حمل:الأسس الفلسفية لنقد مابعد البنيوية
السلام عليكم
هذا رابط لكتاب "الأسس الفلسفية لنقد مابعد البنيوية"-ل:محمد سالم سعد الله-صدر 2007 عن دار الحوار-سوريا
ويهدف هذا البحث إلى إبراز المكانة التي تشغلها الفلسفة في ميادين النقد المنهجيّ المعاصر، وتتحدد غايته في بيان الأسس الفلسفية التي نهضت عليها المناهج النقدية المعاصرة، متخذاً من نقد ما بعد البنيوية نموذجاً لذلك، فضلاً عن بيان إهتزاز الطروحات النقدية الغربية المعاصرة، وعدم إستقرارها، وذلك لحركية الغايات والأهداف الإستلابية للمنهج التفكيكيّ. ويثير هذا البحث إشكاليات عدة إنطلاقاً من طبيعة موضوعه الشائك والمتسع والمتداخل مع ميادين معرفية وثقافية وسياسية متنوعة، فهو يدخل في إطار فلسفة النقد الذي يتواشج مع ميدان النقد الأدبي، بوصف الأول ميداناً لصياغة النظريات، ويوصف الثاني حقلاً لإنتاج الأفكار وإبداعها، بمعنى آخر: كون الفلسفة علماً، والنقد إيداعاً، فكلّ فيلسوف ومفكر هو بالضرورة أديبٌ، وليس العكس، فلا يمكن تصور ثمة ظاهرة أدبية بلا ظاهرة نقدية، ولا يمكن تصور ظاهرة نقدية بلا أرضية فلسفية صُلبة.
وتتضح أهميته من خلال بيانه لتوجهات النقد المعاصر القاضية بعزل الأدب عن الإهتمامات الجديّة للإنسان، وفصل الأدب عن التاريخ، وإتباع التحليل النصيّ الذي يقود إلى إستنتاجات مُقوْضة لذاتها، ونافية للقيم الإنسانية، ومبتعدة عن الدلالة النهائية التي يتضح معها المعنى الكليّ، مُتبنيَّة أسلوب التلاعب بالألفاظ، وغرابة التأويلات، وإساءة الإستقبال، والجنوح نحو تغييب المدلول، فضلاً عن بيان آلية إشتغال نقد ما بعد البنيوية بوصفه ممارسة فلسفية، وإتجاهاً معادياً للإنسانية، لأنّه عمد إلى إستبدال هذه الأخيرة بسلطة النص، وسلطة المعنى المتعدد.
ويدخل مشروع هذا الكتاب في صميم النقد العربيّ الحديث وطروحاته الإجرائية والتحليلية، ومقارباته الجمالية، لأنّه - أي هذا المشروع - يقدم صورةً واضحة عن طبيعة إشتغال النقد الغربيّ ومناهجه الحديثة، التي تكون مدعاة لبيان مسيرة النقد العربيّ المعاصر إنطلاقاً من بناء هذا الأخير - بشكلّ عام - على معطيات الأول وطروحاته، ومقاربته للنصوص، وتعبيراً عن الدخول في صيغِ فلسفة المواكبة القائمة على إرادة نقدية تحاور الآخر، وتعمل على خلق فاعليتها، وترسم - من ثمّ - هويتها المنشودة، وبالرغم من ذلك أصبح النقد العربيّ المعاصر مدعوّاً إلى تذويب هويته في ظلّ هذه المناهج، والدخول في متاهات الفكر العالميّ الذي يُخفِي أكثر مما يُظهِر، ويتحيز أكثر مما يُقدِمِ، ويُؤثِر أكثر مما يتأثر، والأطروحة في هذا الإطار هي دعوةُ إلى المحافظة على خصوصية النقد العربيّ، وهويته من الوافد الدخيل، فضلاً عن الإشارة إلى أنّ هذا المشروع يبيّن غياب المنهجية العربية في التعامل مع منهجضية ما بعد البنيوية، بسبب غياب الخصوصية العربية النقديّة في هذا الإطار.
وينطلق هذا البحث من مجمل العلاقات التي تربط بين الأدب والنقد من جهة، وبين النقد والفلسفة من جهة ثانية، وبين النقد وسائر العلوم الأخرى من جهة ثالثة، ويتأتى هذا من طبيعة اللغة العربية الشاملة، وحيويتها في إستيعاب الجهد المعرفي والثقافي المرتبط بعمليات النقد، والإبداع الأدبي، بوصف الأول تنظيراً، والثاني تطبيقاً.
