[b]
دراسة جامعية من جامعة النجاح الوطنية
تخصص اللغة العربية
البناء اللغوي في سورتي البقرة والشعراء دراسة موازنة
منى محمد عارف عابد
تعددت الدراسات القرآنية، والبحوث اللغوية، التي جعلت من نصوص آيات القرآن مرجعاً لها، وميزاناً تقيس به علامات تقدمها وازدهارها اللغوي والمعرفي، وتنّوعت تبعاً لذلك الأساليب العلمية والمناهج اللغوية التي سخّرت نفسها لخدمة هذه النصوص المقدسة، للتعّرف إلى طبيعة الخصائص المميزة لها لذا جاءت الدراسات الصوتية لدى علماء التجويد، وجاءت الرغبة في معرفة خصائص الإيقاع في لغة القرآن الكريم، إضافة إلى دراسة ظاهرتي الانسجام الصوتي والتنغيم في القرآن. من هنا كان اختيار موضوع هذه الدراسة التي تكمن أهميتها في توظيف المنهج الوصفي التحليلي للآيات المكيّة والمدنيّة من خلال سورتي البقرة والشعراء، فسورة البقرة تعكس السمات العامة للآيات المدنية، في حين تمثل سورة الشعراء السمات العامة للآيات المكية وخصائصه العامّة. أمّا عن سبب اختيار هاتين السورتين" البقرة والشعراء" بالذات، فيعود إلى ترشيح وتزكية من أساتذة كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية وتتمثل هذه الدراسة في المستويات اللغوية. أما أهمية هذه الدراسة، فتأتي في إمكانية إيجاد فوارق لغوية بين الآيات المكية والمدنية من خلال اعتمادها على سورتي الشعراء والبقرة ومستعينة في ذلك على المستويات اللغوية الآتية: المستوى الصوتي والمستوى النحوي وأخيرا المستوى الدلالي. أما مصادر هذه الدراسة فجاءت متنوعة تبعا للمستويات اللغوية التي اعتمدت عليها، وأخص بالذكر كتابي "الإتقان في علوم القرآن" لـ السيوطي، و"البرهان في علوم القرآن" لـ الزركشي، فكان هذان الكتابان مرجعا لدراسة الجانب التاريخي للسور المكية والمدنية، أما عند دراسة المستوى الصوتي فاعتمدت على المراجع الحديثة في محاولة لتطبيق أحدث النظريات الصوتية على النص اللغوي في القرآن الكريم، وخاصة كتابي "موسيقى الشعر" لـ إبراهيم أنيس و"المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي" لـ رمضان عبد التواب، إضافة إلى كتاب "علم أصوات العربية" لـ محمد جواد النوري. أما في المستوى النحوي فاعتمدت على كتابي "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لـ ابن هشام، و"شرح ابن عقيل"، وذلك من أجل ترسيخ القضايا النحوية التي تمّ تناولها في هذا المستوى. وأخيرا جاء المستوى الدلالي واعتمدت في دراسته على الجانب المعجمي لتخريج المعنى اللغوي والاصطلاحي للألفاظ المستعملة في الحقول الدلالية، ولا يفوتني في هذا المقام التذكير بكتاب "التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن" لـ خليل عودة أبو عودة الذي استعنت به في تقسيم الحقول الدلالية لهذا المستوى. أما الدراسات السابقة التي تناولت دراسة لغة القرآن الكريم مستعينة بالمستويات اللغوية فجاءت متعددة، كل واحدة منها تنهل من لغة القرآن المقدسة، وتجعلها ميدانا للدراسة والبحث وأذكر منها على سبيل المثال دراسة بعنوان "الدراسات الصوتية لدى علماء التجويد" لـ حسين عبود، قدم من خلال هذه الدراسة القراء تفسيراً صوتياً للقراءات المتعددة للقرآن الكريم والتنّوع الصوتي لدى علماء التجويد ودراسة بعنوان" ظاهرة الانسجام الصوتي في القرآن الكريم" لـ هايل محمد الفقرة، وفي هذه الدراسة تناولت الباحثة ظاهرة الانجسام الصوتي ولإيقاع الذاتي الذي تكونة الحروف في آيات القرآن ودراسة بعنوان "دلالة الصيغ العربية في ضوء علم اللغة" لـ أحمد سليمان