منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    ((قراءة في ما وراء السرد ما وراء الرواية))

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    ((قراءة في ما وراء السرد ما وراء الرواية)) Empty ((قراءة في ما وراء السرد ما وراء الرواية))

    مُساهمة   السبت مارس 13, 2010 7:45 am


    كاتب الموضوع: د. عامر عبد زيد - 31-01-2007

    مقاربة نقدية في السرد الروائي

    ((قراءة في ما وراء السرد ما وراء الرواية))

    1-"النظرية"

    د. عامر عبد زيد

    النص الثقافي نص تختزن إمكانياته يحتاج الى من يعامله توصفه معطى ثقافيا قابلا للاستنطاق والتثاقف بعيدا عن المعاملة الايديولوجية التي تخضعه للمسألة صدقا او كذبا ، انها نظرة وحادية . بالمقابل هناك نظرة تقوم على التحويل والاستثمار لمعطيات النفي ، وهذا ما نحن بصدده ، الا وهو قراءة (ما وراء السرد ما وراء الرواية) فان نقد النص لا يقوم على ضرورة تطابق الكلام ومعناه او القول ومقصوره او المفهوم ومرجعه ، لان الامر هنا يتعلق بتشكيل خطابي او نسق علاماتي يمتلك كينونة بقدر ما يمارس مفاعيله([1]) .

    فقد جاء خطابه النقدي في تناول موضوع هو وليد الطرح لما بعد الحداثة وهو السرد وفق الذائقة البداعية الجديدة الا ان صاحب الكتاب يرى ان الحوارات التي دارت حول هذه المواضيع - والتي سبق له ان طرحها في فاضاءات ثقافية متنوعة - لم تحقق لها ما اراده الباحث ، ويعلل هذا الى جدة الموضوعة التي جاءت بفعل منجز ما بعد الحداثة متمثلا بالكثير من النصوص ولعل ابرزها ما احدثه (باختنين) (والمتمثل بالازاحة (حوارية) مركزية الصوت / الفرد / النمط الواحد لصالح : تعددية الاصوات / اللغات الاساليب / المواقف – انعكاسا لمبدأ تعددية المراكز واشكال الوعي بالعالم الروائي) وهذا هو استثمار لمفهوم الحوار / التناص وهو وليد التصدر الذي (يعني ان الرواية لا تهيمن عليها الذات المبدعة بنصها الخاص كل الهيمنة ، فالذات تتنازل عن بعض حقها الوجودي الكامل لصالح نصوص ذوات اخرى)([2]) ، وهذا ما يؤكده الباحث بقوله :

    وانحلت القعدة الهيكلية الناظمة السرد . وعوامل الاقفال و(الاحساس بالنهاية) لصالح النهايات المفتوحة / السطوح المتعددة ، وكل ذلك كانت من نتائج عنصر الصراع في التغير الاجناسي .

    ثمة احساس بالاختلاف بين ما قبل السرد وما بعد هذا الاختلاف يدركه الباحث ويدرك ايضا اسبابه القائمة على تجاوز لقواعد تم اقترافها نحو التعددية نحو فهم اكثر سعة وعمق (النص تعددي لا يعني هذا فحسب انه ينطوي على معان عدة ، وانما إنه يحقق تعدد المعنى ذاته . إنه تعدد لا يؤول الى أية وحدة ليس النص تواجد المعاني ، وإنما هو مجاز وانتقال بناء على ذلك فلا يمكن أن يخضع لتأويل حتى ولو كان حرا ، وإنما لتفجير وتشتيت ذلك ان تعددية النص لا تعود للالتباس محتوياته ، وإنما لما يمكن ان تطلق عليه التعدد المتناغم للدلائل التي يتكون منها)([3]) .

    بعد هذا التأكيد على التحول الذي حدث فان الباحث عباس عبد جاسم في تأكيده على ردود الفعل من بحثه لدى الجمهور يقودنا الى مسألة الاعتراف والمعرفة فالاعتراف : بقوانين العقل والحفاظ على مصالحه . اما المعرفة فهي الإحالة بكل ما يصنع تاريخ الحقل من المشكلات والصراعات النظام والامكانيات ، فضلا عن المعرفة العملية بمبادئ اللعبة وكيفية ................ .

