منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


2 مشترك

    الأصول الفلسفية للتداولية

    خنساء محبة السماء
    خنساء محبة السماء


    عدد المساهمات : 96
    تاريخ التسجيل : 02/11/2009
    العمر : 34

     الأصول الفلسفية للتداولية Empty الأصول الفلسفية للتداولية

    مُساهمة  خنساء محبة السماء الخميس سبتمبر 16, 2010 6:28 am



    2 ـ الأصول الفلسفية للتداولية :
    لقد سبق لي وأن قلت بأن "وستين" (1911 ـ 1961) وتلميذه "سيرل" (1932) ، هما اللذان أحرزا قصب السبق في وضع أساس بناء التداولية في الحقل الفلسفي ، وخاصة في فلسفة اللغة المستعملة (العادية) . فهما اللذان ابتكرا متصور "العمل اللغوي" انطلاقاً من نظرة المنطق التحليلي ، الذي يوافق طبيعة اختصاصهما . ففي فترة الستينيات أولى الفلاسفة كبير عناية في دراساتهم الأدبية إلى التأثيرات الجملية للخطاب ، في حين نجد "أوستين" ـ آنذاك ـ كان أول من بعث نظرية "الأعمال اللغوية" .
    وما ينبغي ذكره في هذا المجال ، هو أن اهتمام الفلسفة باللغة واقع منذ أمد بعيد ، الأمر الذي جعل كثيرا من النقاد يعتبرون البلاغيين القدماء أقرب من غرهم إلى المنهج التداولي ، لأن اهتمامهم انصب في حقل البلاغة على البحث في العلائق القائمة بين اللغة والمنطق ، وبالتحديد دراسة اللغة الحجاجية وتأثيرات الخطاب في السامعين .
    وهذا بالفعل ما تتسم به البلاغة منذ القديم بدء بـ"أفلاطون"و"أرسطو" ، وصولاً إلى "سِناك" و"شيشرون" و"كونتليان" . إذ كان هدف البلاغة قائما على معرفة "الانفعالات"و"الأهواء" . من ذلك ما نجده عند "أرسطو" ، مثلا ، حينما حاول التفريق بين نمطين من الخطاب ، فدعا أحدهما "الخطاب الجدلي" الذي يتوجه إلى شخص واحد مجرد ، ويختزل في وضعية السنن اللساني . وسمى الثاني "القول الخطبي" والذي يتوجه إلى مخاطب واقعي يتمتع بموهبة الجدل والمنافحة ، ويمتلك أهواء وعادات ثقافية . ثم عمد إلى الأقوال الخطابية هذه فقسمها إلى ثلاثة أجناس بحسب معيار العلاقة بين القول والمستمع بغض النظر عن مضمونه، وهي :
    1 ـ جنس مشاجري: وهو الجنس الذي يعرّف بكونه يتضمن أحكاماً على الأعمال المنقضية .
    2 ـ جنس منافري : يدين أو يرفع شأن الأعمال التي تكون بصدد الوقوع .
    3 ـ جنس مشاوري : يقترح حلولاً يبقى تحققها رهين الإمكان إذ جهتها استقبالية أساساً .
    والذي دفعني لأن أذكر كل هذه الأعمال اللغوية المميزة ، لأنها هي التي كانت محل اشتغال كل من "أوستين"و"سيرل" .
    فالخطابة عند "أرسطو" أداة مقالية للتأثير تتجلى في الخطاب ، في حين هي عند "أفلاطون" وسيلة واقية ذات هدف أخلاقي . والخطيب الحاذق في نظر "أرسطو" هو ذاك الذي يتمثل الحضور النقدي للسامع ، حتى وإن توارى ذلك الحضور وراء حوار باطني ، وقد تسرّب هذا الفهم للحوار إلى التداولية الحديثة .
    ولقد ظل المنهج النقدي الأرسطي في الخطابة أو المنطق مسيطراً حينا من الدهر على الفكر الغربي إلى غاية التاسع عشر ، بل وتواصل تأثيره في الدراسات اللسانية إلى يومنا هذا . بدليل أننا قد نعثر على إحالات كثيرة على "أرسطو" في مقاربة اللغة والكلام والنصوص التي صدرت عن المدرسة الفرنسية خاصة ، إذ نجد أن في الكثير من دراساتها تعتمد على المنهج الاستنتاجي ، وهو نهج منطقي هيمن بواسطة طرائقه الشكلية والمعيارية .
    وبهذا فقد غدت الخطابة عند "أرسطو" الدعامة الأساسية للنظرية النقدية في الأدب والنقد المسماة "الشكلانية" . والتي تعتبر الفن نتاج التطبيق الصارم للطرائق الشكلية ، وهو ينزع إلى نوع من الشعرية التي أسسها "جاكبسون" . وقد عادت التداولية بعد فوات مرحلة مؤسسيْها "أوستين"و"سيرل" إلى التحليل الحجاجي خاصة مع لسانيين فرنسيين على شاكلة : "أزفالد ديكرو" ، و"كربرات أوركيوني" .
    إن الحديث عن "النظرية التواصلية" يفرض علينا أن نذكر مؤسسها البارز"فان ديجك" ، الذي ÷ وضع تخطيطا من ناحية البرنامج للذرائعية الأدبية بوصفها مكملا لا فكاك عنه نظرية النص ×([18]) . ومنذ العام 1975 يعتري تحول على توجه "ديجك" ، إذ تحول عن علم الدلالة إلى نظرية أدبية عامة ÷ تشتمل على نظرية للنصوص الأدبية ونظرية للتواصل الأدبي ×([19]) . ومنذ ذلك الوقت تغيرت الرؤية إلى أدبية النص ، فبعدما كان ÷ الاعتراف بما هو أدبي يتحقق بواسطة الخصائص البنيوية وجملة الملامح اللفظية ، أصبحت الأدبية تتحدد من خلال الاعتراف بإنتاج معين وخاص ، واستقبال خاص أيضاً ×([20]) . وعليه فقد تدرجت التداولية في مدارج التطور إلى أن ÷ أصبحت في مراحل متأخرة جدا نظرية للسياقات ، تبحث في سياق الإنتاج والاستقبال ، ثم إلى نظرية في الأفعال الكلامية ×([21]) ، وقد تكون هناك مراحل أخرى ستعرفها التداولية مستقبلا .