ويدخل البحث هنا في إطار فلسفة النقد التي تبحث في الأسس المُشّكِلَة للطروحات النقدية التنظيريّة، وهذا يفسر إبتعاده عن الميدان التطبيقي للنصوص الإبداعية، لأنّ العمل النقدي في هذا الإطار قد تحدَدَ ببيان الأسس والركائز التي استندت عليها المناهج النقدية المعاصرة، متخذاً من ما بعد البنيوية نموذجاً لذلك.
لقد بات من الضروري أن يتعامل النقد العربي المعاصر مع وعي الظاهرة النقدية، وليس مع الظاهرة النقدية نفسها، لأنّ الأول يطرح طرق العقلنة في خصوصية الصيغ المستدعاة، في حين يقدم الثاني جاهزيات المشروع الفكريّ الغربيّ، وممارساته النقدية بوصفها صيغاً صالحةً لكل زمان ومكان، وصيغاً ذات صبغة عالمية لا متناهية، إنّ هذا البحث هو دعوةُ يضم نفسه إلى الأصوات الداعية للخروج من ثقافة الإستهلاك إلى ثقافة الإنتاج، ومن إستيراد الأجوبة إلى مشروعية التساؤل المستمر، إنّه دعوة إلى بناء منظومة أسئلة متحركة للنقد العربيّ المعاصر، يقدم من خلالها ذاته، ويّبين مرجعيته الغائبة ببيان الأسس الفلسفية للظواهر النقدية، للوصول إلى تنظيمها الفكري، وكشف منطلقاتها المعرفية.
وقد جاءت خطة الكتاب في تقسيم الفصول إنطلاقاً من طبيعة تناول الموضوع وتدرجه المعرفيّ، لذا قام بناؤه على تمهيدٍ وثلاثة فصول، حوى الأول والثالث منها على ثلاثة مباحث، في حين ضمّ الثاني مبحثين: فضلاً عن إستهلالِ كلٍّ فصلٍ بمدخلٍ قُدمِت فيه أبجديات مهمة للدخول إلى مباحث الفصل.
جاء التمهيد ليبين إشكالية مصطلح ما بعد البنيوية من خلال تداخله مع مصطلحات عدّة أُثِر تقسيمها على محورين رئيسين هما: (المصطلحات ذات التحديدات المنهجية، والمصطلحات ذات التحديدات المعرفية)، تناول الأول المصطلحات التي تداخلت وتضايفت وتناصت مع مصطلح ما بعد البنيوية، وهي: (ما فوق البنيوية، وما بعد البنيوية، التفكيكية، واللابنيوية)، أما المصطلحات الثانية فقد تمثلت بالمصطلحات الآتية: (ما بعد الحداثة، وما بعد الإستعمارية، والعولمة، والنظرية النقدية)، وقد تبنى البحث في تحديد مصطلح ما بعد البنيوية مماثلته بمصطلح التفكيك حصراً، لأنّ الأخير يمثل المصطلح الأدق والأقرب دلالةً ومنهجاً لمصطلح ما بعد البنيوية، هذا فضلاً عن تناول التمهيد لإشكالية المصطلح في النقد العربيّ الحديث مبيناً الأرآء والتوجهات الواردة في هذا الإطار.