    ولذا فان العامل في حقل من الحقول لا يمكنه انتزاع المشروعية والانخراط في العمل والانتاج بشكل فعال ، إذا لم يكن .......... بما يسميه (بورديو) (العرف) وهو منظومة الاستعدادات([4]) .

    فهذا البعد المعرفي لمشروع النقدي الذي يتعلق بما بعد الحداثة وما بعد السرد والرواية فيها المقاربة التي يحاول الاستاذ عباس عبد حكيم ان يرصد حداته السرد في الرواية العربية لهذا فهو اخذ -2- بعد ان :

    اولا / الرؤية : يتناول الاطار النظري لمفهومي

    1- ما وراء السرد (الميتافكش / السرفكش / الميتا – واقعية) .

    2- تحديد العلاقة بين مفهومي ما وراء السرد / وما وراء الرواية بوصف الاول السرد اوسع دلالة من مصطلح الرواية .

    ثانيا / الممارسة : يتناول المعاينة النصية (الممارسة) أي تطبيق على النصوص العراقي والعربية لان التجديد الذي ينشد يقوم بالضرورة على الانفتاح الفكري والممارسة التي تعمق الاستفادة من التاسيس المفهومي للرؤية .

    اولا الرؤية : تكاد ترتكز جهود اغلب المشغلين بتحليل الخطاب السردي في حقوله الرؤية (vision) حيث اكد الكثير من الباحثين في مجال تناولهم للرؤية على الربط بين الرؤية السردية وطرق اداء المعنى ولعل هذا الطاغي في اغلب المناقشات الدائرة حول نظرية السرد في الوقت الحاضر([5]) .

    وهذا ايضا ما نجده عند الاستاذ عباس عبد جاسم (انها كتابة تخطى حدود الجنس واختراق واقعية السرد عن طريق طرح الواقع بوصفه افتراضا او احتمالا) (الخروج عن واقعية السرد – تقليدا روائيا ، وانفلاتا من اسر النوع والهوية ، وخاصة على مستوى التشظي ، وتعدد طبقات النص والتنافذ الاجناسي احدث ارتباكا في الفضاء التداولي النقدي) ص28 . هذا يمثل تاسيس للتصور الجديد في مجال السرد الذي يمثل خروج عما هو سائد من قواعد التجنس (الغنائي ، الملحمي ، الدرامي) نحو النص الذي يختلف قواعده التي هي في نفس الوقت خروج على (دائرة حددت) أي القواعد المستقر سابقا بما يحدث قطيعة مع اشكال السرد القديم يشير اليها الناقد عباس عبد جاسم (الدخول الردائي في الرواية (ما فوق الرواية) / ما وراء السرد ، السرد التحتي او الضمني)(6) ص25 .

    (نميل الى استخدام (ما وراء السرد) بمعنى السرد الذي يعمل دالا على سرد آخر (هذا السرد الآخر) هو مدلول عليه)(7) ص25 .

    لهذا فالباحث يعمل على التجذير لهذا التحول بالعودة الى العلوم لهذا فهو يتناول (ما وراء الواقعية ، البنى الموازية لواقعية الواقع) .

    فالعودة الى الخطاب العلمي الذي اوجد متغيرات في فهم الواقعية في ظل ظهور (الفلسفة الجديدة للفيزياء الكوانطية ، كانت الواقعية تتحول الى واقعية رياضية ، ثم تنحل الواقعية الرياضية الى نوع من الواقعة الاحتمالية الكوانطية .

    انعكس هذا التغير في السرد (وهذه (الميتا – واقعية) تفسر كيف ان المتخيل يفترق عن الواقع بفعل المخيلة الى تتعداه)(Cool ص31-32 ، تغير التقليد الواقعي في تمثيل الحياة وتغير معه منطق الرواية في تمثيل السرد ، اذا ثمة استجابة (حساسية جديدة في تخليق بنى متخيلة)(9) ص32-33 .