    ·عالم أمريكي ، حاصل على شهادات عليا في الكيمياء والفيزياء والرياضيات . عمل سنة 1860 في مصلحة "الجيوديزيا"(علم من علوم الأرض) . درّس بجامعة هارفارد ، ثم بجامعة هوبكينز. ورغم علمه الكبير وشهاداته العليا ، لم يحصل على منصب قار في الجامعات التي عمل بها ! بسبب مواقفه ومزاجه الصعب . فعرف الجوع والفقر وخيبات الأمل ، واضطر إلى بيع مكتبته القديمة التي كان يعتز بها كثيرا (حوالي 295 كتابا) باعها بثمن بخس (550 دولارا فقط !) . وبعد وفاته ينعت "بورس" بأنه أكثر فلاسفة أمريكا المعاصرين علما ! .

    المصادر:

    [1] ـ سماح رافع ، المذاهب الفكرية المعاصرة ، ص 49 ـ 52 .

    ··ج . أوستين (1911ـ1960) : فيلسوف إنجليزي ، شغل منصب أستاذ في فلسفة الأخلاق بجامعة أكسفورد . ويعتبر المؤسس الأول لتداولية أفعال الكلام ، هذه النظرية حولت نظرة الدراسات اللسانية السابقة . كتابه الوحيد الذي نشره له تلامذته، ومنهم "ج . سيرل" بعد وفاته هو : كيف نصنع الأشياء بالكلمات ؟ (How to do things with words?) ويشتمل على جملة من المحاضرات التي ألقاها على طلبته في جامعة أكسفورد والجامعات الأمريكية .

    [2] ـ مسعود صحراوي ، التداولية عند العلماء العرب دراسة تداولية لظاهرة "الأفعال الكلامية" في التراث اللساني العربي ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، بيروت، لبنان ، ط2005 ،ص 05.

    [3] ـ مسعود صحراوي ، التداولية عند العلماء العرب، مرجع سابق ، ص 16 .

    [4]ـ حسن يوسفي ، مقالة بعنوان : المسرح والتداولية .

    · ك.ك.أوركيوني ابتدأ مشوارها العلمي من دراستها في مدرسة دار المعلمين العليا ، ثم شغلت منصب أستاذة مبرزة . تحصلت على شهادة الدكتوراه في اللسانيات . شغلت منصب أستاذة بجامعة ليون الفرنسية . من كتبها : L'implicite,Les interactions verbales , La connotation …. .


    [5] ـ Armengaud Françoise , La pragmatique que – sais – je ? PUF , 1985 , P 09 .


    [6] ـ IBID . P 09 – 10 .

    [7] ـ على آيت أوشان ، السياق والنص الشعري من البنية إلى القراءة، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء ، المغرب ، ط1ـ1421هـ /2000، ص 56 ـ 57 .