الشريف، تحدث عن أثر السياق في تشكل وبناء دلالات جديدة وأخيرا دراسة بعنوان" السياق وأثره في الدرس اللغوي- دراسة في ضوء علم اللغة الحديث" لـ إبراهيم خليل على الرغم من ما قدمته هذه الدراسات السابقة المشار إليها من محاولات جادة في رسم ملامح علم اللغة على مستوياته المتعددة على النص اللغوي القرآني إلا أنها بقيت محاولات نظرية لم تطبق إلا على آيات قرآنية منتقاة من سور متعددة أما الجديد في هذه الدراسة فتمثل في الاعتماد على سورتي البقرة والشعراء والعمل على توضيح البناء اللغوي وبطريقة موازنة تتخذ من المستوى الصوتي والنحوي وبطريقة مجالاً لإيجاد مظاهر هذا النساء لذا جاءت القضية اللغوية مدروسة بشكل ثنائي في السورتين وبالتالي الحصول على تصور لمعرفة حالها في النص اللغوي المدني والمكي. أمّا هيكلية هذه الدراسة فقُسّمت إلى: مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول ثم خاتمة، وقد تناولت في المقدمة: أهمية هذه الدراسة والمشكلات التي واجهتني بها إضافة إلى منهج الدراسة. أمّا التمهيد فكان دراسة تاريخيّة للسّور المكيّة والمدنيّة، وبيان خصائص كل منها ثم جاءت فصول هذه الدراسة وقد تناولت في الفصل الأول منها: المستوى الصوتي: وفيه عرضت الفونيمات التركيبّية في الفاصلة القرآنية من حيث: مكوّناتها وتألفها مع غيرها، وشيوع الصوامت والحركات في آيات السورتيّن. أما الفصل الثاني: فخصصته للمستوى النحوي ويشمل الجملة الاسميّة والفعليّة والجمل الناسخة، وجملة التقديم والتأخير، ثم جملة التوكيد. وفي الفصل الثالث:- تناولت المستوى الدلالي ويشمل دراسة الحقول الدلالية المستعملة في سورتي البقرة والشعراء. وأخيراً جاءت الخاتمة وفيها: أهم النتائج التي توصلت إليها في أثناء دراستي.
دراسة جامعية من جامعة النجاح الوطنية
تخصص اللغة العربية
البناء اللغوي في سورتي البقرة والشعراء دراسة موازنة
منى محمد عارف عابد
تعددت الدراسات القرآنية، والبحوث اللغوية، التي جعلت من نصوص آيات القرآن مرجعاً لها، وميزاناً تقيس به علامات تقدمها وازدهارها اللغوي والمعرفي، وتنّوعت تبعاً لذلك الأساليب العلمية والمناهج اللغوية التي سخّرت نفسها لخدمة هذه النصوص المقدسة، للتعّرف إلى طبيعة الخصائص المميزة لها لذا جاءت الدراسات الصوتية لدى علماء التجويد، وجاءت الرغبة في معرفة خصائص الإيقاع في لغة القرآن الكريم، إضافة إلى دراسة ظاهرتي الانسجام الصوتي والتنغيم في القرآن. من هنا كان اختيار موضوع هذه الدراسة التي تكمن أهميتها في توظيف المنهج الوصفي التحليلي للآيات المكيّة والمدنيّة من خلال سورتي البقرة والشعراء، فسورة البقرة تعكس السمات العامة للآيات المدنية، في حين تمثل سورة الشعراء السمات العامة للآيات المكية وخصائصه العامّة. أمّا عن سبب اختيار هاتين السورتين" البقرة والشعراء" بالذات، فيعود إلى ترشيح وتزكية من أساتذة كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية وتتمثل هذه الدراسة في المستويات اللغوية. أما أهمية هذه الدراسة، فتأتي في إمكانية إيجاد فوارق لغوية بين الآيات المكية والمدنية من خلال اعتمادها على سورتي الشعراء والبقرة ومستعينة في ذلك على المستويات اللغوية الآتية: المستوى الصوتي والمستوى النحوي وأخيرا المستوى الدلالي. أما مصادر هذه الدراسة فجاءت متنوعة تبعا للمستويات اللغوية التي اعتمدت عليها، وأخص بالذكر كتابي "الإتقان في علوم القرآن" لـ السيوطي، و"البرهان في علوم القرآن" لـ الزركشي، فكان هذان الكتابان مرجعا لدراسة الجانب