    ثم انه بعد هذا الربط بين الحدث العلمي والحدث السرد (المتخيل) يعود الى التأسيس المفهومي لمفاهيم التي يعتمدها في تأسيس الرؤية التي تتمحور في نقد الهوية اقرار تعددية النص ، نقد مركزية المؤلف .

    انه يحاول رصد تلك الحقبة الاولى المؤلف / الواقعية الى حقبة النص / الخطاب / القارئ ، وهي حقب جديدة في نظريات الادب والفكر تفتح باب القراءة انطلاقا من متغيرات جديدة قائمة (تقويض حتمية المعنى الاحادي حتى يتحقق للنص المعنى التعددي الاحتمالي ، أي بمعنى ان النص عمل مفتوح يمتلك سلطة جديدة خاصة به)(10) ص38 .

    ان هذا التصور تصور ما بعد الحداثة الذي يجعل الكتابة تولد فجوة بين النص والمعنى الواحد مما يمنح الكتاب طبيعة ارجائية تجعل النص ليس له معنى واحد . فالاختلاف هنا (انما هو اختلاف النص عن نفسه ولا يتم تصور هذا الاختلاف الا في عملية اعادة القراءة وحدها)(11) (.......... حافظ ، الشعر والتحدي ، ص78) .

    الا انه يعتد طرح السؤال من رواية النص : أهي رواية (لغة) ام رواية (ذات) ام رواية (افكار) ام رواية (لا رواية)(12) ص41 .

    رواية الرواية / والمؤلف المنظور : حل المؤلف المنظور محل المؤلف الضمني ، مما ترتب على ذلك اعادة النظر بـ(وجهة النظر) في امكانية طرح نظرية الرواية بوصفها رواية وقد شاعت هذه الطريقة بوصفها نزعة جديدة لكتابة رواية داخل رواية(13) ص47-49 ، فاذا كانت السردية تمثل بحث في ما يجعل القصة او الرواية أدبا سرديا من خلال رواية سلسلة من الوقائع والاحداث بعد إقامة بعض العلائق بينها سواء كانت دلالية او علاماتية . فانفتاح الرواية من خلال التحول بقوة نحو الاختلاف والمغايرة عبر (رواية النص) بوصفها (اكثر قدرة على الانفلات من الواقع الوصفي والسردي ، بخلق السطوح المتعددة ، والطيات المخضبة واكثر قدرة على التشظي والانتشار باحالة نظام المردي الى جزئيات متشظية او جمع هذه الجزئيات في بنية واحدة ذات مستويات متعددة من الدلالات .

    الملاحظ ان الباحث هنا يعمل على تجاوز التصور السردي للنص (الخطاب القصصي) والحكاية (أي الملفوظ القصصي) نحو تصور للنص نجد اثره في الدلالية عند غريماس في كتابه (في المعنى) الذي يعتبر المعنى كتركيب للدلالات المشحونة في النص وترتيب اني ومنسق لمعاني الكلمات الواردة في سياق الخطاب فان الدلالة لا تستنبط من سطح النص فحسب وانما يجب استحلاؤها انطلاقا من نظرة توليدته للمعنى فان توليد المعنى ليس له معنى الا اذا كان تغيير للمعنى الاصلي(14) (سمير المرزوقي ، مدخل الى نظرية القصة ، ص116-119) .

