الهجاء في شعر حسان بن ثابت - دراسة اسلوبية
نسخة للطباعة نسخة للطباعة
Get Adobe Flash player
الباحث: أ / سالم عبود مبارك غانم
الدرجة العلمية: ماجستير
الجامعة: جامعة حضرموت
بلد الدراسة: اليمن
لغة الدراسة: العربية
تاريخ الإقرار: 2008
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص :
تناول الدرس الأسلوبي لشعر الهجاء عند حسان دراسة هذا الخطاب بمستوياته الثلاثة ، الدلالي، والتركيبي، والإيقاعي فانتظمت هذا الدراسة في ثلاثة فصول ، تسبقها مقدمة وتتلوها خاتمة :
- المقدِّمة :
تناولتْ خمسة عناصر أساسية هي: أهمية الموضوع ، ودواعي اختياره ، والمنهج المتبع في البحث ، وخطة مباحثه ، ومصادره ومراجعه .
- الفصل الأول:
درس المستوى الدلالي للنص الهجائي عند حسان ، وضمَّ خمسة مباحث هي:
الدلالة عبر الزمن
الدلالة عبر المكان
الدلالة عبر التكرار
الدلالة عبر التقابل
الدلالة عبر التوازي
وقد درس الدلالة عبر ظاهرتي (الزمن ، والمكان) وكشف عن العلاقات الدلالية بين ألفاظ كل ظاهرةٍ منهما بعضها مع بعض ، وبينها وبين السياق الذي جاءت فيه ، متأملاً إنتاجها الفني في النص على مستوى الدلالة والإيحاء ، ثم درس الدلالة عبر(التكرار، والتقابل ، والتوازي) وتبين من خلالها عمق العلاقة والصلة بين هذه الظواهر الثلاث ، ودورها الفني في إبراز بلاغة النص ، وإسهام كل ظاهرةٍ منها منفردة أومجتمعة في تكثيف دلالة النص وتعميق معانيه.
- الفصل الثاني:
درس المستوى التركيبي لهجاء حسان ، وتناول فيه أبرز مظاهر التركيب والترتيب فيه ، فتناول أسلوبية الانزياح في صياغة خطابه ، من خلال مبحثين أساسيين ، الأول: الانزياح في أساليب تركيب الكلام ، وتمثل في أربع ظواهر أسلوبية هي :
التقديم والتأخير .
الذكـر .
الحـذف .
التقييـد .
وقد تناول البحث في إطار (التقديم والتأخير) أسلوبية حسان في مظهرين آخرين من مظاهر خطابه ، هما التزامه الترتيب الأصلي للجملة ، وابتداؤه الكلام بالنكرة من غير مسوغ ، وفي كل هذه الأساليب تعرَّفَ البحث أسلوبية هذه التراكيب ، وأثر اختيار الشاعر لها في إنتاج دلالة النص ، وتعزيز خطاب الهجاء . والمبحث الآخر : الانزياح في أساليب إنشاء الكلام ، وتمثل أيضاً في أربع ظواهر بلاغية هي :
الأمـر .
الاستفهام .
النـداء .
النهـي .
وقد تبينت من خلال هذه الظواهر نزعة حسان في استعمال هذه الأساليب بعيداً عن دلالاتها الوضعية في اللغة ، إلى دلالاتٍ بلاغية أخرى أفادت سياق النص ، وأثرت معناه ، وفي المبحثين كليهما ظهرت أسلوبية الانزياح في النص بدلالات مجازية ، حققت للنص معاني ، وللمعاني لطائف .