    [8] ـ تكامل المعارف : اللسانيات والمنطق ، حوار مع د/طه عبد الرحمن ، دراسات سيميائية لسانية أدبية ، العدد الثاني ، 1987 ـ 1988 ، المغرب .

    [9] ـ مجلة الوصل ، معهد اللغة والأدب العربي ، جامعة تلمسان ، العدد الأول، جانفي 1994 ، نظرية المقاصد بين حازم ونظرية الأفعال اللغوية المعاصرة ، محمد أديوان ، جامعة الرباط ، كلية الآداب ، ص 25 .

    · جون سيرل : فيلسوف أمريكي معاصر ، وهو أحد مؤسسي التداولية ، ينتمي إلى تيار الفلسفة الحديثة التي طورها "أوستين" ، درس بجامعة كاليفورنيا . ويطمح إلى تصحيح الكثير من المفاهيم السابقة من مؤلفاته : Les actes de parole indirects , Sens et expression و "العقل واللغة والمجتمع : الفلسفة في العام الواقعي" تر : سعيد الغانمي . "أفعال الكلام" ، "التعبير والمعنى" ، "القصدية" .

    [10] ـ ميجان الرويلي وسعد البازعي ، دليل الناقد الأدبي ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، المغرب ، ط3/2000 ، ص 169 .

    [11] ـ م ن ، ص ن .

    [12] ـ ميجان الرويلي وسعد البازعي ، دليل الناقد الأدبي ، م س ، ص 169 .

    [13] ـ محمد الحناش ، الأساس المعرفي لمنظومة الإبداع (مقاربة لسانية ـ تداولية) ، مجلة التواصل اللساني ، المجلد العاشر ، العددان 1 ـ 2 / 2001 ، ص 73 ـ 97 .

    [14] ـ عادل الثامري ، التداولية واللسانيات ، مجلة دروب مقال في 19 /5/ 2006 . الموقع على الإنترنت www.doroob.com .

    · التداولية : ترجمة للمصطلحين : الإنجليزي Pragmaticsبمعنى هذا الذهب اللغوي ، التواصلي الجديد... والمصطلح الفرنسي La Pragmatique بنفس المعنى . وليس ترجمة لمصطلح Le Pragmatisme الفرنسي . لأن هذا الأخير يعني "الفلسفة النفعية الذرائعية" . أم الأول فيراد به هذا العلم التواصلي الجديد الذي يفسر كثرا من الظواهر اللغوية كما أشرنا . ولذلك لا نتفق مع الباحثين العرب الذين ترجموا مصطلح La Pragmatique / Pragmatics بـ : "الذرائعية" أو غيرها من المصطلحات المتحاقلة معها . عن م. صحراوي ، التداولية عند العلماء العرب، م س ، الهامش ، ص 15 .

    ·· اسم Peirce يكتب وينطق بالعربية "بورس". جاء هذا التوضيح في كتاب"السيميائيات والتأويل مدخل لسيميائيات ش.س.بورس" لـ سعيد بنكراد ص 11، وكتب أخرى مدونة على ص 11 و 12 من نفس الكتاب .

    [15] ـ ينظر : د/ميجان الرويلي ود/سعد البازعي ، في : دليل الناقد الأدبي ، م س ، ص 167 .

    · الإشاريات Déictiques : وهي الحركات التي تدل بواسطتها على شيء ، موضوع ما .وهذه الحركة لها علاقة حقيقية بالموضوع الشيء . وهي تشكل جزء من المرجعيات Deixis ، لأنها لا تشير إلا بوجود مرجع ما .

    [16] ـ فرانسواز أرمينكو ، المقاربة التداولية ، ترجمة : سعيد علوش ، مركز الإنماء القومي ، ص 96 .

    [17] ـ م ن ص 98 .

    [18] ـ خوسيه ماريا بوثويلو إيقانكوس ، ترجمة حامد أبو حمد ، مكتبة غريب ، سلسلة الدراسات النقدية ، القاهرة ، ص 76 .

    [19] ـ م ن ، ص ن .

    [20] ـ راضية خفيف بوبكري ، التداولية وتحليل الخطاب الأدبي مقاربة نظرية ، مجلة الموقف الأدبي ، شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق ، العدد 399 تموز/2004 ، ص 6 .

    [21] ـ م ن ، ص ن .

    [center]
    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

     الأصول الفلسفية للتداولية Empty شكر

    مُساهمة   الخميس سبتمبر 16, 2010 6:45 am

    رائع

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:53 pm