    وهكذا يغدو النص بوصفه خلقة ذات عناصر متحركة متغيرة في حدود الخطاب . وهو ذات المعنى الذي يشير له عباس عبد جاسم باستخدامه مفهوم (الطيات المخفية) وهو مفهوم تفكيكي حيث يغدو (الاختلاف هنا طريقة يتم بها اطلاق طاقة النص على صنع المعنى وتحرير هذه الطاقة تحريرا كاملا عن طريق عملية التكرار التي لا تتم فيها العودة الى نفس الذات مدة اخرى ، وإنما الى مختلف الى الاختلاف)(15) (د. صبري حافظ ، الشعر والتحدي ، ص79) فان ما نسميه نصا ، (سواء كان (أدبيا) ام (نفسيا) أم (انثروبولوجيا) أم أي نوع اخر من النصوص – هو لعبة الحضور وغياب ومكان لأثر ممحو)(16) (جايترياسبيكال – صور دريدا ، المجلس الاعلى للثقافة ، ص79) . فان هذه الثنائية وذلك الانفتاح على الاثر انه ايضا يتفتح على خلق جماليات النص (ان نقل المركزية من النص من الصوت الواحد الى التعددية الصوتية بوصفها من جماليات التلقي والاستجابة وايذانا بانحسار دور المؤلف)(17) ص49 . وهذه الجمالية هي مرتبطة بالعلاقة بين النص والاثر (القراءة) اذ لا يمكن فهم الماضي (السردية المافيه بقواعدها) الا انطلاقا من (الاثر النص الجديد / او القراءة التي تفهم القديم في ضوء الحاضر بهذا يتجاوزه ، وبالتالي يذكر بكتاب سوزان سانتاغ (ضد التاويل) بتذويدها بالتناقض الموجود بين الادب والتاويل التقليدي الذي يختزل المعنى الجماعي للعمل المفتوح ، إلى دلالة وجوده تدعي الموضوعية ، الا انها تستند وراء النص تاركة البنية الجمالية متفلتة منها بالضرورة)(18) جمالية التلقي والتواصل الادبي ، هانز روبرت جوس ، م / فكر عربي معاصر ع38 ، ص107) وهذا ما انتبه اليه الباحث في تجاوزه لقراءات التقليدية في تأسيس رؤيته .



    مقاربة نقدية في السرد الروائي

    ((قراءة في ما وراء السرد ما وراء الرواية))

    2-"ألممارسه"

    د..عامر عبد زيد

    مدخل: " الممارسة"فهي التجربة التي سبقت نصيا الرؤية رغم أنها تقدمة عليها؛ لان الممارسة كانت قد كتبت على شكل بحوث أو قدمة على شكل أوراق عمل في مؤتمرات بحثيه .والرؤية هنا جاءت في متن الكتاب متقدمه إلا أنها تريد وضع إطار تنظيري "لموت المؤلف"وظهور سلطة النص /أو القراءة جعل من اهتمام النقد اليوم بشخصية القارئ الحدث البارز في السنوات العشر الأخيرة؛ لكن هذا التغيير في توجه الدراسات الأدبية قد مهد له ظهور نظريات القراءة في السبعينيات. وتفترض جمالية التلقي، بتجاوزها لسوسيولوجيا الأدب، أن العمل الفني هو دائما عبارة عن معنى ممكن؛ فهو سؤال وليس جوابا؛ وترفض »معنى المؤلف«، وتقابله بالمعاني المختلفة التي يعطيها القراء لنفس العمل على مر الزمن.()ان موريل ،النقد من منظور القارئ،ترجمةإبراهيم أولحيـان،م /نزوه،ص

    إن تقدم الممارسة جنبت الباحث دون إن يعي السقوط في جمود لان الإطار النظري لو تقدم لأصبح قيد يعيق اللعب الفكري أو التجريب في الممارسة ،وهذا لم يحصل رغم إن الباحث هنا يقدم كتابه متكون من رؤية ثم ممارسة بوصف الرؤية هي إطار الممارسة .

    وقد تطرقنا إلى الرؤية إما ألان فنحن نحاول تناول الممارسة حيث نلمس بها شئ مخالف لما تقدمه الرؤية في وقت تؤكد الرؤية على نظرية القراءة أو سلطه النص وهذا يعني غياب القصديةالتي ممكن إن يفرضها المؤلف مما يبطل البحث الذي يقدمه على أساس أعادت بناء أفق القراءة عبر التأكيد على الفترة التاريخية والتناصات بين النصوص ثم التأويل الذي يقدمه القارئ اذيفسر اشتغال النص من خلال الدور الذي يلعبه المرسل إليه "القارئ" في تكونه، وأيضا في فهمه وفي تأويله؛ لأن الأدب يشّيد تواصلا مؤجلا بين كاتب ما وقراء ليسوا بالضرورة كلهم معاصرين بعضهم لبعض، ولا حاضرين جميعهم في المكان نفسه() المرجع السابق،ص.إلا إننا هنا نلمس أمرين :

