,1993, P.190
    نفسه ، ص : (197 و 198 )
    نفسه ، ص : 198 .
    يان موكاروفسكي ، اللغة المعيارية واللغة الشعرية ، ترجمة وتقديم : ألفت كمال الروبي ، مجلة فصول ، المجلد الخامس ، عدد 1 ديسنبر 1984 ص :38
    نفسه ، ص : 38 .
    نفسه ، ص : 36 .
    دينامية النص الروائي ط1 منشورات اتحاد المغرب ، الرباط ، 1993 ، ص : 15 .
    يسرية يحيى المصري ، بنية القصيدة في شعر أبي تمام ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1997 ، ص : 5 .
    الجدير بالملاحظة أن بعض الباحثين لا يكلفون أنفسهم عناء التوثيق العلمي ، فيكتفون بالقول مثلاً "ويقول بعض الباحثين..(أوأحدالنقاد ..إلخ.)"
    أو يستشهد بنص أوقول لأحد الباحثين دون الإشارة إلىصاحبه أو المرجع المستفاد منه . يقول د. صلاح فضل : "ويحدد بعض الباحثين "البنية"بأنهاترجمةلمجموعة من العلاقات بين عناصر مختلفة .." (نظرية البنائية ، ص : 177 ) وتنقل د.يسرية يحيى المصري نفس الشاهد فتقول : "فبينما ذهب البعض؟إلى كونها (البنية) ترجمة لمجموعة العلاقات بين عناصر مختلفة ..( انظر "بنية القصيدة عند أبي تمام" ،ص :5 .) " وتنقل تعريف "جان بياجيه" للبنية كما أورده د.زكريا إبراهيم في كتابه "مشكلة البنية"، دار مصر للطباعة ، مكتبة مصر ، الفجالة ،د.ت. ص :33 ، فتقول :"إن البعض الآخر يعرف البنية بأنها نسق من التحولات له قوانينه الخاصة باعتباره نسقاً ، علماً بأن من شأن هذا النسق ، أن يظل قائماً ويزداد ثراءً بفضل الدور الذي تقوم به تلك التحولات نفسها " (انظر بنية القصيدة عند أبي تمام ، ص :5 ) وينقل د.صلاح فضل نصاً لزكريا إبراهيم في تعريف "البنية"دون الإشارة إلى صاحبه والنص هو"..كلمة "بنية" في أصلها ـ، تحمل معنى المجموع أو "الكل"المؤلف من ظواهر متماسكة ، يتوقف كل منها على ما عداه، ويتحددمن خلال علاقته بما عداه"(انظر "مشكلة البنية" ، ص :32 ، وانظر "نظرية البنائية" ،ص :176 ـ 177 ) وقد أوردنا هذه الملاحظة هنا لأنها أمر يسترعي الانتباه خاصة في مثل هذه الأبحاث الأكاديمية .
    نظرية البنائية في النقد الأدبي ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1980 ، ص : 176.
    د . عبد الله محمد الغذامي ، الخطيئة والتكفير ، ط 1 كتاب النادي الأدبي الثقافي ، جدة ، المملكة العربية السعودية ، 1405 ه ـ 1985 ، ص : 90 .
    د. زكريا إبراهيم ، مشكلة البنية ، دار مصر للطباعة ، مكتبة مصر ( الفجالة ) بدون تاريخ ص : 32 .
    صلاح فضل ، نظرية البنائية ، م. س .ذ ، : 176 ـ 177 .
    نظرية البنائية ، م.س.ذ ، ص : 175 .
    "مصطلح البناء ـ البنية في النقد الشعري العربي القديم" ، مجلة المناهل ، عدد : 56 ، السنة الثانية والعشرون ، جمادى الأولى 1418 ه ـ شتنبر 1997 م .ص : 233 .
    نفسه ، ص : 233 .
    نفسه ، ص : 234 .
    نفسه ، ص : 234 .
    نفسه ، ص : 234 .
    نفسه ، ص : 235 .
    نفسه ، ص : 238 .
    نفسه ، ص:238 ، ( انظرديوان الحطيئة ، دار صادر ، بيروث ،ص:41 )
    نفسه ، ص: 238 ، ( انظر نقد الشعر ، صفحات : 51 ـ 60 )
    نفسه ،ص: 238 .
    نفسه ، ص : 238 ، ( نقد الشعر ، ص : 174 )
    نفسه ، ص :238 ، والبيتان هما : فإن تهلك شنوءَةُ أَوْ تُبـَدَّلْ فَسيري إَنَّ في غَسَّانَ خالا
    بِعِزِّهِمُ عَزَزْتِ وَإِنْ يَذِلُّــوا فذُلهُّمُ أَنالـــكِ مــــا أَنـالا ( انظر نقد الشعر ، ص : 174 )
    نفسه ، ص : 239 ( انظر نقد الشعر ، ص : 206 )
    نفسه ، ص : 245 .
    نفسه ، ص : 239 .
    نفسه " ص : 240 ـ 241 .
    زكريا إبراهيم ، مشكلة البنية ، م.س.ذ ، ص : 32 .
    يقول د.زكرياإبراهيم : "إن دي سوسيرنفسه لم يستخدم كلمة "بنية "، وإنما استخدم كلمة "نسق" أو "نظام"( انظر مشكلة البنية ’ ص :47 )
    كان جاكبسون من أول من استعمل كلمة "بنية" بالمعنى المستعمل اليوم إلى جانب رفاقه في حلقة براغ ومنهم تروبسكوي Trubetzkoy
    وعنده : "أن الشعرية تهتم بقضايا البنية اللسانية تماماً كما يهتم الرسم بالبنيات الرسمية" انظر:"قضايا الشعرية" لرومان ياكبسون ،ترجمة : محمد الولي ومبارك حنون ، ط.1، دار توبقال للنشر ، الدار البيضاء ، 1988 ، ص : 24 .
    انظر تعريف جان بياجيه للبنية في كتاب "مشكلة البنية" لزكريا إبراهيم ، م. س. ذ ،ص : 33 .
    يقول د.عبدالكريم حسن :إن"السمة الأهم لمفهوم البنية في المنهج الموضوعي لريشار ، أنها بنية شبكية وإشعاعية ،فلقد وجدنا سابقاً أن تحليل عنصر ما في العمل الأدبي إنما يفضي إلى كل العناصر الأخرى " (انظر المنهج الموضوعي للدكتور ع.الكريم حسن ،ط.2 ، شراع للدراسات والنشر والتوزيع ،دمشق ، 1996 ،ص :99 .
    مشكلة البنية ، م. س .ذ . ص :35 .
    نفسه ، ص : 48 .
    يوري لوتمان ، "تحليل النص الشعري" ، ترجمة :د.محمد فتوح أحمد ، م. س. ذ ، ص: 59 .
    مثل صلاح فضل في كتابه أساليب الشعرية المعاصرة ، دار الآداب ، بيروت ، 1995 ، ص : 15 .
    نفسه ، ص : 15 .
    انظر ازمة الحداثة ، ص : 54 ؛ ص :119 . ويبدو أن الأستاذ المعداوي يستعمل هذين المصطلحين في بعدهما الزمني ، أي الانتماء إلى العصر أو إلى فترة حديثة زمنيا
    ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب ، مقاربة بنيوية تكوينية ، ط.1 ، دار العودة ، بيروث ، 1979 ، ص : 15 .
    حوار مع الدكتور محمد السرغيني أجراه معه الأستاذان : د.محمدالعمري ود.حميد لحميداني ، مجلة دراسات سيميائية أدبية لسانية ، عدد:4 ، شتاء 1990 ، ص : 7 وما بعدها .