وتناول الفصل الأول الذي حمل عنوان "ما بعد البنيوية بوصفه منهجاً فلسفياً" ثلاثة مباحث هي: (فلسفة البنية وإشكالية النزعة الإنسانية، ومن منطلقات نيتشه إلى ظاهراتية هيدجر، ومن لسانيات سوسير إلى سيميائية بارت)، تناول الأول منها: الحديث عن معطيات الفلسفة الماركسية والفلسفة الوجودية وبنيوية شتراوس، وعلاقتهم بفلسفة البنية، وحضور النزعة الإنسانية وغيابها، وأثر ذلك كلّه على معطيات البنيوية، وما بعد البنيوية، فضلاً عن الحديث عن النقد العربي الحديث وإشكالية فلسفة البنية، وآراء النقاد العرب في وصف البنيوية بكونها فلسفة أو لا فلسفة، في حين تناول المبحث الثاني معطيات فلسفة نيتشه، وفلسفة الظاهراتية ممثلةً بــ(هوسرل، وهيدجر)، ونظريات الإستقبال والتلقي، وأثر هذه المعطيات على تفعيل الطرح النقدي لما بعد البنيوية، فضلاً عن بيان الروابط المعرفية التي تربط بين نيتشه والفكر النقديّ والعالميّ الحديث، وتوضيح العلاقات والوشائج بين الظاهراتية من جهة، والتأويلية من جهة أخرى، وتحديد الفروق المنهجية الدقيقة بين نظريات الإستقبال ونظريات التلقي، أما البحث الثالث فقد تناول مرحلتين أساسيتين في تفعيل الطرح النقدي لما بعد البنيوية، وهما مرحلة لسانيات سوسير، وسيميائية بارت، فضلاً عن مراحل أخرى حدّدها البحث بقراءة لاكان لفرويد، وقراءة التوسير لماركس.
وتناول الفصل الثاني الذي حمل عنوان "ما بعد البنيوية بوصفه منهجاً نقدياً" مبحثين اثنين هما: (تفكيكية دريدا: من لعبة الدال إلى تغييب المدلول، ومركزية النقد والتعدد الأيديولوجي)، وقد جاء الأول منهما ليدرس طروحات التفكيكية وإمكانياتها في إختبار النصوص، وفحص منظومة النقد التفكيكي، وبيان مرجعياتها الفلسفية من خلال الحديث عن معالجات دريدا النقدية، وأثر المعطيات الفلسفية في الفكر النقدي لدريدا، وخصائص النقد التفكيكي السياسية والنقدية، فضلاً عن محور عالج فيه البحث إستقبال الطرح التفكيكي في ميدان النقد العربي المعاصر من خلال معالجة المصطلح أولاً، وفحص منظومة ظواهره ثانياً، في حين عالج المبحث الثاني تقديم الطروحات النقدية التي تصدت لمعطيات دريدا، محاولة تقويمها وتحديد مسارها الصحيح من خلال مدرستين هما: (مدرسة فرانكفورت الألمانية) وأبرز دعاتها يورجن هابرماس و(مدرسة ييل الأمريكية) وأبرز دعاتها بول دي مان، وحدّدَ هذا المبحث رؤية المدرستين السابقتين لمجمل الطروحات التفكيكية، والآراء النقدية النشطة في هذا الإطار.
أما الفصل الثالث فقد جاء تتويجاً للجهد النقدي لما بعد البنيوية ممثلاً بميدان التأثير والتأثر، ومقدّماً حركية منهج ما بعد البنيوية من خلال بيان الأُسس اللاهوتية المتصلة بالقبلانية في المبحث الأول، والتأثير النقديّ والمعرفيّ الفاعل في النقد النسويّ في المبحث الثاني، وتأثير ما بعد البنيوية في طروحات فوكو من خلال منهجيه: "الحفريات والأنساب" في المبحث الثالث، وتتحدد مهمة الفصل الثالث من خلال توضيح إستراتيجية ما بعد البنيوية في الإهتداء النقدي للظاهرة، وحيوية التعامل مع اللغة، وتوسيع المعاني، وتجهيز الحلول للإخفاقات النقدية، والدخول في ميادين معرفية متشعبة لإكساب الظاهرة النقدية شمولية الطرح، وإتساع المعنى.