    الأول- إن الباحث عباس عبد جاسم كان المؤلف لديه واضح التأثير وله قصديه بل انه هو الذي قاد القارئ إلى ما وصل إليه من قراءة ،بمعنى إن القراءة كانت تقف عند ما صرح به النص /المؤلف وتحاول جعله ضمن أفق القراءة (إن التحليل التاويلي يفترض أولا إن ما في النص قد انفصل عن مؤلفه بمعنى إن قصده أصبح بعيداً حين أنجز نصه وأطلقه للقراءة)() حاتم الصكر ،البئر والعسل،دار الشؤون الثقافية العامة ،بغداد ،1992ص8،

    أو تكون القراءة النقدية انقادت إلى هذا التصور بفعل استنطاقها النصوص أي فرض المقولات التنظيرية على النصوص(إن النصوص ليست خرساء لكي نستنطقها )(9) المرجع السابق، ص9لا يحيا العمل الأدبي إلا إذا قرئ، و»بدون عملية القراءة هذه ليس هناك سوى تخطيطات سوداء على الورق«، كما لاحظ ذلك سارتر في بداية كتابه »ما الأدب؟«؛ غير أن القراءة عملية صامتة لا تترك أثرا مكتوبا، إلا ما ندر. وكان سارتر ( فلا تهمه سوى العلاقة بين العمل والقراء؛ فهو يعطي الجمهور الأهمية التي يعطيها تين »للوسط«: »فالوسط قوة تضرب في الماضي؛ والجمهور بخلاف ذلك توقع، وفراغ يجب ملؤه، وتطلع، بالمعنى المجازي وبالمعنى الحقيقي«. إنه يسلم مبدئيا بأن فعالية التواصل تفسر العمل أكثر مما تفسره علاقته المحاكاتية مع العالم الخارجي )() إن موريل ،النقد من منظور القارئ، ص.

    ونحن إميل إلى الافتراض الأول وهذا ما تؤكده المعاينة النصية : فالكتابة الروائية العراقية وفيها يتناول مجموعة من الأسماء : عبد الخالق ألركابي (سابع أيام الخالق) اعتمدت تقنية المؤلف المنظور ويمكن الاصطلاح عليها بـ(رواية الرواية) أي رواية داخل رواية ويخلق على هذه الرواية (رواية أطروحة) لأنها تطر الرواية بوصفها رواية .

    نجد إن هذه الممارسة هي الأخرى خارج نطاق ألمقدمه التنظيرية لكونها كتبت قبلها وحاولت المقدمة احتوائها.ثم إننا نجد هناك في قراءتنا لأفق القراءة ألسابقه "عباس عبد جاسم"أنها قراءه تأثرت بتصريحات النص ألقصديه الصريحة والخصوص هيمنة المؤلف الذي يشير إليه القارئ في نصين مهمين هما:

    - في صفحه (84) من الدراسة اشاره إلى المقطع التالي من الرواية (إلا يبدو الكتاب المفقود لعبة كبيرة أضع عليها ثقل الرواية)ص173 الرواية .

    - وفي صفحة (85) من الدراسة اشاره إلى المقطع التالي من الرواية (قلت لنفسي ..سأكون مضطرا لكتابة روايتين في نص واحد )ص279 الرواية.

    ثم ان المؤلف يمارس لعبة التلقي عبر إدخاله القراء في تشكيل النص بقوله في الدراسة صفحه (85) بالمقطع التالي المأخوذ من الرواية ( لكن الناس لا تروي الحكايات عبثا ،لابد من عبره أو قصد حين يحكونها لبعضهم سأروي لكم حكاية الكنز المفقود ،وعليكم إن تربطو بين الحكاية والكنز أو اربطوا الكنز بحكايات تخصكم)ص40 الرواية.