- الفصل الثالث :
درس المستوى الإيقاعي للخطاب الهجائي عند حسان ، مبيناً علاقة الإيقاع بعذوبة النص الشعري ، وأوجه الاتفاق والاختلاف بين الوزن والإيقاع ، ثم تناول أبرز عناصر الإيقاع ومظاهره (الخارجية والداخلية) ، فتناول في درس الإيقاع الخارجي : خصائص الأوزان المستعملة ، وقرأ إحصاءاتها ، ثم رصد بعض تغيُّرات هذه الأوزان المتمثلة في الضرورات الشعرية ، وتبين دلالاتها، وحاول بعد ذلك أنْ يتعرّف ماهية العلاقة بين الوزن والعاطفة الإنسانية، ثم درس القوافي وأنماطها ، وأنواع حروف الروي فيها ، ومخارج تلك الحروف ، وقرأ خصائص استعمالاتها ، راصداً بعض مظاهر القافية العامة كـ(الإقواء، والإيطاء، والتضمين) ، فتعرّف وجودها في نص حسان ، وارتباطها بالهجاء ودلالاته ، وكيف تغدو هذه المظاهر أسلوباً قبل أنْ تكون عيباً للقافية ، وتناول في درس الإيقاع الداخلي أربعة مظاهر إيقاعية عامة ؛ وجدها البحث ظاهرة بارزة في شعر حسان وهي:
1- إيقاع الحرف: وتمثل في خمسة مظاهر أسلوبية إيقاعية جسدت جرس الحروف عند حسان هي: إشباع حركة حرف الروي ، وتكرار الحرف ، والمجانسة بين الحرف المتكرر والروي ، وتكرار الحروف بوصفها أدوات ربط نَغَمي ، وتكرار حروف المد واللين.
2- إيقاع الألفاظ : وتمثل أيضاً في خمسة مظاهر أسلوبية إيقاعية هي: تكرار اللفظ وهندسته الصوتية ، والتصدير، والتذييل ، والتقابل ، والاشتقاق والمجانسة .
3- إيقاع الجمل .
4- إيقاع التقسيم والمناسبة الصوتية .
وفي الجملة جاء درس الإيقاع تتويجاً لدراسة الكلام الشعري ، ومميزاً له من غيره من الكلام المنثور أوالمنظوم .
- الخاتمة :
اشتملت على أهمَّ النتائج التي انتهى إليها البحث .
*
تجلت في هجاء حسان خصائص كثيرة ، مثلت مثيراتٍ أسلوبية ومتغيرات دلالية ، أظهرها منهج الدراسة لهذا الشعر، بوصف الشعر أسلوباً وبناء ، وبوصف الأسلوبية ممارسة وإجراء ، حيث تُعبِّر اللغة ، ويبرز الأسلوب .
*
على المستوى الدلالي ظهرت في النص علاقاتٌ دلالية بين الألفاظ أنفسها ، وبين الألفاظ والسياق ، وتنوعت دلالات تلك العلاقات حتى جاء البيت الواحد بدلالات متنوعة في كل ظاهرة .
*
جاء الزمن عند حسان زمناً حسياً ، نَدَرَ فيه البعد النفسي والمعنوي للزمن ، فقد جاء بدلالات متعددة ؛ لم تخرج عن دلالة الوقت والزمن ، إلا أنََّها ليست كما هي في الوضع اللغوي له ، وإنَّما جاءت أغلب ألفاظه تدل على الزمن المطلق ، المبهم غير المحدد .
*
ظهر المكان عند حسان واقعياً جغرافياً ، لكنه ارتبط مع السياق بتعالقٍ دلاليٍ ؛ جعل منه مكاناً شعرياً أيضاً ، فكانت كل الأمكنة التي جاء بها حسان أعلاماً لها حيزٌ مكاني في الواقع إلا أنه ربطها فنياً ؛ فجاءت تندرج تحت ثماني حالاتٍ لشعرية المكان في النص ، فظهر المكان يدل على العَلَمِيّة والشعرية في آنٍ واحدٍ معاً .
*
تتضافر في نص حسان ثلاث ظواهر أسلوبية هي: ( التكرار والتقابل والتوازي ) ، فيأتي التكرار قائماً على التقابل، أو يأتي التقابل مبنياً على التكرار محدثاً للتوازي، أو يأتي التقابل يُحدث توازناً في النص، فيسهم هذا التضافر في تعزيز دلالة النص ، وتكثيف إيحاءاته.
*
أظْهَرَ التكرار بأنواعه المختلفة ، وأشكاله المتعددة ؛ نزعةً أسلوبية في شعر حسان ، حتى تكاد لا تجد قصيدةً أو مقطوعةً إلا وفيها نوعٌ من التكرار أو أكثر، إلا أنَّ هذه الظاهرة وإنْ بَدَتْ أكثر حضوراً في النص ، فإنَّ الحضور الدلالي للتقابل كان أكثرَ كثافةً وعمقاً .