    انظر المرجع السابق ، ص : 8 وما بعدها .
    نفسه ، ص : 8 .
    الجدير بالإشارة أن أحد الكتاب المغاربة قد أدخل في إطار "الشعر المعاصر" الشعرَ الذي أنتج في فترة زمنية أبعد . نشير هنا تحديداً إلى الأديب محمد الأمري المصمودي الذي نشر سنة 1959 دراسة شعرية رائدة تحمل عنوان "في شعرنا المعاصر".والملاحظ أنه أدخل ضمن "الشعر المعاصر" الإنتاجَ الشعريَّ الذي أنتجَهُ شعراءُ مغاربةٌ ينتمون إل فترة ما قبل الحماية ، وهو يقسم الحقبة التي يؤطر فيها الشعر المعاصر إلى ثلاث فترات زمنية : 1 ـ فترة ما قبيل الحماية ؛ 2 ـفترة الحماية نفسها ؛ 3 ـ قترة الاستقلال.ومعنى هذا عنده أن كل ما أنتج من شعر خلال هذه الفترات الثلاث يعد "شعراً معاصراً" .( راجع الدراسة في : مجلة "دعوة الحق" ، العدد الرابع ، السنة الثانية، رجب 1378ه ـ 1959 م. ص : 77 .وراجع بقية حلقات الدراسة في الأعداد : 6 ـ7 ـ 8 ـ 9 ـ 10 من نفس السنة .
    انظر "الشاعر لم يمت" ، مجلة آفاق ، عدد: 58 ، 1996 ، ص : 30 .
    انظر أساليب الشعرية المعاصرة ، ط.1 ، دار الآداب ،بيروت ،1995 ، ص : 15 .

    bom

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 12:51 pm