    وهذا أفق النص الرواية يؤثر على القراء فتاتي إحكام القراءة بالتوصيف ( بان الرواية هي رواية في كتاب أو كتاب في رواية ..ثم يبحث عن صدق هذا هل الكتاب موجود ام متخيل ،وهذا يحاء المؤلف الذي يقود افق الناقد الى وصف الرواية بأنها "رواية الرواية" وبالتالي هي رواية ماوراء السرد.فالواقع ان السارد يمارس بقصديه بقصدية واعية فعالية السرد واختراق حدوده عبر إتباع طرائق متعدد لسرد ،مما يحول النص الروائي من السرد المعتاد إلى سرد يحقق فيه إشكالية جديدة وهمية ومقصودة .

    اما رغوة السحاب والتي ذيلها الناقد "الصمت بوصفه قضية ما وراء قصصية" ان افق القراءة هنا يرتقي الى كشف تصريحان :

    1- افق النص/المؤلف الذي ذكرتها الدراسة في الاتي:في الصفحة "91( احتفظ بمرجعية الهاتف جوهر القص الداخلي للحكايات الذي نقلت عبره)/ الرواية/14وفي الصفحة 93 (ماوراء الصورة يبدو غابة سوداء) الرواية/143. و( تنتابني في بعض الليالي رغبة أن العب لعبة:اعبث بأرقام الهاتف)الرواية/101. وفي الصفحة 90 ثمت تصريح مهم يظهر قصدية المؤلف وهميته داخل النص (في دليل الرواية أشار المؤلف إلى قصة كتبها "جان كوكتو "بعنوان (الصمت البشري)( ولم يجد ما يبدد عنه وحدته إلا إن يلجأ إلى الهاتف ) الرواية /90.

    2-هكذا يظهر أفق المؤلف / النص وهو يضع أفاق العمل مؤثرا على القارئ في صياغة رؤيته النقدية عن خطاب الصمت الذي صرح به المؤلف /النص دون إن يعتمد على كشف المكونات الحقيقية من هذا التوهم المقصود من قبل المؤلف بل إن الناقد عمل على التأسيس للصمت بوصفه خطاب عبر ألعوده إلى مرجعيات إلى "ايرل .اي" بوصفه ضربا من المجاز في تميز النوع الجديد من الكتابة.ويعتمد على "بارت" في إشارته إلى الصور(مما يجعلها مرتبة قبل الكتابة بين الوثائق المرجعية لكتابة الصورة.)

    3- النقد يظهر لنا إن النص الرواية اعتمد الشكل بوصفه بعد جمالي وإيديولوجي في نقد الحرب والموت ،وهذا ما غابة الاشاره إليه من قبل القراءة النقدية التي هي الأخرى تعرضت إلى الإقصاء لأنها اثنا ألكتابه ولم تستطع الإشارة الى هذا البعد المشفر داخل النص،وان الصمت /البوح مرتبط بثنائية الموت /الحرب.



    ثانيا – إننا نلمس إن الإشكال ألتحديثي لدى أصحاب هذه النصوص منشبك بالخطاب السياسي والاجتماعي ،وهذا الأمر غاب تماما لدى الباحث بمعنى انه ركز على الجانب الجمالي وغاب عنه الأفق الاجتماعي –السياسي ،وهذه الثغرة قد تعود إلى الأفق الذي كتب به هذا النقد السردي (وتفترض عملية التواصل لكي تكون فعالة وجود أنساق مشتركة بين المؤلف وقرائه: أي نسق اللغة، وأيضا الأنساق الجمالية والإيديولوجية)() إن موريل ،النقد من منظور القارئ، ص

    فهذه النصوص السردية مهمة جدا ومهمة قراءتنا هنا إن نتناول تلك الثغرات التي تفتح القراءة باتجاه المسكوت عنه في النصوص السردية أو النص النقدي الذي نحن في صدده ألان ، نحن نرى إن التحديث السردي والتغريب أو التخيل في النصوص يعود إلى أمرين هما:

    1- الأفق الجمالي في الذي يمثل هذا الخطاب السردي الذي يمثل خطاب متكامل في النص السردي العراقي،وله تناصات غربية وعربيه على مستوى النص الإبداعي أو النقدي.