هذا ما كان في هيكلية البحث وبنائه المعرفي، وقد توخى البحث في مقاربته للنصوص الحيطة والحذر، نظراً لطبيعة تلك النصوص المُشبّعة بالتوجهات الفكرية والسياسية، وقد أشار البحث في مواطن عديدة بيان تلك التوجهات، وأسندها إلى مرجعياتها.(عن نيل وفرات)
بقي أن ألفت أن ملف الكتاب مضغوط...وصيغته وورد.ومقسم إلى مباحثه الجزئية بشكل قد يحتاج "تدخلا جراحيا" طفيفا من أحد أحبائنا خبراء المجلس لتنسيقه أو تحويله بي دي إف
الرابط
http://www.4shared.com/file/aisypbgo/__online.html
يبدو لي الكتاب محكم البناء متماسك المنهجية مهما في بابه... وأرجو أن يجد فيه الدارسون ما ينفعهم
تقبل الله صالح أعمالنا وأعمالكم
السلام عليكم
هذا رابط لكتاب "الأسس الفلسفية لنقد مابعد البنيوية"-ل:محمد سالم سعد الله-صدر 2007 عن دار الحوار-سوريا
ويهدف هذا البحث إلى إبراز المكانة التي تشغلها الفلسفة في ميادين النقد المنهجيّ المعاصر، وتتحدد غايته في بيان الأسس الفلسفية التي نهضت عليها المناهج النقدية المعاصرة، متخذاً من نقد ما بعد البنيوية نموذجاً لذلك، فضلاً عن بيان إهتزاز الطروحات النقدية الغربية المعاصرة، وعدم إستقرارها، وذلك لحركية الغايات والأهداف الإستلابية للمنهج التفكيكيّ. ويثير هذا البحث إشكاليات عدة إنطلاقاً من طبيعة موضوعه الشائك والمتسع والمتداخل مع ميادين معرفية وثقافية وسياسية متنوعة، فهو يدخل في إطار فلسفة النقد الذي يتواشج مع ميدان النقد الأدبي، بوصف الأول ميداناً لصياغة النظريات، ويوصف الثاني حقلاً لإنتاج الأفكار وإبداعها، بمعنى آخر: كون الفلسفة علماً، والنقد إيداعاً، فكلّ فيلسوف ومفكر هو بالضرورة أديبٌ، وليس العكس، فلا يمكن تصور ثمة ظاهرة أدبية بلا ظاهرة نقدية، ولا يمكن تصور ظاهرة نقدية بلا أرضية فلسفية صُلبة.
وتتضح أهميته من خلال بيانه لتوجهات النقد المعاصر القاضية بعزل الأدب عن الإهتمامات الجديّة للإنسان، وفصل الأدب عن التاريخ، وإتباع التحليل النصيّ الذي يقود إلى إستنتاجات مُقوْضة لذاتها، ونافية للقيم الإنسانية، ومبتعدة عن الدلالة النهائية التي يتضح معها المعنى الكليّ، مُتبنيَّة أسلوب التلاعب بالألفاظ، وغرابة التأويلات، وإساءة الإستقبال، والجنوح نحو تغييب المدلول، فضلاً عن بيان آلية إشتغال نقد ما بعد البنيوية بوصفه ممارسة فلسفية، وإتجاهاً معادياً للإنسانية، لأنّه عمد إلى إستبدال هذه الأخيرة بسلطة النص، وسلطة المعنى المتعدد.
ويدخل مشروع هذا الكتاب في صميم النقد العربيّ الحديث وطروحاته الإجرائية والتحليلية، ومقارباته الجمالية، لأنّه - أي هذا المشروع - يقدم صورةً واضحة عن طبيعة إشتغال النقد الغربيّ ومناهجه الحديثة، التي تكون مدعاة لبيان مسيرة النقد العربيّ المعاصر إنطلاقاً من بناء هذا الأخير - بشكلّ عام - على معطيات الأول وطروحاته، ومقاربته للنصوص، وتعبيراً عن الدخول في صيغِ فلسفة المواكبة القائمة على إرادة نقدية تحاور الآخر، وتعمل على خلق فاعليتها، وترسم - من ثمّ - هويتها المنشودة، وبالرغم من ذلك أصبح النقد العربيّ المعاصر مدعوّاً إلى تذويب هويته في ظلّ هذه المناهج، والدخول في متاهات الفكر العالميّ الذي يُخفِي أكثر مما يُظهِر، ويتحيز أكثر مما يُقدِمِ، ويُؤثِر أكثر مما يتأثر، والأطروحة في هذا الإطار هي دعوةُ إلى المحافظة على خصوصية النقد العربيّ، وهويته من الوافد الدخيل، فضلاً عن الإشارة إلى أنّ هذا المشروع يبيّن غياب المنهجية العربية في التعامل مع منهجضية ما بعد البنيوية، بسبب غياب الخصوصية العربية النقديّة في هذا الإطار.
وينطلق هذا البحث من مجمل العلاقات التي تربط بين الأدب والنقد من جهة، وبين النقد والفلسفة من جهة ثانية، وبين النقد وسائر العلوم الأخرى من جهة ثالثة، ويتأتى هذا من طبيعة اللغة العربية الشاملة، وحيويتها في إستيعاب الجهد المعرفي والثقافي المرتبط بعمليات النقد، والإبداع الأدبي، بوصف الأول تنظيراً، والثاني تطبيقاً.