التاريخي للسور المكية والمدنية، أما عند دراسة المستوى الصوتي فاعتمدت على المراجع الحديثة في محاولة لتطبيق أحدث النظريات الصوتية على النص اللغوي في القرآن الكريم، وخاصة كتابي "موسيقى الشعر" لـ إبراهيم أنيس و"المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي" لـ رمضان عبد التواب، إضافة إلى كتاب "علم أصوات العربية" لـ محمد جواد النوري. أما في المستوى النحوي فاعتمدت على كتابي "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لـ ابن هشام، و"شرح ابن عقيل"، وذلك من أجل ترسيخ القضايا النحوية التي تمّ تناولها في هذا المستوى. وأخيرا جاء المستوى الدلالي واعتمدت في دراسته على الجانب المعجمي لتخريج المعنى اللغوي والاصطلاحي للألفاظ المستعملة في الحقول الدلالية، ولا يفوتني في هذا المقام التذكير بكتاب "التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن" لـ خليل عودة أبو عودة الذي استعنت به في تقسيم الحقول الدلالية لهذا المستوى. أما الدراسات السابقة التي تناولت دراسة لغة القرآن الكريم مستعينة بالمستويات اللغوية فجاءت متعددة، كل واحدة منها تنهل من لغة القرآن المقدسة، وتجعلها ميدانا للدراسة والبحث وأذكر منها على سبيل المثال دراسة بعنوان "الدراسات الصوتية لدى علماء التجويد" لـ حسين عبود، قدم من خلال هذه الدراسة القراء تفسيراً صوتياً للقراءات المتعددة للقرآن الكريم والتنّوع الصوتي لدى علماء التجويد ودراسة بعنوان" ظاهرة الانسجام الصوتي في القرآن الكريم" لـ هايل محمد الفقرة، وفي هذه الدراسة تناولت الباحثة ظاهرة الانجسام الصوتي ولإيقاع الذاتي الذي تكونة الحروف في آيات القرآن ودراسة بعنوان "دلالة الصيغ العربية في ضوء علم اللغة" لـ أحمد سليمان الشريف، تحدث عن أثر السياق في تشكل وبناء دلالات جديدة وأخيرا دراسة بعنوان" السياق وأثره في الدرس اللغوي- دراسة في ضوء علم اللغة الحديث" لـ إبراهيم خليل على الرغم من ما قدمته هذه الدراسات السابقة المشار إليها من محاولات جادة في رسم ملامح علم اللغة على مستوياته المتعددة على النص اللغوي القرآني إلا أنها بقيت محاولات نظرية لم تطبق إلا على آيات قرآنية منتقاة من سور متعددة أما الجديد في هذه الدراسة فتمثل في الاعتماد على سورتي البقرة والشعراء والعمل على توضيح البناء اللغوي وبطريقة موازنة تتخذ من المستوى الصوتي والنحوي وبطريقة مجالاً لإيجاد مظاهر هذا النساء لذا جاءت القضية اللغوية مدروسة بشكل ثنائي في السورتين وبالتالي الحصول على تصور لمعرفة حالها في النص اللغوي المدني والمكي. أمّا هيكلية هذه الدراسة فقُسّمت إلى: مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول ثم خاتمة، وقد تناولت في المقدمة: أهمية هذه الدراسة والمشكلات التي واجهتني بها إضافة إلى منهج الدراسة. أمّا التمهيد فكان دراسة تاريخيّة للسّور المكيّة والمدنيّة، وبيان خصائص كل منها ثم جاءت فصول هذه الدراسة وقد تناولت في الفصل الأول منها: المستوى الصوتي: وفيه عرضت الفونيمات التركيبّية في الفاصلة القرآنية من حيث: مكوّناتها وتألفها مع غيرها، وشيوع الصوامت والحركات في آيات السورتيّن. أما الفصل الثاني: فخصصته للمستوى النحوي ويشمل الجملة الاسميّة والفعليّة والجمل الناسخة، وجملة التقديم والتأخير، ثم جملة التوكيد. وفي الفصل الثالث:- تناولت المستوى الدلالي ويشمل دراسة الحقول الدلالية المستعملة في سورتي البقرة والشعراء. وأخيراً جاءت الخاتمة وفيها: أهم النتائج التي توصلت إليها في أثناء دراستي.