*
أظهرت دراسة المستوى التركيبي انزياحات الصياغة في التركيب والترتيب عن المألوف المعتاد ، فجاء التقديم والتأخير، والذكر، الحذف ، يعزز الدلالة ، ويرتبط في النص بمعاني الهجاء والتهكم . وظهر فيها (التقديم والتأخير) ظاهرةً شائعة ؛ تعددت أشكالها وتنوعت دلالاتها ، حتى جاء نمط التقديم الواحد بدلالات متعددة ، كالتحقير، والتحسر، والديمومة، والشمول ، وغيرها من الدلالات الأخرى .
*
وجد البحث في التزام الشاعر بالترتيب الأصلي للجملة، وفي ابتدائه بالنكرة من غير مسوِّغ، دلالاتٍ متعددة ، كشفت عن أسلوبية استعمال هذين المظهرين في صياغة الشعر وتركيباته.
*
أظهر البحث في هجاء حسان ظاهرة جديدة على مستوى التركيب والصياغة ، هي ظاهرة (التقييد) ، التي لفتت نظر البحث ؛ فوجد في بعض الأبيات تقييداً لفظياً ؛ يتقيد به المعنى في النص ، فيرتبط بقيدٍ لفظي يتوقف فيه الجزء الأول من الكلام على جزء آخر منه، أو يتعلق تقرير المعنى في النص على هذا القيد المذكور فيه ، فيكسبه زيادةً في المعنى تُفيده دلالة التقييد في الكلام ، فيظهر للمتلقي – من خلال السياق - وعي الشاعر وقصده في إبراز المعنى بهذا القيد ، وإرادته له ، وقد جاء على نوعين : تقييد بجملة الاعتراض ، وتقييد بغير الاعتراض .
*
في أساليب إنشاء الكلام وجد البحث انزياحات متعددة تجلت في أربعة أساليب بلاغية ، هي الأمر، والاستفهام، والنداء، والنهي، فجاءت في النص بغير دلالاتها التي وضعت لها في اللغة ، عدا أسلوب (النهي) فإنَّه وإنْ مارس إنتاج دلالات أخرى ؛ فقد بقي محتفظاً بمعناه الأصلي الموضوع له في اللغة (طلب الكفّ عن الفعل) ، فأفادت جميعها بلاغة النص ، وكثَّفت دلالاته
*
في المستوى الإيقاعي أبَرزَ إيقاع النص الشعري تناغماً وموسيقا ، تناغمت فيه موسيقا (الوزن والقافية) مع موسيقا (الألفاظ والتركيبات) ، وظهرت في استعمال حسان للأوزان والقوافي والروي خصائص حسانية ، وسماتٌ أسلوبية ، كشفت عنها قراءة إحصاءات هذه المظاهر الإيقاعية ، منها الإكثار من استعمال القافية المكسورة بنسبة (53.3%) من إجمال أشعار الهجاء ، ومنها الإكثار من استعمال حروف ( الراء ، والدال ، واللام ، والباء ، والميم ، والعين ) روياً لأشعاره حتى بلغت نسبة استعمالها (80.5%) من إجمال أشعار الهجاء ، وهي نسبة تزيد عن نسبة استعمال القافيتين الأُخْرَيَيْنِ (المفتوحة والمضمومة) مجتمعتين ، ومنها أيضاً اشتراك هذه القوافي الثلاث في حرفٍ واحد هو (اللام) ومنها أيضاً الإكثار من استعمال حروف الأسنان .
*
الإيقاع نظام ، والموسيقا هي نِتاج هذا النظام ، وقد جاء نظام الإيقاع في شعر حسان إيقاعاً للبيت الشعري بأكمله ؛ موسيقاً ونغماً ، يتوزع على عناصر البيت كافة ( الصدر، والحشو، والعجز ) ، وقد تمظهر ذلك من خلال مظاهر إيقاعية كثيرة تمثلت في : التكرار بأنواعه المختلفة ، وإشباع حركة حرف الروي ، والمجانسة بين الحرف المتكرر والروي ، والتقابل والاشتقاق والمجانسة ، فضلاً عن إيقاع الألفاظ والجمل ، والتقسيم ، والمناسبة الصوتية ، وغيرها من المظاهر التي أسهمت في التشكيل الإيقاعي للنص.
*
بتأمل الهندسة الصوتية للتكرار يتجلى لنا انتشار هذه الظاهرة عند حسان في أجزاء البيت الشعري وعناصره كافةً، مما يوحي لنا أيضاً بنزعة الشاعر نحو هذه الظاهرة واهتمامه بها.