    2- الأفق الاجتماعي /السياسي وهوة الأفق التاريخي حيث حاول هؤلاء الأدباء بوصفهم مثقفين إن يكون لهم دور نقدي في نقد المخيال بأنساقه السياسية والاجتماعية والدينية سواء بشكل حقيقي عبر التغريبي أو عبر الادعاء بامتلاكهم موقف نقدي .

    ان الحديث عن السرد يعني الحديث عن الحداثة نظراً لما يمثله السرد من دور كبير في تشكيل الوعي فأن النظرية السردية تمثل أحدى المنجزات الحداثوية فهي أنجاز قد ظهر داخل الخطاب الحد اثوي الغربي ،ومن هنا يصبح الحديث عن السرد يعني الحديث عن ثلاثة مستويات هي:

    الأول :النظرية السردية المعاصرة التي تبحث في مكونات البنية للخطاب السردي من راوي ومروي له ولما كانت بنية السرد تمثل نسيجاً قوماه تفاعل تلك المكونات أمكن التأكيدان السردية هي: العلم الذي يعنى بمظاهر الخطاب السردي أسلوبا وبناءاً ودلالة وهي على هذا تحوي وظائف الراوي ،بنية الوحدة الحكائية،وبنية الشخصية نسيج البنية السردية وهذه هي ملامح المعالجة السردية أسلوباً وبناء ودلالة.

    الثاني: السرد والسلطة والتراث والمستقبل وفي هذا المضمار نلاحظ هناك قراءتان عبرهما يمكن تشيد قراءة فيها توظيف جديد للعلاقة بين السرد والسلطة ،ولهذه القراءات :

    1- قراءة ادوارد سعيد : ففي كتابه " الثقافة والإمبريالية" نلاحظ انه يطرح مصطلح القراءة"الطباقية" في قراءة التراثات العالمية التي تكاد ترادف "الحوارية"لدى باختين وعنى بها التعددية والاختلاف المفضي إلى التلاؤم والنظام ونبذ الهيمنة فهو يقدم قراءة ذات إبعاد ثلاثة تاريخية وسياسية واجتماعية ما تنطوي على مفهوم أدبي إذا ما نظرنا إليه على أنه تاريخ الأنواع والجمالية وتحدياتها وقد تراكمت لتشكيل نظرية أدبية عبرا لعصور وبالتالي شكل ذاكرة النصوص الأدبية وتاريخ تلقيها الذي مثل (افق التلقي) بمصطلح غادمير ونظرية القراءة ،بما يتعلق بين بالايدولوجيا وما تمثله من انحيازا وصولاالى تشكيل حوارا متعدد أي التأكيد على العلاقة بين النصوص الادبية والاجتماعية عبر مفهوم "اجتماعية الادب"معبر عن سجال في النظم الاجتماعية والمعرفية وهذا يدخلنا في العلاقة بين السرد والتمثيل وكما يقول عبد الله ابراهيم :اذ كان لمفهوم التمثيل بالغ الاهمية في كشف تورط الرؤى في أعادت صوغ المرجعيات على وفق موقف نمطي ثابت .

    2- قراءة بول ريكور عن السرد: إذ قدمت توصيف أخر عن العلاقة بين التراث، والمستقبل، والإيديولوجية، والسرد ،ونقد الميتافيزيقا، في عرضها لمفهومها عن انصهار الأفاق والسرد .










    (1) علي حرب ، هكذا اقرأ التفكيك ، ص138 .


    (2) حميد الحمداني ، القراءة وتوليد الدلالة ، المركز الثقافي العربي ، ص25 .


    (3) رولان بارت ، من الاثر الادبي الى النص ، م/ الفكر العربي المعاصر ، ع37 بيروت ، حركة الانماء القومي ، 1986 ، ص14 .


    (4) علي حرب ، اصناف النظرية واطياف الحرية ، ص12 .


    (5) مارك سور ، في اشكال الحديثة ، ص15 .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:56 am