ويدخل البحث هنا في إطار فلسفة النقد التي تبحث في الأسس المُشّكِلَة للطروحات النقدية التنظيريّة، وهذا يفسر إبتعاده عن الميدان التطبيقي للنصوص الإبداعية، لأنّ العمل النقدي في هذا الإطار قد تحدَدَ ببيان الأسس والركائز التي استندت عليها المناهج النقدية المعاصرة، متخذاً من ما بعد البنيوية نموذجاً لذلك.
لقد بات من الضروري أن يتعامل النقد العربي المعاصر مع وعي الظاهرة النقدية، وليس مع الظاهرة النقدية نفسها، لأنّ الأول يطرح طرق العقلنة في خصوصية الصيغ المستدعاة، في حين يقدم الثاني جاهزيات المشروع الفكريّ الغربيّ، وممارساته النقدية بوصفها صيغاً صالحةً لكل زمان ومكان، وصيغاً ذات صبغة عالمية لا متناهية، إنّ هذا البحث هو دعوةُ يضم نفسه إلى الأصوات الداعية للخروج من ثقافة الإستهلاك إلى ثقافة الإنتاج، ومن إستيراد الأجوبة إلى مشروعية التساؤل المستمر، إنّه دعوة إلى بناء منظومة أسئلة متحركة للنقد العربيّ المعاصر، يقدم من خلالها ذاته، ويّبين مرجعيته الغائبة ببيان الأسس الفلسفية للظواهر النقدية، للوصول إلى تنظيمها الفكري، وكشف منطلقاتها المعرفية.
وقد جاءت خطة الكتاب في تقسيم الفصول إنطلاقاً من طبيعة تناول الموضوع وتدرجه المعرفيّ، لذا قام بناؤه على تمهيدٍ وثلاثة فصول، حوى الأول والثالث منها على ثلاثة مباحث، في حين ضمّ الثاني مبحثين: فضلاً عن إستهلالِ كلٍّ فصلٍ بمدخلٍ قُدمِت فيه أبجديات مهمة للدخول إلى مباحث الفصل.
جاء التمهيد ليبين إشكالية مصطلح ما بعد البنيوية من خلال تداخله مع مصطلحات عدّة أُثِر تقسيمها على محورين رئيسين هما: (المصطلحات ذات التحديدات المنهجية، والمصطلحات ذات التحديدات المعرفية)، تناول الأول المصطلحات التي تداخلت وتضايفت وتناصت مع مصطلح ما بعد البنيوية، وهي: (ما فوق البنيوية، وما بعد البنيوية، التفكيكية، واللابنيوية)، أما المصطلحات الثانية فقد تمثلت بالمصطلحات الآتية: (ما بعد الحداثة، وما بعد الإستعمارية، والعولمة، والنظرية النقدية)، وقد تبنى البحث في تحديد مصطلح ما بعد البنيوية مماثلته بمصطلح التفكيك حصراً، لأنّ الأخير يمثل المصطلح الأدق والأقرب دلالةً ومنهجاً لمصطلح ما بعد البنيوية، هذا فضلاً عن تناول التمهيد لإشكالية المصطلح في النقد العربيّ الحديث مبيناً الأرآء والتوجهات الواردة في هذا الإطار.