*
إنَّ في ضرورات الشعر ، أوعيوب القافية والوزن عند حسان أسلوباً فنياً ، وجد البحث له دلالات وإيحاءات ، خدمت دلالة الهجاء ، وعمّقت سياقه ، فلم تعد تلك المَواطن مجالاتٍ لنقد الأدب والشعر ، بقدر ما هي مجالاتٍ لنقد النحو والصرف .
*
من خلال ما تقدم يمكن القول بأنَّ ما قيل في التقليل من شاعرية حسان ، أو ضعف شعره في الإسلام ؛ يثبت الأسلوب خِلافه ، فشعرٌ ذو علاقات دلالية ، وتراكيب بلاغية ، وانزياحات أسلوبية ، وموسيقا نَغَمية ، من أين نحكم عليه بالضعف ، وكيف ؟ ولماذا لا نقول – في ضوء منهج هذه الدراسة – إنَّ الخلل ليس في شعر حسان ، وإنَّما في إبداع من يقرأ أساليب هذا الشعر ، و يتأمل خصائصه ، ويستخرج ظواهره ومظاهره .
Abstract :
The researcher studies the stylistic aspects in the satirical poetry of Hassan in the connotative, the syntactic, and the rhythmic levels. The study consists of an introduction, three chapters and a conclusion.
Introduction:
It deals with five essential elements: the importance of the subject, the justifications of choosing it, the research approach, the areas of study plan, and the references.
Chapter One:
It studies the connotative level of the satirical text; it has five major topics:
1. Connotation through time
2. Connotation through place
3. Connotation through repetition
4. Connotation through juxtaposition
5. Connotation through parallelism
The chapter studies the connotation through the phenomena of (time and place); it discloses the connotative relationship between each phenomenon utterances; context and its reflection on the text through connotation and suggestiveness. It studies connotation via (repetition, juxtaposition, parallelism).Thus, the depth of contact between the three phenomena is highlighted; its artistic role in text eloquence prominence; besides, the contribution of each phenomenon or all phenomena in the condensation of text connotation and the depth of its meanings.
Chapter Two:
It studies the syntactic level in Hassan's satire. It discusses the major structures and their sequences, extra-position in the formation of his discourse. It has been conducted via two major issues:
First: Extra-position of speech structure styles that has been manifested in four stylistic phenomena:
1. Initiation and postponement
2. Stating
3. Omission
4. Commitment
The researcher discusses "the initiation and postponement" style in two other discourses of his discourse manifestation, his commitment to the original arrangement of the sentence, initiating his discourse with indefinite word – without justification. In these styles, the research identifies the style of these structures; the impact of such a choice on producing text-connotation, reinforcing the satirical discourse.
Second: Displacement of Speech Composition Styles that has been manifested in four pithy manifestations:
1. Imperative
2. Interrogative
3. Calling
4. Negative imperative.
It has become clear through these phenomena that Hassan has a tendency to use these forms with disregard of their connotation placement in language, but to other connotative pithiness that serve the context of the text and enriched its meaning. In both issues, the extra-position style in the text has appeared in the metaphorical connotations that have semantically added to the text meaning.
Chapter Three
It discusses the rhythmic level of Hassan's satirical discourse, the relationship between the rhythm and the aestheticism of the poetic text, the agreement and disagreement between the rhyme and the rhythm .It deals with the major elements of rhythm and its manifestations( internal and external). In the external rhythm, these areas have been investigated: the characteristics of the used rhymes, their statistics and the changes of the rhymes in accordance with the poetic necessities and their connotation: the relationship between the rhyme and the emotions, the types of poetic meters, the types of the rhyme scheme, the pronunciation effects, and their usages. Some rhythmic patterns are dealt with such as : (Igua, Ieta and tadhmim). The researcher discusses the existence of these patterns and their relationship to satire and its connotations and when they become stylistic devices rather than defective usages. Besides, four prominent rhythmic patterns are found to be a dominant feature in Hassan's poetry:
1. The rhythm of the letter
2. The rhythm of the utterance
3. The rhythm of the sentence
4. The rhythm of division and voice occasion.
The researcher elaborates on these rhythmic patterns to disclose Hassan' satirical poetic style.
Conclusion
It contains the findings of the research.