وتناول الفصل الأول الذي حمل عنوان "ما بعد البنيوية بوصفه منهجاً فلسفياً" ثلاثة مباحث هي: (فلسفة البنية وإشكالية النزعة الإنسانية، ومن منطلقات نيتشه إلى ظاهراتية هيدجر، ومن لسانيات سوسير إلى سيميائية بارت)، تناول الأول منها: الحديث عن معطيات الفلسفة الماركسية والفلسفة الوجودية وبنيوية شتراوس، وعلاقتهم بفلسفة البنية، وحضور النزعة الإنسانية وغيابها، وأثر ذلك كلّه على معطيات البنيوية، وما بعد البنيوية، فضلاً عن الحديث عن النقد العربي الحديث وإشكالية فلسفة البنية، وآراء النقاد العرب في وصف البنيوية بكونها فلسفة أو لا فلسفة، في حين تناول المبحث الثاني معطيات فلسفة نيتشه، وفلسفة الظاهراتية ممثلةً بــ(هوسرل، وهيدجر)، ونظريات الإستقبال والتلقي، وأثر هذه المعطيات على تفعيل الطرح النقدي لما بعد البنيوية، فضلاً عن بيان الروابط المعرفية التي تربط بين نيتشه والفكر النقديّ والعالميّ الحديث، وتوضيح العلاقات والوشائج بين الظاهراتية من جهة، والتأويلية من جهة أخرى، وتحديد الفروق المنهجية الدقيقة بين نظريات الإستقبال ونظريات التلقي، أما البحث الثالث فقد تناول مرحلتين أساسيتين في تفعيل الطرح النقدي لما بعد البنيوية، وهما مرحلة لسانيات سوسير، وسيميائية بارت، فضلاً عن مراحل أخرى حدّدها البحث بقراءة لاكان لفرويد، وقراءة التوسير لماركس.
وتناول الفصل الثاني الذي حمل عنوان "ما بعد البنيوية بوصفه منهجاً نقدياً" مبحثين اثنين هما: (تفكيكية دريدا: من لعبة الدال إلى تغييب المدلول، ومركزية النقد والتعدد الأيديولوجي)، وقد جاء الأول منهما ليدرس طروحات التفكيكية وإمكانياتها في إختبار النصوص، وفحص منظومة النقد التفكيكي، وبيان مرجعياتها الفلسفية من خلال الحديث عن معالجات دريدا النقدية، وأثر المعطيات الفلسفية في الفكر النقدي لدريدا، وخصائص النقد التفكيكي السياسية والنقدية، فضلاً عن محور عالج فيه البحث إستقبال الطرح التفكيكي في ميدان النقد العربي المعاصر من خلال معالجة المصطلح أولاً، وفحص منظومة ظواهره ثانياً، في حين عالج المبحث الثاني تقديم الطروحات النقدية التي تصدت لمعطيات دريدا، محاولة تقويمها وتحديد مسارها الصحيح من خلال مدرستين هما: (مدرسة فرانكفورت الألمانية) وأبرز دعاتها يورجن هابرماس و(مدرسة ييل الأمريكية) وأبرز دعاتها بول دي مان، وحدّدَ هذا المبحث رؤية المدرستين السابقتين لمجمل الطروحات التفكيكية، والآراء النقدية النشطة في هذا الإطار.
أما الفصل الثالث فقد جاء تتويجاً للجهد النقدي لما بعد البنيوية ممثلاً بميدان التأثير والتأثر، ومقدّماً حركية منهج ما بعد البنيوية من خلال بيان الأُسس اللاهوتية المتصلة بالقبلانية في المبحث الأول، والتأثير النقديّ والمعرفيّ الفاعل في النقد النسويّ في المبحث الثاني، وتأثير ما بعد البنيوية في طروحات فوكو من خلال منهجيه: "الحفريات والأنساب" في المبحث الثالث، وتتحدد مهمة الفصل الثالث من خلال توضيح إستراتيجية ما بعد البنيوية في الإهتداء النقدي للظاهرة، وحيوية التعامل مع اللغة، وتوسيع المعاني، وتجهيز الحلول للإخفاقات النقدية، والدخول في ميادين معرفية متشعبة لإكساب الظاهرة النقدية شمولية الطرح، وإتساع المعنى.
هذا ما كان في هيكلية البحث وبنائه المعرفي، وقد توخى البحث في مقاربته للنصوص الحيطة والحذر، نظراً لطبيعة تلك النصوص المُشبّعة بالتوجهات الفكرية والسياسية، وقد أشار البحث في مواطن عديدة بيان تلك التوجهات، وأسندها إلى مرجعياتها.(عن نيل وفرات)
بقي أن ألفت أن ملف الكتاب مضغوط...وصيغته وورد.ومقسم إلى مباحثه الجزئية بشكل قد يحتاج "تدخلا جراحيا" طفيفا من أحد أحبائنا خبراء المجلس لتنسيقه أو تحويله بي دي إف
الرابط
http://www.4shared.com/file/aisypbgo/__online.html
يبدو لي الكتاب محكم البناء متماسك المنهجية مهما في بابه... وأرجو أن يجد فيه الدارسون ما ينفعهم
تقبل الله صالح أعمالنا وأعمالكم